بعد
ما عبرت أنا وابن خالتي عن شعورنا جت بعدها
لحظات لذيذة..
مفيش
تعليمات..
مفيش
أوامر..
مفيش
أسئلة كتير ورا بعضها..
مفيش
كلام مكرر..
فشغلنا
حاجة علي ذوقنا المتقارب وقعدنا ندندن
ونحكي واندمجنا وبدأ اليوم يحلو وفجأة..
تليفونه
رن وجت الأوامر بالتحرك وفعلاً فصلنا
الأغاني واتفصلنا وقفلنا العربية ورحنا
علي حسب الوصفة الرائعة..
عند
طفاية الحريق اللي في الدور اللي فيه محل
جزم كبير علي شمال السلم.
طبعاً
الوصفة الهايلة دي تسببت إننا نطلع وننزل
3
مرات
وفي الآخر اتصلت بي أمي وهي متعصبة:
أنتوا
فين؟ كل ده بتيجوا ؟ خلي عندك دم الشنط
تقيلة..
السؤال
اللي كنت بسأله لنفسي:
ليه
كل كلامها كان بصيغة الجمع ولما جت تشتم
وجهت الكلام لي أنا شخصياًّ!
بصفة
عامة أنا ﻻحظت إن صوت أمي مش جاي من سماعة
الموبايل بس إنما كمان جاي من مكان ما
فاضطريت اعمل زي المخابرات وطولت المكالمة
معاها وحصلت علي المزيد من التهزيق لحد
ما لمحتها واقفة جوة محل فشاورت لها وأول
ما خرجت قلت لها:
هي
دي طفاية الحريق؟ ردت بثقة غير مبررة:
أنتوا
لما اتأخرتوا دخلنا نكمل فرجة علي الحاجات..
بصعوبة
طردت كل الأفكار الخبيثة وخصوصاً بعد ما
لقيت شنط بتترمي علي بدون حتي سماعي
لجملة"شيل
الحاجات دي
شيلت
الحاجات اللي أمي رمتها علي وابن خالتي
شال الحاجات اللي أمه رمتها عليه ومشينا
زي الفلبينيين وراهم وهم بيكملوا شراء..
يقال
إن عميل المخابرات قبل ما يقبلواه بيعملوا
له اختبار ثبات انفعالي بإنهم يمشوه مع
أمه في سوق وهو شايل حاجات وأمه بتتفرج
علي حاجات تانية.
تحرك
السيدات في السوق يستحق التعليق عليه من
أفضل المعلقين في عالم كرة القدم..
أصعب
حاجة هي حالة الانفصال عن الواقع اللي
بيبقوا فيها..
يعني
تلاقي الست من دول ماشية بتتفرج علي
المحلات وكأن المكان مافيهوش غيرها..
مش
عاملة اعتبار للكائنات اللي بتتحرك
حواليها وبتعتبر إن حق من حقوقها الوقوف
في أي لحظة والرجوع لمحل فات وبعد كدة
الرجوع في كلامها وتقرر الاستمرار واياك
يولع اللي حواليها.
طب
الست الغريبة الواحد بيلف من حواليها و
يبرطم ويمشي لكن لما تكون الست دي أمه
يعمل إيه؟
دخلت
أمي وخالتي محل أدوات منزلية واضطرينا
ندخل معاهم..
إحساس
رائع وانت كشاب شيك و روش تبقي واقف وسط
ربات البيوت..
بيجيلك
هاجس إنك ممكن تبقي حامل علي آخر اليوم.
أصعب
موقف بيتعرض له أي شاب وهو مع أمه إنه يشوف
بنت جميلة..
في
العموم الواحد له مكانه وهيبة لكن كل ده
بيضيع مع الشنط اللي الواحد شايلها..
المهم
حصل اللي كنت خايف منه ولمحت بنت حلوة
جاية علي الحتة اللي احنا واقفين فيها
لقيت ابن خالتي اتداري ورايا كأنه واقف
بالملابس الداخلية ولقيتني في وشها..
قررت
إني أواجه مخاوفي واعمل نفسي قال يعني
فاميلي مان وبساعد أمي ومستمتع جداً
بالشوبينج معاها و ربنا يسامحني علي الكدب
ده كله..
قلت
أروش بقي واعمل حركة فقمت سألت أمي بصوت
حنون:
انتي
عايزة تشتري إيه علشان اساعدك؟ بصت لي
أمي بحنية:
قال
يعني لو قلت لك هتساعدني..
هو
أنت أصلاً بتفهم في الحاجات دي وﻻ أنت
عايز تخلص مني وخلاص علشان تروح تصيع مع
اللي واقف جنبك ده..
للمرة
التاني يحس ابن خالتي بالصدمة بعد وصفه
تاني ب "اللي
جنبه"
أما
أنا فشعرت بحرارة شديدة و أراهن إني احمريت
ومش بعيد أكون طلعت دخان و اللي زود قهرتي
إني لمحت البنت اياها بتبتسم ابتسامة
سخرية ولم يشف غليلي إلا لما قاطعتها أمها
وقالت لها:
ما
تبصي معايا يمكن تتعلمي حاجة بدل الخيبة
اللي أنت فيها..
ساعتها
بس درجة حرارتي نزلت و رديت بابتسامة
سخرية وتحول لقاء كان ممكن ينتهي بلذاذة
إلي لقاء انتهي بتبادل الشماتة وكل ده
بفضل الأمهات
يتبع
يتبع
بعد
اللف العميق والجدل مع البياعين اللي كنت
بشوف في عيونهم نظرات تحمل معني "ما
تحوش أمك عننا يا عم"
والطلوع
والنزول والرجوع لنفس المحل كل شوية قرروا
إنهم خلاص مش عاجيهم حاجة وإن المكان
مبقاش قد كدة وإنهم محتاجين ينزلوا مرة
تانية في حتة أحسن مع ملاحظة إن الكلام
ده كان بعد ما فقدت الإحساس بدراعي من ثقل
المشتروات.
الساعة
5:30
وفاضل
ساعة ونص بس علي الحظر والمفروض نوصل أمي
وخالتي وبعد كدة نرجع ومحصلة المشاوير
دي في العادي بتاخد ساعتين وفي الوقت اللي
قبل الحظر علي طول بتاخد 5
ساعات..
كل
همنا كان إننا نخلص من أمي وخالتي ومحدش
يفهم غلط أنا قصدي إننا نوصلهم قبل الحظر
علشان مايتبهدلوش في السكة وبعد كدة احنا
مش مهم..
وفي
رواية أخري مدرعات الجيش هتكون أحن علينا
من أمي وخالتي وهم بيتسوقوا