السبت، 9 فبراير 2013

ضد الهري السياسي والغباء الثوري

الغباء الثوري هو إنك تبقي عارف إن المظاهرات بيتم اختراقها ومع ذلك تنزل بدون أي احتياطات .. إحنا شوفنا الاعتصامات من أولها .. من أيام ما كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة لحد اعتصامات البطاطا والرز بلبن وبلطجية عاملين باعة جائلين , شوفنا اعتصام يوليو اللي إتفض لوحده بعد ما الميدان فضي لعدم تنظيم الثوار صفوفهم , شوفنا أحداث محمد محمود اللي برغم الغضب الرهيب الناتج عنها إلا إن الاعتصام لم يستمر إلا أسبوع وبعد كدة الميدان لم فالشباب الشيك أخد بعضه و راح عند مجلس الوزراء لوحدهم وبالتالي بعد أقل من أسبوعين انضربوا. من زمان والناس بتقول لبعضها إن الأمن بيخترق المظاهرات وفي أشكال ضالة بتظهر ورغم كدة معملناش رد فعل يتناسب مع الحدث وكانت النتيجة تطور الوضع من تحرشات وسرقة لحفلات تحرش جماعي في ذكري الثورة وتحول من رمز للثورات الشعبية علي مستوي العالم إلي رمز انتهاك المرأة.

في ناس بتقعد تسخن ويقولوا انزلوا واحنا هانموت النهاردة والمستشفي الميداني محتاج مش عارف إيه وبناءً عليه الناس المحترمة بجد بينزلوا موهومين إن دي ثورة في حين إنه مجرد فخ .. هم عايزيننا في الشارع علشان يتحاموا فينا .. ومن وجهة نظري الأمن عايز الوضع يفضل كدة علشان الفوضي تسقط مرسي ونرجع للجيش تاني .. الجرأة حلوة مفيش كلام بس للأسف في شعرة بينها وبين الغباوة.

 من الآخر اللي بيتحكم في الأحداث هو اللي بيتحكم في النتائج ولو عايزين ننزل مظاهرات واعتصامات يبقي أول حاجة يكون في مطالب واضحة مش شعارات جوفاء من بتاعة يسقط يسقط فلان الفلان ويبقي في تنظيم للمظاهرة وتأمين وناس تدير التحركات بحيث إنها تتخذ قرار جماعي لو حصل اشتباك مفتعل بدل ما احنا بنتصرف بفردية .. يعني لو المتظاهرين اعلنوا إنهم هايقفوا علي مسافة 200 متر من القصر الجمهوري وصوروا كل المظاهرة من أولها ﻵخرها ساعتها اللي هايخرج عن السلمية هانعرف إنه مزقوق أو مدسوس أو في أحسن الأحوال ثوري متهور هايضيعنا بغباؤه وبرضه ساعتها هانتجنب الدخول في اشتباك مفتعل مش هايوصلنا لحاجة غير المزيد من الضحايا وانشغالنا بالبحث عن فلان في نيابة مش عارف إيه وفلانة في السجن اللي مش عارف إيه بدل ما نسعي لتحقيق أهداف الثورة.

المفروض إن الثورة دي ليها أهداف ومش منها سقوط مرسي وﻻ الإخوان , هم صحيح عائق لكن إزالته بدون وجود رؤية هو مجرد إثارة فوضي يبقي من العبث التفرغ الكامل للصراع معاهم وتجاهل وضع خطوات لتنفيذ أهداف الثورة وإلا هانصبح علي مجلس عسكري وانتخابات وتيار إسلامي ومجلس عسكري وتيار اسلامي مع ملاحظة إن حتي الآن التيار الإسلامي مدخلش طرف في العنف غير في أحداث الاتحادية.

أنا ﻻ شخصية عامة وﻻ رئيس حزب وﻻ رموز وطنية وﻻ أملك غير الكلمتين دول ومؤمن تماماً إن الحل الأمثل هو وضع أهداف وآليات لتحقيق مطالب الثورة والمطالبة بيها والضغط لتنفيذها وعلي ما يحصل ده أنا مش هشارك في أي مظاهرة وﻻ اعتصام مجهول الأهداف والمنظمين وسهل الاختراق ويعرض كل اللي فيه لكوكتيل من المخاطر .. ويمكن كمان ماعلقش علي مواقف سياسية ﻷني مدرك إن الخلل موجود في المصدر (الرئيس والحكومة وأغلب المعارضة) وبالتالي طبيعي جداً يصدر الكثير من التخريف اللي خسارة اشغل بيه دماغي واتعب بيه أعصابي .. يعني خلاصة كلامي أنا ضد الهري السياسي و الغباء الثوري.