الاثنين، 16 أبريل 2012

من وحي داي يوز في الجامعة الأمريكية الجزء الاول : الغالي ثمنه فيه



في سبيل الحصول علي شهادة إضافية وكخطوة للحصول علي إعتماد كمهندس محترف في يوم من الأيام توجهت للإمتحان في الجامعة الامريكية في التجمع الخامس اللي كان فيه أماكن بتمنحك متعة الشعور بإنك آخر مخلوق علي وجه الأرض وكان فيه طرق طويلة ماتشوفش آخرها مما يؤكد لك معلومة إن الأرض كروية.

بعد "العثور" علي الجامعة الامريكية في رحاب التجمع دخلت للإمتحان اللي كان فيه كمية تعليمات تعادل حجم المنهج اللي هانمتحن فيه. ورغم إني من محبي النظام واحترام القوانين وأعشق التعامل الرسمي الاحترافي إلا إن اللي شفته اليوم ده من تعامل رسمي إحترافي خلاني أكره الرسميات والاحترافيات. ما هو انا معترضتش إن يبقي في تعليمات والكل يبقي عارفها وموافق عليها ويتم التأكيد علي الاتفاق لكن إن عشرات التعليمات تتبعت لي علي الميل وتبقي موجودة في تصريح الامتحان بتاعي اللي انا بطبعه بنفسي وتبقي موجودة علي كتاب الاسئلة ويخلونا نقرأه بنفسنا وفي الآخر المشرفين يقروها لنا باللغتين العربية والانجليزية فأظن الموضوع مبالغ فيه شويتين وفيه أفوره واضحة.

من الملفت للإنتباه هي المعاملة اللي مقدرتش امنع نفسي من إني اقارنها بالمعاملة اللي كنت بتلقاها في التعليم المجاني. شتان الفرق بين مكان كل الناس فيه بيعاملوك بإحترام وعلي وجههم إبتسامة حتي لو كنت بتسأل سؤال غبي أو عملت تصرف يدل علي إستحقاقك للشتيمة وبين مكان كل اللي فيه بيعاملوك بقرف وكأنك فواحة بريحة القرنبيط ولما تسألهم يردوا عليك بعصبية وإشمئزاز ولسان حالهم بيقول لك "يا حمار" حتي لو كان سؤالك ده نتيجة لتصرف غبي منهم او محاولة شيك منك علشان توضح لهم إن تصرفاتهم تستحق الشتيمة.

شتان الفرق بين مكان المشرف يجي يقول لنا "احنا بنعتذر عن الذباب واحنا دلوقتي هانجيب مبيد بدون رائحة ونرشه" وبين مكان جنب جنينة الحيوانات وطول ما انت قاعد شامم ريحة تواليت الحيوانات بالإضافة لصوت الأسد والديك الرومي وأحياناً الجمل. شتان الفرق في التعامل بين "حضرتك" و"نعم" وبين "انت يا ابني" و "عايز ايه ؟! + بصة قرف". شتان الفرق بين لما تبقي ماسك ورق بتراجع وانت متوتر فتلاقي حد يقول لك وهو مبتسم : ماتقلقش خليك هادي , وبين واحد يقول لك وهو برضه مبتسم بس ابتسامة سخرية وشماته : ما خلاص .. اللي ذاكر ذاكر.

شتان الفرق بين قاعة مكيفة وبين قاعة النفس فيها بييجي من خلال سحب اللي جواها الهواء من باب صغير موجود آخر القاعة. شتان الفرق بين كرسي سليم ومسند نظيف وبين كرسي بيشغل جانب من تفكيرك في كيفيه تفادي المسماراللي طالع منه زي الخازوق واللي بيشكل مع الامتحان فريق متجانس للإنتقام من الطالب.

الفروق كتير رغم إن كل معرفتي بالمكان كانت من خلال يوم واحد فقط قضيت 90% منه جوه قاعة ومش شايف غير سيل من الاسئلة اللي المفروض احلها في زمن قياسي بالنسبة لكميتها وأظن إني لو قضيت وقت اكتر من كدة كنت أجزمت إن الجامعة اللي الواحد درس فيها كانت مجرد محاولة بائسة لعمل صرح تعليمي تحول في النهاية الي مكان يتعرض فيه الطالب لكل انواع الضغوط النفسية وإكراهه علي تلقي العلم في ظروف غير مريحة لقضاء الحاجة. بس أظن إن اغلب الفروق اللي ذكرتها ناتجة من سوء الإدارة وسلوكات الناس اللي موجودة في التعليم المجاني اللي لازم اعترف إني لولاه كان زماني شغال علي ميكروباص.

قريباً الجزء التاني : التعذيب بالإمتحان

هناك تعليق واحد: