لست
كاتباً إسلامياً وﻻ اعلم عن الدين قدر
ما أجهل لكن ذلك لن يمنعني من التعبير عن
غضبي لما تعرض ويتعرض له الدين.
لطالما دافعت عن حرية
التعبير وعن نقد النماذج السلبية من
الإسلام-
وغير الإسلام-
دون إلزام الناقد
بإبراز النماذج الإيجابية لكن بعدما بحثت
كثيراً عن التعبير عن نموذج إيجابي للمسلم
الملتزم المنضبط فلم أجد حتي نموذجاً
وحيداً !
هل من المعقول أن
العباقرة ناقدي النماذج السلبية لم
يتعثروا في نموذج واحد إيجابي ؟ إن كانوا
حقاً يريدون ذكر النماذج السلبية دفاعاً
عن الدين خوفاً من انتشار كذب تلك العينات
المريضة ألم يخطر ببالهم يوماً أن يقوموا
بعرض نموذج من العينة التي يرتضونها والتي
يرونها مشرفة ؟
لا
أريد أن أحاسب الآخرين ولن أقوم بتصنيفهم
كأعداء للدين لإدراكي خطورة ذلك الاتهام
ولكني كمسلم أتأذى كثيراً من العرض الحصري
المستمر للنماذج المشينة وكأن لم يعد علي
كوكب الأرض نموذجاً واحداً مشرفاً للإسلام.
كل ما اطلب هو قليل من
الإنصاف فلا يحب هؤلاء أن يفعل معهم مثلما
يفعلون مع الإسلام فما أسهل أن يتم عرض
نماذج مشينة من أي فكر وأية ثقافة وأية
حضارة، ما أسهل أن نتصيد شخصيات إجرامية
تنتمي ﻷي فكر ونسلط الأضواء عليها دائما
حتي يؤمن الجميع أن هؤلاء الفاسدين يعبرون
عن الفكر فهو فكر فاسد لا وجود فيه لنماذج
مشرفة علي الإطلاق، فكر شاذ كل من ينتمي
له لعين بغيض، فكر مريض يجب عزله ومحاصرته
والقضاء عليه.
إن حدث ذلك وطالبوا
بالإنصاف واتهامنا بتشويه فكرهم سيكون
الرد جاهزاً ومقتبساً من ردودهم "هذه
حرية تعبير ولكم الحق في الرد"
بالطبع
لن احمل هؤلاء كل المسؤولية فإن فعل معهم
ما يفعلونه في الإسلام سيجيدون الرد
والدفاع عن أنفسهم بل وتحويل الهجوم لسلاح
يثبت جهل الطرف الثاني فهم يجيدون التعبير
ويمتلكون سر الصنعة، يعلمون قنوات التواصل
مع الجمهور، يدركون اللغة المناسبة لكي
تحدث أعمالهم أكبر تأثير علي المتابعين.
صحيح أن ما يتعرض له
الإسلام هجوم ولكن في المقابل لا يجيد
المسلمون فن إدارة المعركة وكل خطوة
يتخذونها تكون في صالح الخصم بشكل تام
وذلك لإصرارهم علي الجمود الفكري ومطالبة
الجمهور بأن يتعلم لغتهم لا أن يتعلموا
هم لغته، ينبذون قنوات التواصل مع الجمهور
لاحتسابهم إياها مضيعة وقت ومصيدة فتنة،
حصروا أنفسهم في أفكار جامدة فعجزوا
تماماً عن مجاراة ناقديهم.
فما بين قولبة سلبية
وعجز عن الرد بات الإسلام في حال لا يجب
أن يكون عليه وباستمرار الأسباب يستمر
الوضع.