يا فندم مينفعش كدة.. قلتها بصوت عالي وبغضب لفت انتباه الكل..
تقريباً كله سكت ومبقاش في صوت. الضابط كان بيكلم البنت اللي في العربية
وما سمع صوتي لف رقبته 45 درجة منغير ما يحرك جسمه وقال للبنت طب اتفضلي
أنت.. ولف لي. بنفس الخطوات البطيئة لقيته جاي علي بس طبعاً وشه مكنش زي ما
كان بيكلم البنات.. فجأة بدأت احس إنه ضابط جيش بجد وإن التدريبات
القتالية شكلها عملت شغل هايل وعلشان يأكد لي الشعور ده لقيته بيطرقع
صوابعه وهو بيبص للعساكر اللي لقيتهم استعدوا بمجرد ما بص ليهم. ابن خالتي
وصل له نفس الشعور بالخوف ولقيته بيردد بشكل متكرر وبصوت واطي: ليه كدة؟
ليه كدة؟ ليه كدة؟
جي الضابط جنب العربية ومعملش
زي ما بيعمل مع عربيات البنات.. لقيته بيقول لي وهو بيبص بعيد في إشارة
لعدم الاهتمام: انزل.. أنا طبعاً نزلت وقلت له احنا واقفين بقالنا كتير..
حضرتك(طبعاً بصوت غير اللي استخدمته من شوية) لقيته بيقول لي بصوت تصاعدي:
يعني هو أنا واقف بلعب؟ ما أنا بشوف العربيات التانية وﻻ أنت علي
رأسك ريشة؟ سمعت أنا التعبير ده ضايقني الصراحة وعصبني بس قلت لنفسي
المسامح كريم ورديت عليه: حضرتك الحارتين التانيين عمالين يمشوا واحنا
واقفين بقالنا ساعة.. رد علي بعصبية: قصدك إيه يعني؟ طبعاً كان نفسي أقول
له إنه بيتدلع مع البنات وسايبنا احنا نولع بس قلت لنفسي عفا الله عما سلف
ورديت عليه: مش قصدي حاجة بس أنا بتكلم عن إن كلنا واحد وفي
مساواة.. وﻻ إيه؟ قام رد علي بقوة: ما هو لو أنت واقف بالساعات علي رجليك
بعيد عن بيتك علشان تحمي الشعب مكنتش قلت كدة وبعدين المفروض محدش يمشي وقت
الحظر لكن علشان احنا مقدرين ظروف الناس اللي يهمونا بنسيبهم يعدوا مع
التأكيد علي سلمهم وأمنهم.. فجأة لقيت الناس بتصقف واللي بيقول تسلم
الأيادي واللي بيقول الله أكبر علي جيشنا وساعتها بس عرفت إن الضابط ده
واخد كورس في الشؤون المعنوية
ظيطة الناس وكهن الضابط وإحساسي بالإهانة خلوني أخرج عن شعوري فقلت له: شعب إيه اللي بتخدموه هو انتوا هتكدبوا الكدبة وتصدقوها... بس.. صوت الصمت ملي المكان والناس بصت بترقب منتظرين يعرفوا الضابط هيعمل إيه.. تقريباً الضابط مكنش هيعمل حاجة بس لما الناس بصت له كدة حس إن شكله هيبقي وحش فلقيته بيقرب من وبيقول لي بحنية: هو والد حضرتك بيخدم في سلاح إيه؟ قلت له: أنا أبويا مش ضابط أصلاً.. فقال لي بنفس الحنية: أومال بيشتغل إيه؟ قلت له: والدي رئيس قسم في مستشفي خاص.. ومرة واحدة لقيته كشر وبص لي كأنه هياكلني وقال لي: أنا بقي هوريك الكدبة اللي صدقناها ومش هسيبك غير لما تصدقها.. بص للعساكر وقال لهم: هاتوه.. بعد كدة بص لابن خالتي وقال لهم: وهاتوا ده راخر
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق