كنت في ماشي في الشارع فاشتريت كيس بسكويت مجهول بس شكله عجبني وبعد ما اكلته وصلت لمشكلة كل مرة .. عايز ارمي الغلاف ده غير المنديل الورق المستعمل اللي في جيبي .. طيب ارميهم فين؟ بصيت لقيت كوم زبالة كبير واستغربت انه كان موجود في نص الشارع لكن لما امعنت النظر لقيت انه ممتد لمساحة كبيرة وواصل لحد حيطة ومن خبرتي في تكون اكوام الزبالة (وفقا لعلم الزباليات) ادركت ان الكوم ده بدأ بكمية صغيرة يعني كيس زبالة من مخلفات احد المواطنين وبم اننا بنطبق حكمة ابدأ من حيث انتهي الاخرون فبالتلي كان الكيس الصغير ده نواة الكوم او بمعني اخر الخطوة الاولي في مشوار الالف كيس المهم انا عايز اخلص من الغلاف اللي في ايدي فبصيت للكوم وتوقفت لدقائق والشيطان بيلعب في دماغي مستعينا بالمقولات السلبية الشهيرة "هي جت علي" و "يعني دونا عن كل الزبالة الورقة الصغيرة دي هي اللي هاتلوث الدنيا" وطبعا المقولة الجوكرية "يعني انا اللي هاصلح الكون" و من جانب اخر تذكرت المقولات الايجابية "النظافة من الايمان" و "كفاية .. زبالة"
وبعد الصراع بين الخير والشر وصلت لحل وسط. قلت انا هادورعلي مكان تاني ارمي فيه الورقة لو ملقتهوش خلاص ارمي في الشارع ودي طريقة مش بطالة لاستدراج الشيطان بس خلي بالك لان من يضحك اخيرا يضحك كثيرا. واخدت بعضي والورقة وبدأت رحلة البحث عن الزبالة وبعد دقائق من المشي لمحت من بعيد شكل جميل مابشفهوش كتير ياااااه صندوق زبالة متعلق في عامود احمدك يا رب وبدأت اجري وانا قلبي بيدق وبيرفرف وانا عيني علي الصندوق وانا بحلم باللحظة اللي فيها اوصل له وارمي الورقة واروح ضميري مرتاح .واخيرا وصلت ولكن ..... ليس كل ما يتمناه المرء يناله .... اول ما وصلت له اتصدمت عاطفيا لما لقيته منفد علي الارض يعني من الاخر اشبه بشبكة كورة السلة او شبكة الزمالك بعد ماتشاته مع الاهلي ونزلت علي ركبتي وانا ابكي علي فراق الصندوق.
ولكن ما ضاقت الا ما فرجت سمعت كلمة عادة مش لطيفة بس في الحالة دي كانت جميلة سمعت صوت بيقول "زبالة" فالتفت وبصيت لقيت عامل نظافة وان كان لبسه يدل علي عكس ذلك تماما ومعاه صندوق وكان بيمارس رياضة التسول بانه يلم زبالة المحلات قمت رايح له وانا برضه برفرف ولما وصلت حطيت الورقة في الصندوق وبالمرة المنديل المستعمل وحسيت براحة بالرغم من نظرة الغضب والاشمئزاز اللي بصهالي عامل النظافة وكأني رميت حفاضات مستعمله في الصندوق مش رميت ورقة ولكنه استدرك الموقف وقال لي الجملة الشهيرة "كل سنة وانت طيب" انا وقفت دقيقة كدة افتكر النهاردة ايه بحيث انه يقول لي كدة .. يعني لا هو عيد ولا رمضان ولا عاشوراء ولا عيد ميلادي –حتي لو عيد ميلادي هو هايعرف ازاي- ولا عيد الجلاء ولا وفاء النيل والحمد لله مش الفالانتين وقبل ما افتكر ان الجملة دي هي كناية عن اديني فلوس كان سابني ومشي قلت لنفسي خلاص بقي انسي المرحلة دي واكمل رحلتي.
وانا ماشي عكس اتجاه مشي عامل النظافة عدت نسمة هواء لطيفة محملة بتراب الشارع ولقيت ورقة عدت جنبي وحسيت اني شوفتها قبل كدة .. ياه معقول باكو البسكويت المجهول اللي انا اشتريته منتشر وفي حد غيري بيشتريه بس حسيت ان في حاجة مش طبيعية لما شوفت المنديل المستعمل بتاعي فبصيت ورايا لقيت العامل بيبخر الشارع ببخور من الزباله والنسمة اللطيفة طيرت اغلب الزبالة اللي معاه في الشارع حسيت ان ضغطي علي ووطي في نفس الوقت فاخدت زبالتي من علي الارض وبصيت لها وقلت يا رب ارحمنا من الزبالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق