الأحد، 27 أكتوبر 2013

هل قارننا بدقة بين دولة مرسي ودولة حسني؟

بعد سقوط مرسي تعالت الأصوات بالمطالبة بمحاكمته هو وكل من كان ركناً في دولته حتي أن بعض القنوات استخدمت مصطلح رموز النظام لوصف مرسي وقيادات الإخوان.. البعض احتسب نظام الإخوان نظاماً فاسداً أضاع مصر ودمر مستقبلها المبهر وتغلغل في كل المؤسسات ليفرض سيطرته علي مفاصل الدولة حتي يستطيع الاستمرار إلي الأبد والبعض طالب وبشدة تطبيق أقصي درجات العقوبة علي مرسي لتصل إلي إعدامه عقاباً له علي ما ارتكب خلال حكمه.

اللافت للانتباه والمثير للدهشة في الوقت ذاته هو تعظيم إثم الإخوان ليصبح إثم مبارك ودولته أمراً هيناً ﻻ يستحق ذكره، ومرسي ورموز نظامه صاروا المطلوبة رؤوسهم ﻻ نظام مبارك مما دفعني للتساؤل: هل قارننا بدقة بين دولة مرسي ودولة حسني؟ قد يصلح سؤالاً معقداً في الثانوية العامة أو حتي مشروع تخرج لفريق عمل يضم طلبة من تخصصات مختلفة: إذا كان لدينا نظاماً حكم دولة لمدة تقدر بحد أدني 30 عاماً ونظاماً آخر حكم نفس الدولة لمدة عام واحد.. اثبت أن النظام ذو العام الواحد تمكن من إفساد الدولة بشكل يمثل أضعاف ما أفسده النظام ذو الثلاثون عاماً
 
في مقارنة سريعة بين النظامين فمبارك بدولته تمكن من بناء نظاماً أمنياً له قدرة هائلة علي البطش والظلم واستخدام العنف لحماية تلك الدولة واستطاع أن يخترق المؤسسات الحكومية بعديمي الكفاءة الذين يحافظون علي تطبيق السياسات التي تتلي عليهم من النظام واستطاع أن يخترق السلطة التشريعية ليبلي الشعب بترسانة من القوانين التي من شأنها حماية مصالحه وضمان عدم التعارض بين سياساته والقانون واستطاع أن يخترق القضاء لضمان عدم محاسبة إلا من يسمح هو بمحاسبته واستطاع أن يؤسس نظاماً إعلامياً فاسداً يجمل صورته ويروج لأمجاد وإنجازات وهمية واستطاع أن يصنع نظاماً تعليمياً انشغل لسنوات بحذف السنة السادسة وإعادتها وتجاهل انهيار منظومة التعليم وصلت قدرة ذلك النظام إلي القدرة علي اختراق المؤسسات الدينية لضمان الغطاء الديني بمشايخ باعوا آخرتهم بثمن بخس أما المؤسسة العسكرية فهو لم يكن بحاجة لاختراقها.. فماذا نجح نظام مرسي في تحقيقه مما سبق ذكره؟

في الواقع كل الدلائل تؤكد أن نظام الإخوان لم يكن بقوة نظام دولة مبارك الباقية بعد زوال مبارك مع تغيير رمزها. ﻻ يمكن بكل المقاييس المساواة بين نظام كان يغلق شوارع رئيسية لقربها من قصر الرئيس ونظاماً لم يستطيع منع المتظاهرين من الوقوف علي أسوار القصر وكتابة عبارات معارضة للرئيس، لا يمكن المساواة بين نظام كان يعدل في دستور الدولة -ليستمر حكمه- بمكالمة هاتفية ونظام كان يصدر القرار والمحكمة الدستورية تقوم بإلغائه، ﻻ يمكن المساواة بين نظام أمر الجيش بمساندة الشرطة لقمع المعارضين فشارك في قتلهم ونظام أمر الجيش بفرض حظر التجول فقام بتنظيم دورات كرة قدم مع المواطنين.. نعم لنظام الإخوان جرائم وخطايا ولكن ﻻ يصح أن تتساوي بجرائم وخطايا دولة مبارك.. نعم ستتم محاسبة مرسي والإخوان علي كل ما ارتكبوه وقد يحاسبوا علي ما لم يرتكبوه أيضاً ولكن ذلك فقط ﻷن النظام الحقيقي يريد أن يحاسبهم فتلك هي الحقيقة.. نحن نملك محاكم لمحاسبة المغضوب عليهم من النظام وﻻ نملك محاكم لمحاسبة النظام نفسه.. لن أعارض ما يرتكب في حق الإخوان ولكن بشرط أن يرتكب في حق دولة مبارك أضعاف ذلك بشكل يتناسب مع فارق الفساد


الجمعة، 11 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 8 (الأخيرة)

الليلة دي مقدرناش ننام من الزحمة في الأوضة ومن الريحة في نفس الوقت ده غير الواد المبرشم اللي يحسسك بالقلق طول ما أنت موجود معاه في مكان واحد.. الصبح دخل عسكري وخدنا لعربية الترحيلات قام الواد أبو تي شيرت سبونج بوب قعد يعيط ويقول والله مظلوم والله مظلوم وكان واضح عليه التأثر بالأفلام العربي الهابطة وآدء تامر حسني لما بيمثل إنه بينهار.. الراجل السوري قال: بشار إيفري وير.. قلت لابن خالتي: مكنش له ﻻزمة أم المشوار ده خالص.. ابن خالتي قال لي: مكنش له ﻻزمة تزعق في أم الضابط.. المبرشم قال: تعالي كدة شوية يا كابتن عشان أخوك محصور وعايز يفك ميه

عربية الترحيلات مشيت بينا لحد ما وصلنا لمبني وسط عماير وناس رايحة وناس جاية واللي أول ما شوفتهم قلت لنفسي: أهو أنا كنت زي الناس دي امبارح بس. نزلنا من العربية وطلعنا في نفس الطابور لحد ما وقفنا علي باب مكتب وكيل النيابة ودخلونا واحد ورا التاني.. الواد بتاع سبونج بوب خرج يقول: أنا؟ بقي أنا بضرب الجيش؟ ده أنا حتي متصور مع عساكر كتير يوم 30 يونيو. السوري خرج يقول: يعني أنا هسيب بيتي وملكي واغترب واشقي في بلاد غريبة عن وطني علشان اسقط نظام الحكم عندهم؟ طب ما كنت اسقطه عندنا. المبرشم خرج من عند وكيل النيابة يقول: ده باينه ضابط مصطبح وﻻ إيه.

الصراحة مكنتش عارف هم اتقال لهم إيه جوة بس لما دخلت عرفت. وكيل النيابة قال لي وهو زهقان مما يدل علي تكرار نفس الكلام كتير قبل كدة: التهم المنسوبة إليك الاعتداء علي القوات المسلحة وحرق المقار الشرطية والانتماء لجماعة ارهابية واستخدام السلاح لقتل الأبرياء وتدمير مساجد وسرقة سيارة بالإكراه والتخابر مع دولة أجنبية.. المهم قعد بتاع ربع ساعة يقول في تهم وبعد ما خلص قال لي: ما قولك فيما هو منسوب إليك؟ أنا قعدت ربع ساعة برضه علشان استوعب بعد كدة قلت له: تاني معلش علشان نسيت.. كنت فاكر إنه هيعمل حاجة من الاتنين إما إنه يشتمني أو إنه يعيد الكلام تاني لكنه في الحقيقة عمل حاجة تالتة خالص ولقيته بيقول: وقد أنكر المتهم جميع التهم المنسوبة إليه.. تعالي امضي علي أقوالك

طلعت وأنا مصدوم فلقيت ابن خالتي معاه محامي.. بصيت له وقلت: ده جبته إزاي ده؟ قال لي: وأنت جوة لقيت عسكري جاي بيقول لي مش عيايز تعمل مكالمة؟ قلت له بس أنا مش معايا فلوس قال لي مش مشكلة لما أهلك ييجوا ابقي خد منهم واديني.. واضح إنه بيعمل كدة كتير. بعد ما دخل مع المحامي خرج مبسوط وبعد كدة اتنده علي تاني ودخلت وخرجت مبسوط.. الصراحة تدخل المحامي والوسايط اللي جابهالنا خلصت الموضوع وخدنا اخلاء سبيل لعدم وجود أدلة.. مع إننا كان ممكن نتحبس ونشيل قضية وبرضه مفيش أدلة


لما خرجنا عرفنا إن الونش خد العربية من الكمين فقلت لما أروح واستحمي وأنام ابقي أروح أخدها.. أول ما روحت لقيت أبويا بيقول لي: أمك كلمتك 100 مرة ابقي كلمها علشان دي ناوية تقتلك.. كنت عايز أقول له: هو حضرتك مش مستغرب من إني مرجعتش امبارح وراجع دلوقتي مبهدل؟ بس بصراحة مكنش في حيل للكلام.. دخلت خدت دش وبعدي ابن خالتي واديته هدوم نضيفة علشان يروح لكنه نام بيها علي الأرض.. نمت أنا كمان وصحيت علي صوت أمي بتصحيني وهي بتزعق: تصدق إنك معندكش دم.. مش بترد علي موبايلك وكل ما اتصل بيك أبوك يقول لي لسة مجاش ودلوقتي نايم؟ يعني آجي بتاكسي من عند خالتك علشان سيادتك  معندكش دم؟
 بصيت لها وقلت: معلش يا ماما حصل لي موقف امبارح صعب شوية ردت علي: موقف إيه ده.. المهم اعمل حسابك الجمعة اللي جاية أنا وخالتك نازلين المول تاني علشان في حاجات عايزين نرجعها.. في اللحظة دي لقيت ابن خالتي صحي فجأة من النوم ووقف يصرخ وطلع يجري من باب الشقة وهو بيقول ﻷاااااااااا ونسي يلبس بنطلونه.. أما أنا فقعدت أغني: تسلم الأيادي.. والأيام بتجري.. والله لسة بدري والله يا جيش بلادي

تمت

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 7


بعد ما بجحت في الضابط وبعت العساكر يقبضوا علينا لقيتهم بيزقونا وابن خالتي بيقول لهم: هو أنا عملت حاجة.. لقيت نفسي برد عليه بتلقائية: يعني هو أنا بروح أمك اللي عملت حاجة. العساكر خدونا عند بوكس شرطة وعربية جيش فلقيت ضابط داخلية بيسألنا: ها.. سجن حربي وﻻ قسم ؟ لقيت كل اللي جي في بالي الاغتصاب في الأقسام وكشوف العذرية والكهرباء في السجن الحربي.. فقلت له: س 28 بعون الله.. الضابط نده علي ضابط جيش وقال له: قابل.. زبون جديد.. بص لابن خالتي وقال له: وانت ؟ وﻻ اقول لك روح معاك مش ناقصين.... وقال كلمة كدة مش حلوة مفيش داعي لذكرها.

دخلونا عربية جيش لقينا ناس كتير جوة وتقريباً العربية دي كانت بتحمل وواقفة علي نفرين ولما ركبنا الضابط قال للعسكري اطلع بدول وتعالي بسرعة.. شكلها ليلة مفترجة.. بسعادة غير مفهومة اتحرك العسكري بينا وفضل ماشي زمن طويل لحد ما وقفنا عند بوابة مش عليها أي معالم وﻻ يفط وﻻ أي حاجة.. سألت باستظراف علشان اهدي نفسي: أومال فين يافطة س 28 ؟ لقيت عسكري بينزلنا وبيقول لي: لما تدخل جوة هنطلعها من... وذكر مكان في جسمي مفيش داعي لذكره

أول ما نزلنا من العربية قالوا لنا اقفوا طابور وبعد كدة مشونا لحد جوة وأول ما دخلنا بدأوا يفتشونا.. العسكري اللي بيفتشني قال لي: معاك ممنوعات؟ ولما طلع من جيبي الموبايل بص له وقال لي: ده ممنوعات.. شوية وطلع المحفظة فتحها لقي فيها فلوس فقال لي: دي ممنوعات.. قبل ما يكمل طلعت مفتاح العربية وقلت له: في ممنوعات تانية راكنة عند الكمين.. بص لي وقال لي: الممنوعات دي تبقي... وذكر أحد أفراد العائلة مفيش داعي لذكره

دخلونا أوضة ضيقة كانت مليانة بالفعل بناس تانية كتير ولما احنا دخلنا عليهم مكنش في مكان غير يا دوب نقف. بعد ما خرجوا كان عندي فضل أعرف احنا محبوسين مع مين فلقيت قدامي شاب كان متوتر وبيترعش من الخوف ولسة بحط ايدي علي كتفه وهسأله أنت جيت هنا ليه لقيته اتنفض ولف لي وقال: أنا معملتش حاجة والله ما عملت حاجة.. فقلت له انت إيه اللي جابك: قال لي كنت معدي علي الكمين فلقيت ضابط بيشاور علي وقال للعساكر: هاتوا ال.. وقال وصف مفيش داعي لذكره ولما خدوني ليه قال لي: تعالالي يا بتاع رابعة.. استغربت جداً ﻷن الواد شكله سيس أصلاً بس فهمت لما لقيته لابس تي شيرت أصفر وبالتدقيق في ضوء القمر شوفت رسمة سبونج بوب علي صدره.. بس تقريباً الضابط مخدش باله منه أو افتكر سبونج بوب ده أحد قيادات الإخوان 

واحد تاني كان باين عليه إنه صنايعي أو سواق أو حد بسيط يعني فقلت له أنت بقي إيه اللي جابك؟ قال لي: منظري معجيش الباشا.. قلت له باستغراب: باشا مين.. قال لي بصوت يدل علي تناوله تشكيلة ﻻ بأس بها من البرشام: يا عم الباشا.. بتاع الكمين.. فقلت له: بس مش أنت المفروض تروح القسم؟ قال لي: ما هو أنا كنت رايح أركب البوكس بتاع الحكومة بس ركبت بالغلط عربية الجيش ولما الناس قالت لي إن دي العربية اللي رايحة الجيش جيت أنزل الضابط قال لي والله ما أنت نازل قبل ما نعمل معاك الواجب.. منظر الراجل ده وطريقة كلامه خلوني ابعد عنه وخصوصاً بعد ما سألني: ممعكش حاجة.. أخوك خرمان.. لقيت راجل بلحية واقف علي جنب فقلت لنفسي أكيد هو ده اللي جابنا كلنا هنا رحت سألته هو أنت إيه اللي جابك قال لي: أنا سوري بس الضابط افتكرني فلسطيني وقال لي تعالي يا بتاع حماس رغم إني وريته الباسبور اللي مكتوب فيه إني سوري

قبل ما أكمل تعارف علي الجمع السعيد سمعت عسكري بيفتح الباب ونقل نص اللي في الأوضة لمكان تاني أتمني يكون أوضة تانية علشان المكان مش مكفي وقال لنا: بكرة هتتعرضوا علي النيابة.. بصيت لابن خالتي وقلت له: معاك ممنوعات؟
يتبع

احنا بتوع الحظر: حلقة 6

يا فندم مينفعش كدة.. قلتها بصوت عالي وبغضب لفت انتباه الكل.. تقريباً كله سكت ومبقاش في صوت. الضابط كان بيكلم البنت اللي في العربية وما سمع صوتي لف رقبته 45 درجة منغير ما يحرك جسمه وقال للبنت طب اتفضلي أنت.. ولف لي. بنفس الخطوات البطيئة لقيته جاي علي بس طبعاً وشه مكنش زي ما كان بيكلم البنات.. فجأة بدأت احس إنه ضابط جيش بجد وإن التدريبات القتالية شكلها عملت شغل هايل وعلشان يأكد لي الشعور ده لقيته بيطرقع صوابعه وهو بيبص للعساكر اللي لقيتهم استعدوا بمجرد ما بص ليهم. ابن خالتي وصل له نفس الشعور بالخوف ولقيته بيردد بشكل متكرر وبصوت واطي: ليه كدة؟ ليه كدة؟ ليه كدة؟

جي الضابط جنب العربية ومعملش زي ما بيعمل مع عربيات البنات.. لقيته بيقول لي وهو بيبص بعيد في إشارة لعدم الاهتمام: انزل.. أنا طبعاً نزلت وقلت له احنا واقفين بقالنا كتير.. حضرتك(طبعاً بصوت غير اللي استخدمته من شوية) لقيته بيقول لي بصوت تصاعدي: يعني هو أنا واقف بلعب؟ ما أنا بشوف العربيات التانية وﻻ أنت علي رأسك ريشة؟ سمعت أنا التعبير ده ضايقني الصراحة وعصبني بس قلت لنفسي المسامح كريم ورديت عليه: حضرتك الحارتين التانيين عمالين يمشوا واحنا واقفين بقالنا ساعة.. رد علي بعصبية: قصدك إيه يعني؟ طبعاً كان نفسي أقول له إنه بيتدلع مع البنات وسايبنا احنا نولع بس قلت لنفسي عفا الله عما سلف ورديت عليه: مش قصدي حاجة بس أنا بتكلم عن إن كلنا واحد وفي مساواة.. وﻻ إيه؟ قام رد علي بقوة: ما هو لو أنت واقف بالساعات علي رجليك بعيد عن بيتك علشان تحمي الشعب مكنتش قلت كدة وبعدين المفروض محدش يمشي وقت الحظر لكن علشان احنا مقدرين ظروف الناس اللي يهمونا بنسيبهم يعدوا مع التأكيد علي سلمهم وأمنهم.. فجأة لقيت الناس بتصقف واللي بيقول تسلم الأيادي واللي بيقول الله أكبر علي جيشنا وساعتها بس عرفت إن الضابط ده واخد كورس في الشؤون المعنوية

ظيطة الناس وكهن الضابط وإحساسي بالإهانة خلوني أخرج عن شعوري فقلت له: شعب إيه اللي بتخدموه هو انتوا هتكدبوا الكدبة وتصدقوها... بس.. صوت الصمت ملي المكان والناس بصت بترقب منتظرين يعرفوا الضابط هيعمل إيه.. تقريباً الضابط مكنش هيعمل حاجة بس لما الناس بصت له كدة حس إن شكله هيبقي وحش فلقيته بيقرب من وبيقول لي بحنية: هو والد حضرتك بيخدم في سلاح إيه؟ قلت له: أنا أبويا مش ضابط أصلاً.. فقال لي بنفس الحنية: أومال بيشتغل إيه؟ قلت له: والدي رئيس قسم في مستشفي خاص.. ومرة واحدة لقيته كشر وبص لي كأنه هياكلني وقال لي: أنا بقي هوريك الكدبة اللي صدقناها ومش هسيبك غير لما تصدقها.. بص للعساكر وقال لهم: هاتوه.. بعد كدة بص لابن خالتي وقال لهم: وهاتوا ده راخر

يتبع

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 5


لما قربنا من الكمين لقيت ضابط رتبة كبيرة واقف علي الرصيف بيبص بنفس البصة بتاعة أي ربتبة كبيرة (اللي هي تناكة) وكأنه بيقول في سره: انتوا وﻻ حاجة. الكمين نفسه كان مكون من مدرعة قافلة نص الطريق وباقي الطريق مقفول بحاجز مرور ومبقاش في مكان غير لمرور عربية واحدة بس. العساكر اللي واقفة في الكمين نظرتهم كانت متناقضة.. شكلهم مبسوطين إنهم في الشارع بس في نفس الوقت زهقانين من السحلة دي والوقوف لتفتيش مئات السيارات اللي اخترقت حظر التجول.. الوحيد اللي كان مبسوط هو ضابط صغير روش من اللي صورهم منتشرة علي الفيس بوك والبنات شايفاهم جون ترافولتا في عز أيامه وعمر الشريف في أجمد فترات شبابه واللي الشباب بيشوفوهم محتاجين ينشفوا شوية علشان يبقوا رجالة وينشفوا أكتر علشان يبقوا رجالة جيش.

سر سعادة الضابط هو شعوره أخيراً إن الجيش حلو وإن وسامته بقت تترجم جاذبية مش حاجة تانية وإنه هيقابل ناس يقولوا عليه كيوت مش.... طري. المثل بيقول يا كتكوت مين كتكتك قال ملقتش حد يلمني.. الشاب اللطيف ده كان بيمارس عمله في الكمين بنفس أداء هاني سلامة في فيلم الأولة في الغرام. كان كل ما يشوف عربية كل اللي فيها دكرة أو ناس كبيرة في السن يقوم باعت العسكري يفتشها ويشوف رخصها.. لكن لما كان بيشوف عربية فيها مزز كان بيشبط علي طول. دخلة الضابط كانت مميزة قوي وبتدل علي تأثرة بنجوم المحن في الوسط الفني.. يعني تلاقي يبص للبنات اللي في العربية من بعيد وبعد كدة يبتسم ابتسامة خفيفة وهو بيبص في الأرض ويبدأ يتحرك بالتصوير البطئ علي أم إن المخرج يشغل مروحة تطير شعره وتخلي اللبس يجسم عليه علشان يحلل التدريبات والفرق اللي خدها في الأساس علشان اللياقة كمحارب مش كواحد جاي يشقط.

بخطوات بطيئة مع النظر يميناً ويساراً ثم الوقوف أمام شباك السيارة ثم النزول ببطء ليطل بوجهه الكيوت علي فتيات السيارة منتظراً منهن صيحات الإعجاب وانتشار حالة الإغماء بينهن. ثم يقول بصوت ذكوري هادئ صادر من حنجرته ليؤكد للجميع علي سلامة هرموناته: الرخص.. يتناول الرخص بنفس معدل البطء ويقول دون أن ينظر: إيه اللي أخرك لحد دلوقتي يا (الاسم الذي قرأه في الرخصة) .. ينظر اليها ويكمل: مش عارفة إن في حظر ؟ طبعاً هي ترد بدلع: معلش أصلي كنت بوصل واحدة من صحباتي فالوقت سرقنا.. يرد بسماجة: تؤ تؤ تؤ تؤ.. واللي لو الوقت عدي هنا ﻷقبض لكم عليه بنفسي.. تضحك الفتيات بصوت عالي فيبتسم الضابط بعد أن نجح في إرضاء غروره فيعيد الرخص للفتاة ويقول لها: اتفضلي ولو قابلك كمين تاني قولي لهم إن الوقت سرقني وأنا بلغت عنه عند النقيب كريم السويفي.

طبعاً أنا وابن خالتي قلنا كل اللي يتقال من تريقة وشتيمة وتقليد ولو كان معانا كمبيوتر ساعتها كنا ركبنا له صورة ونشرناها. الموضوع مع أول عربية كان عادي أو بمعني أدق حاولنا نتقبله ونضحك علي نفسنا ونقول عادي بس مع تكراره والعطلة اللي بقينا فيها اتخنقنا. العربية اللي جنبنا كان فيها بنات من شكلهم تأكدنا إن الضابط هيقف يلاغيهم ساعة وبالفعل بدأ في التحرك بنفس الأداء السينمائي الرخيص لحد ما وصل للعربية ووقف جنبها ولسة هينزل للشباك ويكمل وصلة المرقعة خرجت عن شعوري وقلت له يا فندم لو سمحت احنا كدة بقالنا كتير والعربيات اللي جنبنا كلها عمالة تعدي واحنا ﻷ.. بالتأكيد مكنش تصرف سليم إني اتعصب علي ضابط واحرجه قدام بنات وكل ده واحنا في وقت حظر وحالة طوارئ.. للأسف ده اللي ادركته بعد كدة.

يتبع

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 4

انطلقنا بالعربية من المول الساعة 5:30 ومفيش كام شارع ولقينا زحمة رهيبة.. ابن خالتي قال: الناس كلها بتروح في الوقت ده علشان الحظر وبيبقوا مستعجلين وبيسوقوا بشكل بشع.. ردت عليه خالتي: ما هو علشان مصلحتهم.. الجيش بيعمل الحظر علشان الناس تروح وهم يمسكوا الارهابيين.. تدخلت وقلت: يعني هم الإرهابيين بيفضلوا قاعدين في الشارع بعد ما احنا بنروح والأمن بيمسكهم ؟ وبعدين ما هي كل المظاهرات اتضربت بالنهار وبعيد خالص عن الحظر ومحدش منع الجيش وﻻ زعل منه.. إيه ﻻزمة الحظر بقي؟ ردت خالتي: هو أنت بقيت إخواني؟ قلت لها: أنا مش فارق معايا الاتنين بس صعبان علي أروح يوم أجازتي الساعة 7 ده أنا مكنتش بعملها وأنا في المدرسة أقوم اعملها دلوقتي.. علقت أمي: هو احنا كدة ميعجبناش العجب

وصلنا لبيت خالتي واللي كان بالنسبة لي نهاية المأساة والمعاناة.. بكل الحب طلعت أنا وابن خالتي الحاجات اللي اشتروها و طبعاً أمي وخالتي مسكوا فينا علشان نبيت هناك ومانرجعش عندنا لكن برضه بكل الحب رفضنا خوفاً علي علاقتنا بأمهاتنا  ونزلنا وأول ما ركبنا العربية أطلقنا صيحة كلها حماس بتعبر عن سعادتنا اللي مطولتش معانا بعد ما عيننا جت علي الساعة. الواحد لما بيعرف إن معاد الحظر جي والجيش نصب اللجان وهو عنده مشوار هيجبره يعدي علي طرق رئيسية كتير مما يعني مقابلته لأكتر من لجنة بيبقي عنده نفس شعور لعيب الكورة اللي خسران 7-صفر وفاضل علي الماتش 5 دقائق ولو خسر هيخسر البطولة أو نفس احساس الست اللي جالها الطلق والمستشفي بعيدة ومفيش تاكسي عاوز يقف لها وجوزها في الشغل ومش هيقدر يجيلها أو نفس شعور الطالب اللي حل سؤال واحد من أصل 5 أسئلة وسمع المراقب بيقول اتأكدوا إنكم كاتبين اسمكم علي الورقة علشان هبدأ الم الورق

تمالكنا أعصابنا واتحركنا بسرعة في طريقنا.. كل ما أسوق في الحظر بلاقي نفسي محتار أمشي بالراحة وﻻ أمشي بسرعة.. يعني أنهي أرحم.. إن الجيش يلاقيني بجري بسرعة فيفتكرني هربان من حاجة وﻻ إنه يلاقيني ماشي بالراحة كأني بغيظهم وبتحادهم؟ أثناء سيرنا لمحت من بعيد كمين للجيش مكنش عليه زحمة وده موقف صعب ﻷن ده بيحطك في شبهة إن أنت بس اللي كسرت الحظر وبرضه بتصيبك الحيرة تدخل علي الكمين بسرعة فيفتكرك هتكسره وﻻ تدخل بالراحة ويتفتكرك متردد وعايز ترجع ﻷنك عامل عملة. باختصار الموقف كله بيشكك في نفسك. دخلت علي الكمين بسرعة متوسطة وكنت مجهز رخصي وبطاقتي وبطاقة ابن خالتي.. منظر العساكر وهم شايلين السلاح ومستعدين للضرب وشكلهم مشحونين ومتنشنين يخليك تحس إن في أي لحظة ممكن تتصفي وبيبقي هاين عليك تنزل من العربية وتقعد علي الأرض وأيدك فوق رأسك بس برضه المشكلة أخاف يشوفوني نزل يفتكروني معايا سلاح وهضربهم.. مفيش فايدة

جالنا عسكري واقف في الكمين وكان شكله ولد غلبان شبه عساكر الأمن المركزي اللي بيبقوا كلهم نفس الشكل دول وكأنهم بيتصنعوا في الجيش مش بيجندوهم وعاملنا باحترام وقبل ما يسأل قلنا له معلش كنا بنوصل الحاجة والوقت سرقنا.. بص لنا كأنه مش مستوعب وقال لنا اتفضلوا.. وأنا خارج من الكمين برضه معرفتش أمشي بالراحة ويفتكروني بتتنك عليهم وﻻ أمشي بسرعة ويفتكروني ما صدقت وبهرب ﻷحسن يفتشوني

قطعنا تقريباً نص المسافة ودخلنا ميدان لقينا العربيات بتمشي في كل الاتجاهات ومن بعيد لمحنا كل الشوارع مقفولة وكله بيحاول يهرب من الزحمة حتي لو مشي عكسي. سيل العربيات أجبرنا نطلع علي كوبري هو صحيح في سكتنا ومخرجناش عن الطريق اللي يوصلنا بس برضه مش احنا اللي اخترناه.. مشينا حبة علي الكوبري وبعد كدة لقينا تكدس رهيب للعربيات اللي حركتها انعدمت تقريباً وعرفنا إن ده معناه وجود كمين رخم عايش في الدور وفاكر نفسه عامل حظر في بغداد. مرت تقريباً نص ساعة ومفيش عربية اتحركت وتقريباً كل الناس اللي كانت راكبة مواصلات سابوها ونزلوا ومفضلش غير أصحاب العربيات فقط في انتظار الكمين يحن علينا ويبدأ يعدينا حتي لو هيفتش العربية لحد ما يوصل للهيكل. بعد ساعة و ربع بدأت العربيات تتحرك بخطوات بسيطة وكل 10 دقائق تقريباً كنا بنتقدم 5 متر وبعد زمن بطلت احسبه من كتر القرف وصلنا لمرحلة الوحش... شوفت الكمين الرخم اللي كان علي بعد 3 عربيات

يتبع