خلال الثورة وما بعدها كان في اكتر من دور او بتعبير شهير اكتر من قبعة يمكن ارتداها وبيكون صاحبها متقمص دور معين في منظومة الثورة اللي اظنها نمطية في اغلب البلدان الثورية ومن وجهة نظري ان القبعات الرئيسية المطروحة في سوق الثورة هي .....
قبعة الثوري
وهو المواطن اللي ايمانه بالثورة كان اكبر من ايمانه بفوز الاهلي بالدوري المصري كان من النوع اللي شاف بلاوي في حياته خلت عنده ميول انتحارية فبالتالي مترددش لحظة انه يقف في الصف الامامي علشان يبص في عين الامن وكأنه بيطلع ليهم لسانه طامعا في ثواب الشهادة والتخلص من الحياة المقرفة او يمكن ينجح ويتخلص من النظام ويبقي برضه تخلص من الحياة المقرفة. وعقب تحرير ميدان التحرير شعر بفراغ ثوري بعدما تلاشت كل العقبات لعمل مظاهرات معلن عنها وبأعداد ضخمة, فقرر انه يحول الميدان لمحل اقامه حتي يرحل النظام مضيفاً لكفاحه قوة تحمل البقاء في الشارع لأيام في عز -عفواً لاستخدام اللفظ- الشتاء معتمداً في الغذاء علي علب الكشري البارد الخالي من الشطة والدقة واحيانا الصلصة مما كان يدفعه للاعتماد بشكل اكبر علي البقصمات مستعينا بخياله في تناوله وكأنه الكنتاكي. لكنه بعد ايام شعر بملل تم القضاء عليه بمعركة الجمل اللي كان ينقصها العجلات الحربية وافيال ابرهة الحبشي وبعد الانتهاء من الصف الاخير للدفاع عن النظام عاد الثوري لعلبة الكشري و صباع البقصمات والنوم علي ارصفة الميدان. ولانه فاهم الثورة من الاول للآخر عرف ان التنحي مش النهاية, فاستمر في المطالبة بالقضاء علي عناصر النظام من وزراء ومسئولين مشهود ليهم بالفساد والقذارة العلنية مستمراً في تحمل سخافات بعض فئات الشعب كامتداد لتحمله برود رصيف ميدان التحرير.
قبعة السادة مشاهدي الثورة
وهو المواطن المؤمن بالاستقرار لدرجة انه قرر قيادة وتحليل الثورة من خلال متابعة القنوات الفضائية بعد ما تأكد ان القنوات الارضية غير مشتركة في المنظومة الاعلامية. ومن متابعته للثورة -اللي في بلده- من خلال البي بي سي وقناة العربية كان بيقدر يصدر قرارات حاسمة من حين لآخر في صورة أوامر للي بايت في الميدان بإنهاء الثورة مبرراً ذلك بأنه هو (اللي قاعد في البيت) فاهم اكتر من اللي في التحرير مستخدماً صيغة الجمع في الانجازات وصيغة المحادثة في الهجوم يعني مثلا "احنا" حققنا مكاسب كتير و "انتم" كدة هاتخربوا البلد. المدهش ان اغلب الناس اللي لبست القبعة دي كانوا هم اللي في ميدان التحرير ليلة التنحي بيحتفلوا بالنصر اللي "حققناه" ملوحين باعلام مصر سائلين عن كيفية الوصول لميدان التحرير من عند تمثال عبد المنعم رياض وظهرت عليهم الحيرة في سبب وجود اجزاء من الطوب المكسر اللي في مداخل التحرير وكذلك الكردون المعدني واللي وجوده سبب ليهم دهشة رهيبة. اغلب المواطنين اصحاب القبعة دي بعد الاحتفال مباشرة عادوا بسرعة لاماكنهم للقيام بدورهم الفعال في متابعة الثورة مطالبين مرة اخري بتوقف المظاهرات .... الخ.
قبعة المتحولون
مقصدش هنا ابطال الفيلم الامريكي transformers لكن المتحولون هم اشخاص يتميزون بالاخلاص و الولاء التام لمصالحهم الشخصية وهذا النوع ينقسم داخلياً لنوعين الاول طلع صرح انه مع النظام اللي محافظ علي البلد وهو يقصد ضمنياً محافظ علي مصالحه واللي كان مطمنه لاختياره هو ايمانه بالقدرات الخرافية للنظام في قمع الشعب مهما كانت ارادته, وبعد نجاح الثورة قرر انه يتجه لصفوف الجماهير مستخدماً اسباب واهية كل اللي بتحققه للي بيسمعها انه بيفقد القدرة علي النطق بشكل مؤقت زي "انا كنت فاهم غلط" ومن وحي مسلسل في المشمش "ما هم اللي قالولي". اما النوع التاني من المتحولين هو اكثر ذكاءاً من النوع الاول لانه فضل مستني وساكت ومتكلمش لحد ما يشوف مين هايكسب ويطلع يحييه ويعمل له اغنية كمان.
قبعة صدي الصوت
صدي الصوت هي ظاهرة فيزيائية بتحصل لما تتكلم في مساحة واسعة بحيث ان تبقي المسافة بينك وبين اقرب حاجز (حيطة) حوالي 18 متر. وبالمثل فصدي الصوت في الثورة هو الشخص اللي كان بيقول نفس الكلام اللي بيسمعه بدون ما يمر علي النعمة العظيمه المسماه بالمخ. و كان صدي الصوت بيطل علينا من حين لآخر ببعض الجمل المليئة بالكلمات العظيمة المجعلصة زي "حرام عليكم البورصة انهارت" والجملة دي بتفرض علي اللي بيقولها 3 نقاط لازم يكون فاهمها اولها يعني ايه بورصة اصلا؟ والتانية يعني ايه انهارت؟ والتالتة ايه اللي هايضرك في انهيار البورصة؟
بس مهما كانت جملة البورصة عظيمة فمش هاتكون اعظم من الجملة الشهيرة بتاعة "وائل غنيم ده ماسوني" وكان صاحبها عادة بيكتب جنبها "وبالدليل" مرفقاً مقال منقول من منتدي "الصقر العاشق". وغالبا اللي قام بدور صدي الصوت في الثورة كان من الناس بتاعة "البرادعي عميل لامريكا والسبب في حرب العراق"
قبعات كتير وناس كتير وكل واحد بيختار بمحض ارادته القبعة اللي هايلبسها وللاسف مفيش مفر وكل واحد لازم يختار لان عدم الاختيار في حد ذاته .... قبعه.