الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

مذكرات مهندس في العريش الحلقة الثالثة : لقاء مع الملثم


طوال حياتي في القاهرة كنت بسمع في الأخبار عن مجموعة من الملثمين يضربون خط الغاز وملثمون يقوموا بالهجوم علي قسم العريش يعني طول عمري بسمع عن الملثمين .. لكني لما بدأت شغل وفي أول اسبوع لي في العريش كنت سعيد الحظ بشكل كافي بحيث إني اقابل بنفسي الملثم اللي معاه سلاح آلي .. ومش بس ملثم واحد .. لا دي مجموعة ملثمة. بداية الاحداث إننا زي كل يوم عادي نزلنا الصبح ركبنا اتوبيس الشركة وتوجهنا كالمعتاد إلي المصنع المتواجد علي بعد حوالي 60 كيلو من البحر في عمق سيناء مع العلم إن رفح من نفس النقطة تبعد حوالي 50 كيلو فقط. المهم كالعادة في طريقنا مرينا علي نقطتين من الجيش وحرس الحدود آخرهم كان عند منطقة اسمها بئر لِحفِن (دي في مصر مش في إسرائيل).

بعد النقطة دي بحوالي كيلو او اتنين بالكتير لقينا الاتوبيس اللي قدامنا بيهدي واحنا وراه فبالتالي احنا كمان هدينا كلنا بصينا علي الاتوبيس اللي قدامنا علشان نشوف هو وقف ليه لقينا عربية نص نقل عليها رشاش زي اللي بيطلع في التليفزيون في ليبيا قاطع الطريق عليه وحواليه حوالي اربعة ملثمين اللي معاه آلي واللي معاه متعدد (مش عارف إزاي كان ماسكه في ايده) وكان معاهم واحد شايل مسدس (ده تقريباً جي غلط) وشفناهم بينزلوا زمايلنا من الاتوبيس وبعد ما كل اللي في الاتوبيس نزلوا ركب واحد منهم الاتوبيس وطلع بيه.

طبعاً الواحد ساعتها كان بيتمني إنهم مايخدوش بالهم مننا وتتحقق معجزة الرسول لكن خلاص زمن المعجزات للأسف إنتهي وفجأة بدأ الملثمين المسلحين بالتحرك ناحيتنا وفي الظروف دي بيجيلك رغبة رهيبة في دخول الحمام ولما وصلوا للسواق قالوا له متعدوش من هنا تاني وقعدوا يخبطوا علي الاتوبيس كنوع من التحية وسابونا ومشيوا.

نزلنا لزمايلنا نطمئن عليهم لقيناهم بخير زيادة عن اللزوم بمعني إنهم مكنوش متوترين ولا مرتبكين ولا كأنهم لسة نازلين تحت تهديد السلاح ولقيت واحد بيقول "طب احنا كدة لو مرحناش هايتخصم اليوم ولا هانعوضه في يوم تاني ورديتين وراء بعض ؟" ساعتها كنت هاشتمه بكل الشتايم اللي اعرفها. وفجأة سمعت واحد كبير عاقل بيقول "لأ الشركة لازم تشوف حل" قلت في سري ايوه كدة لازم يبقي في موقف فلقيته بيكمل وبيقول "ما هو مش كل شوية يقطعوا علينا الطريق وييجوا يضربوا نار في المصنع .. ده آخر مرة خرموا تانك واضطرينا نفضيه كله والصيانه قعدت تصلح فيه بتاع اسبوع وفضلنا موقفين الخط لحد ما صلحناه" فمقدرتش امسك نفسي وقلت للي جنبي ده انتوا متعودين بقي قام قال لي حكاية لطيفة جداً.

مرة أحد العمال المتعاقد معهم لنقل كمية معينة من الخام قصر ولم يورد كل الكمية وبالتالي كرد فعل طبيعي من الشركة اتخصم من أجره ولحد هنا طبيعي خالص , اللي مش طبيعي إن زميلي ده واللي أنا شغال نفس شغلته دخل عليه الاخ إياه ومعاه اتنين وشايلين سلاح وقالوا له وقف المصنع , واحنا نازلين تحت لو لقينا حاجة شغالة هانطلع نعلقك !! أنا كإنسان المفترض إنه محترم اكيد معنديش الرغبة في إني اتعلق في غرفة التحكم مقر عملي وفي اللحظة دي وبعد ظهور التوتر علي وجهي لقيت مهندس كبير بيهديني ويقول لي متقلقش فقلت في سري "تمام .. يعني دي أول مرة والموضوع هايتحل جذرياً" لقيته بيقطع حبل أفكاري ببشاعة ويقول لي "بكرة تتعود"

كل اللي فات ده جزء بسيط من غرابة الموقف لكن الجزء الأكبر يكمن في إن احد الملثمين ساب ورقة فيها اسمه وتليفونه !!!!!!!! لقيتني بتلقائة بسألهم "طب ماسبش الايميل ادريس بتاعه" أنا قلت اضيفه علي الفيس بوك أو حتي اعمله فولو علي التويتر لكني اتصدمت فيه كملثم لأنه ماسبش ايميله يعني مكنش عيش وخطف ده ؟ دي مش أخلاق الملثمين علي فكرة ده حتي ماسبش إهداء كاتب بس إن اسمه ايمن السواركي. سألتهم هو نمرته 012 قالولي لأ 019 قلت يا خسارة كنت عايز اضيفه علي نظام احسن ناس .. وأهو النوع ده تتصل بيه تلاقيه عامل الكوول تون بتاعته "انزل من الاتوبيس .. إنزل" ولو مردش هاتلاقيه مسجل في الانسر ماشيين بيقول "أنا مشغول دلوقتي في معركة .. اترك اسمك وتليفونك ومحفظتك واتوبيسك بعد سماع صوت ضرب النار"

في الآخر روحنا المصنع والإدارة طمنتنا إن في مصدر أمني رفيع المستوي جي المصنع وكلم الملثم بكل قوة وحزم وشدة وقال له "الاتوبيس يبقي هنا بكرة" بصراحة الملثم كان محترم فوت اليوم التاني وفي اليوم اللي بعديه قطع الطريق وأخد اتوبيسين المرة دي وبعد الظهر وأثناء توجه مجموعة من الخبراء الاجانب للمصنع قطع عليهم الطريق وخد العربية الملاكي وراحوا المصنع ضربوا نار كنوع من الاعتذار وإبداء الخوف من تهديدات المصدر الامني رفيع المستوي.

اللي ضايقني فعلاً إن الملثم كان محترم وقال في المرة الاولي متعدوش من هنا تاني ومع ذلك رحنا تاني وبدون حماية و ده من وجهة نظري بيحمل رسالة ومعني قوي ألا وهو إن احنا كشركة ... اتبسطنا. ويبقي السؤال هل تتخذ الشركة موقف قبل ما تخلص اتوبيساتها ويدخلوا علي الموظفين ولا الملثم هايكمل المجموعة وفي الآخر يعمل مصنع اسمنت ويشغلنا فيه بالسخرة ؟ قبل الاجابة علي ذلك السؤال وقبل ما أعيش (لو في نصيب) الموقف اللي هايجاوب السؤال ده قررت إني انسحب وارجع لمصر واروح مقر الشركة واشوف هل ممكن ينقلوني لمكان اقدر اعيش فيه لمدة اطول ولا لازم ارجع العريش.

الأحد، 11 سبتمبر 2011

مذكرات مهندس في العريش الحلقة الثانية : مفيش دي في دي ؟

بعد رحلة دامت لأكثر من 6 ساعات نزلت من السوبر جيت أمام الفندق المنتظر في أول تجربة لي في التعامل مع فنادق المهم عملت نفسي ابن ناس ودخلت بكل ثقة وقلت له بتناكة "في حجز باسم محمود فتحي" قال لي ثواني حضرتك وقعد يبص في الكشف ويفتح في الكمبيوتر في الآخر بص لي وقال لي "معندناش حجز باسمك يا فندم" مع ابتسامة صفراء يصحبها نظرة قرف. أنا طبعاً شكلي بقي وحش جداً ومحرج علي الآخر وشفت في عينيه نظرة بتقول "وعامل لي نينجا و كاو بوي وداخل بتناكة" فأنا قلت احافظ علي ما تبقي من منظري وبصيت له بتناكة وقلت له "إزاي ؟ طب ثواني أنا هاشوف الموضوع ده" واتصلت بالشركة والحمد لله الراجل المسئول في الشركة رجع لي هيبتي وكلمهم فاحترموني. جت اللحظة اللي بتفرج عليها في التليفزيون علي طول اللي هي لما ييجي حد يشيل الشنطة ويوصلني الغرفة وفعلاً جي وزي ما بييجي في التليفزيون الراجل بتاع الاستقبال قال له وصل الاستاذ لغرفة 2023 وخد من الشنطة ووصلني بس بمجرد ما فتح الغرفة افتكرت إن في التليفزيون برضه النزيل اللي هو أنا بيدي للشخص اللي شال الشنطة بقشيش فأول ما لقيته بيفتح الاوضة طلعت الموبايل وعملت نفسي بتكلم في التليفون لقيته واقف مستني قمت عملت نفسي متعصب علي اللي بكلمه لقيته لسة واقف فلما الموضوع طول وحسيت إني بقيت مصطنع جداً قلت خلاص اقفل المكالمة الوهمية واديله اللي فيه النصيب بمجرد ما قفلت قال لي أي خدمة فرحت اجيب فلوس من المحفظة وقلت له شكراً فمتنحش ومشي ... وفي اللحظة دي فرحت بجد.
أي مكان جديد الواحد بيلف فيه شوية علشان يعرفه , لكن أنا دخلت ألف علشان افهمه في حاجات كتير مقدرتش افهمها وخصوصاً في الحمام اللي اغلب الحاجات اللي فيه اتسمت بالغموض التام. مبدأياً في مراية كبيرة قوي بطول الحمام جايباك في أي حتة تروحها مقدرتش افهم الغرض منها والافلام الاجنبي اثرت علي فدايماً ببقي مقلق لأحسن يكون في الناحية التانية محققين بيتابعوني ووصل قلقي إني فكرت استحمي في الغرفة اضمن مافيهاش خبايا. تاني حاجة الاشياء اللي كانت علي الحوض , كان في بوتقة فيها محلول اصفر لزج قعدت اقلب البوتقة لحد ما لقطت كلمة شامبو. جنب البوتقة كان في بتاعة كدة في علبة طلعتها لقيتها زي الكيس وبعد دراسة متعمقة عرفت إن دي اللي بتتحط علي الشعر علشان ميتبلش بس كنت بسأل نفسي يعني هو الواحد هايستحمي ويغرق نفسه مياه وخايف علي شعره لايتبل. في الناحية التانية من البوتقة والبتاعة بتاعة الراس كان اغرب حاجة في الحمام , كان في بتاع كدة شبه التليفون بس بسماعة بس وفيه زرار ناحية الايد حطيته علي ودني مسمعتش حاجة , دوست علي الزرار برضه مسمعتش حاجة قعدت اقلب فيه لقيت زرار في المصدر بتاعه دوست عليه بعد كدة دوست علي الزرار اللي في الايد .... طلع هواء وسخن فعرفت إنه مجفف الشعر ومن ساعتها مبقتش انشف بالفوط كله بالمجفف وساعات كنت بدلق مياه علي هدومي وادخل اجففها بحيث اكتشف قدرة الجهاز وحاولت اعمل بيه شاي بس منفعش.
تاني يوم نزلت رحت الشغل وسايب الاوضة مكركبة والسرير مقلوب والحاجات دي ولما رجعت لقيت كل حاجة مترتبة والفوط مكانها والزبالة فاضية والسرير مترتب فوقفت علي باب الاوضة وندهت "ماما ؟ " فجأة لقيت واحد جاي من ورايا خضني وقال لي "أي خدمة يا فندم انا نضفت الاوضة بس لو حضرتك مش عايزني انظفها إلا لما تقول في ورقة بتتعلق علي الباب" فعرفت إن هو ده اللي عمل الحركات دي ومن ساعتها بقيت يوم اطلع الورقة ويوم لأ من باب التسلية. طبعاً كنت سعيد بالترتيب الذاتي للغرفة بس اتضايقت جداً لأنه بيرجع الحمام زي ما كان فبضطر كل مرة اعيد البحث في الحاجات اللي كنت فهمتها وهو لخبطها.
في النهاية اكتشفت إن النزول في فندق ملخصه إنك بفلوسك بتشغل الكل عندك وتخليهم مجبرين يحترموك ويغيروا أي حاجة مش عاجباك حتي لو مفيش سبب ليه معني  ومن ساعتها بقيت اجرب أي حاجة انا كنت بسمع عنها ومعرفهاش شوية لو سمحت ابعتلي الفطار علي الاوضة وشوية لو سمحت هو التليفزيون مافيهوش ميلودي ليه ؟ ووصولاً إلي .. مفيش دي في دي ؟
انتظروا الحلقة القادمة : لقاء مع الملثم


الأحد، 4 سبتمبر 2011

مذكرات مهندس في العريش الحلقة الأولي : في رحاب السوبر جيت


أول ما وصلت لميناء القاهرة البري في الترجمان حوالي الساعة 7:15 سألت عن مكان الاتوبيس اللي المفروض يطلع الساعة 7:30 رد علي الموظف بكل فخر وقال لي "لا لسة ماجاش اصلاً" وبالتالي قعدت في الاستراحة اتأمل الرحلات اللي كان المفروض تطلع في ميعاد والراجل بينادي عليها بكل فخر بعد ميعاد طلوعها بحوالي نص ساعة قائلاً "اللي رايح شرم الشيخ اتوبيس 7:15" مع العلم إن الكلام ده حوالي 7:45 ساعتها بس فهمت هو ليه اتوبيس العريش اللي طالع 7:30 لسة مجاش.
بعد ما ركبت الاتوبيس واستقريت بدأت اتفرج علي الناس اللي بتقعد تظبط في التكييف من ساعة ما يطلعوا لحد ما ينزلوا فتلاقيهم كلهم رافعين ايديهم كأنهم اسري وبيلعبوا في التكييف زي ما يكونوا  بيحلبوه وكنت منتظر في أي لحظة إن السواق يعرض إعلان "حليب التكييف". في لحظة تأمل من الشباك فوجئت اللهم اجعله خير كرسي اللي قدامي بقي تقريباً علي حجري والراجل بدأ يريح براسه علي صدري طارحا ً بشكل روتيني السؤال اللي ساعتها مالوش أي لازمة "انا كدة مضايقك ؟" وانا طبعاً من باب الذوق اقول له "لأ خالص" وفي سري بقول ده علي اساس إني بقوم بدور الست الوالدة أو الحلاق بتاع سيادتك وهاغسلك شعرك.
وفي تلك اللحظة قفز شخص ما غريب الاطوار فيم بعد عرفت إنه رايح غزة ومش معاه بطاقة إنما باسبور وده كان هايسبب مشكلة عند احد نقط التفتيش بتاعة القوات المسلحة اللي بالمناسبة دباباتها في سيناء أحلي من اللي بتنزل القاهرة. المهم ذلك الشخص المريب كان زي اللي قدامي بالضبط معتبرني في مقام الحاجة وبالتالي كان بيريح علي كتفي وكان علي وشك إنه يحضنني ولما صحيته علشان يلم نفسه اداني ظهره وأخد وضع الامبرة ونام .. اكيد مكنش الوضع كويس بس احسن من وضع الامومة الي كان بيفرضه علي. وكان الجو كله غريب وزاد غرابة بعد ما احد الركاب شغل اغنية "قدري ومكتوبي" لعمرو دياب واللي ساعتها رجعتني لجو التسعينات ومصيف جمصة وبلطيم كان ناقص بس يشغل جرب نار الغيرة لوردة وداري عيونك عني و داري لعلاء عبد الخالق وساعتها كنت نزلت من الاتوبيس ورجعت بيتنا.
طول الطريق وانا منتظر اللحظة اللي حكالي عنها كل اللي راحوا العريش وهي المرور فوق كوبري السلام لكن من فرط المتعة في الاتوبيس ومع تشغيل السواق لفيلم مقلب حرامية كنوع من الترفيه نمت وكنت كل شوية انام واقوم ابص اشوف وصلنا للكوبري ولا لسة. وفي مرة صحيت من النوم لقيت منظر الطريق اتغير بنسبة كبيرة فبصيت ورا كدة لقيت الكوبري وكنا خلاص عدينا وكنت بحاول اضحك علي نفسي واقول احنا لسة هانلف ونطلعه لكني تأكدت من الحقيقة بعد ما لقطت يافطة من علي الطريق مكتوب عليها منطقة القنطرة شرق.
بعد التوغل قليلاً في سيناء بدأت اشوف حاجات غريبة أولها انواع العربيات اللي اللي اغلبها من النوع الضخم والناس اغلبها لابس جلاليب غير حبة جمال من حين لآخر وهنا شكيت إننا نكون دخلنا اراضي المملكة السعودية لكن راح الشك بيافطة مكتوب عليها مرحباً في شمال سينا. اغرب حاجة شفتها إن فجأة لقيت عربية ميكروباص بوكس زي اللي موجود في ناهيا والطوابق الناحية التاني وبتنزل واحد قعدت ابص العربية دي جت منين ؟ طب الراجل ده نازل هنا يهبب ايه ؟ طب بيدفع اجرة نظير ايه ؟ ده وصل لنهايته والمفروض يحتفظ بكل قرش علشان ينفعه في الضياع اللي نزل فيه. زادت دهشتي لما شفت ملعب كورة مجهز بأرضية ترتان واجوال بشبك بس مفيش أي حاجة حواليه غير ظهور نخلة واحدة منفردة وسط الصحراء يعني بإختصار الدنيا كانت بتدل علي إنفصال النشاط عن السبب.
بعد حوالي 5 ساعات في الصحراء وصلنا لما يسمي الاستراحة اللي شفت فيها طيور الحمام بحجم الفراخ وانا اصلاً افتكرتها في الاول طاووس. مكنش عندي مبرر انزل الاستراحة لكني قلت اهو اغير قعدة الكرسي وأول ما نزلت لقيت واحد بدوي بيتكلم في التليفون بيقول "هوي" قمت لفيت وطلعت الاتوبيس تاني وفضلت فيه لحد ما نزلت قدام الفندق اللي هاقعد فيه أول اسبوع بعد كدة ربنا يسهل. الخلاصة كانت رحلة ممتعة لكني لا أظن إنها هاتفضل ممتعة مع تكرارها رايح جاي كل شوية وده اللي خلاني مزعلش قوي إن فاتني منظر الكوبري لأني كدة كدة هاعدي عليه كتير والجايات اكتر من الرايحات.
انتظروا الحلقة الثانية : مفيش دي في دي ؟

الخميس، 1 سبتمبر 2011

الصديق الحق


هو الشخص اللي مهما تعدي السنين ومهما تتغيروا انتم الاتنين بيفضل صاحبك وعلاقتك بيه بتزيد عمق. هو الشخص اللي بيفرح لك في فرحك كأنه هو صاحب الفرح ويسعد بإنجازك كأنه هو اللي هايستفاد منه. هو الشخص اللي لما تكون حزين وبتواجه مشكلة بيقف جنبك ويحاول يلاقي حل للمشكلة أو علي الاقل يساعدك علشان تخرج من جو الحزن علشان تقدر تفكر. هو الشخص اللي مهما كانت ظروفه هايساعدك حتي لو هو اللي كان ساعتها محتاج مساعدة. هو الشخص اللي دايما بيحسسك بقيمة اللي انت بتعمله لو شافك مبسوط بيه مهما كان مختلف معاك فيه. هو الشخص اللي بيروح يتعلم الحاجات اللي انت مهتم بيها علشان يزود الرابط بينكم وعلشان دايماً يبقي معاك ويساعدك لما تحتاجه. هو الشخص اللي بيستحملك في غضبك مهما كنت قليل الذوق معاه وبعد ما تهدي يرجع يعاتبك بهدوء علشان ميبقاش في مكان لأي حاجة وحشة بينكم. هو الشخص اللي في كل مكان ليكم مع بعض ذكري وكل مناسبة ليكم فيها موقف.
كل الكلام اللي قلته مش من دماغي ولا ناتج لتحليلي الدقيق لعلاقة الاصدقاء ببعض لكنه مجرد سرد للي بيعمله معايا صديق عمري ورفيق دربي ... محمد السعيد. صديقي محمد مش بس أثر في حياتي أنما كمان في شخصيتي ولولا وجوده كنت خسرت جزء مهم جداً في شخصيتي , ساعدني بكل إخلاص علشان ابقي احسن وكأني لو نجحت في حياتي هو اللي هاينجح , لما بقول له إني بعمل حاجة معينة بيتابع معايا ويشوفني وصلت لايه ولو لقاني بتدلع بيشد علي علشان انجز , بيستحملني جداً لدرجة إن اهلي سألوني هو مستحملك ليه ؟
حاجات كتير ومواقف كتير وتجارب كتير مريت بيها مع صديقي محمد تتكتب في مجلدات لكني لسة مبتدئ علشان كدة كتبت الكلام ده كنوع من العرفان بالجميل والتفاخر بإني عندي صديق زييه وبرضه هدية ليه في عيد ميلاده اللي هو بكرة 2 سبتمبر علشان اوفر تمن الهدية .. وهي دي الصداقة الحقيقية من ناحيتي :)