الأحد، 18 نوفمبر 2012

حادث أسيوط .. إيه الحل ؟


بعد حادث قطار أسيوط اتجه البعض للاستفادة من الموقف لتصفية حسابات سياسية مع الإخوان , واتجه البعض الآخر للاستفادة من الموقف علشان ياكلوا عيش كالعادة بالمتاجرة بآلام المواطنين وهم أبعد ما يكونوا عن الشعور بالمواطنين , واتجه البعض بشكل غير مفهوم للهجوم علي اللي بيقدموا مساعدات لغزة وسايبين أسيوط عملاً بالمثل المشكوك في أخلاقيته : اللي يعوزه البيت يحرم علي الجامع ! , في حين اتجه البعض لتجاهل كل الكلام ده والتفرغ لمشاهدة مباراة كرة قدم والتهليل للأهلي بفوزه ببطولة أفريقيا , أما التوجه الأغلب فكان التعبير عن الحزن والألم من الحادث البشع اللي زود بشاعته إن ضحاياه من الأطفال , زاد الألم وجود حالات تحزن زي فقدان أسرتين لكل أطفالهم في الحادث وعدم القدرة علي التعرف علي أغلب الجثث , بالنسبة للمسؤولين فكان التوجه كالمعتاد إظهار الأسي , وعود لا تنفذ , استقالات.

بعد تبادل الاتهامات والمطالبة باستقالة قنديل والحكومة ووصل البعض للمطالبة باستقالة مرسي تساءلت هل حل المشكلة يكمن في تغيير الطبقة العليا من المسؤولين (وزير , رئيس وزراء , رئيس جمهورية) ؟ وبعد السؤال ده لقيتني بسأل سؤال أظن إنه أهم .. هو أصلاً إيه سبب الحادث ؟ ماهو احنا لو عرفنا السبب هانعرف إيه الحل. طبعاً علشان نعرف المشكلة محتاجين تحقيق في القضية وتقارير فنية وشهود عيان لكن ممكن جداً نعمل تحليل منطقي عام مستقل نسبياً عن الأسباب الدقيقة والفنيات.

لو اخدنا أسباب الحادث من تحت لفوق (في الهرم الإداري) هانلاقي إن عناصر الموقف نفسه تمثلت في 3 عناصر (عامل المزلقان - سائق الاتوبيس – سائق القطار) بالنسبة لعامل المزلقان لو كان قام بدوره وقفل الطريق مهما كان سائق القطر نايم وسائق الاتوبيس نايم مكنتش الحادثة حصلت وأنا مش قادر افهم تقاعس واحد عن عمله اللي هو اغلبه فتح وقفل طريق يعني مش حاجة فنية وﻻ صعبة , بالنسبة لسائق الأتوبيس فمن الصعب بل من المستحيل إن يبقي في حد طبيعي معدي علي شريط قطر وفي قطر جاي وماياخدش باله أو علي الأقل يعمل زي ما بنعلم العيال إزاي يعدوا الطريق ويبص قبل ما يعدي , بالنسبة لسائق القطار فهو الأقل مسؤولية لأن مش الطبيعي إنه يبقي جاهز يوقف قطر تحسباً إن عامل المزلقان نايم وسواق معدي نايم .. يعني المسؤولية اللي عليه تقريباً منعدمة. باختصار العامل الأكبر في أطراف الموقف هو الاستهتار , استهتار عامل المزلقان اللي مش مقدر خطورة دوره اللي يبدو تافه لكنه في الحقيقة بيحافظ علي أرواح المواطنين , استهتار سائق الاتوبيس اللي مش مقدر ناتج الحادث ومخدش حذره مهما تضاءلت احتمالية الحادث لأن الناتج خطير.

بالنسبة للمسؤولين في الحكومة فهم عليهم مسؤولية مش قليلة يعني وزير النقل أول ما مسك المنصب هو عارف إن حوادث الطرق كثيرة وخصوصاً في القطارات نظراً لتهالك الشبكة وتردي الخدمات وعوامل الأمان فكان من الضروري قبل ما يفكر إزاي يطور المنظومة إنه يحط خطة طارئة علشان يضمن عدم وقوع حوادث أو علي الأقل يعالج أسباب الحوادث اللي حصلت قبل كدة لأن أرواح الناس مش هاتستني الإصلاح. مسؤولية رئيس الوزراء في إنه مش بيقوِّم آداء وزراءه ومش مرتب أولويات وزارته بشكل صحيح

وزير الصحة مسؤول عن عدم وجود عربات إسعاف قريبة من القرية وإن الإسعاف جت من مدينة تانية خالص وطبعاً وصلت متأخرة , وزير الصحة مسؤول عن تردي الأحوال في المستشفي الحكومية الموجودة في القرية واللي حالتها كان سبب في زيادة عدد الضحايا , وزير الصحة مسؤول عن وجود أزمة في متطلبات المستشفي لإسعاف الضحايا ومع ذلك تقاعس عن سد الاحتياجات مما دفع الأهالي والمواطنين المتضامنين لمناشدة بعضه البعض لجمع المستلزمات الطبية. الحكومة كلها مسؤولة عن التجاهل والغياب التام من الصعيد واللي متكرر في النوبة وسيناء والواحات وبعض مدن الدلتا والاسوأ هو ضعف الخدمات المقدمة في باقي المحافظات , يعني احنا عندنا حكومة مش بتخدم غير كام محافظة ومع ذلك مش قايمة بدورها فيهم.

خلاصة الموضوع إن الحادث نتيجة مركبة من الأخطاء البشرية والأخطاء الفنية اللي السبب فيها سنين فساد ونظام حالي فشل في اتخاذ خطوات جذرية ضرورية لحماية المواطنين وبالتالي فالحلول المقترحة :

1- استخدام تقنيات اوتاميتيكية للتحكم في حركة القطارات (وما شابه ذلك) و تقليل الاعتماد علي العنصر البشري لأن واضح إن أغلب المصريين لا يعتمد عليهم.
2- عمل دراسة طارئة لأسباب الوفيات في مصر الناتجة عن خلل فني أو ضعف استعدادات والبدء في القضاء عليها فوراً.
3- عمل إدارة للأزمات لتقليل الخسائر بقدر الإمكان عند وقوع حادث ما.
4- صياغة تهمة تسمي "الإهمال" وتحديد عقوبة صارمة تتناسب مع الخسائر (تصل للإعدام) ويتم توجيه التهمة لكل المسؤولين في الحكومة والعاملين في المؤسسة المسؤولة عن الحادث.
5- بدء العمل فوراً في خطة زمنية لتنمية المحافظات المهمشة ومحاسبة الحكومة علي تلك الخطة مع وجود عقوبة للتقاعس في تنفيذ الخطة (غير الإقالة)
6- وضع تعليمات سلامة للمواطنين والعاملين بالمؤسسات والتشديد علي تنفيذها والالتزام بها مع وضع عقوبات للمخالفين.

الخميس، 15 نوفمبر 2012

صحراء


صحراء .. أنا في وسط صحراء .. نعم إنها صحراء في كل مكان , يبدو أنني ضللت الطريق , أو أنه لا يوجد طريق , أسير منذ مدة ولم أصل إلا للمزيد من الرمال والفراغ الخالي من معالم الحياة أو حتي الممات , كل ما مررت به يشبه بعضه , لم أري من الألوان سوي لوناً واحداً .. الأصفر. سمعت عن برك مياه في الصحراء , روي لي عن واحات خضراء فيها الراحة والجمال , سمعت أن الصحراء تنتهي , لكن ما بال صحرائي ؟ لِمَ لا تنتهي ؟ أرهقتني الحيرة أكثر من الرحلة.

سرت لزمن طويل .. وحدي , أتمني الوصول لطريق , أتمني لقاء رفيق , أتمني انفراج الضيق , أصرخ منادياً فينطلق صوتي في الصحراء ليضل كما ضللت من قبله , يذهب حيث سأكون عمَّا قريب , أتمني يوماً أن يرتد إلي مبشراً بانتهاء الصحراء. لا أجد سبباً للاستمرار في السير كما لا أجد مانعاً , نفذت مني كل المؤن والظمأ سكن حلقي , والجوع بات لمعدتي رفيق , لم أعد بنفس القدرة علي السير , لم يعد جسدي مفعم بالحماس , لم يعد قلبي مضيئاً بمشاعل الأمل , ضعف الجسد وندر الحماس وصارت المشاعل بصيص.

كان علي حسم أمري .. هل أستمر في السير آملاً في الوصول ؟ أم كفاني خداعاً لنفسي وحان وقت الاستسلام ؟ عفواً .. هل أخدع نفسي ؟ ربما ! أليس استمراري بالسير دون الوصول لشيء خداع ؟ علي ما استمر ؟ لا .. ليس خداع , إن كنت قد ضللت الطريق وأكملت السير ربما أصل يوماً للطريق ولكن إن توقفت فلا أمل لي في العثور علي الطريق فعلي ما أعلم أن الطرق لا تسير , فإن كان البديل هو الموت يائساً إذاً أفضل أن أموت مخدوعاً.

حسمت أمري وها أنا أسير يسير ليخرج من أسره , أضع لنفسي أهدافاً وهمية لتهون علي رحلتي , أنظر لكثبان رملية تظهر في الأفق فأقول لنفسي : قبل الغروب سأكون قد وصلت لتلك البقعة , وحين أصل احتفل بتحقيق هدفي وأضع لنفسي هدفاً جديداً احققه في اليوم التالي , اعلم أن تلك نشوة وهمية ولكن ما أهمية أن تكون حقيقية طالما تساعدني علي تحمل مصاعب الرحلة. سأصل .. يوماً ما سأصل وسأقص علي كل من ألاقيه رحلتي وصمودي , سأروي لهم عن نجاحي .. لا أعلم .. ربما لن أصل .. ولن أروي وتكون نهايتي في تلك الصحراء.

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مدينة الجمال والقبح


عند النظر لمدينة القاهرة نجد مظاهر كثيرة للجمال سواء في مباني أثرية تتميز بالفن والذوق المميز وانتشارها في العديد من المناطق القديمة يجعل من القاهرة متحفاً مفتوحاً , منازل قديمة تم بناءها لتكون سكناً مريحاً لساكنيها , مناظر طبيعية تتجسد في بعض المساحات الخضراء وبالطبع المنظر الطبيعي الأشهر في مصر .. النيل , ولكن ماذا فعل أهل القاهرة تجاه ذلك الجمال ؟!

كان من المنطقي أن يهتم القاهريين بالإرث الرائع الذي تركه لهم جدودهم ولكن في المقابل تم إهمال الآثار الإسلامية المنتشرة في المناطق المقامة محل القاهرة الفاطمية فصرنا نري أكوام القمامة ملقاة أمام أثر له تاريخ ولربما كان مدرسة أو سبيلاً , نجد أحد الآثار التي لولا ما تراكم عليها من الأتربة لمتع الناظرين إليها وبجواره محل ذو منظر قبيح يبيع المعسل وأدوات الشيشة , وصل الحال حتي أن صارت بعض الأماكن الجميلة أماكن خربة وقد حولها المجرمون لمخازن ممنوعات و أوكار تمارس فيها كل المحرمات.

المنازل القديمة التي كانت شاهداً علي مستوي الحضارة التي وصلت إليها الأمة هدمت وتم استبدالها بأبراج تخلو من أي لمسة جمالية فهي أقرب للجحور الغرض منها ليس الراحة والسكينة إنما استيعاب أكبر عدد ممكن من البشر لتحقيق المزيد من الربح فكانت هي الأخري شاهداً علي مستوي الحضارة التي وصلنا إليها.

أما المناظر الطبيعية تقريباً هناك هدف قومي للقضاء عليها , فكل ما هو أخضر يصفر وكل ما هو منسق تحل عليه الفوضي , حتي النيل تم تلويثه بالمناظر القبيحة التي تتمثل في مركبات صاخبة تقتل الطبيعة الساحرة للنيل وتضيف لمسة قبح إضافية وأظن أن لولا صعوبة التنفيذ لردموا النيل.

عندما أنظر للقاهرة تصيبني الحيرة وأتساءل في دهشة لماذا يكره المصريون الجمال ؟ هل الغلاء والفقر غلَّب الطابع العملي علي حياتنا حتي نسينا الجمال ؟ هل تقييم الأمور صار من جهة واحدة .. جهة الماديات ؟ هل فقد الجمال سلطانه علي ساكني المدينة القبيحة ؟ أم أن القبح تم طرده من نفوس الساكنين فانعكس ذلك علي بيئتهم ؟!

تقرير عن القاهرة الفاطمية وما تعرضت له من تعديات وإفساد

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

عن المواقع الإباحية


صدر مؤخراً أمر للوزارات المختصة بتنفيذ قرار حجب المواقع الإباحية اللي سبق واتناقش في البرلمان قبل حله. من أول يوم في طرح الفكرة في البرلمان وناس كتير -أنا منهم- اعترضوا علي الفكرة وسخروا منها وحتي الآن في كتير معارضين ليها , طبعاً كالعادة لما حد بيعارض فكرة محدش بيسأله معارضها ليه ويسارع باتهامه وبالتالي اللي سخر من فكرة الحجب اتهم إنه بيحب المواقع دي ومن الزوار الدائمين ليها لكن في الواقع الموضوع غير كدة خالص , الاعتراض أو التحفظ علي فكرة الحجب لها أسباب منطقية كتير.

أول سبب إن فنياً في شبه استحالة لتنفيذ القرار والموضوع مش محتاج متخصصين زي ما البعض فاكر وإن بالطريقة دي هانصعب الأمور علي محدودي الإمكانيات التقنية لكن المشكلة إن فعلاً اللي عايز يوصل للأفلام الجنسية هايوصل لها طالما هو عايز. طبعاً في دول كتير علي مستوي العالم طبقت موضوع الحجب ده وتجربتهم أكدت الاستحالة دي بحصولها علي مراكز متقدمة في البحث عن المواد الإباحية. علي ما أظن إن الحجب فكرة منطقية وممكنة فنياً لو كان الهدف منها منع الوصول الإجباري للمواد الإباحية للناس , يعني يتم منع ظهور الإعلانات الجنسية وإرسال بريد إليكتروني إباحي وظهور شاشات أثناء التصفح والكلام ده لحماية اللي مش عايز يشوف الحاجات دي وبيتضرر من فرضها لنفسها عليه لكن اللي عايز يشوف فمفيش حاجة هاتمنعه غير ضميره.

تاني سبب إن القرار ما هو إلا إجراء تجاه نتيجة مشكلة مش المشكلة نفسها , يعني عندنا شباب مقبل علي المواقع الإباحية يبقي التفكير المنطقي إننا نسأل "ليه الشباب بيشوف الحاجات دي" لكن بدل ما نسأل السؤال ده سألنا "إزاي نمنع وصول الحاجات دي للشباب" وللأسف الإجابة كانت ساذجة وغير عملية يعني حتي القرار الخطأ ماعرفناش ننفذه.

ثالث سبب إن تقويم الشعب ماينفعش يتم بالقمع وماينفعش تكون الحلول المطروحة دائماً من نوعية المنع والعزل, ﻻزم يتم العمل علي الخطين مع بعض تحريم الحرام وإتاحة الحلال , لكن إزاي عايز ناس بتموت من الجوع ماتسرقش ؟ إزاي عايز شباب عاطل إنه مايتجهش للإجرام ؟ إزاي في ظل جهل وفساد أخلاق وضنك العيش متخيل إن القهر هايصلح الشعب ؟

الخلاصة عمر القهر ما قوم أمة واللي عايز يعمل حاجة غلط هايعملها مهما قفلت الدنيا في وشه ولو فاكرين إن النت هو المشكلة فتذكروا جيل الفيديو وجيل القمر الأوربي اللي مكنش علي أيامه نت أصلاً وبرضه كان بيتفرج علي أفلام جنسية. لما نتكلم عن تأسيس دولة ﻻزم يكون عندنا مفهوم عدم فرض قانون إلا مع وجود إمكانية لتطبيقه بدون ما الإنسان ييجي علي نفسه ويقهر نفسه أكتر ما هو مقهور, مفهوم تهيئة النفس والمناخ للالتزام , مفهوم منح الشعور بالإنسانية , مفهوم إن الملتزم فعلاً هايعيش أحسن من غير الملتزم , مفهوم إن الإنسان مش معزة تحركها بالعصاية , مفهوم إن الإنسان مش هايعمل حاجة إلا إذا كان مؤمن بيها.

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

عن أغاني المهرجانات


من فترة طويلة أظنها تجاوزت ال 4 سنوات ظهر ما أطلق عليه أغاني المهرجانات وحالياً بقت هي الأغنية الشعبية الرسمية بعد انتهاء عصر شعبولا وعبد الباسط حمودة وحكيم وأصبحت الموسيقي السائدة في الأفراح والمفضلة لشباب العشرينيات وما تحت العشرين. مع تزايد شعبية المهرجانات انتقلت لطبقات غير شعبية وبقت تشتغل في أفراح القاعات مش زي زمان في أفراح الشوارع ونالت إعجاب مش بس شباب الطبقة الوسطي إنما كمان الطبقة الأعلى وبقي من المألوف مرور سيارة فخمة مليئة بالشباب ومشغلين مهرجان وبيرقصوا معاه. بعد تزايد الشعبية للمهرجانات جي دور آكلي العيش للمتاجرة والكسب من وراء الظاهرة وبالتالي ظهر جيل من الأفلام اللي بيتقدم فيها مهرجانات , بعض الأفلام جابت المطربين الأصليين للمهرجانات والبعض وجد إنه هايكسب أكتر لو خلي الممثلين المشهورين هم اللي يقدموا النوع ده. لفهم المهرجانات وتحديد هل هي وباء وﻻ نوع من الفن ﻻزم نبص علي أركان المهرجان واللي بتتقسم لثلاث أركان .. الموسيقي , الكلمات , الرقص.

أولاً الموسيقي
تعتمد موسيقي المهرجان علي خلطة من الآلات والأصوات الاليكترونية الصاخبة واللي بتعتمد علي تحميس المستمعين للحركة والرقص و هو ده الهدف من أي موسيقي تشتغل في فرح مصري سواء فيها كلمات وﻻ ﻷ وطول عمر المصريين بيرقصوا علي أغاني لو ركزنا في كلماتها ممكن نلاقيها حزينة أو مالهاش معني زي العنب والبلح وكل الفواكه اللي ظهرت واختفت بسرعة. ثقافة الإهتمام بالموسيقي دون الكلمات موجودة من زمان وموجودة لحد دلوقتي يعني لما أغنية ماكارينا ظهرت الكل كان بيغنيها وبيرقص الرقصة الشهيرة مع إن أغلب اللي بيرقص مش فاهم الكلمات وﻻ حتي عارف اللغة.

ثانياً الكلمات
أظن إن أغاني المهرجانات بدأت بإن واحد واقف علي دي جي بيشغل موسيقي طبل وتخبيط وعمال يولع الفرح بالطرق المعتادة زي فين السقفة , وأعلي , وأهو أهو (ويشاور علي حد بيرقص بحماس) ومع زيادة التدخل بدأ يدخل كلمات ويعمل أغنية. اللي خلاني افكر في البداية دي إن المهرجانات في بدايتها مكنتش بتحتوي علي كلام متألف إنما كانت بتعتمد علي إقتباس كلمات من أغاني قديمة ورصها جنب بعض بدون مبرر وﻻ أي معني زي مهرجان سمكة علي بلطية اللي قرر إنه يعمل ريميكس ﻷغنية إيمان البحر درويش في البحر سمكة بتزق سمكة. لكن بمرور الوقت الكلمات بدأت تاخد مسار أشبه بمسار الراب يعني تتكلم عن مواقف بتحصل للشباب وكلام عن المخدرات والصحوبية والبوليس وقلة الأصل والخ , وفي نوعية كلمات تانية محلية بيتباهي فيها اللي بيغنوا بإنتمائهم لمنطقة معينة وإن المنطقة دي هي الأصل والباقي تقليد وإن محدش يقدر يدخل منطقتنا غير بمزاجنا والموضوع دخل في تناحر بين المناطق الشعبية زي شعر الجاهلية بالضبط والنوع ده بالتحديد منتشر في مهرجانات إسكندرية. يعني الكلمات بتعبر عن ثقافة الشارع الشعبي والشباب اللي مفحوت في الشوارع وبيتنطط من حتة لحتة ومالوش ضهر والحاجات دي وبالتالي ماينفعش نحط كل المهرجانات في سلة واحدة ونفصل بين اللي كلماتها هلس واللي كلماتها مش عاجبانا بس بتعبر عن واقع وبين كلمات وقحة وقليلة الأدب.

ثالثاً الرقص
تتميز المهرجانات إن اللي بيرقص مش بس الجمهور إنما المطرب كمان وبيبدأ يؤدي حركات اشبه بال breakdance و يعمل دويتو في الرقص مع مطرب تاني أو حد من الفرقة وبكدة الفرح يولع والدنيا تهيص وهو المطلوب تحقيقه. رقصة المهرجانات مميزة جداً وفيها قوة وحماس ومحتاجة صحة علشان كدة الشباب بيلاقي نفسه فيها والدويتوهات اللي بتتعمل بتمتع الناظرين وخصوصاً لو كان بين أصحاب فبيظهر تفاهم كبير بينهم وبيقدموا شبه استعراض راقص المعازيم يحاولوا يقلدوه فيما بينهم ويبقي هدف عندهم التمرن في الأفراح وغير الأفراح لحد ما يوصلوا لنفس المستوي.

خلاصة الموضوع إني كنت متضرر من النوعية دي من الأغاني لكن لما ركزت أكتر لقيت إنها عادية جداً .. إيه يعني الموسيقي بتاعتها صاخبة ؟ ما الشعب المصري طول عمره مزعج وبيحب الطبلة وبيرقص عليها , إيه يعني الكلمات ركيكة ؟ ما أغلب الأغاني التجارية لغتها ركيكة ومع ذلك منتشرة وبتبيع واللي بيغنوها مشاهير , إيه يعني الشباب بيرقص عليها ؟ ما احنا طول عمرنا شعب ظياط وكل المحترمين في الطبيعي بييجوا عند أول فرح ويدوها رقص .. يعني من الآخر دي مش أول مرة مجتمعنا يظهر فيه فن غير مرضي وغير هادف وأغلب الفنون المنتشرة هي اللي بتكسب والفرق بينها وبين المهرجانات وقوف منتجين وخبراء تسويق مع المطرب الهابط الفاشل غير الموهوب لحد ما يبقي نجم جيل أو هضبة.

بالنسبة لي مصيبة المهرجانات أقل من مصايب تانية من أفكار دخيلة علي المجتمع بتغير من أخلاقه وأفكاره وعاداته فعلي الأقل المهرجانات دي فن شعبي يعني اللي بيقدمه هم الناس الشعبين واللي ابتكروه هم أبناء البيئة المصرية وهي دي طبيعة الفن الشعب بيكون وليد ثقافة المجتمع فلو الفن متدني فده انعكاس للمجتمع ولو راقي فبرضه هايكون انعكاس المجتمع يعني لو طورنا المجتمع وثقافته وأخلاقه هانلاقي فن شعبي محترم و راقي أما الفن التاني الدخيل فهو دائماً عدو المجتمع.