الأربعاء، 25 مايو 2011

حكاية ماتش كورة


مرة فريق كورة كان بيلعب ماتش مع خصم قوي وكان كسبان 2 – 0 وفاضل لسة كتير علي نهاية المباراة وفي وسط اللعب وقف الفريق يتخانق مع بعضه علي مين اللي هايشيل الكأس لما يكسبوا فقال المهاجم الاول : انا اللي المفروض اشيله لاني انا اللي جبت الجون الاول واحنا كلنا كنا مستبعدين اننا نعرف نجيب فيهم جون قام المهاجم التاني قايل يا سلام طب ماشيلوش انا ليه ؟ ما انا اللي جايب الجون التاني وهو ده اللي احبطهم وخلاهم ينهاروا. فرد الثالث بالنيابة عن لعيبة خط النص : وهو انتوا كنتم تعرفوا تعملوا حاجة لولا خط النص دا هو اللي كان رابط بينكم وبين الدفاع وهو اللي لاعب ليكم الكورتين يبقي احنا اللي المفروض نشيل الكأس لما نكسب. قام واحد لسة نازل قال : ومشيلوش انا ليه ؟ انا اكتر واحد بيعبر عن الجمهور هنا والمفروض انا اللي اشيله. قام واحد رد عليه وقال له : انت اصلا مكنتش بتلعب ساعة ما جبنا الاجوان وانت طول عمرك قاعد علي دكة الاحتياطي يبقي ازاي تشيل الكأس ؟ قالوا خلاص احنا نسأل الجمهور
راحوا للجمهور وقالوا ها يا جماعة تختاروا مين مننا يشيل الكأس لما نكسب. جزء من الجمهور رد احنا عايزين اللي جاب الجون الاول فرد جزء تاني من الجمهور وقال لا طبعاً احنا الاغلبية وعايزين الاخ بتاع نص الملعب فرد جزء تالت و قال احنا عايزين اللي لسة نازل هو اكتر واحد بيعبر عننا. فجي شباب من نفس الفريق بينهجوا ومرهقين جداً وقالوا : يا جماعة الحقوا النتيجة بقت 2 – 2 وانتم سايبيننا نلاعبهم لوحدنا ... احنا خلاص تعبنا ومش قادرين. ردوا قالوا : مش هانلعب غير لما نتفق مين فينا اللي هايشيل الكأس. فقال الشباب : يا خبر اسود دول جابوا الجون التالت .. احنا كدة بنخسر احنا رايحين نلعب. المهاجم الاول قال : طب يا جماعة نروح معاهم ولا ايه احنا كدة مش هانكسب ومش هايبقي في كأس نشيلة. رد المهاجم التاني : ماشي نروح بس انا اللي اشيل الكأس. فرد قائد نص الملعب : يا سلام عايزيننا نلعب وفي الآخر تدونا صابونة وانتوا اللي تشيلوا الكأس. فقال المهاجم الاول : والله انتوا هاتخربوها واللي زيكم مايستاهلش العب معاه اصلاً.
رجع الشباب مرة تانية وخلاص مش قادرين يمشوا وقالوا : يا جماعة النتيجة بقت 5 – 2 اعملوا حاجة تعالوا معانا. اللعيبة بصت لبعضها بتحدي بعدين كل واحد ادي التاني ظهره قام الشباب باصص للجمهور وقال له : يا جمهور اعملوا حاجة قولوا ليهم يلعبوا معانا علشان نكسب. قام مجموعة من الجمهور سكتت وبصت في الارض ومجموعة قالت لما نضمن ان الاخ بتاع نص الملعب هو اللي هايشيل الكأس ومجموعة قامت رجعت بيوتها .... وتوتة توتة لسة مخلصتش الحدوتة يا تري هاتبقي حلوة .. ولا هاتفضل ملتوتة ؟؟أسأ

الثلاثاء، 24 مايو 2011

حب المجهول .. شعب وعسكر


بغض النظر عن موقف المجلس العسكري وعن الوضع الداخلي للجيش المصري لفت انتباهي ظاهرة غريبة جداً وهي الحب والمناجاة بجهل. معرفش ازاي الواحد يبقي بيحب حد جداً وبيثق فيه ثقة عمياء بالرغم من انه يجهل اقل المعلومات عنه واحياناً كمان الموضوع بيكون بديهي بس القدرات الذهنية مش بتساعد. لفك غموض الكلام اللي بقوله هاقول مجموعة مواقف اثارت دهشتي اولهم تلك المرأة من ميدان مصطفي محمود -اللي كان بتاع الثوار يوم 25 بس بعد كدة اتلوث- لما كانت بتناشد الحاكم العسكري للبلاد وبتقول "انا بناشد سيادة اللواء مشير طنطاوي"  اكرر سيادة اللواء مشير طنطاوي. مبدأياً هو الراجل مش هايعبرها لانها ضيعت عليه سنين ورجعته لواء بعد ما وصل لرتبة مشير (ترتيب الرتب لواء - فريق - فريق اول - مشير) فهو اكيد بعد المناشدة دي هايحس باحباط شديد جداً وانا كنت منتظر انها تقول "انا بناشد سيادة اللواء مشير طنطاوي وبقول له يا سيادة الملازم" علشان تبقي جابت من الآخر والمشير طنطاوي ينتحر. بس بعيداً عن ده كله جي في بالي سؤال ... يا تري هي عارفة انه جيش ولا فاكراه شرطة ؟
تاني موقف صدر من احد محبي احمد شفيق اللي برضه بغض النظر عن اي حاجة تتعلق بيه فأنا مش عارف هي الناس لحقت تحبه في الاسبوعين اللي قعدهم واختاروا يرشحوه للرئاسة نتيجة لايه ؟ يعني عمل ايه اثار اعجابهم قوي كدة ؟ المهم المحب ده قال حكمة يشهد لها الزمان ,ويسجلها التاريخ , وتتناقلها الاجيال .. قال "كفانا حكم عسكري ... نرشح الفريق احمد شفيق رئيساً لمصر" انا طبعاً الود ودي اكتب علي الحكمة دي 4 صفحات من علامات التعجب. انا معرفش هو الاخ ده مدخلش جيش ؟ ماخدش تربية عسكرية في الجامعة ؟ طب مقراش كتاب التربية الوطنية في اولي ثانوي ؟ طب مقعدش مع الست بتاعة اللواء مشير طنطاوي واستقي من علمها وعرف ان لقب فريق لا يطلق فقط علي مجموعات لعب الكورة او محترفي الموسيقي انما كمان بيعبر عن رتبة عسكرية. بلاش دي طيب مسمعش سيادة الفريق لما قال انه حارب في 6 اكتوبر وقتل واتقتل ولا هو فهم انه يقصد 6 اكتوبر المنطقة اللي في الجيزة وبقت محافظة وانه كان واد مخلص وشقي وبيقفل شوارع بس لما كبر عقل وبقي يلبس احدث صيحات الموضة من البلوفرات. بس لو احسنت الظن بيه ممكن يكون تم تشتيته لما عرف ان شفيق كان وزير الطيران المدني فهو مسك في كلمة مدني دي وارتبط بيها وبني عليها احلامه. او ممكن يكون بالفعل قعد مع الست بتاعة اللواء مشير طنطاوي وفهم منها ان "فريق" ده اسمه وابوه اسمه احمد. المهم هذا الشخص قرر ترشيح شفيق للرئاسة بدافع قوي جدا الا وهو اعتراضه علي الحكم العسكري.
تالت موقف (نكتة) لقيت واحد بيطالب الفريق سامي عنان –بس المرة دي هو فاهم ان رتبته فريق- واللي هو رئيس اركان الجيش المصري انه يرشح نفسه للرئاسة كمستقل عن الجيش –مرة اخري 4 صفحات من علامات التعجب مصحوبة بحالة اغماء- وبكدة يكون اول شخص يطالب اهم مركز في الجيش المصري بانه ينزل الانتخابات مستقل عن الجيش .. طبعاً علي اساس ان الجيش ده حزب وطبيعي ان يبقي ليه مرشحين. بس هو السؤال الحيوي جداً هنا .. لو رئيس اركان الجيش استقل عن الجيش هل اللي هايتولي منصب رئيس الاركان هو سيادة اللواء مشير طنطاوي ؟ ولا عناصر الجيش هايتحركوا كفئات مستقلة ؟

الخميس، 5 مايو 2011

انا قلبي ورادي ليلية



من قبل ما استلم الشغل وانا اسمع عن حاجة اسمها وردية الليل بس مكنتش متصورها بوضوح لحد ما جي ليوم اللي اشتغل من الساعة 10 بالليل لحد 8 الصبح في وردية تُعَد من احد الظواهر الكونية المدمرة لصحة الانسان وبرغم استعدادي النفسي للمرور بالتجربة الا ان استعدادي ده لم ينقذني من الانهيار بعد مرور 6 ساعات فقط يعني قبل ما الوردية تخلص ب 4 ساعات. بعد مرور ال 6 ساعات الاولي في الوردية تحولت فجأة الي كائن صاحي نايم يعني بمعني علمي نايم اكلينيكياً بتحرك ولكن بعقلي اللاواعي وبالتالي كانت تجربة لطيفة لحالة النوم يقظاً. تكمن المشكلة في هذه الحالة اني شغال علي خط انتاج يعني مفيش حاجة اسمها نوم والا المصنع هايطلع منتج غير اللي المفروض يطلعه ومن عادات وتقاليد الصناعة اللي انا شغال فيها ان يحصل توقف من حين لآخر في الخط نتيجة لمشكلة ما مما يفرض علي جموع مهندسي الانتاج –اللي انا منهم- الاسراع للخط لمعرفة المشكلة والاشراف علي العمال اثناء اعادة التشغيل.

وفعلاً اثناء نومي ضربت سارينة لتعلن عن توقف الخط ولقيت نفسي –ولا حول ولا قوة الا بالله- بقوم من النوم وبجري صحيح مكنتش فاهم انا بجري علي ايه وبجري ليه بس كنت بجري وبالتالي كانت حالة من الجري بدافع غامض نحو المجهول واللي بنلاقي فيه صعوبة اننا نتعرف علي لحظة التوقف عن الجري لاننا من الاول منعرفش سبب الجري والموقف ده فكرني بايام اللجان الشعبية لما كان طفل صغير ييجي ويقول لنا انا "في بلطجية جايين من الناحية دي" نقوم رايحين نجري في الاتجاه المحدد بواسطة الطفل يعني عيل واحنا كلنا عارفين اللي يمشي ورا كلام العيال بيحصل له ايه وفعلا مكناش بنعرف نقف امتي لاننا بنجري ورا المجهول واللي كان بيوقفنا ان نفس العيل يقول لنا "لا دول جايين من الناحية دي" وبرضه كنا بنسمع كلامه وهو في الآخر يطلع انه متراهن مع اصحابه علي انه يشتغلنا المهم بعد الجري نائماً نحو المجهول توقفت عن الجري بفضل توجيهات ولاد الحلال من الزملاء اللي شغالين معايا اللي تحملوا اليوم ده كمية سخافات صدرت مني بسبب وصولي لمرحلة اللاوعي. بعد مرور وقت طويل بس بزمن قصير سمعت آذان الفجر واللي كان بالنسبة لي فرصة للخروج من صالة الانتاج للراحة والنوم ولو للحظات بس المشكلة بتظهر اثناء الصلاة وبالتحديد في مرحلة السجود .. الواحد بينزل ومبيطلعش الا برضه بفضل توجيهات ولاد الحلال من الزملاء.

 بعد الصلاة رجعت تاني للانتاج في حالة متطورة من اللاوعي المصحوبة بانعدام الرؤية وظهور ملحوظ لخلل في الادراك لدرجة ان ولاد الحلال لحقوني اكتر من مرة قبل ما افتح فرن درجة حرارته 250 مئوي محاولاً دخوله لسبب غير معلوم حتي الآن. ويتجلي وصولي لقمة اللاوعي لما المهندس المسئول عن تدريبي واللي بقالي اسبوعين بقابله كل يوم يسألني علي حاجة فابص له واقول "هو حضرتك معانا هنا في الشركة ؟" وتستمر المهاترات والتصرفات العجيبة في الصدور مني لحد ما ييجي اتوبيس الرحيل واللي انتظرته كتير وانتظره ولاد الحلال اللي معايا اكتر مني علشان يخلصوا بقي. وفي اللحظة دي بستدعي ما تبقي عندي من طاقة علشان اقدر اروح بيتنا واوصل بسلام لسريري العزيز واللي من فرحتي ببقي نفسي انام عليه في كل الاتجاهات بالطول وبالعرض وعلي جنبي وعلي ظهري وعلي دماغي للتعبير عن سعادتي بيه. وبعد استخدام السرير لعمل شحن للجثة الهامدة وللتخلص من آثار ليلة عصيبة قمت واستعديت لتاني يوم وردية ليل متسائلاً يا تري هأقدر انجو النهاردة كمان ويا تري ولاد الحلال من الزملاء هايلحقوني ولا خلاص .. هادخل الفرن ؟