في
البداية لو خدنا نظرة سريعة علي الأحداث
الجارية هانلاقي برلمان عاجز عن القيام
بدوره الرقابي بالرغم من إعلان المجلس
العسكري تسليمه السلطة الرقابية ووصول
الحكومة المصرية لقمة التبجح وعدم إحترام
الشعب برفضها الحضور للبرلمان بعد
إستدعاءها. علي
جانب آخر سلسلة من المهاترات القانونية
في إقرار قانون العزل اللي هرمنا علشان
يتطبق مع استمرار تجاهل المجلس العسكري
لإقراره وتطبيقه ولما اتزنق خالص قام
دخله في متاهة الدستورية من عدمها لتزداد
الملفات المفتوحة ويزداد التوهان والفوضي
السياسية. مهزلة
أخري تمثلت في اللجنة العليا للإنتخابات
المكونة من صفوة حثالة قضاة مبارك تحت
حماية مادة مهينة تسلب الشعب حق الطعن في
نتيجة الانتخابات حتي في حالة التزوير
الفادح
وعلي
هامش كل الأحداث دي تحصل أزمة مفتعلة من
السعودية تنتهي بذهاب وفد ليتذلل لخادم
الحرمين وتنتهي الأزمة بكل رشاقة مما
يوحي إن السبب الحقيقي في الأزمة هو رغب
البعض تركيع المصريين والتأكيد علي بقاء
الوضع علي ماهو عليه حتي بعد الثورة.
وعلي
التوازي مع سلسلة المهازل السياسية دي
يعتصم البعض لمدة اسبوعين في ميدان التحرير
دون حدوث أي مشكلة ولما يأسوا من النظام
استمعوا أخيراً لكلام الثوريين وآمنوا
إن المجلس العسكري مش بتاع ثورات وحقوق
فنقلوا الاعتصام وغيروا المطالب فانضم
ليهم معتصمين من برة التيار ,
ويبدو إن
الموقف لزم التدخل لكن التدخل المباشر
كان لسة غير مقبول للشارع فتم إرسال بلطجية
لمدة 5 أيام
متتالية انتهت بمذبحة وعنف محدش سمع عنه
حتي في فيلم إبراهيم الأبيض في ظل صمت
أمني بنكهة المشاركة فكانت القشة التي
قصمت ظهر البعير
تاني
يوم المذبحة اتحركت مسيرات من مناطق
مختلفة مكونة من آﻻف المتظاهرين وتوجهوا
لمكان الاعتصام وطبعاً البلطجية اللي
قعدوا 5 أيام
يهجموا اختفوا اليوم ده ورغم الأعداد
المهولة الغاضبة محصلش أي إشتباك مع الأمن
واتفق المتظاهرين إنهم ينزلوا في اليوم
المميز للمظاهرات الحاشدة اللي هو يوم
الجمعة لرفض التجهيزات الواضحة لتزوير
الانتخابات والاعتراض علي الصمت الأمني
علي المجرمين. وجي
يوم الجمعة زي أي جمعة من أول الثورة يحصل
فيها مسيرات وناس تروح تتفرج والاعلام
يقعد يشوه والكنب يتصل بالتليفزيون ويقول
خربتوا البلد وهانفضل لحد امتي كدة
والمسؤولين يقولوا لن نستخدم العنف
والاخوان مايشاركوش والدنيا فضلت ماشية
بشكل طبيعي ونمطي جداً لحد ما بدأ الاشتباك
اللي كان سببه إما إن حد من المتظاهرين
تجاوز السلك الشائك أو حد من المتظاهرين
رمي طوب علي الأمن وفي الحالتين هي مشكلة
مفتعلة جداً كبرت بمعدل يؤكد إنها مفتعلة
ومدبرة ومفيش ساعة إﻻ ربع وكان الجيش خد
قرار مش إنه يحمي نفسه ويبعد المعتدين
أنما قرر إنه يزيح المظاهرة كلها ويطارد
كل المتظاهرين في الشوارع حتي البعيد
منها عن حرم وزارة الدفاع يعني بإختصار
بسبب تجاوز أو إفتعال المشاكل من حوالي
200 فرد
تم معاقبة الآﻻف
كنت
من البعض اللي بيدعو الناس للإبتعاد عن
الاشتباك علشان يبان الصالح من الطالح
لكن بنظرة عادلة للوضع لما الواحد بيكون
هناك فهو بيسمع إن في في المقدمة مناوشات
أو إشتباك ومش بيبقي قاعد وقدامه 20
كاميرا
جايبة كل حاجة علشان يعرف مدي خطورة الموقف
وببتساوي المناوشات مع تبادل إطلاق النار
بسبب نقص المعلومات ومش معقول كل ما هايحصل
مشكلة هانسيب المكان ونروح وإلا يبقي كدة
النظام لقي الحل في فض أي مظاهرة.
باقي
اليوم بيقول إن حتي لو المتظاهرين كانوا
تراجعوا بعيد عن الاشتباك كان برضه الأمن
طاردهم ﻷن الأمن لم يكتفي بضرب المتجاوزين
أنما فضل يجري ورا الجميع من السلك الشائك
لحد محطة الدمرداش ودي للي يعرف المنطقة
مسافة كبيرة جداً
عدد
القوات المستخدمة في فض المظاهرة وتحرك
عشرات المدرعات كإمدادات تبدو للوهلة
الأولي إننا في حالة إشتباك مع آليات
عسكرية يوحي برغبة الجيش في الاستعراض
وإثبات الوجود أكتر من رغبته في حماية
منشأة والقبض علي المخالفين وإمتداد
المطاردة لمسافات طويلة يرجح كفة فكرة
الاستعراض والإنتقام.
فرحة
الجنود وظهور البعض منهم وهو بيرقص بعد
فض الاعتصام بالإضافة للغل اللي كانوا
بيضربوا بيه أي حد يقع تحت إيديهم حتي لما
بيرفع إيده معلناً إستسلامه يشير للشحن
المعنوي الرهيب للجنود المستخدمة في فض
المظاهرات
تجاوزات
الأمن تمثلت في عدة جوانب أولها هو الهجوم
علي الآﻻف بسبب تجاوز العشرات وده لو فكرنا
فيه بمنطق الدول المحترمة أو بالمنطق
الديني هانلاقي إن في مبدأ بيقول سلامة
الأبرياء أوﻻً لكن طالما كل دول معارضين
للمجلس العسكري اللي دايماً بيلزق نفسه
في الجيش علشان يتحامي في قدسيته عند
الشعب يبقي خلاص حلال ينضربوا.
ثاني جانب
هو العنف المفرط والهمجية ومخالفة حتي
أخلاقيات الحرب اللي بترفض الهجوم علي
المستشفيات أو المسعفين أو الصحفيين وأي
حد من الأعداء يلقي بسلاحه ويعلن إستسلامه.
ثالث حاجة
إستخدام ذخيرة حية في فض مظاهرة حتي لو
كانت من مثيري الشغب.
رابع
حاجة هي المعتقلين … كالعادة التليفزيون
المصري والتصريحات الرسمية بتقول إن تم
القبض علي مجرمين ومحرضين والكلام ده لكن
لما نعرف إن المعتقلين منهم 50
بنت مقبوض
عليهم من جوة مسجد النور اللي دخلوا
يتحاموا فيه لما حصلت الفوضي يبقي من حقنا
نشك في كلام المسؤولين ولما يبقي من ضمن
اللي اتقبض عليهم بنت في إعدادي عمرها 14
سنة يبقي
من حقنا نشك في طريقه تقييمهم للمقبوض
عليهم ولما نعرف إن الشيخ حافظ سلامة كان
مع الناس دي في المسجد ولوﻻ شهرته وخوف
العسكر من إثارة مدينة السويس كان زمانه
من اللي بيتقال عليهم مجموعات مسلحة يبقي
ﻻزم نقول إن الكلام ده كله كدب
وأخيراً
ورغم إننا بقالنا أكتر من سنة بنشوف نفس
السيناريو وبنسمع نفس التصريحات وفي
النهاية بيتعمل تحقيق ولجنة تقصي حقائق
والناس تنسي واللي اتقبض عليهم يترموا
في السجن إلا إن في ناس لسة مصدقة كلام
المسؤولين ولسة في ناس بتسأل هم إيه اللي
وداهم هناك. مع
إحترامي لكل واحد بيقول إنه بيحب البلد
وخايف عليها ومع ذلك تفاني في الهجوم علي
الضحايا بعد كل إشتباك بس احب اقول له انت
وﻻ همك البلد وﻻ همك أي حاجة انت كل همك
إنك تاكل وتشرب وتنام والدليل إننا
ماشوفناش منك ربع الغضب ده من مجزرة يوم
الأربعاء وﻻ في أي مجزرة وكفاية أصلاً
إنك من الناس اللي بتتفرج علي مهازل
المحاكمات وهم متأكدين إن الناس دي عمرها
ما هاتتسجن يبقي تجيب من الآخر وتقول
الحقيقة ولما تتصل ببرنامج قول بكل صراحة
انا مايهمنيش حد المهم اعيش تمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق