الخميس، 24 يناير 2013

ما بعد عامين من الثورة


-->
فاتت سنتين علي الثورة المصرية وما تحقق من نتائج مهما كان فهو أقل بكتير من اللي يتعمل علشانه ثورة أو بمعني أدق ماينفعش تعمل ثورة وترضي بأمور بسيطة فطبيعي يتناسب العائد مع الثمن واحنا دفعنا ثمن غلي قوي من شهداء ومصابين ومرمطة وشقاء وانعدام أمان وتعرض للموت وخسارة اقتصادية وغيرها كتير. بعد سنتين من الثورة مانقدرش نقول إننا محققناش حاجة وإننا في المربع صفر , دلوقتي أبسط المواطنين بقوا يعملوا وقفات احتجاجية علشان أنبوبة بوتاجاز أو علشان المياه قاطعة عندهم , مبقيناش نستغرب لما نشوف مئات ماشيين في مسيرة ضد الداخلية وضد الرئيس كمان , الداخلية مابقتش تخوف اللي بيتكلم في السياسة وبقينا كلنا بنتكلم في السياسة وعرفنا مصطلحات مكناش نسمع عنها أصلاً وقرينا عن التاريخ السياسي وتجارب دول في البناء وبقينا نقول علي ثورة يوليو إنقلاب , عرفنا يعني إيه دستور وإزاي بيتكتب وإيه المشاكل اللي ممكن تحصل لما نختار اللي هايكتبوه , عرفنا يعني إيه أحزاب ويعني إيه قائمة ويعني إيه فردي ويعني إيه تحالف سياسي .. للمرة التانية دي مكاسب غير مرضية لحد قام بثورة بس تجاهلها خطأ شائع.

ييجي السؤال الشائع هانعمل إيه في ذكري الثورة ؟
من وجهة نظري إن الصراع دلوقتي ﻻزم يتم بشكل سياسي يعني احنا خلعنا مبارك بثورة ﻷنه كان محتلنا وناوي يسلمنا لابنه لكن الرئيس الحالي بيحكمنا بأغلبية أو بمعني أريح بدون تزوير .. كون إنه فاشل أو فاسد أو بيسعي لسيطرة جماعته فده هانواجهه مع أي رئيس معاه حزب كبير أو له أنصار كتير وبالتالي لو عايزين نشيل الرئيس ده فياريت مايكونش يوم 25 يناير إنما يوم انتخابات الرئاسة علشان لما ييجي في يوم رئيس يحقق مطالب الثورة مايطلعش علينا معارضيه ويخلعوه بثورة ونفضل في الهبل ده بقية عمرنا. مش معني إننا هانشيل الرئيس بالانتخابات يبقي نسيبه يخرب في البلد ونحاسبه آخر الفترة بتاعته .. إطلاقاً .. احنا هانفضل نعارضه ونقومه ونتظاهر ضد القرارات اللي مش عاجبانا ونطرح بدائل وهو ده اللي هايعرف الشعب مين عايز مصلحة البلد ومين عايز مصلحة حزبه وهو ده اللي هايبني ثقة بين التيار اللي بيعارض بالعقل وبين الشعب وبالتالي في الانتخابات اللي جاية يبقي الواحد عنده عين يقول للناس في الشارع ماتنتخبش ده ﻷنه كان بياخد قرارات زفت زي كذا وكذا .. انتخب فلان ده كان بيعارض علشان مصلحة البلد وقدم الفكرة الفلانية والفلانية بس اللي في الحكم تجاهلوه.

طب هاننزل نعمل إيه في ذكري الثورة ؟ نحتفل وحق الشهداء مجاش ومطالب الثورة ماتحققتش ؟
ﻷ طبعاً أنا ماقلتش نحتفل .. هو أنا إخوان :) .. أنا شايف اليوم ده اسمه "ذكري" يعني علشان نفتكره , نفتكر احنا عملنا ثورة ليه وعملناها إزاي وإيه اللي خلانا ننجح في خلع رئيس ونفشل في إيجاد رئيس يعبر عن ثورتنا , نفتكر الثمن اللي دفعناه ولسة مجاش المقابل , نفتكر اللي استشهد واللي اتصاب واللي اتسحل , نمشي في نفس الشوراع اللي مشينا فيها يوم 28 يناير نبص علي الأماكن اللي فقدنا فيها صديق أو اتفرقنا عن اخواتنا فيه , نفتكر الأمن جي منين وضربنا إزاي واحنا جرينا فين , نفتكر لحظات دخولنا الميدان وتقدمنا رغم اللي كانوا بيقعوا مننا , نلف في الميدان نفتكر الأرصفة اللي نمنا عليها في عز البرد , نفتكر اللمة اللي كان بيغني واحنا بنردد معاه , نفتكر ولعة الخشب اللي اتلمينا عليها وقعدنا نضحك رغم المشقة .. مش هانفتكر كل ده علشان ننبسط وﻻ نفتخر بنفسنا .. بالعكس .. ده علشان ندي نفسنا بالقلم ونفوق , نفوق ونسأل نفسنا احنا عملنا ده كله ليه ؟ احنا بنعرف نعمل إيه غير إننا نعتصم ونتظاهر ؟ عملنا إيه علشان نحول شعار الثورة (عيش , حرية , عدالة اجتماعية) لرؤية دولة ؟ عملنا إيه علشان نحط خطة ننفذ بيها أهدافنا ؟

بعد سنتين من الثورة كان متوقع إن الوضع يكون حاجة من الاتنين , إما ظهور كيان ثوري قوامه رموز ثورية نلتف حواليه ونبدأ ندخل عناصر من الثورة في هيكل الدولة , أو إننا مش ﻻقيين كيان ثوري محترم وبالتالي بدأنا نعمل كيان يمثل الثورة ونلتف حواليه … إلخ. الوضع اللي احنا فيه حالياً بقي مختلف تماماً .. لا في كيان اعتبرناه ثوري وانضمينا ليه وﻻ شكلنا كيان ثوري ولسة الثورة مجرد شعار وحركة شعبية عفوية الضغط هو كل تأثيرها علي صناعة القرار ولحد دلوقتي الثورة بعيدة تماماً عن مراكز صناعة القرار نفسها وزي ما السبب أحزاب فاسدة عايزة مصلحتها برضه كل واحد شارك في الثورة مسؤول. هانزل يوم 25 يناير وهامشي في نفس المسار اللي مشيت فيه يوم28 يناير, هاهتف بكل مطالب الثورة علشان اعرف اللي في السلطة إني لسة فاكر ومانسيتش , والأهم من إني أفكرهم .. إني أفكر نفسي إني لسة ماقدمتش للثورة كل اللي محتاجاه علشان تنجح.

الأحد، 13 يناير 2013

ثورة ضد الإخوان .. لا والله !

-->
مع اقتراب يوم 25 يناير وذكري الثورة في ناس بتدعو لثورة جديدة (ده علي أساس إن القديمة نجحت) والمرة دي هاتبقي ضد الإخوان و ده طبيعي لأن هم اللي في السلطة ما هو محدش هايعمل ثورة علي المعارضة ولو إني مؤمن جداً إننا محتاجين ده. قبل ما أدخل في تفاصيل وتسلسل أحداث وذكريات أحب أوضح مفهومي عن الثورة مستمرة , الثورة يعني رفض الباطل والمطالبة بالحق وبالتالي رفض الفساد , الظلم , الوساطة , السرقة , القمع , التمييز , التزوير , التبعية مستمر. والمطالبة بالعدل , المساواة , الحرية هايفضل برضه مستمر. أما المفهوم الحالي عن الثورة مستمرة هو إسقاط النظام باستخدام المظاهرات والاعتصامات والإضرابات لضرب النظام في مقتل حتي يسقط وده ماينفعش يكون مستمر وإلا عمرنا ما هانبقي دولة فالوسائل السابق ذكرها زي أي سلاح ممكن يكون مع الخير وممكن يكون مع الشر يعني معتمد علي الهدف من استخدامه أما هو كسلاح في حد ذاته مش صح وﻻ غلط.

نرجع لحوار ثورة جديدة وثورة ضد الإخوان , في تكنيك ممكن نستخدمه لما نحب نتأكد من سبب المشكلة بإننا نفترض زوال السبب ونشوف هل اختفت المشكلة بزوال السبب اللي حددناه وﻻ ﻷ .. لو اختفت المشكلة يبقي احنا حددنا السبب صح أما إذا فضلت المشكلة يبقي احنا محتاجين نعيد تحديد سبب مشكلتنا. لو طبقنا التكنيك ده علي الثورة وحبينا نتأكد هل الإخوان هم سبب مشكلة الثورة وﻻ ﻷ نتخيل إن الإخوان اختفوا (مش بس سابوا الحكم) وصحينا الصبح ملقيناش في البلد إخوان وﻻ محمد مرسي وﻻ أي منتمي للإخوان وﻻ حتي محب .. هل مشكلة الثورة هاتتحل ؟

وهنا ييجي معاد الفقرة التاريخية .. من أول يوم في الثورة واحنا عارفين إننا مش عايزين نظام مبارك لكننا مكنش عندنا بديل وده نتج عنه إننا لبسنا في المجلس العسكري اللي مبارك اختاره وده بعد ما وعينا زاد نقدر نشوفه موقف مضحك .. يعني احنا عملنا ثورة علي واحد وسيبناه يختار لنا اللي يحكمنا بعده .. بمرور الوقت وزيادة فضايح المجلس العسكري وزيادة جرائمه ووضوح الرؤية إنه ضد الثورة ومع وصول الغضب لقمته في محمد محمود (نوفمبر 2011) طلت علينا فكرة المجلس الرئاسي المدني بقوة وبقت شبه هدف موحد للمتواجدين في الاشتباكات , وبغض النظر مين كان السبب في فشل الفكرة فالمحصلة واحدة إننا عجزنا -للمرة التانية- عن توفير بديل. جت انتخابات مجلس الشعب وفاز التيار الإسلامي بأكتر من 60 % من المقاعد وكان من الملحوظ إن الثورة لم يتم تمثيلها في الانتخابات لعدم وجود كوادر ثورية وتم الاعتماد فقط علي شرفاء ما قبل الثورة (اللي فيما بعد اتضح إن أغلبهم مش شرفاء) يعني -للمرة الثالثة- فشلنا في توفير بديل ثوري عن الإخوان وعن الوجوه القديمة اللي أغلبها معندوش رؤية ثورية ولسة شغال بنفس فكر ما قبل الثورة بس مع زوال نظام مبارك.

جت انتخابات الرئاسة وكتير رفضها لمنحها شرعية ضمنية للمجلس العسكري اللي رصيده نفذ بزيادة بعد حادث مذبحة الألتراس في بورسعيد وموقعة العباسية الجزء الثاني والمرة دي العجز عن توفير بديل كان واضح قوي لدرجة إن محدش كان بيعرف يرد بحل واضح وإن كان حتي صعب التنفيذ أو مثالي بزيادة. وبعد فوز مرسي جايين (معرفش مين الصراحة) ويقولوا نعمل ثورة تانية بدون ما يتعلموا من أخطاء الثورة الأولي .. طب بأمارة إيه يعني ؟! الإخوان كانوا عارفين سبب مشكلتهم , هم كانوا عايزين يوصلوا للحكم ومبارك مانعهم ومع زوال مبارك (سبب المشكلة) قدروا يوصلوا للحكم لأن هم كانوا مستعدين بكوادر ووجوه معروفة للجمهور (حتي لو افتقدت الكفاءة) كانوا مستعدين بتنظيم يدير الدعاية للحزب اللي كونوه مرة واحدة , عندهم قاعدة جماهيرية وانتشار في أدق الأماكن في البلد. باختصار هو ده اللي المفروض المعارضين يركزوا عليه , لو عايزين الثورة تنجح فعلاً ﻻزم يكونوا كوادر , ﻻزم يكون عندهم القدرة علي الدفع بمرشح في كل دائرة في البلد , ﻻزم يكونوا معروفين للناس وبينهم ثقة , ﻻزم تكون عندهم القدرة التنظيمية للدعاية لمرشحيهم في كل الدوائر , ﻻزم يكونوا نموذج منظم يعرف الناس إن الثورة ممكن تحكم وترتقي بالبلد وتحقق طموحات الجميع , يعني من الآخر ﻻزم الناس تشوفهم بديل غير كدة .. حمادة بالجنزبيل.