ما زال
مشهد ضرب وسحل فتاة أحداث مجلس الوزراء
من المشاهد الخالدة في ذاكرة الثورة
المصرية نظراً لأهمية الواقعة وإقرارها
لكثير من الأمور..
أولها
كان صدمة الجميع في طريقة التعامل مع فتاة
مطاردة من جحافل من الكائنات التي ترتدي
الزي المميز للجيش المصري..
فكيف
في بلد كانت النخوة احدي علاماته يحدث
فيه مثل تلك الواقعة!
ثانيها
كان الصراع الذي نشب بين المؤيدين للمجلس
العسكري وبين المعارضين منضم إليهم كل
من تبقي في داخله نخوة وغيرة الرجال وذلك
الصراع كان صادماً أكثر من المشهد نفسه
حيث اتضح أخيراً أن صفة الشعب الشهم ذو
الدم الحامي مجرد كذبة تم تداولها والتصديق
عليها دون اختبارها..
ثالثها
قبول وإقرار طريقة التعامل الهمجية كرد
فعل مقبول في المجتمع ضد من يخالفهم الرأي
فاتضح أن هناك الكثير من أهل مصر يقبلون
بالعنف والضرب والتعذيب وسحل وتعرية
الفتيات كنوع من العقاب لما يرتكبن ضد
النظام الذي يوفر لهم الاحتياجات الحيوانية
تكررت الكثير من الوقائع المشابهة من اعتقال وتكدير والإهانة الجسدية للمشاركات في المظاهرات بعد أن اعتدن علي الطعن في شرفهن من سفهاء الإعلام وكلاب السلطة وأنجاس الشعب ولكن في كل حادث كان يتم الرد بشكل خاص علي الحادث.. مظاهرات حاشدة، مسيرات حرائر مصر، وقفة للدفاع عن حرية التظاهرة، تحركات من منظمات حقوقية لرفض الإرهاب الجنسي... وغيرها من الفاعليات التي كانت تعبر بقوة عن كم الغضب بداخل الجماهير ضد ما حدث من انتهاكات.. فبرغم ما طرأ علي المجتمع إلا أن مازال به من ﻻ يحتمل إهانة المرأة ويتقبل تعرضه هو شخصياً لكل أنواع التعذيب لكنه ﻻ يطيق أن يسمع بأن ضرر ما حل بفتاة أو سيدة
اليوم بعد شهور من القتل والعنف والتصدي بقوة مبالغ فيها للمظاهرات المؤيدة للشرعية والرافضة لما حدث بعد الثلاثين من يونيو وبعد شهور من التنكيل وتعمد تعميم العقاب ليشمل كل من يعترض وكل من يبدي تعاطفاً مع المعارضين للنظام الحالي عاد الوجه القبيح للأمن في الظهور من جديد وعدنا لنسمع عن فتيات تم القبض عليهن لحيازتهن بلالين معارضة ومن جديد صرنا نري صوراً لسيدات في سن يجب علينا احترامهن وتكريمهن يتم اقتيادهن إلي عربة الترحيلات.. أصبح لدينا الآن ضحايا من النساء وصار عندنا المزيد من الحرائر اللاتي يتعرضن لما ﻻ يطيقه رجل وبالتأكيد ستعود عبارات "إيه اللي وداها هناك وهي تستاهل وآدي أخرة اللي يتحامي في الحريم" في الظهور مرة أخري وكل ذلك رغم بشاعته قد يكون مقبولاً فنحن لا ننتظر أن نتعلم الطهارة من حفنة أنجاس ولكن هل سنري رداً يتناسب مع الحدث؟ هل ستنفجر الشوارع بمظاهرات تنتفض من أجل حرائر مصر؟ هل تلك النخوة التي حركتنا في الماضي سوف تقودنا لتكرار ما فعلناه حينها؟ أم سننضم نحن أيضاً إلي ركب: تستاهل.. إيه اللي وداها هناك؟