لما يكون مطلوب منك تحل 120 سؤال في 4 ساعات وتاخد راحة ساعة علشان ترجع تحل 60 سؤال في 4 ساعات تانيين وكل ده في نفس اليوم يبقي دي عملية تعذيب ممنهجة. رغم إني عارف الارقام دي من قبل ما اروح بس اللي يشوف غير اللي يسمع. هم المسؤولين عن الامتحان حاولوا يحذرونا من قبلها بإرشادات مفهمتهاش غير لما رحت .. زي
· هات معاك سناكس وسكريات ومياه علشان هاتنفعك
· هات ملابس اضافية علشان الجو ممكن يتغير
· نام 8 ساعات
ولما رحت الامتحان وبدأ الوقت يمر حسيت بالكلام ده كله .. يعني في نص الامتحان جالي نشفان في الريق مع نقص في الجلوكوز أدي لخلل ملحوظ في الإدراك ونقص النوم زود حالة الخلل بوضوح وبم إني دخلت القاعة الساعة 9 الصبح وخرجت الساعة 7 بالليل (8 ساعات امتحان والباقي اجراءات) فكانت درجة الحرارة منخفضة جداً فبقيت عبارة عن واحد عايز ينام وريقه ناشف معرض للإغماء في أي لحظة وبيرتجف من البرد.
أما بالنسبة للإمتحان نفسه فكان شيء مبهر لأني علي ما اتذكر –اللهم اجعله خير- قال زي ما تقولوا كدة معايا كشكول فيه 120 سؤال والمفروض احلهم في 4 ساعات بمتوسط 2 دقيقة لكل سؤال .. يعني بإختصار الواحد بيقرأ السؤال عرف إجابته مع آخر كلمة قرأها يبقي تمام معرفش يبقي يفكه من السؤال ده ويخش عاللي بعده. الوقت رغم طوله مر بسرعة نظراً للتركيز المبالغ فيه اللي كان في تناقص ملحوظ بمرور الوقت .. يعني أول ما دخلت كنت نشيط جداً وبحل بكل حماس لكن بعد أول 30 سؤال لقيت إن لسة قدامي 90 سؤال فده زود علي إرهاقي إحباط فبقيت عامل زي البالونة المنفوخة قوي أول ما تسيبها تطير بقوة بعد كدة تقل سرعتها وتقعد تلف حوالين نفسها لحد ما تقع علي الأرض. ثقافة سيب السؤال اللي ماتعرفوش للآخر تسببت في إني احل حوالي 20 سؤال بدون ما ابص علي الاسئلة خالص لأن مكنش في وقت غير إني اختار الاجابات بشكل مباشر حتي مكنش في فرصة اعمل حادي بادي.
خرجت من اول 4 ساعات منهك ومش شايف قدامي خدنا الوجبة الباردة اللي قدموها لنا وكلتها و انا مشتت وبالي مشغل بال 4 ساعات اللي جايين واللي المفروض اكون مركز فيهم واحل بكل حماس .. الموقف ده فكرني بأول رمضان لما الواحد يبقي صايم ويحاول يضيع وقت بأي شكل وبعد ما يخلص كل اللي وراه يكتشف إن لسة العصر مأذنش واليوم لسة بحاله.
دخلت النص التاني من الامتحان واللي كان مكون من 60 سؤال مدتهم 4 ساعات بمتوسط 4 دقائق للسؤال الواحد مع ملاحظة إن حجم السؤال هنا مش زي حجم السؤال اللي كان في النص الاول. طبق الأصل العلقة بتاعة الصبح مع إضافة إزدياد الانهاك وفقدان السيطرة علي الاطراف وحالات النوم اللاإرادية المتكررة وبالتالي كان دوري في النص ده مش حل الاسئلة بقدر مقاومة الرغبات الانسانية. بدأ الناس اللي بتمتحن معايا يستسلموا للرغبات الانسانية دي ويخرجوا بدري عكس تماماً النص الاول وطبعاً احنا عارفين إن الانسان ضعيف وخصوصاً قدام المغريات اللي بتتقدم له وبالتالي انا كمان استسلمت وخرجت بدري بس مش بدري قوي يعني. لما خرجت كانت الدنيا ضلمت واقصد الدنيا ضلمت يعني ضلمت من مجاميعه .. الشمس راحت وانا كمان رحت لكني كنت سعيد بالإنتهاء من خطوة تعبتني في المذاكرة وفي الامتحان ورجعت لي شعور الطالب اللي فرحان بعد آخر امتحان والصراحة حبيت الموضوع قوي وانا كمحمود .. انبسطت.