الثلاثاء، 29 مايو 2012

التفكير خارج الصندوق


أغلب الكلام دلوقتي بيدور حول التنسيق مع الاخوان للحصول علي ما يسمي ضمانات بعدم إحتكار السلطة ونشأة ديكتاتورية جديدة وده موقف اتفرض علينا بعد ما بقي الاختيار التاني هو الرجوع للديكتاتورية القديمة (إن صح التعبير) وبدون أي ضمانات حتي للبقاء الآمن لكل اللي شاركوا في الثورة. الاختيار الحالي إذا كان نتيجة ﻷخطاء سياسية من جانب المرشحين الثوريين وتصويت أتباع الفلول وعشاق الاستقرار لذلك الشفيق كان الاستمرار فيه يعتبر حنكة ومعركة سياسية لكن لما يبقي الاختيار ده اتفرض علينا من الديكتاتورية ومن لجنة مزورين يبقي إستمرارنا في الاختيار ما هو إلا تكرار لخطأ لسة واقعين فيه من كام يوم

عودة سريعة للوراء لما نادي بعض المستنيرين برفض الانتخابات تحت حكم العسكر بصفة عامة لتأكدهم إن مهما كانت الوسيلة فالانتخابات هاتكون مجرد فخ لحصول المجلس العسكري علي المزيد من الشرعية ويظهر بدور الوفي بعهده في تسليم السلطة لكنه في الواقع هايسلم السلطة لحد تبعه أو علي الأقل مرتب معاه. بعد تكون اللجنة العليا للإنتخابات اتعرفت الوسيلة اللي هايستخدمها العسكر بعد إختياره لمجموعة قضاة مشبوهين من أيام مبارك من اللي نشأ تيار استقلال القضاء علشان أمثالهم. مع وضع المادة 28 من الاعلان الدستوري واللي بتنص بالبلدي كدة علي إن اللجنة دي مالهاش كبير ومهما كان قرارها فمحدش له حاجة عندها وﻻ له الحق إنه يشتكيها في أي محكمة فكدة بانت اللبة وعرفنا إن احنا عندنا عسكر مش هايسلم السلطة لخصومه بإستخدام لجنة مزورين بتحميهم مادة غير منطقية في الإعلان الدستوري

زاد البلة طين رفض قانون العزل بشكل قانوني بمعني إنهم دخلوه في متاهات المحاكم وتفرق دمه بين القبائل فشوية يقولوا ده غير دستوري وشوية يقولوا اللجنة الانتخابية مش من حقها تحويل القانون للمحكمة الدستورية ﻷنها لجنة إدارية وليس لها صفة قضائية ودخلنا في الحبال الطويلة علشان يفضل الفشيق موجود في سباق الرئاسة رغماً عن مجلس الشعب ورغماً عن الشعب نفسه اللي نزل قبل كدة لعزله من منصبه كرئيس وزراء. كل الامور السابق ذكرها مخدش باله منها غير المستنيرين وكان من الصعب علي الجموع حتي من الثوريين إنهم يقرأوا المستقبل بمجرد معرفة قوانين وتاريخ أشخاص وبالتالي كان الدخول في الانتخابات هو قرار الأغلبية من باب المياه تكدب الغطاس علي أمل إن كثرتنا في التصويت هاتفضح أي تزوير وساعتها مش هايبقي المستنيرين بس هم اللي فاهمين اللعبة أنما كل الناس هايبقي قدامهم دلائل علي التزوير. بالفعل تمت الانتخابات والكل اتفاجئ بتقدم الفلول وبصراحة الفجأة مكنش مصدرها تقدم الفلول علي قد ما كان سببها تقدم أحمد شفيق اللي اتعلم عليه في أغلب مؤتمراته وآخر حاجة شافها من الجمهور هو نعل جزمتهم يوم الانتخابات لما راح يدلي بصوته

فوز أحمد شفيق أثار التساؤلات والدهشة بس بمرور الوقت ومع ظهور علامات التزوير تحولت الدهشة لغضب. يمكن لحد قبل المؤتمر كل العلامات دي صعب إثباتها لحد رافض يصدق الحقيقة المرة لكن بعد المؤتمر بتاع اللجنة العليا والحجج اللي ردوا بيها علي الاتهام بالتزوير أكدت إن في تزوير ولسان حالهم كان بيقول أيوة في تزوير واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط. لما أغلب الطعون تترفض بحجة إنها راحت متأخرة ساعتين يبقي ده أسلوب غير مباشر في الإعتراف بالتزوير ماهو الواحد لو قلبها في دماغه كدة أنهي الافضل التحقيق في طعون تزوير وصلت مخالفة لميعاد التسليم بساعتين وﻻ يكسب واحد بالتزوير ويبقي رئيس مزور لبلد لمدة 4 سنين ؟ واللي يحرق الدم أكتر والتزوير الأكثر فداحة هو التأكد من تصويت مجندين لصالح شفيق وده ﻷن اللجنة الموقرة لم تحذف اسماءهم من الكشوف الانتخابية وأظن إن أي حد مننا سهل يتأكد من الموضوع ده بالإتصال بأي حد يعرفه مجند حالياً ويخليه يدخل زيينا علي موقع اللجنة العليا ويعرف مكان التصويت بتاعه ورقمه في الكشف زييه زيينا بالضبط , الأفدح بقي إن اللجنة لم تنكر ولم تتجاهل أنما علقت علي الموضوع إنها أرسلت لوزارة الدفاع علشان يبعتوا الرقم القومي للمجندين بحيث يتم حذفهم من الكشوف لكن الوزارة امتنعت بحجة إن المعلومات دي أمن قومي وكأن اللجنة العليا للانتخابات دي قناة دريم مثلاً مش لجنة رسمية للإشراف علي انتخابات رئاسية

بعد كل الكلام ده والتزوير الفادح اللي مايختلفش كتير التزوير أيام مبارك أظن التفكير في خوض الإعادة تضييع وقت ومجهود وفلوس الدولة ﻷن بالمنظر ده النتيجة محسومة لصالح اللي بينضرب بالجزمة في كل حتة وبالتالي من وجهة نظري إننا ﻻزم نوقف المهزلة دي بالتفكير خارج صندوق الانتخابات ونرجع للمطلب اللي طلبناه من أكتر من سنة ولم نلتزم به اللي هو العزل السياسي لرموز النظام بالإضافة ﻹسقاط لجنة المزورين المفضوحة وتكوين لجنة من ناس محترمة مش من قضاة مبارك اللي خانوا الوطن والقسم وتحالفوا مع الفساد ﻹعادته للحكم مرة تانية غير كدة أظن إننا نبقي بنهرج بإستمرارنا في مسرحية هزلية وإن كنا إتأخرنا في الاعتراض علي شفيق واللجنة فلو وصلنا للنتيجة النهائية وفاز الفشيق يبقي مش هانقدر نعترض وساعتها هايتوصف مطلبنا علي إنه إنقلاب علي الديموقراطية والإساءة لأحد أهم مؤسسات الدولة اللي هي رئاسة الجمهورية

السبت، 26 مايو 2012

خواطر إنتخابية


نتيجة الانتخابات كانت صدمة للكل وفي ناس جالها إحباط واللي يأس واللي اتشل واللي جاله لين عظام واللي دخل في كريزة شتيمة وإلي آخره من ردود أفعال أتمني إنها تكون عرضية وتنتهي بسرعة. من أول الفرز واحنا بندعو الناس للنظر بشكل شامل لعملية الاحصاء لكن كتير أصروا علي النظر للترتيب وتجاهل النسب والأعداد و اعتبروا إن وصول سيادة الفشيق للمركز التاني معناه إن الشعب المصري كله عايزه في المركز التاني لكن مع النظر للأرقام هانلاقي اللي صوتوا له مجابوش 6 مليون. طب بالعقل كدة الحزب الوطني ببلطجيته وحريفة الانتخابات والمنتفعين وأغلب أسر الجيش والشرطة وضيف ليهم الجهلة اللي مايعرفوش غير شفيق والجهلة اللي بيختاروا علي أساس إن شكله راجل بيفهم وكبرة واللي بيوصلوا لحد الصندوق وهم مش عارفين هايختاروا مين لحد ما مندوب المرشح يقول لهم كل دول مايعملوش 6 مليون ؟! ده بإفتراض حسن النية في بجاتو ولجنته العفيفة , في حين إن اللي انتخب حمدين وأبو الفتوح أكتر من 8 مليون واحد غير حوالي 6 مليون تانيين راحوا لمرسي يعني عملياً الشعب ﻻ هو جاهل وﻻ ميئوس منه وﻻ غبي وﻻ الكلام ده بالعكس تماماً الشعب الحقيقي اللي مصلحته من مصلحة البلد مش من مصلحة النظام أكتر بكتير

نتيجة الانتخابات بتقول إن بعد الحشد الهلامي للإخوان كل اللي حصلوا عليه 6 مليون واحد في حين إن اللي آيدوا ثوريين تجاوزا ال 8 مليون يعني بالأرقام الثوار هم الأغلبية وأظن إن كل مشكلتهم هي المشكلة اللي بنواجهها من اول الثورة ألا وهي عدم وجود قيادة يلتفوا حولها ولو تذكرنا إنتخابات البرلمان احنا واجهنا المشكلة دي بشكل أوسع لما عجزنا عن توفير بديل عن الاخوان والمشكلة مكانتش في الحشد لتيار يمثل الثورة أنما غياب التيار ده وعدم وجود كوادر تمثل الثورة في البرلمان وبالتالي من المنطقي والبديهي جداً إننا يوم ما نقدر نوفر كوادر هانقدر نوصل بيها للحكم وتنتهي مرحلة القيادة القاعدية للثورة واللي كانت المفروض تنتهي تدريجياً بدءاً من الانتخابات الحالية لكن غياب الممثل الثوري كان السبب في التأجيل

من قبل الانتخابات واحنا عارفين إنها مجرد خطوة ممكن تفيد وممكن مايكونش لها أي ﻻزمة وﻻ تأثير نتيجة لتربص العسكر بالدستور وسعيهم للحفاظ علي سيطرتهم علي الوزارات السيادية وحق التدخل في شؤون الدولة المدنية حتي بعد استقرار كل مؤسسات الدولة يعني في النهاية الصراع علي كرسي الرئاسة صراع شكلي ومجرد إسقاط لسلاح قد يستخدم ضد الثورة لكنه حسب التوقعات مش هايكون سلاح في إيد الثورة

الخلاصة اللي حصل ده يخلينا نفكر في بكرة بشكل عملي ونتعلم من كل اللي فات ودلوقتي أظن إن التصرف السليم هو العمل علي خطين متوازيين الأول هو الإصلاح والاستمرار في المطالبة بالحقوق وتحقيق مكاسب وإن إقتصرت علي الشعبية في الشارع تمهيداً للخط التاني اللي هو إعداد كوادر تستعد لخوض انتخابات الدولة القادمة بعد 4 سنوات وساعتها نبقي سيطرنا علي مناصب سيادية بالإضافة لتحقيق أرضية شعبية وفعلاً يصل للحكم ثوريين بجد مش أنصاف ثوريين أو إصلاحيين أو أحسن الوحشين

الأربعاء، 23 مايو 2012

لحظات الهزيمة


ﻻ أعني هزيمة شخص ولكن هزيمة وطن , حيث يصل الشعور بالهزيمة والحسرة والحزن لكل من لديه قليل من الإحساس وقليل من الإدراك. عندما يرفض أبناء الوطن تصديق ما حدث وتقبل الموقف , وتمر عليهم لحظات الحقيقة وكأنها كابوس يتمنوا إنتهاءه بسقوطهم من علي أسرتهم

بدأت لحظات الهزيمة بمجموعة من الأشخاص علي سطح مبني تحت الإنشاء بجواره ترسو سفينه ضخمة تبدو كسجنٍ متحرك وكانت تلك المجموعة تحاول الخروج من أسر حراس السفينة وتحريرها. وسط الهتافات تعالت أصوات سلسلة من طلقات الرصاص تأتي من أسفل المبني من قوات رفضت خروج المجموعة عن المألوف وكتصعيد للشدة والحزم قرروا تحرك السفينه فوراً وعلي المجموعة سرعة التوجه لها. نظراً لسقوط ضحايا من إطلاق النار قررت الغالبية الرجوع للسفينة لكنهم فوجئوا بشروعها في التحرك فزاد الهلع وتزاحمت الجماهير وتسائل الجميع إن كانوا يريدون مننا العودة فلماذا ﻻيتركونا نعود؟! وبالفعل سقط البعض بين السفينة والمرسي وعجز البعض عن الوصول للسفينة وسط صرخات ودموع الذين نجحوا في الوصول لبر الأمان لشعورهم بالذنب وإحساسهم بالتخلي عن رفاقهم

دخل الناجون لمن كانوا علي السفينة منذ البداية ورفضوا النزول ليصرخوا بهم أنقذونا لقد قتلوا مننا من قتلوا وسقط مننا من سقط وتركنا مننا الكثير ولكنهم لم يحصلوا علي أي رد من الركاب الذي بدت نظراتهم تقول لهم لقد نلتم جزاءكم. يقف أحد الناجين مع عائلته من الركاب محاولاً إقناعهم أنه في الجانب الصحيح فذكروا له صديقه الذي كان يحترمه وفي النهاية تم سجنه في قضية مخدرات وهنا شعر بالقهر ﻷنه علي يقين من صديقه وصرخ في أهله : محدش يقول عليه كدة ده واحد محترم وشغال شغله محترمه وحافظ القرآن كفاية إن بيته إتخرب ومستقبله ضاع اقسم بالله لو حد قال عليه كدة تاني لأكون مقاطعة

تحرك ذلك الناجي في طرقات السفينة ليسقط مغشياً عليه من كثرة البكاء علي من فارقهم وعلي نظرة عائلته لصديقه الشريف وكان يتمني أن يموت وﻻ تكون مجرد حالة إغماء لكنه إستيقظ مرة أخري ليستمر في المرور علي غرف السفينة. كان كلما مر بجوار غرفة وجد إما أصحابها يتلقون العلاج بعد أحداث العنف الأخيرة من حراس السفينة أو كان يجد الغرف خاوية فأصحابها لم يعودوا ولن يعودوا إليها أبداً

دخل الناجي غرفة أحد الاصدقاء ليطمئن عليه فسمع دقات صغيرة علي الباب أسرع إليه ليجد ابن صديقه يقف وحيداً أمام الباب فيصرخ الناجي قائلا : في إيه ؟ في إيه ؟ فتظهر زوجة صديقه التي كانت مختبئة كنوع من المزاح لتعتذر له عما تسببت له من ذعر ليرد عليها قائلاً : انا مش عارف أفكر مش عارف أفكر. لقد ظن أن ذلك الطفل الصغير لن يري أمه بعد اليوم وسيكون -رغم صغر سنه– شاهداً علي مذبحة كانت أمه أحد ضحاياها

خرج الناجي من غرفة صديقه ليستمر في طريقه ويمر علي غرف من كان معهم ليشعر في تصرفاتهم بمعني لحظات الهزيمة فالكل يبكي وتظهر علي وجهه ملامح الذهول و الصدمة , الحركة بطيئة من الإنهاك والإحباط والحزن , الأعلام التي كانوا يرفعونها يبدو عليها الإستهلاك وآثار المطاردات وكأنها هي الأخري من المصابين , وفي تلك اللحظة بدأ البعض في طمس الشعارات الحماسية المرسومة علي جدران غرفهم وكأنهم ﻻيريدون أن تراهم وهم مهزومين حتي لا تتبرأ منهم. يخرج الناجي ليسير وحيداً يبكي بحرقه تمر عليه اللحظات كالسنين فهكذا تمر لحظات الهزيمة

قد يري البعض تلك القصة إبداع ويراها البعض الآخر خرافات لكنها في الواقع لا هذا وﻻ ذاك إنها ما حلمت به اليوم كأسوأ كابوس كانت المشاعر فيه حقيقية وعلي ما يبدو أنها ستفسد يومي الذي بدأته بالبكاء الشديد فلقد كنت انا الناجي في السفينة

الثلاثاء، 8 مايو 2012

يسقط يسقط حكم العسكر



بدأت العلاقة بين الثورة والجيش بهتاف الجيش والشعب إيد واحدة وخلال زمن قياسي تبدل الهتاف الحميم إلي يسقط يسقط حكم العسكر مما يعتبر مؤشر لفداحة فساد العسكريين اللي مسكوا زمام الأمور اللي بدأ بتجاهل كل دعاوي الإصلاح وتعمد رد كل الخلافات لقوانين فاسدة وإنكار الشرعية الثورية ووصلت لذروتها بتحويل القوات المسلحة المصرية لأمن مركزي وبدل ما تكون مهمته حماية الحدود أصبحت مهمته الجري ورا المعارضين في شوارع وسط البلد والعباسية والدمرداش ! وده كان نتييجة أحدي التجاهلات اللي هي إعادة هيلكة الداخلية اللي الثوار اتنبح حسهم علشان تتحقق لكن عدم وجود نوايا للإصلاح والقضاء علي النظام الفاسد دفعت المجلس العسكري للإبقاء علي جهاز عقيم فاسد غير مجهز لتأمين البلاد أنما قمع الشعب للحفاظ علي السلطة

بفرض حسن النوايا في العسكريين اللي بيحكموا البلد وإنهم وطنيين مخلصين والكلام ده , مشكلة الحكم العسكري هي عقلية العسكريين اللي ماتعرفش معني كلمة ديموقراطية وبتعتبرها فوضي. طبيعة عمل الجيش والضرورات اللي في الحروب واللي بتبيح المحظورات بتمنح القيادة حق إتخاذ القرار وفرضه علي الرتب الأصغر الملزمة بتفيذه حتي لو كان مخالف لوجهة نظرها أو حتي بيعرضها للخطر وحتي لو كان العسكريين بيقودوا مدنيين في حياة طبيعية ﻻ تبيح المحظورات بتفضل نفس السياسة قائمة ﻷنها السياسة الوحيدة اللي تربي عليها العسكريين. مشكلة تانية في عقلية العسكريين هي نظرتهم للمدنيين علي إنهم مجرد منتفعين أصحاب أيدي ناعمة مش بيشوفوا جزء بسيط من اللي بيشوفوه العسكريين من شقاء وتعرض للمخاطر وضغوط نفسية والنظرة دي بتدفع العسكريين للإيمان بأحقيتهم في قيادة البلاد لحمايتها من نزوات وتفاهة المدنيين المشكوك دائماً في وطنيتهم وبالتالي بنلاقي لواءات بعد خروجهم من الخدمة بيمسكوا مناصب لا تمت بصلة للعسكرية ومن المؤكد وجود مدنيين أكثر كفاءة ولكن في نظر العسكريين هم أقل وطنية وغير أهل للثقة

في حالة تولي عسكريين فاسدين للحكم بتزداد البلة طين فتخيلوا أقوي مؤسسة في الدولة وأكثرها تنظيماً وتسليحاً تبقي سلطة حاكمة فاسدة. الموضوع في حالتنا مش محتاج تخيل ﻷننا شفنا بالفعل السلطة العسكرية الفاسدة بتحكم واللي بيعارضها بتسحقه بقواتها وسلاحها وقدسيتها لدي المواطنين اللي بتدفعهم لتحمل ما ﻻ يطاق في مقابل الحفاظ علي المؤسسة العسكرية , يعني حالة من الإبتزاز مغلفة بالتهديد بالعنف

خوفنا علي الجيش خلانا نخترع جملة غير منطقية بتقول إن الجيش حاجة والمجلس العسكري حاجة. مش منطقي إننا نفصل بين المجلس العسكري اللي هو مكون من وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الجيوش وبين الجيش نفسه. مش منطقي إننا نفصل بين المجموعة اللي بتدير الجيش المصري من 20 سنة وبين الجيش نفسه. ومش منطقي إننا نفصل بين الجيش وبين الناس اللي هاتقوده لو حصلت حرب في اي وقت. وأظن إن نظرية الجيش حاجة والمجلس حاجة ثبت فشلها لما لقينا قوات الجيش بتقتل المتظاهرين وبتطاردهم وبترتكب تجاوزات تصل لجرائم الحرب فهل ممكن نقول إن المجلس العسكري والقوات اللي بتنزل تفض الاعتصامات حاجة والجيش حاجة تانية ؟! أظن مستحيل

انا مش بشكك في الجيش وﻻ بقول إنه فاسد ومكون من شياطين لكني عايز أوصل لإن الجيش مؤسسة متماسكة وبتتحرك وحدة واحدة ولو احنا بنضحك علي نفسنا وبنصنف مين في الجيش معانا ومين مش معانا فهم جوة الجيش مش بيصنفوا , وحتي لوصنفوا وقت الجد برضه هاينفذوا الأوامر ولعل ده سلاح ذو حدين , فهو ميزة بتأكد علي مدي تماسك الجيش المصري , بس عيب إن تماسكه وتقديم تنفيذ الاوامر علي إعمال العقل بيعرضه إنه يكون سلاح للنظام العسكري الطامع في السطة ضد معارضيه وبيعرض الجيش إنه يكون نموذج مكرر للأمن المركزي. الخلاصة إن الفصل بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية ممكن يتحقق بتعيين رئيس مدني بشرط إنه يمتلك صلاحيات رئيس مش مجرد قشرة مدنية لدولة يحكمها العسكريين , لكن المشكلة في إستحالة الفصل بين المجلس العسكري المكون من قادة الجيش وبين عناصر الجيش نفسه مع تأكدنا من فساد قادة الجيش فمن الخيانة تركهم في مناصبهم وإلا نبقي بنسمح للفساد يحكم الجيش ومانستغربش لو صحينا في يوم علي نكسة أسوأ من 67. العسكري الصالح ﻻيحكم دولة ومكانه قيادة الجيش أنما العسكري الفاسد ﻻ يحكم دولة وﻻ يقود جيش ده مكانه السجن 

السبت، 5 مايو 2012

عن عباسية العسكر



في البداية لو خدنا نظرة سريعة علي الأحداث الجارية هانلاقي برلمان عاجز عن القيام بدوره الرقابي بالرغم من إعلان المجلس العسكري تسليمه السلطة الرقابية ووصول الحكومة المصرية لقمة التبجح وعدم إحترام الشعب برفضها الحضور للبرلمان بعد إستدعاءها. علي جانب آخر سلسلة من المهاترات القانونية في إقرار قانون العزل اللي هرمنا علشان يتطبق مع استمرار تجاهل المجلس العسكري لإقراره وتطبيقه ولما اتزنق خالص قام دخله في متاهة الدستورية من عدمها لتزداد الملفات المفتوحة ويزداد التوهان والفوضي السياسية. مهزلة أخري تمثلت في اللجنة العليا للإنتخابات المكونة من صفوة حثالة قضاة مبارك تحت حماية مادة مهينة تسلب الشعب حق الطعن في نتيجة الانتخابات حتي في حالة التزوير الفادح

وعلي هامش كل الأحداث دي تحصل أزمة مفتعلة من السعودية تنتهي بذهاب وفد ليتذلل لخادم الحرمين وتنتهي الأزمة بكل رشاقة مما يوحي إن السبب الحقيقي في الأزمة هو رغب البعض تركيع المصريين والتأكيد علي بقاء الوضع علي ماهو عليه حتي بعد الثورة. وعلي التوازي مع سلسلة المهازل السياسية دي يعتصم البعض لمدة اسبوعين في ميدان التحرير دون حدوث أي مشكلة ولما يأسوا من النظام استمعوا أخيراً لكلام الثوريين وآمنوا إن المجلس العسكري مش بتاع ثورات وحقوق فنقلوا الاعتصام وغيروا المطالب فانضم ليهم معتصمين من برة التيار , ويبدو إن الموقف لزم التدخل لكن التدخل المباشر كان لسة غير مقبول للشارع فتم إرسال بلطجية لمدة 5 أيام متتالية انتهت بمذبحة وعنف محدش سمع عنه حتي في فيلم إبراهيم الأبيض في ظل صمت أمني بنكهة المشاركة فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير

تاني يوم المذبحة اتحركت مسيرات من مناطق مختلفة مكونة من آﻻف المتظاهرين وتوجهوا لمكان الاعتصام وطبعاً البلطجية اللي قعدوا 5 أيام يهجموا اختفوا اليوم ده ورغم الأعداد المهولة الغاضبة محصلش أي إشتباك مع الأمن واتفق المتظاهرين إنهم ينزلوا في اليوم المميز للمظاهرات الحاشدة اللي هو يوم الجمعة لرفض التجهيزات الواضحة لتزوير الانتخابات والاعتراض علي الصمت الأمني علي المجرمين. وجي يوم الجمعة زي أي جمعة من أول الثورة يحصل فيها مسيرات وناس تروح تتفرج والاعلام يقعد يشوه والكنب يتصل بالتليفزيون ويقول خربتوا البلد وهانفضل لحد امتي كدة والمسؤولين يقولوا لن نستخدم العنف والاخوان مايشاركوش والدنيا فضلت ماشية بشكل طبيعي ونمطي جداً لحد ما بدأ الاشتباك اللي كان سببه إما إن حد من المتظاهرين تجاوز السلك الشائك أو حد من المتظاهرين رمي طوب علي الأمن وفي الحالتين هي مشكلة مفتعلة جداً كبرت بمعدل يؤكد إنها مفتعلة ومدبرة ومفيش ساعة إﻻ ربع وكان الجيش خد قرار مش إنه يحمي نفسه ويبعد المعتدين أنما قرر إنه يزيح المظاهرة كلها ويطارد كل المتظاهرين في الشوارع حتي البعيد منها عن حرم وزارة الدفاع يعني بإختصار بسبب تجاوز أو إفتعال المشاكل من حوالي 200 فرد تم معاقبة الآﻻف

كنت من البعض اللي بيدعو الناس للإبتعاد عن الاشتباك علشان يبان الصالح من الطالح لكن بنظرة عادلة للوضع لما الواحد بيكون هناك فهو بيسمع إن في في المقدمة مناوشات أو إشتباك ومش بيبقي قاعد وقدامه 20 كاميرا جايبة كل حاجة علشان يعرف مدي خطورة الموقف وببتساوي المناوشات مع تبادل إطلاق النار بسبب نقص المعلومات ومش معقول كل ما هايحصل مشكلة هانسيب المكان ونروح وإلا يبقي كدة النظام لقي الحل في فض أي مظاهرة. باقي اليوم بيقول إن حتي لو المتظاهرين كانوا تراجعوا بعيد عن الاشتباك كان برضه الأمن طاردهم ﻷن الأمن لم يكتفي بضرب المتجاوزين أنما فضل يجري ورا الجميع من السلك الشائك لحد محطة الدمرداش ودي للي يعرف المنطقة مسافة كبيرة جداً

عدد القوات المستخدمة في فض المظاهرة وتحرك عشرات المدرعات كإمدادات تبدو للوهلة الأولي إننا في حالة إشتباك مع آليات عسكرية يوحي برغبة الجيش في الاستعراض وإثبات الوجود أكتر من رغبته في حماية منشأة والقبض علي المخالفين وإمتداد المطاردة لمسافات طويلة يرجح كفة فكرة الاستعراض والإنتقام. فرحة الجنود وظهور البعض منهم وهو بيرقص بعد فض الاعتصام بالإضافة للغل اللي كانوا بيضربوا بيه أي حد يقع تحت إيديهم حتي لما بيرفع إيده معلناً إستسلامه يشير للشحن المعنوي الرهيب للجنود المستخدمة في فض المظاهرات

تجاوزات الأمن تمثلت في عدة جوانب أولها هو الهجوم علي الآﻻف بسبب تجاوز العشرات وده لو فكرنا فيه بمنطق الدول المحترمة أو بالمنطق الديني هانلاقي إن في مبدأ بيقول سلامة الأبرياء أوﻻً لكن طالما كل دول معارضين للمجلس العسكري اللي دايماً بيلزق نفسه في الجيش علشان يتحامي في قدسيته عند الشعب يبقي خلاص حلال ينضربوا. ثاني جانب هو العنف المفرط والهمجية ومخالفة حتي أخلاقيات الحرب اللي بترفض الهجوم علي المستشفيات أو المسعفين أو الصحفيين وأي حد من الأعداء يلقي بسلاحه ويعلن إستسلامه. ثالث حاجة إستخدام ذخيرة حية في فض مظاهرة حتي لو كانت من مثيري الشغب.

رابع حاجة هي المعتقلين … كالعادة التليفزيون المصري والتصريحات الرسمية بتقول إن تم القبض علي مجرمين ومحرضين والكلام ده لكن لما نعرف إن المعتقلين منهم 50 بنت مقبوض عليهم من جوة مسجد النور اللي دخلوا يتحاموا فيه لما حصلت الفوضي يبقي من حقنا نشك في كلام المسؤولين ولما يبقي من ضمن اللي اتقبض عليهم بنت في إعدادي عمرها 14 سنة يبقي من حقنا نشك في طريقه تقييمهم للمقبوض عليهم ولما نعرف إن الشيخ حافظ سلامة كان مع الناس دي في المسجد ولوﻻ شهرته وخوف العسكر من إثارة مدينة السويس كان زمانه من اللي بيتقال عليهم مجموعات مسلحة يبقي ﻻزم نقول إن الكلام ده كله كدب

وأخيراً ورغم إننا بقالنا أكتر من سنة بنشوف نفس السيناريو وبنسمع نفس التصريحات وفي النهاية بيتعمل تحقيق ولجنة تقصي حقائق والناس تنسي واللي اتقبض عليهم يترموا في السجن إلا إن في ناس لسة مصدقة كلام المسؤولين ولسة في ناس بتسأل هم إيه اللي وداهم هناك. مع إحترامي لكل واحد بيقول إنه بيحب البلد وخايف عليها ومع ذلك تفاني في الهجوم علي الضحايا بعد كل إشتباك بس احب اقول له انت وﻻ همك البلد وﻻ همك أي حاجة انت كل همك إنك تاكل وتشرب وتنام والدليل إننا ماشوفناش منك ربع الغضب ده من مجزرة يوم الأربعاء وﻻ في أي مجزرة وكفاية أصلاً إنك من الناس اللي بتتفرج علي مهازل المحاكمات وهم متأكدين إن الناس دي عمرها ما هاتتسجن يبقي تجيب من الآخر وتقول الحقيقة ولما تتصل ببرنامج قول بكل صراحة انا مايهمنيش حد المهم اعيش تمام

الخميس، 3 مايو 2012

احنا البلد الوحيدة !


احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي فيها وزارة الدفاع هي مقر رئاسة الجمهورية

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي فيها معتصمين بيقعدوا اسابيع محدش يسأل فيهم وأول ما يتقتلوا يقولوا إنهم خربوا البلد

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي فيها بلطجية معاهم قنابل مسيلة للدموع

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي فيها ناس تنضرب لأكتر من6 ساعات في أحد أكبر ميادين العاصمة وأمام وزارة الدفاع في منطقة محاطة بالمنشآت العسكرية وعلي مسافة بسيطة من أحد أقسام الشرطة ورغم ده كله الأمن يغيب تماماً عن المشهد

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي شعبها متأكد إن محدش من التقال هايتحكم عليه بالعدل وترجع الحقوق المسلوبة ورغم كدة ساكت ومستمتع بمشاهدة المسرحية دي

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي بعد حوادث متتالية بنفس السيناريو ونفس الملامح رغم تغير الأماكن لسة بيسألوا : هو ايه اللي وداهم هناك ؟

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي وزير المالية يطلع يقول الثروات المهربة ﻻيمكن إستعادتها واللي راح راح ومع ذلك يتم ترشيح رئيس الوزراء اللي اتهربت الفلوس في عهده لمنصب رئيس الجمهورية

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي عايزة شرع الله يتطبق ومع ذلك الشعب متقبل إن ناس تتقتل في مقابل حماية المباني

احنا البلد الوحيدة اللي بيحصل فيها مظاهرات عند وزارة الدفاع زي ما احنا البلد الوحيدة اللي فاكرة إنها البلد الوحيدة في أي حاجة حتي لو الحاجة دي حصلت كتير قبل كدة