نجحت
الثورة المضادة في عرقلة مسار ثورة يناير
ونجحت في تشويه معظم من شارك فيها ,
وعلي
مدار اشتباكات ما بعد التنحي في صراع
الثورة مع المجلس العسكري نجحت في تضليل
الرأي العام وجمهور المتفرجين أكثر مما
نجحت أثناء المرحلة الأولي من الثورة ضد
مبارك مع ملاحظة أن نفس الجمهور كان من
المعارضين للثورة ولوﻻ تنحي مبارك لظلوا
في صفوف المعارضة الصامتة للثورة وﻷن
الصراع مع العسكر لم يتنهي بعد ولم تتضح
الأمور مثلما حدث بعد تنحي مبارك فستظل
تلك الجموع مؤمنة بنظرية الطرف الثالث
والتي كانت تحمل في الإصدار الأول لها
بنظرية المؤامرة والأجندات الأجنبية.
إنشغل
الثوار بالمطالبة بحقوق ضحايا الاشتباكات
المفتعلة التي كان يحيكها النظام لشق
الصفوف وتمرير القرارات وجذب فصيل عن
فصيل آخر ﻹنهاء المرحلة بالصورة التي
ترضيه وتحافظ علي مكانته وفي ظل ذلك
الإنشغال بالمطالبة بالحقوق قامت الثورة
المضادة بمساعدة أصحاب الزي العسكري
بتشويه الضحايا والتأكيد علي أن كل
المشاركين ما هم إلا بلطجية يريدون الدمار
والخراب لمصر وفي يومنا هذا أصبح من
المسلمات في ثورتنا أن كل المعارك العباسية
(الاشتباكات
في محيط العباسية)
كانت
بنية إقتحام خط الدفاع الأخير وهو وزارة
الدفاع فكان لزاماً علي العسكر إستخدام
كل العنف ضدهم , من
المسلمات أن متظاهري مجلس الوزراء متآمرين
كانوا مدفوعين لحرق تراث مصر في المجمع
العلمي وإحراج الجيش بتمثيلية البنت التي
تقوم بتعرية نفسها ,
من
المسلمات أيضاً أن متظاهري شارع محمد
محمود كانوا حفنة من البلطجية يسعون
ﻹقتحام مبني وزارة الداخلية ,
العنصرية
الطائفية حسمت موقف الغالبية من حادث
ماسبيرو والذي تم حصره في النهاية لتمرد
من الأقلية ومحاولة إقحام الجيش لتهيئة
المجال للتدخل الخارجي كما تنص أساطير
الطائفيين وأقباط أمن الدولة وفي أحسن
الأحوال تم التسليم أن هناك طرف ثالث تدخل
وكان من حق الجيش التعامل وإن نتج عن
التعامل سقوط الأبرياء فقط ,
حادث
السفارة الاسرائيلية ﻻ يتذكره الكثيرون
ولكن ﻻ مانع من وصف المشاركين فيه
بالمتهورين والطيش أما حادث ماسبيرو فلا
يذكره أحد رغم سقوط ضحايا ومعتقلين.
بعد
نجاح الثورة المضادة في تزييف الحقائق
ﻷحداث ما بعد التنحي اكتسبت الثقة لتشويه
أحداث ما قبل التنحي بغرض تبرئة أولياء
نعمتهم فبدأوا باللغط الأكبر وهو حرق
أقسام الشرطة والآن أصبح أيضاً من المسلمات
أن من هاجم الأقسام هم البلطجية والمسجلون
خطر , من
المسلمات أيضاً أن من قام بإقتحام السجون
وفتحها وإطلاق سراح المجرمين لإرهاب
الثوار وهدم الثورة هم حركة حماس وحزب
الله مع تجاهل واضح لشهادة مساجين وفيديوهات
تثبت خروج المسجونين في حضور الأمن وغياب
أي طرف ثالث , بعد
نجاح الثورة المضادة في تشويه كل تلك
الحقائق تطلعت للمزيد من خلال إلصاق موقعة
الجمل بالإخوان المسلمين في إتهام منافي
للعقل والحقائق والشواهد.
بعد
كل ذلك التشويه ماذ تبقي للثورة ؟!
ومن
يسمي شهداء ؟! الآن
صار من المتوقع تبرير قتل الأمن للمتظاهرين
ﻷن الأمن كان في حالة دفاع عن النفس بعد
تزايد الأعداد وعدم الإستجابة لمحاولات
التفريق السلمي بالمياه والغاز المسيل
للدموع
الخوف
الآن أن يتحول ضحايا النظام إلي مجرمين
والثوار لمرتزقة وعملاء ومخربين وأن تمحي
ثورتنا من التاريخ فإن كان من حضر الأحداث
تجاوب مع الأكاذيب وصدقها فما بالنا
بأجيال قادمة لم تري القتل علي شاشة
التلفاز ولم تري نظام مبارك وهو يزيد في
طغيانه وفساده لدرجة تجعل من الطبيعي أن
يقتل آﻻف ليحافظ علي ملكه ,
أعلم
أننا مطالبون بحق الشهداء والمصابين ولكن
ما وصلت إليه الحقائق من إتلاف يجعل من
الضروري أن نرجع خطوة للوراء لكي نثبت
الحقائق ثم نطالب بالحقوق بعد أن ننهي
اللغط والتضليل فقد صارت سيرة ثورتنا في
خطر وعلينا التحرك قبل أن تصبح أكذوبة أو
يذكر للأجيال القادمة انها كانت فوتوشوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق