لا
كان معانا فلوس وﻻ كنا بنفكر فيها، مش
عارفين بكرة فيه إيه وكلنا حماس له،
مستنيين نكبر بس مش مضيعين اللحظة.
كان محمد السعيد اللي
دايماً كان في الشارع لسبب مش عارفه لحد
دلوقتي بيعدي علي ونقف تحت بيتي بالساعات
لأن البيت كان عندنا زحمة بس الشارع كان
بيلمنا وكنا بنقضيها، خروجاتنا كانت
بسيطة يادوب كيس كشري من ميزو علي كيس تمر
وقضيت وفي وقت العز ناكل تين شوكي من عند
موقف العربيات البعيد عن يبوتنا.
لما كبرنا شوية عرفنا
محمد مصطفي وبقينا نروح نقعد عنده اكمنه
معندوش اخوات بنات وأخوه كان أصغر مننا
بسنتين فصاحبناه بالعافية كدة علشان نقعد
عنده براحتنا.
محمد مصطفي كان دايماً
عندهم شاي جاهز في أي وقت، أول ما ندخل
نلاقي كوبايات الشاي داخلة ورانا وده
برضه مش عارف كان بيحصل إزاي بس قشطة يعني.
بعد
اكتشاف الجهاز الاليكتروني المسمي بالسيجا
كنت من المحظوظين اللي اقتنوا ذلك الجهاز
وبعد فترة بسيطة تم نقل الجهاز ده لبيت
محمد مصطفي وقلبناه محل، كنا نلعب بالساعات
وطبعاً الشاي شغال معانا مش بيقف.
فترة الثانوية العامة
دخلنا في مود العقل شوية والتمرينات
الذهنية فكانت لعبتنا المفضلة هي الشطرنج،
طول الأجازة كل يوم بعد العصر تلقائياً
كل واحد يتوجه لبيت محمد مصطفي ونقعد في
البلكونة نشرب الشاي برضه ونحط فيه نعناع
طازة من اللي مزروع في البلكونة..
يعني وقاحة مبالغ فيها
مننا.
ليلة
العيد كان لينا طقس غريب جداً..
نركب من بيتنا للجيزة
ومن هناك ناخد جولة سيراً علي الأقدام في
شوارع العاصمة.
ننزل التحرير نلف في
وسط البلد ننزل الحسين وكل ده مشي والسؤال
اللي لحد دلوقتي محدش عارف إجابته هو احنا
ليه كنا بنركب للجيزة علماً إن المسافة
دي لا تمثل 10
% من المسافة اللي
بنمشيها؟ بمرور الوقت حاز الطقس الغريب
ده علي إعجاب الكثيرين وبدل ما كنا بننزل
احنا الثلاثة بقينا كتير، اللي جاي بالصدفة
واللي جاي مع قريبه واللي نقابله في السكة
ناخده وفي الآخر كله يبقي مع كله وﻻ حد
فاكر مين صاحب مين.
شارع
وناصية وبلكونة، كوباية شاي ودور شطرنج
وعود نعناع، كيس كشري وتمر هندي وتين
شوكي، اللف في الشوارع والتهييس من كتر
المشي..
حياة بسيطة ضحكتها
كانت من القلب..أيام
رغم إنها راحت هتفضل ماضي جميل مجرد ما
نفتكره..
نبتسم بجد.