الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الدين عمل لا جدل

تقديم
تأثر احد اقاربي بتعليقات أصدقائي حول الدين والخلاف الذي نشب بيننا حول الهدف الأسمي من الدين والخلاف حول روح الدين ونصوصه وما هو  السبب في تقدم الدول غير الاسلامية عن الدول التي تدَّعي أنها اسلامية مما دفعه لكتابة موضوع وطالبني بنشره في مدونتي وإني افتخر بنشر ذلك الموضوع ليس فقط لأن من كتبه أحد اقاربي واصدقائي ولكن لإحتواءه علي وجهة نظر مدعومة بتجربة شخصية تم صياغتها بطريقة أراها مناسبة. 
الدين عمل لا جدل

في الماضي السحيق عندما كنت طفلاَ صغيراَ بريئاَ وكنت أسمع كثيراً من الناس يتكلمون عن الدين , و كان الفكر عندي بسيط و لكن منطقي, أن الإنسان يظهر تدينه بعمله و طريقة حياته فكنت أعتبر من يعاملني بإحترام و آدمية إنسان متدين و من يعاملني بغلو و كبر و يؤذيني فغير ذلك. تفكير بسيط و على الفطرة. كنت أعلم أن هناك مسلمون و أخرون غير ذلك لعدم تصديقهم بالله و الرسالة النبوية و أن محمد صلى الله عليه و سلم هو خاتم النبيين.
ولكن مع مرور الزمن كبرت و اختلطت بباقي البشرية و في بداية دراستي (كطالب في المدرسة) وجدت ما يعلمه لي أساتذتي مما فهموه من هدي القرآن يؤكد ما فهمته بفطرتي و تربيتي, و لكن رأيت شيئاَ كان أول مرة أراه ألا و هو أن الإنسان قد يتحدث بشيئ و يعلمه و ينصح به و لا يطبقه كأن يقول الظلم حرام و تراه يظلم أن تراه يقول احترم الكبير و اعطف على الصغير و تراه يبخس الكبير و يذل الصغير, فتعجبت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد, فبعد سنين من تعلمي الحديث "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئاً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وتكراره عليه رأيت تحزب الناس و افتراقهم بالجنسية بالقبيلة , بالمنصب , بالمال , و غير ذلك الكثير و لكن ما حزَّ في نفسي و أحرق قلبي و جعلني ضائعاَ أن الناس بدأت تفترق بإستخدام الدين. فأصبح هناك الشيخ و المتدين و السافر و حتى الكافر , من أعطى الحق لنا نحن البشر الضعاف قليلو العلم هذا الحق , كيف نفعل هذا؟!
عندما درسنا في سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أنه لم يطرد المنافقون و لم يقتلهم لكي لا يقال محمد قتل أصحابه خشية على إفتراق الأمة ,فكيف يأتي أي رجل مهما أوتي من العلم و يصنف الناس, لا حول و لا قوة إلا بالله. ثم بعد ذلك ساء الوضع أكثر, صار يأتي أناس يقولون نحن المتدينون , نحن الفئة الناجية , نحن على صواب و انت على خطأ بلا دليل , بل أوقح من ذلك بكثير صاروا يأتون بمسميات لهذه الأمور , منذ متى كان يقول المتدين أنا متدين؟! الم نتعلم شيئاً من الرسول و صحابته؟! الم يسمعوا قصة عمر بن الخطاب عندما سأل أمين سر رسول الله عن المنافقين و قال له "هل أنا منهم؟" ؟!
ثم يأتي رجل من هذا الزمان و يقول لك أنا متدين أو أنا و أنا من تلك المسميات الجديدة و يقول لك اتبعني و سأخذك للجنة, بل أسوأ فهناك من استخدمها لهدف تحصيل المال و الآن تستخدم للسياسة , و الغريب أنها ليست أمور دينية فحتى لو كنت متديناَ هذا لا يعني أنك إداري خبير و سياسي محنك و لا مهندس فذ و لكن هذا شيء بينك و بين ربك , ويظهر في تعاملك مع الناس و ليس في دعايتك عن نفسك , و أسأل الله أن يهدينا جميعا لما يحب و يرضى و صححوا كلامي إن أخطأت و شكراً

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

الخط الأحمر الحقيقي


صرح المجلس العسكري أكثر من مرة أن الجيش خط أحمر غير مقبول تجاوزه وتعالت أصوات المؤيدين لتلك النظرية مبايعين الجيش في كل ما يقوم به وإن كان مرفوضاً لكن خوفاً علي ذلك الخط الأحمر يتم قبوله. يبدو أن قيادات الجيش وكذلك المواطنون قد اختلط عليهم الأمر فالقوات المسلحة لأي دولة هي وسيلة وليست غاية أي أن تكوين الجيوش كان بغرض حماية المواطنين وحفظ كرامتهم وممتلكاتهم وأرضهم وعرضهم وتنتفض تلك القوات عندما يسيل دم أحد المواطنين لحمايته ووقف نزيف المزيد من الدماء والقصاص ممن أراق دماء بني وطنهم. الجيوش تتحرك لمنع تخطي الخط الأحمر الحقيقي وهو دماء المواطنين لكننا نشهد الآن تدليس وتلبيس الأمور لكي يصبح الجيش خط أحمر نقبل بأن يراق دماء المواطنين دون أن نقتص لهم للحفاظ علي الخط الأحمر الوهمي.
يأتي رفض الكثيرون لإبقاء المجلس العسكري في السلطة بسبب الدماء وليست السياسة. فالسياسة يُقبَل بها التفاوض والنقاش والمساومات لكن الدماء لا تقبل بأي مما تقبله السياسة فالدماء لا تعرف سوي القصاص. والآن كيف يُطلَب مننا بأن نقبل ذلك المجلس بعد أن أراق دماء كان في قدرته حفظها؟ وكيف نقبل بأن نأتمن من خان الأمانة أكثر من مرة حتي وصل به الحال إلي استحلال دماء من يدفع ثمن السلاح الذي يحمله؟ كيف يمكن أن نحاسب مبارك ونقبل بالقصاص منه وذلك المجلس كرر ما فعله مبارك دون حساب؟
إصرارنا علي مغادرة المجلس ليست من منطلق السياسة والسلطة أنما من منطلق بدء القصاص الحقيقي الذي يضمن لنا في المستقبل الحياة فقد قال تعالي "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" وقد أدركنا الآن معني تلك الآية بعد أن قبلنا ببقاء القاتل دون حساب فظهر لنا قاتل جديد ولو أنه تم القصاص ممن قتل المتظاهرين في يناير لما تجرأ قاتل آخر علي قتل المتظاهرين في نوفمبر. لقد قبلنا بتعذيب المجرمين بالرغم من مخالفة ذلك للشرع والقانون وقبلنا بعدم محاسبة حاملي الرتب فانطبق علينا قول الرسول " إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد" إلي آخر الحديث. فاليوم نطبق الحد والقانون علي المجرمين من البلطجية لكننا لم نمتلك الجرأة بعد علي المطالبة بمحاسبة الأشراف من العسكر حفاظاً علي ذلك الخط الأحمر الوهمي فهل ينطبق علينا ذلك الحديث ونهلك ؟!
بعد ما تعرضنا له من ظلم الفاسدين بالجيش وصمت الشرفاء نترحم علي جيوشٍ من الشرفاء كانت تنتفض لإستعادة كرامة فرد واحد كانت كرامته لهم خط أحمر.

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

مشاعر من ميدان التحرير



كانت ليلة التاسع عشر من نوفمبر وبرغم قساوتها ليلة مبهجة، فوراء تلك الوجوه المغطاة بالغبار والأبدان المرهقة من الكر والفر قلوب استعادت فضائل ميدان التحرير. ذلك الميدان الذي شهد أعظم ثورة في التاريخ ثم تداعي عليها الطامعون المتسلقون كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. عاد الهتاف واحداً وتوحد الصف متصدياً للظلم وتعاون الحاضرون غير مفرقين بين دينٍ ودين مما كان كافياً لتجاهل الهتاف العنصري "عاش الهلال مع الصليب" وتعاون الملتحي مع الفتاة وتحركت الجموع بشجاعة الأبطال فانشرحت القلوب بلسان حالٍ يقول "مرحي يا ميدان التحرير"

عند التوجه للصفوف الأمامية تجد شيوخاً عائدين بعد استنشاقهم للغاز المسيل للدموع والذي يسبب لمن في أعمارهم الاختناق وتجد الفتيات يحمون الحجارة ليقمن بإمداد الصف الأمامي بها لتحقيق الحد الأدنى من الدفاع عن النفس أمام هجمات قوات تملك كل وسائل القمع. برغم العنف المستخدم إلا أن المتظاهرين ما زل لديهم الأمل في السلمية وفي جنود الأمن مما دفع مجموعة من الشباب في الصف الأمامي بشارع محمد محمود لدعوة المتظاهرين بالتوقف عن إلقاء الحجارة ثم توجهوا بالهتاف لقوات الأمن "يا عسكري قول الحق .. إحنا اخواتك ولا لأ" وكان الرد سريع من قوات الأمن بسلسلة من القنابل والخرطوش لتصل الإجابة في أوضح صورها. عند مدخل شارع محمد محمود تري مشهداً مهيباً يتقدم فيه شيخاً متكئاً علي عكازه مكبراً ليحرج الشباب فيتبعوه مكبرين معه ثم يقودهم وسط الجموع ليصل إلي المقدمة.

تستمر الاشتباكات وتنتشر الغازات لتصل لكل من في الميدان مهما ابتعد، وتتعالي أصوات الحجارة علي أسوار الميدان لتدعو الجموع للتأهب لهجمات جديدة. يمر الوقت ويزداد البرد وتتساقط الضحايا ولا يخلو صدر أحد من الحاضرين من الغازات ولا يشعر أي من المتواجدين إلا بآلام في جميع عضلات جسده من تكرار الجري ومن برودة الميدان ويأمل الثوار في قليل من الراحة ولا أقصد هنا أن يحصلوا علي حمام دافيء ومشروب ساخن ثم نومة هنيئة في فراش مريح أنما أقصد أن يغفلوا لدقائق علي رصيف بارد في براح الميدان دون الاضطرار للكر والفر واستنشاق المزيد من الغازات لكن الأمن يأبى أن يمنح الأبطال الذين استمروا في الصمود قليل من الراحة في تعمد لاستنزاف طاقتهم لكن طاقة المؤمنين لا تنفذ ولو استمر الاشتباك لشهور.

يعلو آذان الفجر في الميدان ليتوجه الحضور للصلاة ليكتشف بعضهم المعني الحقيقي لها وينعموا بالتقرب من الله في معركة لا يملكون فيها سوي الإيمان والثبات من عنده وليشعروا بالمعني العظيم لقول الرسول "ارحنا بها يا بلال" تراهم يسجدون علي ارض الميدان، تراهم راكعين ساجدين خاشعين لا لمخلوق أو لحاكم من بشر أنما لله ليقوموا من سجودهم مدركين معني "الذل لله عزة" وينهوا صلاتهم ليعودوا مرة أخري للاشتباك بعد صلاة جددت في قلوبهم القوة والثبات.

شباب وفتيات وشيوخ , مسلمين و مسيحيين لا يمكنك التمييز بينهم فالجميع يردد نفس الهتاف , يتحرك في نفس الاتجاهات، يصيبهم نفس البلاء، عدوهم واحد وهدفهم واحد .. عيش حرية عدالة اجتماعية.

السبت، 19 نوفمبر 2011

منكم لله خربتوا البلد


الجملة دي موجهة مش للناس المرمية في الشارع ومضيعة وقتها في الكفاح علشان الحصول علي الحرية والوصول لشكل دولة لها مستقبل تجبر العالم علي احترامها مش بالقوة انما بالانجازات. الجملة دي انا احب اقولها لكل اللي بينوح علي الاستقرار وطمعان في الاصلاح وعايز حاله يتحسن بس مش عايز يقدم اي مقابل حتي انه سايب غيره يطالب بحقه بالنيابة عنه ولما التاني يفشل في المهمة بيلومه ويسخر منه حتي ليصل لقمة الانحطاط الانساني.
إلي كل من يطالب بالسكوت والعودة لعجلة العمل احب اقول روح شغلك اللي مالوش اي قيمة ولا اي هدف غير انك تاكل وتشرب ولو كنت طبيب فاحب اقول لك روح شغلك علشان تقابل مرضي مش هايعرفوا يجيبوا علاج ولا انت هاتعرف تعالجهم لأن امكانيات المستشفي ماتسمحش ولما تقابل مريض في التأمين الصحي يا ريت تبقي تمسح له الارض اللي هايترمي عليها لعدم وجود سراير كافية وابقي حاول تقتل ضميرك لما تشوف مريض بتتدهور حالته او حتي بيموت لعدم وجود تأمين صحي يقدر ينقذه وعجزه عن دفع تكاليف العلاج.
اما لو كنت مهندس فاتفضل روح شغلك علشان تبني علي ارض منهوبة او تشغل مصنع مخالف لكل قوانين البيئة وبيستعبد العمال اللي فيه (بم فيهم سادتك) وفي الآخر اما انه يطلع منتج زبالة يرميه للناس اللي في البلد او انه يطلع منتج محترم فيصدره للي بيعتبرهم بني آدمين واجتهد علي قد ما تقدر في مهنة مالهاش مستقبل وفي آخر مشوار حياتك ابقي كل واشرب والبس كويس لأن هو ده اللي انت طلعت بيه من كل سنين الشغل.
لو كنت مدرس (في اي مرحلة) فانت عندك فرصة رهيبة علشان تستخدم مناهج متخلفة تدمر عقول الطلبة علشان تنتج المزيد من الحمقي الحفظة اللي اتعملت لهم اغنية "انا عندي بغبغان بيحفظ اللي اقوله ويعيده لوحده كمان زي التلميذ الشاطر ما يذاكر الامتحان" وكمان ما تتعبش نفسك في التدريس لأنك هايبقي وراك اما دروس خصوصية او مهنة جانبية لتحسين دخلك مبرراً لنفسك تصرفك بإنك بتشتغل علي قد فلوسهم.
لو كنت محامي او قاضي فبسرعة روح علي المحكمة علشان تشوف هتطلع انهي مجرم النهاردة وهاتضيع حق مين نتيجة لاحتكامك لقوانين فاسدة بيتدخل في الحكم بيها الحسابات السياسية نتيجة لتبعية القضاء.
اي كان مكانك ومهنتك اتفضل روح لها علشان عجلة الانتاج تدور وتنتج لينا افسد ما تصنع البشرية .. وعلشان كدة احب اقول لكل اللي رايحين يركزوا في شغلهم .. منكم لله خربتوا البلد.

عيد ميلاد مدونتي انا


زي النهاردة من سنة –بص علي التاريخ علشان تعرف النهاردة يوم ايه- افتتحت مدونتي لكن طبعاً التحضير ليها كان من قبلها. في الاول خالص فكرت هاعمل المدونة عن ايه؟ واكتب فيها ايه؟ واكتب موضوع كل قد ايه؟ ولما جاوبت علي كل الاسئلة دي سألت نفسي يا تري هاتعجب الناس؟ يا تري حد هايقرأ الكلام اللي هاكتبه؟

النهاردة وبعد مرور سنة اكتشفت اجابات جديدة للاسئلة دي او بمعني آخر اتغيرت وجهة نظري في الاجابة. يعني بقيت شايف إن المدونة دي هي تنفيسة لي فبالتالي مش لازم تكون في مجال معين مش لازم تكون سياسية او اجتماعية او فكرية او بتنجانية المهم إنها تبقي تنفيسة عني وبالتالي هاكتب فيها اللي انا عايز اكتبه مش اللي الناس عايزاني اكتبه وهاكتب فيها لما ابقي عايز اكتب مش لما يبقي المفروض اكتب لأن محدش بينفس عن نفسه غصب عنه او بالاكراه , اما تعجب الناس ولا ماتعجبهمش فده برضه مش شيء يخوف لأن الناس كتير وكل مجموعة ليها وجهة نظر وانا لو قعدت اشوف ايه اللي هايعجب الناس هابقي نموذج للشاب الخبؤ او بالمسمي الرسمي "إمعة" وطبعاً مش هاخاف محدش يقرأ اللي بكتبه لأني من الاساس بنفس عن نفسي

يعني المدونة دي صورتي اللي بتعبر عن دماغي وانا بكتب علشان اعبر عن نفسي واطلع حاجة من جوايا افتكر بيها اللي عملته وافتكر بيها احاسيسي وحالتي النفسية خلال المواقف المختلفة اللي اتعرضت ليها يعني هي نوع من انواع المذكرات او اليوميات وبالرغم إن المدونة دي زي ما قلت إنها بتعبر عن واقع إلا انها كمان وسيلة لتغيير الواقع اللي بتعبر عنه حاجة كدة زي لما الواحد بيبص في المراية وهو خارج فبيشوف حقيقته وبيقرر هو راضي عن حقيقته دي ولا محتاج يغيرها كمان شوية

و الواحد علشان يكتب بيلاقي إنه بتلقائة بيطور من نفسه يعني في ناس كتير ممكن تكتب جملة ليها معني بس الجملة دي غير كافية لملئ اكتر من سطر وغير كافية لنقاش حدث او فكرة وهنا بيلزم التطوير علشان تقدر تكتب وتوصل من جملة لفقرة ومن فقرة لمقال وفجأة تكتشف إن كل اللي انت كتبته ما هو الا وجهة نظرك اللي بتلاقيها جاهزة ومتنظمة في اي نقاش مع اي حد وتلاقي نفسك بتكرر جملة "انا فكرت قبل كدة في الموضوع ده" وبترص كلام كتير قدام اللي بيناقشك وكل ما كنت بتكتب اكتر كل ما زادت قدرتك علي الرص بشكل احسن. بمرور الوقت الواحد بيصدق نفسه في الكتابة ويبقي عايز يشوف هو فين من الباقيين فتلاقي نفسك بتقرأ اكتر وبتتناقش اكتر وبتسمع اكتر يعني من الآخر عايش اكتر من الاول.

وانا بعد مرور سنة –تنفع مطلع غنوة- سعيد باللي حققته في المدونة دي وبالرغم قلة العدد اللي بيقرأ مدونتي حتي اصحابي اللي بيقروا موضوعاتي حوالي 10% من مجموع الاصدقاء اللي عندي لكن ده شيء مش مزعج طالما انا سعيد وراضي عن مدونتي وتجربتي معاها وفي عيد ميلادها احب اقول لها .. كل سنة وانت طيبة يا مدونتي

مسيرة 18 نوفمبر

تصوير مهند جلال 

كالعادة اليوم ظهر باكتر من شكل علي حسب المصدر اللي بيعرض الحدث وانا مازلت مُصِر إن ادق مصدر دقته لا تتجاوز 70 % من الحقيقة إن لم يكن بتأثير الاجندة الخاصة بالمصدر فبيكون التأثر بنظرة الشخص وقدرته علي تحليل التفاصيل ويمكن كمان حالته النفسية في اليوم ده وعلشان كدة دايماً بقول إن اللي متابع الثورة وتطوراتها من خلال وسائل الاعلام بس فده بيتابع ثورة غير اللي موجودة في الشارع خالص والافضل ليه إنه ينزل ويشوف بنفسه واكتر من مرة كمان لأن كل مرة حس التظاهر عنده هايختلف.

اليوم ده -بالنسبة لي- كان رائع وده قياساً علي المسيرة اللي اتعملت من مسجد الاستقامة بعد الصلاة لأني لاحظت إن وسط التطرف والصراع بين التيارات السياسية لسة في ناس بتقدر تتناقش وتختلف وتتكلم بالحجة وده موقف حصل امام المسجد في نقاش بين اتنين لاحظت انهم فضلوا ماشيين مع بعض طول المسيرة وعلي ما وصلنا كوبري الجلاء كانوا بيهزروا مع بعض ويضحكوا. وكان شاب صغير في سن ال 14 تقريباً اظهر اسلامه بالتكبير لما شاف علم وعرف انه علم الشيوعيين فانا قلت له بلاش تحكم علي الناس واسمع منهم فقال لي انا اللي اعرفه عن الشيوعية الروسية كذا كذا كذا كلمني عن الشيوعية المصرية وفي اللحظة دي تدخل احد الشيوعيين وبدأ في نقاش الشاب واللي فضلوا يتكلموا كويس مع بعض لحد ما زهقت وسيبتهم.

الناس في الشارع كانت بتتعامل مع المظاهرة عادي جداً معرفش ده حلو ولا وحش بس افتكر إن الناس لما ماتبقاش خايفة من مظاهرة بتهتف ضد الحاكم فده شيء لطيف ولما تلاقي واحد عايز يخترق المظاهرة بعربيته علشان يركن بدون ما يخاف علي عربيته –بغض النظر عن السخافة- فده مؤشر جيد لتغير فكرة الناس عن المظاهرات وانها بتاعة مشاكل وفيها مخربين بيكسروا العربيات. من ردود الافعال الملحوظة علي الناس في الشارع هو انهم علي وشك الهتاف معانا يعني لما بيلاقي هتاف يمسه زي "غلوا السكر غلوا الزيت .. واحنا بيعنا عفش البيت" و "ياللي واقف عالرصيف قول لي فين حق الرغيف" فبالتركيز علي شفايفهم هانلاقيهم بيهتفوا معانا بس لسة في حاجة منعاهم انا مش عارفها بالضبط.

اما المتظاهرين فبالرغم من عدم وجود التنظيم النموذجي للمظاهرة بتوحيد الهتاف إلا إن في هتافات كانت الناس بتسخن معاها قوي زي "قول .. ماتخافشي .. المجلس لازم يمشي" وطبعاً الهتاف الاعظم "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" وتظهر النزعة المصرية عند المتظاهرين في إنهم بيوصلوا لقمة الاندماج في الهتافات اللي بتكون علي السقفة وبيتدخل سائقي السيارات المارة بالمظاهرة من خلال كلاكسات تتماشي مع السقفة ليس تأييداً للمظاهرة انما حباً في الظيطة. تجمع المتظاهرين طبعاً كان علني والناس ماشية بتسأل علي مكان المظاهرة والاعلام والبوسترات مع ناس كتير وده بيفكرنا بايام لما الواحد كان بيعمل مليون تمويه وهو رايح المظاهرة ويجهز سيناريوهات يقوله لو حد وقفه والجرأة دي بتدل علي انهيار حاجز الخوف ويمكن كمان تحدي الخوف اللي بيظهر في الهتاف "ايوة بنهتف ضد العسكر .. احنا الشعب الخط الاحمر"

عودة اللمسة الكوميدية اللي اشتهرت بيها الثورة المصرية من خلال حمل المتظاهرين لنكت وجمل ساخرة زي "لقد هرمنا يا ولاد الكلب" وتحريف النكت المصرية الشهيرة زي "مرة مجلس عسكري قال معنديش محاكمات لشباب الثورة وهو عنده جوة" والنكت اللي بتطلع مع الاحداث الجارية "مبارك زي البرازيل .. الاتنين بيلاعبونا بالاحتياطي" ورغم إن البعض ممكن يحتسب الكلام ده تفاهة بس انا شايف إن ده طابع خاص بالثورة المصرية وطابع خاص بالمصريين فمن الذكاء الحفاظ عليه.

بغض النظر عن نظرة البعض لليوم فانا شايف إن نجاح المسيرة اهم بكتير من التجمع في الميدان لأن الثورة لازم تتنقل للناس اللي لحد دلوقتي بيقرأوا الاهرام وبيتفرجوا علي "مخلفات ماسبيرو" وبيصدقوا "خرافات عكاشة الهزلية" والثورة مش هاتتنقل بس بالمسيرات انما كمان بالعمل الميداني بإن الناس تتحرك للمطالبة بابسط حقوقها واللي هايسعي النهاردة علشان حقه في رغيف العيش بكرة هايوصل لدرجة من الوعي إنه يطالب بالغاء قوانين واصدار غيرها لسة المشوار طويل بس ممتع ولذيذ و روعته في تحمل صعوباته.

الخميس، 17 نوفمبر 2011

مش احنا اللي نشطاء .. انتوا اللي بطيخ

مواطنون يلقون القمامة امام مبني الحي اعتراضا علي انتشار القمامة بالرغم من دفع رسوم النظافة

اول مرة سمعت فيها عن مصطلح نشطاء كانت من خلال فيلم تسجيلي عن اقليم دارفور وبعد كدة سمعته بيتقال علي الناس المناهضين للحروب الامريكية سواء علي افغانستان او العراق. لكن في مصر اطلق لفظ نشطاء علي الناس اللي بتطالب بحقوقها ... يعني ناس مصرية عايشة في مصر بتطالب بحقوقهم كمصريين فمش عارف ايه اللي خلي ناس بالصفات دي يتقال عليهم نشطاء !
هو الواحد لما يشارك في اختيار شكل السياسة اللي هو بيتحكم بيها أو يرفض قانون بيتطبق عليه او يعترض علي وجود اشخاص معينة في مناصب ادارية يبقي ده نسميه ناشط ؟! اظن إن المسمي الاكثر واقعية إنه مواطن غير مهمش مش بيدخل في المنظومة البيئية علي انه بيتاكل في كل الاحوال او يكون مجرد طبق مخلل عالسفرة ولا حبة مزة (بفتح الميم) يستمز بيهم واحد مخمور.
بس برضه من وجهة نظر تانية المسمي ممكن يكون معبر .. يعني احنا عندنا مواطن نشط سياسياً يبقي اكيد اللي عكسه مواطن خامل سياسياً .. وده ممكن نشبهه بالبطيخة .. فاللي بيكون خامل سياسياً بيبقي عامل زي البطيخة المحطوطة علي عربية كارّو وييجي السياسيين يقلبوا فيهم ويشقها علشان يشوفوها من جوة هاتبقي حمرا ولا قرعة ولو شافوا انهم مش هايستفيدوا بالبطيخة فبالتأكيد هايرموها وياخدوا غيرها والي تعجبهم هايخدوها علشان ياكلوها مع الجبنة (اللي هي بتكون مواطن تاني برضه)
لكن الناشط السياسي هو مواطن رفض انه يبقي بطيخة وقرر انه يعترض ويشارك في القرارات اللي بتمسه واللي بتنظم حياته وبنشاطه ده هو اللي بيحط السياسيين علي عربية البطيخ وهو ده الوضع الطبيعي إن المواطن صاحب الارض والجمهور هو اللي يختار حاكمه مش الحاكم هو اللي يختار شعبه ويصنفه كويس ووحش ومواطن صالح ولا مثير شغب وعميل ولا وطني وشريف ولا بلطجي.
طب في وجهة نظر تالتة بتقول إن الاعلام القذر هو اللي صنع اللقب ده وركز قوي علشان يربط بين الناشط السياسي والمظاهرات اللي بيحصل فيها مشاكل واللي بتزعزع استقرار البلد وبالتالي عقول الناس تتبرمج علي إنهم اول ما يسمعوا كلمة ناشط يربطوه بعدم الاستقرار والفوضي ويبقي المسمي جاهز في اي وقت في ايد الديكتاتور يطلقه علي كل اللي بيهاجمه واللي بيهاجمه بسلامة نية مش رافض اللقب لأنه واخده من وجهة نظر البطيخة والاسلوب ده في من ربط مسمي باحداث بيفكرني بمسمي منشورات واللي بيعتبرها اغلب الناس لحد دلوقتي تهمة فممكن نلاقي واحد بيقول للي جنبه في سره "ده معاه منشورات" وللاسف في شباب كتير مش واخد باله من فخ المسميات فبيصرح بسلامة نية انه "ناشط ومعاه منشورات"
يعني الخلاصة لما تطالب بحقك فانت كدة هاتبقي ناشط سياسي بالنسبة للناس البطيخ ومخرب بالنسبة للمسئول الفاسد وواحد عادي جداً وطبيعي بالنسبة للي بيطالب بحقه من سنين واتمني ييجي اليوم اللي اسمع في الاذاعة المدرسة في فقرة قل ولا تقل "قل انسان حر ولا تقل ناشط سياسي"