الاثنين، 18 يونيو 2012

أرادوا الإستقرار فسقطوا في الفوضي


منذ البداية عقب تنحي مبارك كان أمام الشعب المصري أكثر من مسار منها الثوري مثل تشكيل مجلس رئاسي مدني مكون من ممثلي التيارات السياسية لكن إختلاف تلك التيارات حال دون ذلك وخصوصاً مع حساب البعض أنه الأحق بالمنصب ككل أو علي الأقل يجب أن يكون تمثيله أكبر في المجلس الرئاسي , وكان من الحلول السياسية (غير الثورية) المسار التونسي حيث قاموا بإنتخاب رئيس مؤقت ولجنة لإعداد دستور جديد , وكان هناك حل سياسي للتعامل مع الواقع بترك المجلس العسكري في منصب الرئيس بشكل مؤقت وتكوين لجنة تأسيسية.

لكن بم أن من كان يقود مصر عقب الثورة هم قادة الثورة المضادة فقد فرضوا إختيارات أخري لم تكن مطروحة كحل ثوري أو سياسي. دخل الشعب في مهزلة الاستفتاء علي تعديلات تجري علي 11 مادة من الدستور القديم الذي ألغي العمل به وفي حال الموافقة علي التعديلات يقوم المجلس العسكري بوضع باقي أركان الدستور المؤقت تحت مسمي إعلان دستوري. ومن الأسئلة التي كان يجب طرحها قبل الإستفتاء هي لماذا لا نستفتي علي مواد الإعلان الدستوري كاملاً ؟ ولكن أحداً لم يطرح ذ اك السؤال بل لم يطرح أحداً السؤال البديهي الآخر ألا وهو ماذا لو كانت نتيجة الإستفتاء رفض التعديلات ؟

أسئلة لم تطرح وطرق لم تتضح معالمها فكانت مهزلة سياسية إستدرج فيه المجلس العسكري الشعب وأعانته بعض القوي السياسية التي وفقاً لحساباتها أنها ستفوز في نهاية ذلك المسار , أما غالبية الشعب كانت تبحث عن الإستقرار والإسراع بإعادة الأمور لما قبل الثورة بدون أي طموح في مستقبل أفضل , وحفزتهم تلك القوي السياسية للموافقة علي التعديلات بدعم فكرة أن الموافقة تؤدي ﻹستقرار أسرع وأن هناك مخاطر محيطة بهوية الدولة وطمع القوي السياسية الأخري في الحكم بغير حق ولما كانت تلك القوي بعيدة عن الشعب أو بمعني أدق كان الشعب بعيداً عنها لهجره السياسة منذ عقود مع إستخدام باقي القوي لخطاب غير سياسي (منها الديني ومنها العاطفي) سارت الأغلبية في طريق ﻻ تعلمه.

بعد الوصول لإعلان دستوري لم يستفتي فيه الشعب إلا في جزء بسيط منه منح المجلس العسكري نفسه كل السلطات مع التعهد لنقلها للسلطات المنتخبة عقب إنتخابها. جاءت إنتخابات مجلس الشعب وسط رفض ثوري بعد كشف نية المجلس العسكري في خداع المصريين وسلبهم ثورتهم والتي لم تطن واضحة بالشكل الكافي للقوي السياسية والشعب المتعطش للإستقرار وبالفعل تم تجاهل صوت الثوار الذين طالبوا بالعودة للمسار الثوري بتشكيل مجلس رئاسي بعد تيقنهم أن تسلم السلطة من العسكريين بالديموقراطية أسطورة وحدث خرافي ليست له سابقة في التاريخ الإنساني. تم إجراء الإنتخابات البرلمانية بعد ساعات من مجزرة محمد محمود التي كانت فخاً للثوار ساعد في عزلهم عن الشارع وزيادة الإحتقان بينهم وبين اللاهثين وراء الإستقرار.

قبل إجراء المرحلة الثانية من الإنتخابات الرئاسية صدر حكم من المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون إنتخابات مجلس الشعب الذي سمح للأحزاب المنافسة علي المقاعد الفردية فتطوع المجلس العسكري بإتخاذ قرار حل البرلمان إستناداً لذلك الحكم وبذلك يكون قد حل برلماناً منتخباً لعدم دستوريته بدون أن يكون له حق دستوري في إتخاذ ذلك القرار مما يسمي العدالة الإنتقائية. حل البرلمان وصل بمصر للمربع "مجهول" وليس المربع صفر , فلقد كان المسار المتفق عليه بعد الموافقة علي الإعلان الدستوري هو أن يتم إنتخاب برلمان ثم يقوم ذلك البرلمان بتشكيل لجنة تأسيسية لكتابة الدستور علي التوازي مع إنتخابات الرئاسة وبالتالي يصبح لدينا رئيس وبرلمان ولجنة تضع دستور يستفتي عليه الشعب ثم تعاد الإنتخابات بالدستور الجديد كما أفتي البعض حيث أن تلك الخطوة لم يتم التوافق عليها حتي آخر لحظة قبل حل البرلمان أما الآن فما هو المسار ؟

تطوع المجلس العسكري مرة أخري لحل تلك الفوضي المفتعله من قبله بإضافة ما يسمي إعلان دستوري مكمل ولكن تلك المرة لم يستفتي الشعب علي أيٍ من مواده ليقرر فيه سحب سلطات الرئيس المنتخب كرئيس سلطة تنفيذية واحتفظ بها لنفسه بدون أي مبرر كما أنه أعاد لنفسه حق التشريع بعد فرضه قراراً غير دستوري بحل البرلمان وفي المسار الجديد قرر أن يشكل هو اللجنة التأسيسية لوضع دستور مصر مع تجاهل تام لشعب مصر مما يتنافي تماماً مع مفهوم الدستور , وبعد وضعه للدستور يقوم بإعادة إنتخاب البرلمان وذلك خلال نهاية العام أي بعد ستة أشهر من الآن والتي علي ما يبدو أنها الوحدة المتعارف عليها في الثورة المضادة والتي عادة قبل نهايتها تحدث كارثة تتسبب في إضافة ستة شهور أخري.

الآن بعد أن فرط الأغلبية في المسار الصحيح بحثاً عن الإستقرار وصلت البلاد لقمة الفوضي وفي المسار الخاطئ , خسرنا زمناً , خسرنا إقتصاداً , خسرنا أرواحاً , أهدرنا أموالاً ولم نصل للإستقرار ولم نصل لنصرة الثورة ولم نحصل سوي علي المزيد من الفوضي فهل يتعظ الشعب المصري مما حدث ويرفض قيادة المجلس العسكري التي إن لم تكن في إطار الثورة المضادة فهي تعد مراهقة سياسية خسرت فيها كل طوائف الشعب ولم يحقق أحداً مننا ما كان يسعي إليه.

الثلاثاء، 12 يونيو 2012

الاخوان ومعككة الجمل


من فترة واحنا بنفكر وبنسأل بعض يا تري إيه التهمة اللي علي حسها هايرجعوا الاخوان السجون وكل شوية نسمع عن خرافة ما نقوم نقول أيوه هي دي لكنها تعدي وتتحفظ. مؤخراً وصل النظام لقمة الخيال بإتهامه للإخوان إنهم اللي قتلوا المتظاهرين (اللي كان منهم إخوان برضه) يوم معركة الجمل وهنا تحضرني أسطورة الترامادول اللي دائماً كان الثوار متهمين بتناوله لكن من الواضح إن النظام هو اللي بيتعاطي ترامادول مع إني أظن إن التهمة دي ناتجة من تأثير مخدر مفعوله أقوي من الترامادول. يمكن النظام كدب الكدبة وصدقها بمعني إنه صدق فعلاً إن الثوار بيضربوا برشام وبالتالي لما يتقال لهم إن الاخوان هم اللي قتلوكم في معركة الجمل من سطلهم هايصدقوا. بس برضه بفرض إن الثوار كانوا بيضربوا ترامادول ماهو الاخوان كانوا موجودين ضمن المتظاهرين يوم المعركة يعني أكيد كانوا بيضربوا مع الثوار أو علي الاقل واحد من شباب الثورة عزم علي واحد إخواني فالإخواني رد عليه : إني أخاف الله .. فعرف إنه إخوانجي

الغريب إن الشباب اللي كان في الميدان يوم معركة الجمل أخد أسري من الطرف التاني كان منهم ناس معاهم كارنيهات الحزب الوطني ومنهم أمناء شرطة ويوميها صوروهم بالكارنيهات علشان يأكدوا للرأي العام إن المعركة دي مؤامرة مش حرب أهلية زي ما كان بيروج الاعلام وبرضه علي حد علمنا إن الاخوان مش بيدخلوا معهد أمناء الشرطة وﻻ بيخترقوا الحزب الوطني , غير طبعاً الهجانة والخيالة بتوع نزلة السمان اللي لمهم عبد الناصر الجابري وأهالي المناطق الشعبية اللي شافوا رجالة الحزب الوطني بيجمعوا البلطجية قبل الموقعة يعني مش الثوار بس اللي عارفين الحقيقة أنما ناس كتير كانت برة الميدان

من أولي سقطات الجيش كان وقوفه علي الحياد السلبي واللي معروف شعبياً بمصطلح يدل علي المشاركة بالصمت والتطنيش والتغطية ﻷن بعد الدخلة بتاعة الخيول والجمال اللي وفقاً لكلام سيادة الفشيق إنهم كانوا رايحين يرقصوا الناس فقست الهجوم وفهمت اللعبة ووقفوا صف واحد والناحية التانية صف كلاب النظام وساعتها الجيش استمر في الحياد لدرجة إن في لقطات بتظهر بلطجية بيرموا طوب وبعد كدة يستخبوا ورا دبابات الجيش. كل الهري اللي قلته ده الغرض منه إسقاط شهادة القيادة العسكرية اللي كانت متواجده ﻷنها مشاركة في الجريمة وخصوصاً إن القيادة دي كانت حسن الرويني عميل المجلس وسط المتظاهرين واللي شارك بنفسه في تشويه حركات ثورية تمهيداً لضربها في العباسية الجزء الاول

قصر الكلام محدش عارف السبب من التهمة الساذجة دي اللي ممكن ماتكونش ساذجة بالنسبة للي شافوا الثورة علي القناة الاولي وقناة الفراعين. ممكن تكون تمهيد لإتهام الاخوان بكل العنف اللي حصل في الثورة وخصوصاً بعد كثر الحديث عن مساعدتهم لحزب الله وحماس في إقتحام السجون وبعد ما خرج كل ضباط الاقسام براءة علي أساس إنهم كانوا بيدافعوا عن نفسهم وبالتالي فالنظام الطاهر بريء من كل ذنب والغلط علي الفصيل الارهابي اللي عايز يقلب مصر إيران. ممكن تكون التهمة دي خطوة لطمس حقائق الثورة علشان تبقي في الآخر مجرد مؤامرة لولاها مكنش المصريين قدروا يعملوا حاجة وبالتالي يفقدوا ثقتهم في نفسهم تاني ودي من أهم وسائل الديكتاتور للسيطرة علي شعبه. ممكن يكون مجرد تشويش علي الانتخابات وإتباع لسياسة إلخمهم واعمل اللي انت عايزه. ممكن يكون في أسباب كتيرة للإتهامات دي غالباً مش هانقدر نعرفها دلوقتي لكن اللي أكيد هو إن الكلام ده رخيص جداً وهجايص 100% واللي يصدقه يبقي ماعرفش الثورة وﻻ سمع عنها ومهما كانت الخلافات مع الاخوان مايصحش حد يسكت علي الاتهامات دي ﻷنها مش بس تشويه للحقايق أنما كمان تبرأة للمتهم الأصلي وبالتالي تفريط في القصاص العادل

السبت، 9 يونيو 2012

عن جغرافيا الوديان



­في سابقة فريدة من نوعها يقوم أحد مرشحي الرئاسة بتلخيص منهج مادة الجغرافيا لطلاب سنة أولي إبتدائي موضحاً مواصفات الوديان والطبيعة السكانية وصفات سكان الوديان بالإضافة للحاجات اللي بتطير فوق الوديان وسبب طيرانها

أوﻻً هو وضح إن الوديان ليست مجموعة جزرمتفرقة زي اندونيسيا وهناك نوعين من الوديان وادي الجو بتاعه حلو ووادي تاني الجو بتاعه مش حلو غير وادي النيل بتاع السي فود اللي في ميت عقبة. أما بالحديث بشكل خاص عن الوادي بتاعنا فهو من النوع اللي الجو بتاعه حلو ويتميز عن باقي الوديان بمرور قناة في النص تفرق الشرق عن الغرب وحالياً جاري العمل علي رسم خريطة تقدر توصف الوضع الغريب للوادي بتاعنا

ثانياً قام ذلك المرشح بتوضيح صفات سكان الوديان اللي أهمها إن العمالة عندهم بالملاليم وعندهم عمر أفندي بيتباع لحرامية من سكان نفس الوادي يعني مفيش حرامية من وادي بيروحوا يشتروا عمر افندي بتاع سكان الوادي اللي جنبهم مع التأكيد علي إن الأيدي العاملة في الوديان بتكون عامل تفضيل. لكن أهم صفة تم ذكرها هي إن سكان الوديان سهلي المعشر والإنقياد وعندهم القدرة علي الجري بالبلد بسرعة فقط إذا قدروا يوفروا المجموعات المخلصة

ثالثاً بخصوص الحاجات اللي بتطير فوق الوديان وخصوصاً الوديان اللي الجو بتاعها حلو فهي بتكون عبارة عن طيارات بتاخد براندات من دول (لم يتم تحديد هل هي كمان وديان وﻻ ﻷ) وتوديها لجزر ووديان الجو بتاعها وحش ومش بترضي تنزل في الوادي اللي الجو بتاعه حلو علشان مفيش مصداقية في اللي ماسكينه أو يمكن لوجود عمر أفندي بيتباع للحرامية من سكان الوادي

كان ذلك هو ملخص جغرافيا الوديان الذي قدمه المرشح الوحيد اللي شعر بمعاناة الطلبة فقال يزود أمها بالهزي ده ونحن في إنتظار شرح جغرافيا السهول والمناطق الجبلية وغيرها مع تحليل جميع عناصرها من طبيعة و سكان والحاجات اللي بتطير فوقها مع أرق الامنيات ﻷخواتنا الطلاب وحسبي الله ونعم الوكيل

السبت، 2 يونيو 2012

هل فعلاً الشعب يريد إسقاط النظام ؟

سؤال لازم كل واحد ردد الهتاف ده إنه يجاوب عليه مش علي التويتر وﻻ علي الفيس بوك أنما قدام نفسه. إذا كانت الإجابة ﻷ أو مش ﻻزم يبقي الواحد وفر علي نفسه عناء التفكير والتنفيذ بس طبعاً هو كدة يبقي مش مؤمن بالثورة وبيكتفي بإصلاحات سطحية تتم علي النظام وﻻ تغير ثوابته. أما إذا كانت الإجابة نعم أريد أن أسقط النظام ﻷنه نظام عميق مبني بإحكام لحماية مصالح رجاله وقياداته وأي إصلاحات عليه مجرد تغيير شكلي دون تغيير الواقع يبقي ننتقل للخطوة الثانية اللي هي برضه سؤال

كيف يسقط نظام ؟
السؤال ده صعب تلاقي حد كفء يرد عليه ﻷن محدش خبرة في إسقاط الأنظمة لكن ممكن نفكر مع بعض. لو شبهنا الصراع بين النظام والشعب اللي عايز يسقطه بماتش ملاكمة. ﻻعب الملاكمة علشان يسقط خصمه قدامه حاجة من الاتنين إما إسقاطه بالضربة القاضية (ضربة واحدة قوية) أو إسقاطه بتوجيه عدة ضربات تكسبه جولات متتالية لحد ما تنتهي الجولات لصالحه أو الخصم يسقط من كتر الاجهاد , لكن لو اللاعب ده قعد يتنطط حوالين خصمه بدون توجيه ضربات له مش هايكسب مهما أكد علي تحديه وخصومته .. يعني بإختصار ﻻ بديل عن توجيه ضربات للخصم

طيب نرجع للثورة ونشوف إيه الضربات اللي اتوجهت للنظام. هل المظاهرات تعتبر ضربات للنظام ؟ .. أظن إن ممكن لو وصلت لحد العصيان المدني اللي بيسقط شرعية النظام السياسي أو لو وصلت لمرحلة الفوضي اللي بتثبت فقدان النظام السيطرة علي البلاد وعدم كفاءته في إنقاذها وقت الأزمات , لكن المظاهرات بشكل موسمي أو علي هيئة وقفات أظنها مجرد وسائل للتعبير عن الغضب مع ملاحظة إن النظام الفاسد بيبقي عارف إن أفعاله بتغضب الناس ومش محتاج إنهم ينزلوا في مظاهرات علشان يأكدوا له ولما بينزلوا فالنظام الفاسد أكيد مش بيهتم وﻻبيقدم تنازلات

كل الكلام اللي فات مجرد محاولة لتقييم المظاهرات والمليونيات ومدي تأثيرها علي النظام ومحاولة لمعرفة الفاعليات اللي قمنا بيها وتعد من الضربات الموجهة للنظام والفاعليات اللي قمنا بيها بس تندرج تحت بند جعجعة بلا طحن. أظن إن آن الأوان لوضع رؤية لكيفية إسقاط النظام ومواصفات عامة نرجع لها قبل الإقدام علي أي فاعلية علشان نتأكد هل الفاعلية دي هاتساعدنا في تحقيق هدفنا في إسقاط النظام وﻻ ﻷ ولإستبعاد الفاعليات اللي بتستهلك طاقات الثوار واحياناً بتستهلكهم شخصياً سواء بالتصفية أو الاعتقال , علشان مانجيش بعد شهور نلاقي إننا عملنا حاجات كتير جداً لكن كلها كانت بعيدة كل البعد عن التأثير في النظام أو بلغة الملاكمة تنطيط حوالين الخصم