الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

اللقاء



مضت سنوات قبل آخر لقاء بينهما , صديقي دراسة فرقتهما رحلات الكفاح وإثبات الذات , مضي كل منهما في طريقه باحثاً عن الكمال ونيل المطالب بمغالبة الدنيا. بعد إنقاع الرابط الدراسي استمرا في اللقاء بشكل منتظم , لكن مع تزايد صعوبات الحياة تكررت الاعتذارات وابتعد اللقاء عن اللقاء فتقلصت المساحات المشتركة وابتعدت المسافات ولم يعد الأصدقاء أصدقاء كما يجب أن يكونوا.

بعد سنوات الفراق التقيا في زفاف صديق مشترك فقررا إحياء ما كان بينهما , لعله الحنين للماضي , ولعلها يقظة بعد سبات , يقظة من تخلي عن ما يملك ليملك ما لا يملك فوجد أن ما سعي لامتلاكه ما يستحق التفريط في ما كان يملك. كان لكل منهم شخص جديد , حياة جديدة , أحلام تحققت وأخري لم تحقق. وفي يوم اللقاء لم يكن الاستعداد كما كان في الماضي , لم يعد بتلك البساطة , ولم يعد الحماس هو الشعور المسيطر إنما القلق , في الماضي كانت الأسئلة أكثر بساطة وحميمية من نوعية أين سنذهب ؟ ماذا سنأكل ؟ أما الآن فصارت الأسئلة محيرة وغير حميمية مثل .. كيف سيراني ؟ من منا أكثر سعادة ؟ هل سأبدو له كفاشل ؟

وقف الأول أمام مرآة غرفة نومه ونظر لنفسه واختلس النظرات لزوجته التي كانت تتحرك في الغرفة دون أن تلاحظ نظرات زوجها الحائرة. وسط تلك النظرات التائهة دار في ذهنه مشوار حياته وكيف تغير عن آخر لقاء , لقد اجتهد في عمله الكلاسيكي الذي لجأ إليه بعدما أرهقه البحث عن الوظيفة التي ترضي طموحه , لجأ إليها ليضيق المسافة بينه وبين من أحبها ويعجل بالزواج منها , وبالفعل حققت له الوظيفة ما تمناه وتزوج من أحب , وأنجب منها طفلين قرة أعين لهما , ولكن حلمه الذي لم يتحقق ظل يؤرقه ويطل عليه من الماضي ليضيف ألم كئيب علي حياته.

في منزل فاره تغلب عليه المثالية في التناسق والنظام والترتيب حتي يشك الناظر أن هناك من يسكنه وقف الطرف الثاني من اللقاء أمام خزانة ملابسه يبحث عما يبديه أكثر بساطة من تلك الصورة البلاستيكية التي اعتاد الظهور بها أمام الكاميرات ولقاءات الفضائيات , فهو ذلك الفنان الذي حارب من أجل حلم الوصول للجمهور بفنه حتي صار من المشاهير , حقق ذاته , صار يعيش في رغد ورخاء ما كان يتوقعه ورغم كل ذلك يشعر بالشفقة علي نفسه , فها هو يعيش وحيداً رغم الزحام الذي يحيط به أينما ذهب , صراعه من أجل الوصول أنساه أنه وحيد , وعندما حقق النصر المراد وجد أنه قطع شوطاً كبيراً من الحياة وحده , واليوم ينظر لذلك المنزل الذي يخلو من لمسات زوجة تضيف له الحياة والدفء , يخلو من فوضي تسبب بها طفل صغير اعتاد أن يخرب أغراض والده فيغضب الوالد ثم يحتضن الصغير ويقبله … يا له من شعور يستحق التنازل عن الكثير.

اتجه الأول ناحية الباب فلحق به أحد أطفاله راغباً في الخروج معه فيصيح فيه غاضباً ويغلق الباب تاركاً وراءه طفل باكي. وقف الثاني علي باب منزله ينظر نظرة لاعنة لذلك الفراغ الأنيق المفعم بالبرودة فيطفئ الأنوار في غل وكأنه يحاول قتل المكان. ركب الأول سيارته الصغيرة المستعملة فوجدها بحاجة للإصلاح فلعنها ولم يحاول إصلاحها كالعادة لكي لا يفسد أناقته واتجه للطريق لإيقاف سيارة تقله لمكان اللقاء , بينما ركب الثاني سيارته المواكبة لطراز العام متضجراً من ذلك الخدش الذي تسبب به أحد الأغبياء كما وصف لنفسه. اقترب اللقاء وكلاً منهما تنهكه التساؤلات فتحول الشعور من الحماس للحيرة وانتهي بالخوف.

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

المترو واللي بيركبوه


طول عمري من أعداء المترو والجملة الشهيرة بتاعة "المترو مهما كان زحمة فهو بيوصل والطريق مش بيقف" عمرها ما كانت دافع لي علشان استبدل الميكروباصات بالمترو. فالمترو كوسيلة مواصلات بتمشي تحت الأرض في حد ذاتها بتستفزني لأن فكرة السير في نفق مظلم قد تكون مخيفة نفسياً حتي السياسيين لما يحبوا يوصفوا حالة الضياع السياسي بيوصفوه بالنفق المظلم. السير راكباً مركبة دودية تسير في ماسورة يوحي لي إني من حشرات الأرض أو إني مجرد إفرازات تسير في الأمعاء متجهة لبوابة الخروج. كل اللي فات ده إحساسي تجاه المترو كوسيلة واصلات بغض النظر عن الركاب والنظافة والفوضي والكلام ده.

ركاب المترو بيمثلوا بالنسبة لي السد المنيع اللي بيفصل نفسياً بيني وبين المترو لأن اللي شوفته من الركاب يخليني أكره المترو لدرجة إني ساعات بتمني ينفجر بينا ورغم إني هاكون من الضحايا لكني هبقي في قمة سعادتي وكوكب الأرض بيتخلص من هذا الكم من ركاب عاملين نفسهم بني آدمين. من الأمور المستفزة في الركاب التقلبات المزاجية بشكل غير مفهوم , يعني من المدهشات إنك تشوف الشخص اللي بيجري علشان يلحق يركب أول ما بيركب بيقف مكانه وكأن البنزين بتاعه خلص أو محركاته أصيبت بعطل وينتقل من السرعة القصوي والنشاط المفرط إلي السرعة صفر وخمول غير مبرر وحتي تحت ضغط وشتائم اللي عايزين يركبوا بعده بيبدأ في التحرك زي الزومبي في أفلام الرعب. بمناسبة مشية الزومبي فهي المشية المفضلة لركاب المترو ويحضرني الآن ذلك المواطن اللي كان ماشي واقف محتفظأ بوضعية الدنجلة والاستمتاع بالمناظر الخلابة للقضبان وإيشاني المحطة رغم وجود سلسلة من الإنذارات بوصول القطار واحنا كنا لسة في منطقة السيدات.

الشعب المصري متدين بطبعه وده ظهر لي من خلال شخص كان ماشي ببطء شديد علي المحطة وانا عايز اعدي منه علشان مستعجل لكن مكنش في مفر من سيل الجماهير المضاد ولما سنحت لي الفرصة لسة هاشتمه لقيته بيقرأ في مصحف فحصل لي حالة من التشتت , يعني الراجل مش بيعمل حاجة غلط ده بيقرأ قرآن بس في نفس الوقت هو ماشي مش شايف قدامه وﻻ وراه ومعطل الناس علشان مش مركز في سيره , في النهاية معرفتش اقول إيه فدعيت له بالهداية.

غير إن الشعب المصري متدين بطبعه فهو شعب يتميز بالحميمية اللي بتدفع الراكب إنه يسيب أم العربية كلها وييجي يقف جنبك مع عدم ترك مسافة مناسبة وكأنه عايز جرعة حنان , وﻷني كائن بطبعه لا يتحمل التلزيق في الآخرين (حتي لو سيدات) فده بيتسبب لي في معاناة غير عادية وبيحسسني بالتعرض لحالة اغتصاب للخصوصية في فقداني حرية الحركة والتنفس والوقوف دون ملامسة أحد لي أو ملامستي له ولذلك أتمني إني ربنا يرزقني بخاصية خارقة عبارة عن فقاعة من اللهب تحيط بي لتحمي مساحتي الشخصية وأي حد يقرب منها يتحرق رغم إني متأكد إن ده مش هايمنع الناس من التلزق حتي لو هايموتوا بعد التلزيقه فالشعب المصري ملزق بطبعه.

باختصار اكتشفت إني مش من النوع اللي بيستحمل التعامل مع المترو وركابه ولو اضطريتني الظروف لركوب المترو يبقي ساعتها هاحتاج لتأهيل نفسي قبل وعلاج نفسي بعد.

الخميس، 18 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 3 : اختبار البقاء عاقلاً (2-2)


لو كنت من اللي ربنا فتح عليهم وعنده عربية فاعلم أن كل مكسب وراءه مهلك فوجودك علي عجلة القيادة هايتسبب لك في دخول مجموعة أكبر من اختبارات البقاء عاقلاً , يعني هاتبقي سايق في أمان الله هاتلاقي الشارع وقف طبعاً براءتك هاتصور لك إن السبب إما إشارة أو حادثة أو تقاطع أو يو تيرن أو الحاجات دي , بعد شوية (وﻻحظ إن شوية دي ممكن تكون ساعة) الطريق هايمشي وساعتها هاتبص علي الإشارة مش هاتلاقيها , هاتبص علي حادثة أو عربية عطلانة مش هاتلاقي , هاتبص علي تقاطع أو أي حاجة برضه مش هاتلاقي , كل اللي هاتلاقيه شارع طويل فاضي والعربيات ماشية فيه بسرعة رغم إنه من لحظات كان متكدس والعربيات مابتتحركش فيه وكل اللي بيبقي في إيدك ساعتها إنك تقول : يا مثبت العقل والدين .. ومحدش أبداً هايعرف إيه سبب العطلة وﻻ طبعاً سر الحل وعلي ما يبدوا إن القاهرة بتسكنها أرواح شريرة هي اللي بتتسبب في الظواهر الخارقة دي.

وانت سايق الساعة 2 أو 3 الظهر في ميدان الجيزة مثلاً هاتلاقي مرة واحدة الطريق وقف برضه بس المرة دي بسبب لجنة مرورية قافلة ال 4 حارات وسايبة حارة واحدة بس وكل السادة أعضاء اللجنة واقفين بيستمتعوا بالمنظر الخلاب بتاع صراع ال 4 حارات علشان يدخلوا الحارة الواحدة ومن وراءهم الطابور المهيب للسيارات الممتدة في الأفق يتصاعد منها ناتج الاحتراق الجزئي للوقود مسبباً حالات اختناق بجانب الحرارة العالية. طبعاً لو انت جديد هاتسأل : ليه عاملين لجنة في مكان حيوي وقت ذروة والدنيا أصلاً مش ناقصاهم .. احب اقول لك انت بتضيع وقت بالسؤال ده لأن في قبلك ملايين المواطنين سألوه ولحد دلوقتي مفيش إجابة مقنعة.

عساكر المرور وظيفتهم في الطبيعي تنظيم المرور وفي الدول المحترمة (مش بس أوروبا) بيتم الاستعاضة عن العسكري ده بإشارات إليكترونية وفي مصر أظن إننا ممكن جداً نستغني عن الاتنين هايكون أحسن للمرور. ذلك العسكري المسؤول عن تنظيم المرور تلاقيه قافل طريق وفاتح طريق تاني (طبعاً ده الطبيعي) بس اللي مش طبيعي إن الطريق المفتوح يفضل مفتوح رغم عدم وجود عربيات في حين إن الطريق التاني متكدس والناس بتموت , يعني هو مبرمج زي الإشارة الإليكتروينة إنه يفتح كل طريق مدة معينه ولو في طريق أزحم من التاني هايوزع الوقت برضه بالتساوي. لكن الحق يقال مؤخراً بقي عندنا عساكر بتفهم أو بمعني آخر بترحم المواطنين من المستويات المتقدمة من اختبار البقاء عاقلاً.

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

فيليكس في السينما العالمية


تابع العالم الشخص اللي الاعلام العربي بيقول عليه "المغامر" فيليكس تيمناً بحلقات أبطال الديجيتال التي كانت تذاع علي قناة سبيس تون , وتابع العالم ذلك الشخص وهو يصعد ﻹرتفاع 38 كم ويقفز محققاً إنجاز تاريخي. شخصية مثل فيليكس من الممكن أن يتم عرضها في فيلم سينمائي تمجيداً لإنجازه وعندما شردت بذهني لتخيل كيف سيتم تجسيده في السينما العالمية وفقاً لثقافة وأسلوب كلاً منها تخيلت الآتي

أولاً : فيليكس الأمريكي

يبدأ الفيلم بصعود المركبة حتي تصل لارتفاع 30 كم وفجأة تصاب المركبة بعطل فيصاب كل المتواجدين في غرفة التحكم علي الأرض بالتوتر. في غرفة تبدو عليها التطور والتكنولوجيا من خلال اللوحات الالكترونية المكتوب عليها بالأخضر وبخط يمكن أن تجده في الوورد باسم اليكترون , يجتمع الرئيس الأمريكي ومساعديه والقيادات الأمنية (كل ده وفيليكس علي إرتفاع 30 كم وعنده عطل) ويبدأ في سؤالهم عن الحل لتلك الأزمة بادياً التجهم والغباء في الوقت ذاته

وزير الدفاع يقترح تفجير المركبة حتي يتم التغطية علي الخطأ الفني , مساعد الرئيس يميل علي أذن الرئيس هامساً إذا دمرنا المركبة سوف تهتز صورتنا أمام الشعب وسنخسر الانتخابات القادمة (و مايقولش حل) , وفي تلك اللحظة ينظر الرئيس الأمريكي لرئيس جهاز المخابرات يجده سارحاً محاولاً الهروب بعينيه فيبدو عليه الارتباك فيسأله بحدة : هل هناك ما تخفونه عني ؟ (كل ده وفيليكس علي إرتفاع 30 كم وعنده عطل) فيقول له : في الحقيقة , فيصرخ فيه : ما هي الحقيقة ؟ فيرد قائلاً : بعد أحداث 11/9 تم تنفيذ مشروع المكوك المتجسس والذي تم إطلاق عدد 50000 مكوك علي مستوي العالم (علي أساس إن كل العالم خرفان) فيسأل الرئيس في غضب : ولماذا لم تخبروني من قبل ؟ فيرد رئيس المخابرات : يعني هي جت علي دي يا راجل كبر مخك , يغضب الرئيس الأمريكي ويأمر بتحرك أحد مركبات التجسس لإنقاذ فيليكس.

بعد نجاح المركبة في إنقاذ فيليكس وإصلاح العطل كالعادة في اللحظة الأخيرة يستمر فيليكس في الصعود مستكملاً رحلته التاريخية. بعد الوصول لارتفاع 38 كم يقفز فيليكس متجهاً نحو الأرض لكن فجأة تنقطع أحدي أطراف الباراشوت الذي يرتديه فيضطر لتغير اتجاهه فيسقط في منطقة غريبة لا يعرف ما هي (وطبعاً جهاز الجي بي إس عطلان) وفجأة تقترب مجموعة من الملثمين تتحدث العربية وتقول له : -الله اكبر- ماذا أتي بك هنا -الجهاد- .. فيرد أنا لا أتحدث لغتكم فيقول أحد الملثمين : -سندمر ونخرب- إذاً انت أمريكي محتل -أنا إرهابي- .. يقاطعه قائد الملثمين ويأمر بأخذ فيليكس رهينه ويتم تصويره مقيداً وفي الخلفية مجموعة ملثمين خلفهم ﻻفته مكتوب عليها الله أكبر

في نفس الغرفة التي يبدو عليها التكنولوجيا يأمر الرئيس الأمريكي وزير دفاعه بإرسال فرقة من المارينز بقيادة بروس ويليز لإنقاذ فيليكس وبعد صراع مع المسلحين الإرهابيين يتمكن بروس من إنقاذ فيليكس ويخرج به من تلك البلد المجهولة التي تتحدث العربية ليتزامن خروجهم مع دخول الطيران الأمريكي ليدمر كل بيوت الإرهابيين. وعند عودة فيليكس وبروس لأمريكا يتم قتلهم حتي لا يكشفوا الحقيقة , فسقوط فيليكس في تلك الأرض كان مدبراً من أحد رجال المخابرات الذي هو شريك في أحدي مصانع السلاح.

ثانياً : فيليكس الهندي

ينشأ فيليكس في منطقة فقيرة في الهند تحكمها العصابات الشريرة بقيادة الزعيم "خابور طاويل" الذي يفرض إتاوة علي المزارعين البسطاء المقهورين و يطمع في "فاراساه شديداه" حبيبة فيليكس منذ الصغر لكن أبوها مزارع بسيط مديون لخابور. في يوم يأتي خابور مع رجاله لقرية فيليكس ويطلب الزواج من فاراساه فيتردد أبوها المسكين لكن في تلك اللحظة يدخل فيليكس من الباب قائلاً : انتا خابور مالاكش فيها سيبنا وغور في داهيتا ينظر خابور بغضب ووعيد ثم ينظر ﻷبو فاراساه قائلاً : انتا عشان راجيل طايب هاسيباك كام يوم بعديها تكون فلوسي عندي بروح أوماك أو تبعات لي فاراساه تسليني  

يغضب فيليكس ويبدأ في ضرب رجال خابور ورغم أن عددهم أكثر من 10 رجال إلا إنهم كانوا يهاجمونه فرادي ولكمة واحدة كانت كافية لإسقاط الرجل منهم مغشياً عليه , بعد ضربهم جميعاً يقف أمام خابور قائلاً : لولاه إناك راجيل كبير كونت عاملت معاك السليماه , فينظر له خابور بسخرية ويأمر رجاله المغشي عليهم بالنهوض من علي الأرض فيقوموا ببركة سيدي الخابور ويرحلوا. يبدأ فيليكس في الغناء مع فاراساه ويعدها بأنه سيذهب لشركة ريد بول ويقبل العرض بأن يقفز أعلي قفزة في التاريخ ليحصل علي المال الذي يسد بها ديون والدها ويتخلص من تحكم خابور.

يركب فيليكس المكوك ويبدأ في الصعود وهو يغني في دويتو مع فاراساه وبعض الناس الذين تراقصوا في الهواء حول المكوك , وبعد وصول فيليكس لارتفاع 38 متر يبدأ في القفز ولكنه أثناء هبوطه يشاهد رجال خابور وهم يطاردون حبيبته في الغابة فيبدأ في توجيه الباراشوت ناحية الجري منادياً علي حبيبته : فاراساه , أثناء هروب فاراساه تتعثر وتسقط علي الأرض فينظر لها رجال خابور بابتسامة خبيثة ويخلعون قمصانهم .. فيليكس علي ارتفاع 20 كم ويحاول الإسراع لينقذ حبيبته .. ينظر الرجال لفاراساه بابتسامة خبيثة ويخلعون بناطيلهم .. فيليكس علي ارتفاع 10 كم ويحاول الإسراع لينقذ حبيبته .. يقترب احد الرجال من فاراساه وينزع عنها البتاعة اللي بيلفوها علي نفسهم دي ويقترب منها أحد الرجال ولسة ها .. يضربه فيليكس ثم يضرب باقي الرجال الذين التزموا بنفس أداء المرة الأولي فكانت لكمة واحدة تكفي لسقوطهم دون أن يكرروا الهجوم. يخلع فيليكس خوذته ويضعها علي رأس حبيبته ويحملها للقرية وبعد أن يقبض الأوبيج من شركة ريد بول يقوم بسد دين أبو فاراساه ويعود للقرية ليغني غناء جماعي في استعراض النهاية.

ثالثاً : فيليكس المصري

سيكون الفيلم إخراج خالد يوسف ويقوم عمرو سعد بدور فيليكس الشاب الفقير الذي يسكن في العشوائيات التي تعاني من الفقر والإهمال وفي ليلة يسير مع صديقه الفقير في شوارع أحد المناطق الفاخرة ليجد بوستر لعمرو سمرة وهو علي قمة جبل إيفريست فيقول : يعني لو الواحد كان عايش علي وش الفتة والدنيا بتغني له مش كان الواحد عمل أكتر من كدة كمان ؟ فيرد صاحبه الذي يبدو من حركته وصوته قلة الإدراك من تناول المخدرات : والله يا عم ما فارقة فوق من تحت .. اللي النهاردة فوق بكرة يبقي تحت واللي النهاردة تحت بكرة يبقي أتحت. يستوقفهما ضابط شرطة ويقود فيليكس للقسم حيث يبدأ في تعذيبه والتنكيل به

الضابط وهو يضرب فيليكس بالقلم : انت بروح أمك مش كنت قبضت عليك قبل كدة وقلت لي هاتجيب لي قضية مخدرات كبيرة ؟ يرد فيليكس : يا باشا أنا سداد بس انت كدة هاتخليني أحُك في سيد العنتيل وكرم أبو شومة ودول لو قريت عليهم هايتاووني أنا وأهلي , الضابط : ما هو أنا كدة كدة هاتاويك يا ابن الكلب لو ماوقعتهمش .. يطلق سراحه فيمضي حزيناً حائراً غاضباً مع أغنية في الخلفية ﻷحمد سعد تعبر عن الأسي والظلم والقهر.

أنا هاوقع دول في دول قالها فيليكس لصديقه الذي يبدو تلك المرة واعياً فيرد عليه : يا صاحبي اللي يلعب في عش الدبابير آخرته القرص .. فيليكس : ما هم ماسابوش لي سكة تانية وهم لو طالوني يبقوا يكسروني. يتفق فيليكس مع العنتيل وأبو شومة علي تسليم شحنة كبيرة من المخدرات ويبلغ الضابط بها وعندما يبدأ الاشتباك يهرب فيليكس ويركب المركبة ويصعد علي ارتفاع 38 كم فيعرف أن أمن الدولة القوا القبض علي أمه وأخته وهددوه إن لم يسلم نفسه سيغتصبونهن فيضطر للقفز من المكوك ليهبط في مقر أمن الدولة وبرضه يغتصبوا أمه وأخته في مشهد جنسي ساخن جداً لكنه في السياق الدرامي … بس … وتقوم الثورة ويهرب من السجن.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 3 : اختبار البقاء عاقلاً (1-2)


ثالث اختبار بيتعرض له المواطن المصري في شوارع العاصمة هو اختبار البقاء عاقلاً واللي بيتم فيه تعريضه لمواقف تتنافي مع العقل والمنطق وبتكون نتيجة الاختبار إما إنه يفقد عقله من سيل عدم فهم أو إنه بيتعامل بشكل عادي مما يدل إنه استغني عن العقل والمنطق علشان يقدر يتعايش أو كما يقولون ياكل عيش في البلد دي.

من اشهر مواقف الاختبار هو التخبيط المستدام وده بيكون عبارة عن تعرض المواطن للتخبيط من المواطنين اللي زييه في كل مكان بيروحه وبشكل متكرر يشكك المواطن في نفسه ويخليه يقف عند أقرب مراية علشان يشوف هل هو فعلاً ظاهر وﻻ مختفي والناس ليها عذر منطقي. لرفع درجة صعوبة الاختبار ده بيتم إضافة ردود أفعال غير منطقية من المواطن اللي بيخبط في الواحد , يعني تلاقي الأخ من دول يترزع كتفه في كتفك مما ينتج عنده تحرك كلاً منكم في حركة دورانية حول محوره و رغم ذلك يكمل طريقه بدون ما يعتذر وﻻ حتي يبص علي اللي خبطه , الأغرب بقي لما تكون انت اللي غلطان وتخبط حد خبطة جامدة فتشعر بالذنب الرهيب وتسارع بالاعتذار تلاقي اللي انت عايز تعتذر له غير مهتم اصلاً وسابك ومشي حتي بدون ما يشتمك وده يدفعك للشعور بمزيج من الدهشة والحيرة وعدم الفهم وتسأل نفسك : يعني هو الراجل ده متعود يتخبط كل شوية عادي وﻻ يمكن مستعجل وﻻ هو مش موجود اصلاً وانا بتخيل ؟!

لرفع درجة الصعوبة أكثر بيتم صنع موقف شهير جداً واللي بيعملوه عادة بيكونوا بنات بإنهم يمشوا بعرض الطريق جنب بعض رافعين شعار "إياكش يولع باقي الناس" الموقف ده يتسم بالازدواجية يعني لو انت ماشي وراهم وهم قافلين الطريق وعمال تيجي يمين وشمال علشان تلاقي ثغرة تمر منها يبقي انت كدة بتمر باختبار الثبات الانفعالي , أما لو جاي عكسي وهم داخلين عليك وانت منتظر إنهم يوسعوا لأن العقل بيقول إنهم لو ماوسعوش هاتخبطوا في بعض وأكيد فكرة إنك تلف وتمشي من شارع تاني مش منطقية في الحالة دي انت بتتعرض لاختبار البقاء عاقلاً. للاسف عادة الموقف ده بينتهي بإنك تنزل من علي الرصيف أو تمشي في طريقهم لحد ما توصلوا لحتة واسعة تقدر تعديك جنبهم وتروح بقي مطرح ما كنت عايز تروح.


لرفع درجة الاختبار لأقصي درجاتها بيتم تنفيذ عملية التخبيط وانت واقف , يعني تخيل إنك واقف وثابت والناس المفروض شايفاك ومع ذلك يخبطوا فيك وغالباً بيكون جنبك فراغ يعدي اتنين مش واحد بس وهو ده اللي يجنن الواحد. زمان لما كنت بتعرض لموقف الاختبار كنت فاكر إن الموضوع فيه دوافع جنسية وخصوصاً إن أغلب اللي بيمشوا بدون إدراك بيكونوا بنات , لكن بمرور الوقت وكثرة التخبيط لقيت رجالة بيخبطوا في , برضه تفكير غير السوي صور لي إن ظاهرة الشذوذ انتشرت لكن بمرور وقت اطول لقيت إن كل فئات الشعب بتخبط في , ستات , رجالة , شيوخ , أطفال , رضع , عمال , فلاحين , فئات , قوائم حزبية .. إلخ فالظاهر إن موضوع التخبيط ده سنة الحياة في العاصمة أو يمكن عادة فرعونية … يتبع

الأحد، 7 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 2 : اختبار الثبات الانفعالي


ثاني اختبارات المدينة غير الفاضلة هو اختبار الثبات الانفعالي واللي فيه بيمر المواطن بمجموعة مواقف تقيس قدرته علي البقاء لأطول وقت ممكن بدون ما يتعصب أو يشتم أو يضرب أو يتحول ﻹرهابي. أول موقف المواطن بيتعرض له بمجرد نزوله ﻷرض الاختبار هو الفوضي حيث يفاجأ بزحام وحركة عشوائية من مكونات مختلفة مش منطقي تواجدها سوياً زي عربيات وتكاتك وموتوسيكلات وعجل وبني آدمين بيتحركوا بنص إدراك وأطفال بتجري بدون أي إدراك بالإضافة لبعض الكائنات الحية زي القطط والكلاب وأحياناً المعيز (لو تصادف مرور راعي قبل عيد الأضحي). في وسط الفوضي دي الإنسان بيجيله حالة من التشتت والحيرة ويهيم متسائلاً : يعني أنا دلوقتي في وسط شارع والمركبات ماشية فيه وﻻ علي الرصيف والناس ماشية عليه وﻻ في البرية والحيوانات ترعي ؟!

تاني موقف ييجي في مرحلة الانتقال بالمواصلات لما يركب ميكروباص فيه السواق مشغل الكاسيت بصوت عالي جداً وبيتحف الركاب بمجموعة من أسفل ما أنتج الوسط الغنائي , بالإضافة للراكب المجاور اللي هوايته حشر كوعه في بطن اللي جنبه للإحساس بالطمأنينة والاستقرار , غير طبعاً الراكب اللي من أول ما بيركب لحد ما ينزل بيتكلم في التليفون وبصوت عالي جداً مع خطيبته اللي غالباً بيكون اسمها هند وبيتخانق معاها علشان مامتها بتعامله وحش , بجانب قليل من إزعاج التباع اللي بيستمر في دعوة الركاب للركوب مقنعاً نفسه بوجود فراغ داخل العربة , ولو أحد مراحل انتقال الأجرة من الركاب للتباع مرت برجل مسن أو أنثي في أي سن هايضاف للإستفزاز إستفزاز زيادة ناتج عن حيرة ولخبطة غير مبررة من جامع الأجرة.

لو كنت من اللي مش بيركبوا مواصلات عامة فلا تعتقد أنك أفلت من القاهرة فهي اسم علي مسمي. راكب السيارة الخاصة بيتعرض للسواقة في شوارع العاصمة واللي بيكون لها حسابات خاصة تختلف تماماً عن مفاهيم السواقة اللي مبادئها الذوق والفن والأخلاق , فالسواقة في مصر بلطجة وفهلوة وانعدام أخلاق حيث يتصارع سائقي المركبات بحجز الحارة مستخدمين سلاحهم الأقوي (بوز العربية) بالإضافة لعمل مناورات في الشوارع الجانبية والسير عكسي احياناً كتطبيق لمبدأ الفهلوة , حرقة الدم بتيجي من مصادر متعددة أهمها الميكروباصات لأن الميكروباص في العاصمة بتكون حالته منيلة بستين نيلة وصاحبه مش باقي عليه أو بمعني أدق هو عارف إنه لو هوش سائق الملاكي هايخاف علي عربيته ويسيبه يعدي , تاني مصدر هم الناس اللي عكس سائقي الميكروباص واللي فاكرين نفسهم سايقين في دريم بارك وماشيين دايماً علي 60 ولو حتي في صلاح سالم وهو فاضي ونص عربيتهم في حارة والنص التاني في حارة تانية , العربية دي لو صورناها من فوق بارتفاع مناسب هانلاحظ انسياب مروري حولها مع وجود تكدس وقاطرة من السيارات خلفها فبتكون سبب إضافي للإصابة بشلل الأطفال , تالت مصدر هو النقل العام والتريلات واللي بيتصنفوا نقل ثقيل لكن رغم تصنيفهم إلا إن سائق النقل الثقيل بيكون عنده شعور مجهول المصدر إنه راكب توك توك فبيمشي يتدنجل ويعمل غرز ويشد مع أصدقاؤه من النقل الثقيل مسببين حالة رعب للعربيات العادية.

البقاء في شوارع العاصمة منهك عصبياً وبيخلي الواحد يخرج عن شعوره وموده يبوظ حتي لو كان قايم مزاجه عالي وكان بادئ يومه بدندنة أغنيته المفضلة فأياً كانت حالته اللي بدأ بيها اليوم بينتهي بنفس النهاية ألا وهي فقدان سيطرته علي أعصابه والخروج عن النص وعن أخلاقه المعتادة والوضع ده مش غريب وﻻ فريد إنما هو موقف كل عابر في شوارع القاهرة.

الخميس، 4 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 1 : اختبار النظافة

الحياة في مدينة القاهرة ومثيلاتها من المدن حياة شاقة ومقرفة وتحرق الدم وقد تسبب الوفاة أو الخلل العقلي في بعض الحالات. الإنسان اللي بيعيش في مدينة زي القاهرة بيقضي يومه من أول نزوله من البيت وحتي عودته في سلسلة من الاختبارات اللي قد تعادل الاختبارات التي يمر بها المتقدمون للعمل في جهات أمنية عليا. المشكلة إن الواحد مننا لما بيحب بيتشيك عادة بيكون رايح معاد مهم إما انترفيو أو فرح أو مقابلة رسمية وبيحتاج يفضل شيك وأول ما يوصل المكان بيبقي هاين عليه يقول : والله يا جماعة أنا كنت نظيف بس الطريق هو اللي عمل في كدة … مفيش مانع لو كل واحد مننا صور نفسه قبل ما ينزل الشارع علشان يثبت إنه في فترة من اليوم كان أنظف بكتير وأشيك بكتير من وضعه الحالي الأقرب للمشردين.

أول اختبار هو "اختبار النظافة" والمقصود هنا مش قياس نظافة الفرد إنما قياس قدرته علي البقاء نظيفاً٫ فمثلاًَ لو المواطن ده خد دش ورش برفان و اتشيك وظبط القميص علي البنطلون ولبس الجزمة اللي بتبرق وجت لحظة نزوله لارض المعركة, فهو أول ما بينزل بيقابل طبقة تراب سمكها حوالي 2 سم -في أفضل الظروف-وبالتالي أول ما بيضرب رجله فيها بتنزل الجزمة البراقة في عمق 2 سم تراب مع إثارة جزء يقوم بدوره بطمس ما تبقي من البريق. يخطو المواطن في طريقه فيلاقي مواطن تاني رش مياه علي الأرض المغطاة بالتراب لتتكون طبقة من الطينة اللي بمجرد ما يمشي فيها بيتنقل جزء منها للجزمة وجزء بيطلع علي رجل البنطلون من ورا نتيجة للمشي ولتجاوز الطرطشة دي ممكن المواطن يركب رفرف أو إنه يمشي في شارع ناشف.

يمشي المواطن شوية كمان متحسراً علي الجزمة والبنطلون وفجأة يلاقي عيل راكب عجلة وجاي عليه , يجيله يمين يلاقي جي يمين يجيله شمال يلاقيه جي شمال لحد ما يخبط فيه وطرف الجادون يطلع له القميص من البنطلون مما يدفعه لنعكشة شعره بالمرة والصياح كالمجنون منشداً : الملاحة .. الملاحة. حتي لو المواطن عمل ناصح وخد كل الاحتياطات لتجنب الحوادث السابق ذكرها فنصاحته دي مش هاتفيده في المواصلات ﻷنه أول ما هايركب كل الحوادث دي هاتحصل له دفعة واحدة , المواطن وهو بيتحشر في المواصلات بيلاقي اللي يدوس علي الجزمة واللي يدوس له علي البنطلون واللي شايل فاكهة أو زفر وبيلزقه فيه. حتي لو المواصلات رايقة خالص ومفيش أي زحمة أو احتكاك برضه هايتبهدل بمجرد ما يقعد علي الكراسي اللي رغم ركوب ناس كتير إلا إنها محتفظة بالتراب اللي عليها وكأنها بتفرز تراب أو بعد كل راكب بيروح السواق كخدمة إضافية يحط تراب علي الكرسي طبعاً ده غير التعرض المعتاد للشحم اللي بيكون علي الجدار الداخلي للميكروباص بدون أي مبرر. يعني من الآخر هاتتبهدل هاتتبهدل وبالتالي كل أملك يكون الإحتفاظ بالنظافة ﻷطول وقت ممكن لكن لا تنتظر إنك تنجح في الاختبار ده .. فالقاهرة أقوي مننا جميعاً.