الأربعاء، 25 يناير 2012

يوم 25 يناير اللي فات


اليوم ده كانت كل الناس متوقع ان يبقي فيه مظاهرة كبيرة جداً وده نتيجة لتجربة الوقفات السلمية اللي اتعملت حداد علي قتل خالد سعيد وكمان ثورة تونس اللي نجحت قبلها بعشرة ايام لكن مكنش حد متوقع ابداً انها تبقي ثورة ونشيل بيها حكم دام سنين ونبدأ عملنا في الاصلاح بحرية ونسمع ان واحد زي حبيب العادلي متهم وفي السجن بيتحاكم. صحيت اليوم ده الصبح وكنت متفق مع اخويا اننا ننزل مع بعض وهو وافق علي مضض لانه برغم انه مؤمن جداً باللي بيعمله الا انه خايف علي ومش عايزني اتعرض للخطر اللي هو متأكد منه. لكن نزلنا وراجعنا التعليمات بحيث التحرك داخل المظاهرة ولو حصل واتقبض علي وبصفة عامة التعليمات دي كانت منتشرة من قبلها علي الانترنت.

نزلت انا واخويا واتقابلنا مع واحد من الناس اللي بيتقال عليهم "بتوع مظاهرات وسياسية" من الناس اللي اتقبض عليهم قبل كدة ومش فارقة معاه وقررنا نقعد علي قهوة في الجيزة لحد ما يقرب وقت المظاهرة اللي هو كان الساعة 2 الظهر والمكان بالنسبة لينا كان ميدان مصطفي محمود. بالرغم من دخولنا قهوة عادية جداً وبشكل عشوائي الا اننا لقينا فيها مجموعه من النشطاء اللي بيتقبض عليهم كتير برضه وكان في 2 قاعدين علي جنب مكتوب علي وشهم "مخبر" المهم راجعنا التغييرات تاني وخدنا واجبنا ولما جي الوقت اتحركنا من علي القهوة وركبنا دقي امبابة علشان ننزل شارع جامعة الدول وهناك بدأنا اسلوب المخابرات اللي هو اننا مننزلش مع بعض ولو حد اتمسك هايقول كنت رايح فين والكلام ده.

مش عارف ايه سبب اصرار اللي كان معانا انه يتمسك الراجل نزل يقعد في قلب الميدان قدام المكان المتفق عليه وكأنه بيقول انا شوية كدة وقايم اتظاهر. انا واخويا دخلنا شارع جانبي مقابل للمسجد علشان نقابل معارف اخويا اللي اكتشفت اليوم ده انه كان في حركة 6 ابريل وسابهم وانضم لحشد . اثناء سيرنا قابلنا ناس كتير شكلهم انهم اول مرة ينزلوا مظاهرة وكان في عيونهم سؤال لينا "هو انتوا معانا؟ طيب هانعمل ايه دلوقتي؟" وفضلنا موجودين في الشارع الجانبي لحد ما جي معاد المظاهرة وسمعنا صوتها من بعيد وشوفناها فعلا بدأت تحت المظلة اللي قدام مسجد مصطفي محمود.

اتحركنا احنا وكل المستجدين وكل الناس ورحنا وقفنا حوالين المظاهرة لكن لان اغلبنا جدد فبرضه معرفناش هانعمل ايه لان الامن المركزي كان عامل كردون حواليهم وواضح ان الناس القديمة كانت متخيلة الموقف وبالتالي عملت حركة لضم الناس دي. بعد الساعة ما تجاوزت حوالي 2:15 الناس اللي جوة الكردون مرة واحدة كسروا الكردون الامني وطلعوا يجروا وكأنهم بيقولوا للي مش عارف يعمل ايه "ادخل معانا يللا" وفعلا الناس كترت جدا وجرينا من ناحية مصطفي محمود وعدينا الشارع علشان ندخل في شارع جانبي لتجميع اكبر عدد بعيد عن الكردونات والاعداد الضخمة من الامن المركزي المتواجدة في الشارع الرئيسي.

 أثناء عبورنا الشارع الامن برضه كان بيعبر الشارع وكان بيحاول يعمل كردونات صغيرة بحيث يقبضوا علي ناس يمكن الباقي يخاف وفي لحظة وانا بجري لقيت قدامي امن جيت ادخل شمال لقيت امن تاني جيت ارجع ورا لقيت اننا متحاصرين علي شكل حرف U والمخرج الوحيد هو سور جنينة لكن من الصدمة بصراحة اصيب تفكيري بالشلل وخفت احاول اهرب الامن يزودها معايا لكن انقذني من حالة الشلل الفكري دي اخويا لقيته من الناحية التانية من الجنينة بيقول لي "نط يا محمود" فبصيت للامن ونطيت لكن ام السور معمول بطريقه لا يخليك تعرف تدوس عليه ولا فيه فحصل خرشمة لرجلي وعديت جوة الجنينة وعند الطرف التاني من السور نطيت خوفاً ان يكون الامن بيجري ورايا فمن النطة الغلط وقعت بكتفي علي السور والنظارة وقعت. طبعاً قمت اكمل جري وسيبت النظارة لكني مبقتش شايف اي حاجة وجسمي واجعني ولما بصيت كدة لقيت ان الامن وقف وبطل يتقدم فرجعت دورت علي النظارة والحمد لله لقيتها بس هي كانت متطبقة في بعضها.

اخدت النظارة وقمت انضم للمظاهرة وعيني علي الامن وبرتب لو هجم تاني هاخرج منين وبصيت علي رجلي لقيت البنطلون اتقطع من الاسياخ بتاعة الجنينة وكتفي واجعني جداً بس مش شايف الجروح. كلمت اخويا اطمنه اني متقبضش علي والحمد لله سليم واني في المظاهرة لقيته رد علي برسالة بيقول لي فيها "روح باقصي سرعة" طبعاً امتداد لخوفه علي لكني استخسرت اني اعمل كل ده وامشي بدري بدري كدة. فضلت ماشي مع المظاهرة ودخلنا شارع وادي النيل وقيادات من الشرطة ماشية ورانا وبتتصل مع قواتها اللي سيبناها في جامعة الدول بعد كدة لقيت اننا راجعين تاني لجامعة الدول فاستغربت وسألت نفسي "ليه نرجع للامن برجلينا تاني ؟" بس اللي تابع بقية اليوم فهم هم عملوا ليه كدة.

بعد المواجهة البسيطة اللي كانت بيني وبين الامن حسيت اني غير مجهز بالمرة لمواجهة الامن وشعرت بخوف كبير جدا منعني اني اكمل في المظاهرة ولقيت قدامي فرصة للخروج الآمن فخرجت وركبت ميكروباص للجيزة ولما خرجت لشارع جامعة الدول لقيت ان في مظاهرة تانية عند المسجد غير المظاهرة اللي انا سيبتها آخر الشارع وبعت رسالة لاخويا اقول له فيها اني خرجت فرد برسالة بيقول لي فيها "انا كويس المظاهرة كبرت قوي" وروحت بيتنا غيرت هدومي وبدأت اعالج كتفي اللي اكتشفت انه جرح عميق لكني مرحتش لدكتور خوفاً من الامن وعلشان كنت بفكر ان اخويا اصلا هناك فمش عارف اليوم هاينتهي علي ايه. وبعد ما هديت وصارحت نفسي لقيت اني انسحبت من الخوف وشعرت بعار شديد جداً من تخاذلي وده كان من اهم الدوافع اللي ثبتتني يوم 28 يناير.

فضلت منتظر في البيت اتابع مع اخويا واتابع علي الجزيرة اللي بيحصل وعرفت انهم وصلوا التحرير وكانت الشبكة ضعيفة جداً مرة تجمع وعشرة لا. وعلي الساعة 11 بالليل كلمت اخويا فقال لي ان الوضع مستقر وانهم كونوا لجان شعبية للاعاشة بحيث انها اتحركت لتوفير بطاطين وطعام وانهم بيستعدوا للمبيت في اعتصام مفتوح حتي الرحيل. لكن علي 12 بالليل بدأ الهجوم بعنف عليهم وهم آمنين مستقرين مش مديين خوانة وعرفت ان الامن جري وراهم وطاردهم في الشوارع الجانبية طبعا كلمت اخويا اطمئن عليه والحمد لله طلع سليم ورجع علي الساعة 3 الفجر وقال لي جملة جميلة قوي "كان حلم جميل" ظناً منه ومننا كلنا ان الموضوع كدة خلاص خلص وأكد انهم مفرقتش معاهم القنابل بس كانت المشكلة في الرصاص هو اللي فعلا فرقهم وانتهي اليوم علي كدة ومحدش كان متوقع امتداده وتكراره تاني.

الثلاثاء، 17 يناير 2012

الخلط هو الحل


لما تكون شخص فاسد والناس عرفت إنك فاسد وعايزين يحاسبوك بيكون قدامك حلول كتير لكن ثبت بالتجربة إن أكثرها فاعلية هو الخلط بين شخصك التافه الفاسد وبين ثوابت الناس اللي عايزين يحاسبوك. يعني لو انت لاعب كورة فاشل وخارب النادي والجمهور مبقاش طايقك خالص اربط بأي شكل بين وجودك في النادي وبين بقاء النادي في القمة , انشر إن اللعيبة اللي في النادي مرتبطين بيك نفسياً ولو سيبتهم هايتأثروا ويخسروا حتي من اضعف الفرق , أو ممكن تربط بين محاسبتك وبين نكران الجميل فمهما صدر منك انت برضه ابن النادي وأكد علي الجميع إن بطردك والاستغناء عنك الفرق التانية هاتقول علي النادي إنه قليل الأصل ومفيش أمان للبقاء فيه ومفيش لاعب هاييجي بعد كدة ويبقي مخلص لأنه عارف إن النادي ده مالوش أمان .. النتيجة هاتكون مذهلة بإن النادي هايضطر يبقي عليك أو في أسوأ الاحوال هايمنحك نهاية مشرفة لا تستحقها علي الإطلاق.

لو انت مدرس حقير بتكروت في الشرح علشان العيال تاخد عندك دروس وطلع ناس بتطالب برفدك تذكر قاعدة "الخلط هو الحل" واخلط بين بقاءك وبين العملية التعليمية , وإن لو تم طردك هايحصل عجز في المدرسين اكتر من اللي موجود بالرغم إن مفيش عجز اصلاً بس محدش هايراجع وراك , وطلع العيب علي الطلاب إنهم بييجوا المدرسة مش مركزين وأكد علي إنك اكتر المتضررين من الدروس لأنها بتهلكك وبتضيع صحتك بس مرغم عليها علشان مرتب الوزارة مش بيكفي .. والنتيجة برضه هاتكون مذهلة ببقاءك في منصبك وزيادة مرتبك وانت ولا هاتشرح للعيال بضمير ولا هاتبطل تدي دروس.

لو انت ضابط شرطة ابن **** والشعب طفح بيه الكيل وعايز يحاسبك وينتزع منك سلطاتك ويفرض رقابة عليك فلا تنسي قاعدة "الخلط هو الحل" واربط بين وجودك وبين الامن وإن انت الوحيد اللي يعرف مداخل ومخارج البلد وانت الوحيد اللي هايعرف يلم المجرمين لأن من الاساس انت اللي مسرحهم و اربط بين إصلاح الشرطة وفرض الرقابة عليها بإنهيارها وضياع البلد أمنياً ولو حد اقترح إدارة الداخلية بوزير مدني حك في الحتة بتاعة الخبرة والحس الامني لأنها بتاكل مع الشعب ولو حد جاب سيرة بلاد حصل فيها إصلاح للشرطة بدون حدوث إنفلات أمني استخدم الرد السياسي الاكثر إنتشاراً بإن احنا وضعنا وضع خاص .. والنتيجة هاتكون مذهلة بإن الوضع يبقي علي ما هو عليه يعني الشعب هايفضل في نفس الوضع وانت في نفس الوضع بعد ما كانوا علي وشك تبديل الاوضاع.

لو انت من تيار الاسلام السياسي وخدت قرار أو طلعت تصريح وطلع لك اللي يعارضك وينتقدك اوعي تقلق لأن انت في افضل المواقف واسهل طرف ينفذ قاعدة "الخلط هو الحل" لأنك تقدر تربط بين شخصك وبين الدين وإن نصرتك هي نصرة للدين ورفضك هو رفض للدين بالرغم إن الدين اللي انت بتتكلم عنه مسموح فيه بمراجعة القرارات السياسية بل والدينية كمان وده كان بيحصل مع الرسول شخصياً لكن طبعاً ماتجيبش سيرة عن الحاجات دي وركز علي إطاعة اولي الامر والعلماء ورثة الانبياء وبرضه محدش هايدور وراك .. والنتيجة هاتكون مذهلة بإنك هاتوصل للي انت عايزه وهايكون لك حصانة من نوع خاص وهايكون لك انصار يدافعوا عنك وينصروك حتي لو مايعرفوش اسمك.

أما لو انت مجلس عسكري وبقدرة قادر بقيت رئيس بيقود دولة بدل ما يقود جيش وطلع لك شوية عيال عايزين يراجعوا قراراتك ويحاسبوك علي البلاوي اللي عملتها فيهم فتذكر القاعدة الذهبية "الخلط هو الحل" وانشر بين الناس إن انت الجيش وأي حد بيرفضك يبقي بيرفض الجيش وكبر الموضوع بالتأكيد علي إنك انت الخط الاحمر اللي لو حد اتجرأ عليه الجيش هاينهار والاحتلال هايدخل البلد من كل حتة واقنع الناس بإن 19 نفر هم الجيش نفسه وأي حاجة وحشة هاتحصل لكم يبقي الجيش راح علي اساس إن الجيش مافيهوش رجالة غير ال 19 دول وماتقلقش محدش هاياخد باله إن آخر قائد للقوات المسلحة مرمي في السجن في تهمة قتل واموال عامة وإن ده مخربش الجيش بالعكس ده نضفه .. وبرضه النتيجة هاتكون مذهلة إن الشعب هايتقبل منك أي حاجة مهما كانت زبالة وهايشكرك دايماً علي الوقوف جنبه حتي لو عيشته في نفس المرار اللي كان عايشين فيه قبلك ومش بس كدة لأ ده كمان هايحوشوا عنك العيال اللي عايزين يحاسبوك وهايخبطوا في بعض وانت تستمر في منصبك معزز مبهدل الشعب ومطلع عين اللي جابوه.

خلاصة القول اربط الثابت بالمتغير عمر الناس ماهاتتغير

الأحد، 8 يناير 2012

مدرستي أنظف من الصيني بعد غسيله (3) : سيد بلاطة رئيس إتحاد


الوكيل : صباح الخير يا فندم
المدير : تعالي يا سيادة الوكيل في موضوع خطير لازم نتكلم فيه
الوكيل : أكيد حضرتك قصدك إنتخابات اتحاد الطلاب
المدير : بالضبط .. احنا لازم نشوف مين ينفع يكون رئيس إتحاد الطلاب
الوكيل (مندهشاً) : هو حضرتك مش المفروض رئيس الاتحاد بيختاره الطلاب ؟! هانعمل ايه؟ هانزور النتيجة ؟!
المدير (بغضب) : خد بالك من كلامك يا استاذ احنا مش مزورين .. احنا هانخلي الطلبة هم اللي يختاروا بنفسهم اللي احنا عايزينهم يختاروه
الوكيل : أه .. نتلاعب بيهم يعني
المدير : بالضبط
الوكيل : آسف يا فندم علي سوء الفهم
المدير : طيب فكر معايا كدة مين يبقي رئيس إتحاد .. ايه رأيك في الواد سيد بلاطة
الوكيل : نعممممممممم؟! ده واد معفن وضايع في الدراسة وفاشل .. ده حتي فشل إنه ينحرف
المدير : بس واحد زي ده مش هايقرفنا ويقعد يطلب في تغييرات في المدرسة
الوكيل : هو فعلاً مش هايطلب حاجة .. ده لو فهم أصلاً يعني ايه رئيس إتحاد .. بس إزاي واحد زي ده نخلي الطلبة تختاره
المدير : هو مين نازل الإنتخابات ؟
الوكيل : كريم حسن وده ولد متميز جداً ومن الاوائل و إبراهيم عبد العزيز وده برضه ولد متميز ومتفوق رياضياً ده بطل جمهورية في التنس .. وحضرتك عايز تنزل سيد بلاطة قدامهم ويكسب .. طب إزاي ؟!
المدير : إبراهيم عبد العزيز امره سهل .. هو اصلاً عيل تنك ونص كلامه العيال مش بتفهمه علشان كدة بيكرهوه غير إنه عايزنا نعمل في المدرسة ملعب تنس والعيال عندنا مش بتلعب غير كورة .. صحيح هم مالهومش فيها بس مابيفهموش غيرها
الوكيل : طب كريم حسن ؟ الواد قريب من العيال وكتير منهم بيحبوه علشان بيذاكر لهم وبيساعدهم في الامتحانات
المدير : تمام كدة .. احنا نسقط العيال اللي بيذاكر لهم ونخليه يجيب الدرجات النهائية ونقول إنه بيذاكر للعيال غلط علشان يفضل هو الأول
الوكيل : طب يا فندم حتي لو اقتنعوا بكل ده .. إزاي نقنعهم يختاروا سيد بلاطة .. ده واد معفن وبيتخانق معاهم كتير وفي كتير بيكرهوه
المدير : بس برضه في كتير بيحبوه
الوكيل : العيال الزبالة اللي زييه
المدير : ما هم دول كمان ليهم صوت .. بص احنا نجيب الواد ونحفظه كلمتين يقولهم للعيال .. زي إنه هايطلب من المدرسة تجديد ملعب الكورة وبيع الساندوتشات بسعر أرخص وتطويل مدة الفسحة ودي حاجات بسيطة مقدور عليها
الوكيل : وهم كد هايقتنعوا ؟ يعني لاهايجيب سيرة المكتبة ولا تجهيزات الفصول ولا الدكك ولا ضرب المدرسين ولا نظافة الحمامات ولا ميس فاطمة الاخصائية الاجتماعية اللي بتديهم إنجليزي والناس هاتختاره ؟ طب تيجي إزاي دي يا فندم ؟!
المدير : افهم بقي .. ركز علي إهتمامات العيال تكسبهم , وكيفهم يفضلوا في صفك والكام عيل اللي هايبصوا للحاجات اللي انت قلتها دي يروحوا ينتخبوا كريم ولا ابراهيم بس الاغلبية هايختاروا سيد بلاطة


اقرأ ايضاً

مدرستي انظف من الصيني بعد غسيله (1) : دول شوية عيال

الاثنين، 2 يناير 2012

المفروض يعملوا


الجملة دي من اكتر الجمل المثيرة للإستفزاز والإشمئزاز وبرغم سخافتها إلا إنها بتتكرر كتير وعلي نطاق واسع بعد ما تم استخدامها لسنين طويلة في الكورة لما كان الواحد يقعد في بيتهم يقول المفروض حسن شحاتة يطلع ابو تريكة وينزل احمد حسن. وكنا برضه بنسمعها ايام مبارك لما كل واحد يبقي قاعد مكانه ويقول هم المفروض يعملوا مش عارف ايه علشان حال البلد ينصلح ومؤخراً الجملة دي بقت تتقال علي الشباب اللي شارك في الثورة بالصيغ الآتية :-
- المفروض الشباب يخرج من ميدان التحرير وينزل الشارع
- المفروض الشباب يجمع بعضه ويعمل تكتل واحد يعبر عن بالثورة
- الشباب عمل ثورة وساب غيره يجني ثمارها وكان المفروض يمنع ده

ومقابل التعليمات الرائعة واللي بالمناسبة صحيحة جداً بتظهر أسئلة منطقية
-  من اول ما ظهر مصطلح ثورة شباب والناس غضبت وقالت لأ دي ثورة شعب يبقي ليه منتظرين الشباب هم اللي يعملوا كل حاجة والشعب اللي عمل ثورة مش بيقوم بأي دور لحماية الثورة اللي هو قام بيها؟
- الاخ اللي بيطلق التعليمات دي بدل ما يقعد يرغي ليه مايتحركش علشان ينفذ التعليمات ؟
كل اللي عمال يتكلم عن الشباب مش حاطط في دماغه إن الشباب دول محتاجين خبرة تشتغل معاهم واشخاص ثقة علشان الشارع ياخدهم محمل جد ويتقبلهم ؟! مش حاطط في دماغه إن التكتل الثوري هو مسؤولية العاملين في السياسة واللي فضلوا الانقسام علي التوحد ؟! مش حاطط في دماغه إن قدام كل عملية توحد في الف عملية تشرزم من اللي مش في مصلحتهم توحد القوي الثورية ومن الاحزاب اللي بتستقطب الشباب في الاتجاه المضاد للتوحد ؟! مش حاطط في دماغه إن الشباب دول لما بينفضوا نفسهم بيطلعوا قرشين يادوب يطبعوا بيهم يافطة ولا مجموعة ورق يعرف الناس بيهم في حين إن الاحزاب بتصرف آلاف بل ملايين علشان يوزعوا تهنئة بالعيد غير اللي عنده قنوات وجرايد وبيعمل مؤتمراته في افخم فنادق مصر ؟!

الخلاصة اللي عايز ينتقد ينتقد بس لازم يكون فعله سبق كلامه غير كدة فكلامه مجرد توثيق للسلبية واللي في حاجة مش عاجباه يتفضل يقوم يغيرها بنفسه وبلاش حد يعمل فيها مشرف ثورة من منازلهم واللي هاسمعه يقول بعد كدة "المفروض" هاقول له "وانت دورك ايه غير انك تقول المفروض ؟"

الأحد، 1 يناير 2012

إرضاء الزبون وتفريغ المضمون


من زمان والتغيير والاصلاح في بلدنا بيتم بصورة شكلية بمبدأ .. عايز اصلاح خُد .. عايز تنمية خُد .. عايز مشروعات خُد. لكن رغم كل القرارات الاصلاحية والمشاريع التنموية مفيش أي تغيير بيحصل ولا أي إصلاح بيتم في بلدنا وده لأن التغيير عندنا بالمسميات والتصريحات لكن المضمون بيتم تفريغه.

من ايام مبارك واحنا بنسمع عن مشروعات قومية لحل مشاكل المواطنين زي مثلاً مشكلة السكن واللي تم حلها بإنشاء مناطق سكنية وبالتالي يقدر الريس أو أي مسؤول يطلع لنا في كل مناسبة يقول "لقد لبت الدولة مطالب المواطن الذي طالما كان محور اهتمام الحكومة" وفعلاً لما نقرأ في الجرايد إن الحكومة هاتبني كام الف وحدة سكنية المفروض نفرح ونعرف إن مشكلتنا اتحلت والحكومة عندنا بتقوم بدور البطولة وهو ده الجزء الخاص بإرضاء الزبون.

لكن لما نيجي نشوف الوحدات السكنية دي هانلاقي إن اسعارها غالية جداً يعني فيها نفس العيب اللي كان سبب المشكلة ويمكن يكون سعرها مناسب بس هي أماكن لا تصلح للحياة الآدمية من حيث المساحة او الخدمات ولو الجودة متوفرة وبسعر مناسب فهانلاقي حيتان العقارات واكلين المشروع في كرشهم إما يبيعوها في السوق السودة او يوزعوها علي بعض كهدايا .. وهو ده تفريغ المضمون.

سياسة إرضاء الزبون وتفريغ المضمون استمرت بعد الثورة كإشارة لإدارة البلد بنفس النظام. يعني بعد تنحي مبارك طلع الناس يقولوا احنا عايزين وزارة تكنوقراط علشان الحكومة المؤقتة وبالفعل المجلس العسكري كون وزارة واطلق عليها مسمي حكومة تكنوقراط بالرغم من بقاء اكتر من نصف وزارة احمد نظيف اللي قامت عليها الثورة. 


ومرت الايام وحصلت احداث محمد محمود اللي استقال (او اقيل) فيها عصام شرف وتعالت الاصوات لتكوين حكومة إنقاذ وطني ونقل سلطة المجلس العسكري اللي في المقابل شكل حكومة واطلق عليها حكومة الانقاذ الوطني بالرغم إن رئيس الحكومة كان كمال الجنزوري اللي هو رئيس وزراء مبارك في يوم من الايام واستمر برضه نص وزراء حكومة شرف في الحكومة الجديدة وبكدة تحققت سياسة إرضاء الزبون وتفريغ المضمون

خلاصة الكلام وبدون لف ودوران مقياس تحقيق المطلب هو تغير الواقع .. هانعمل قانون للحد الاقصي والادني يبقي نلمس التغير ده في المجتمع ومايبقاش القانون ده بيغطي الطبقة اللي اصلاً متقاربة في المرتبات ولا يتضمن اصحاب الحرف واغلب طبقة العاملين اللي مش مؤهلات عليا والمستشارين اللي بياخدوا آلاف بدون مبررات ومديري شركات بيقبضوا نص مرتبات المؤسسة. هانهتم بالبحث العلمي يبقي نشوف مشاكل مصر بتتحل بالبحث العلمي مش يبقي الاسم إن احنا عندنا مراكز بحثية وكام الف باحث لكن لا وجود للابحاث إلا علي ارفف ارشيف المراكز البحثية. هايتم تفعيل الرقابة علي صرف الدعم يبقي مانشوفش تاني الدعم بيتسرق.

تتعدد الامثلة وتتعدد المشاكل وتبقي السياسة القائمة هي سياسة "إرضاء الزبون وتفريغ المضمون" واللي الشعب لازم يقابلها بسياسة "لمس التغيير مش هجص التقارير"