الأحد، 1 يوليو 2012

ابدأ بالأتنين


من بعد الثورة مباشرة والبعض بيتداول صور وكلام بيطالب كل واحد إنه يبدأ بنفسه ويغير السلوكيات الخطأ اللي بيعملها وده بيفكرنا بإستشهاد البعض بالآية الكريمة "إن الله ﻻ يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم” واللي كانت كلمة حق أريد بها باطل تم إستخدامها لصرف أنظار الناس عن مقاومة فساد النظام وتصوير إن كل اللي احنا فيه ده غضب من ربنا ﻷننا عصاة ولو كل واحد مننا بقي يصلي ويأدي الفروض ويذكر الله كتير ربنا هايزيح عننا الغمة والفساد يختفي مما يعد سقطة أو مؤامرة لتحويل الدين من منهج عمل وعبادة (بعد الإيمان) إلي منهج مشعوذين بيعتمد أنصاره علي إلقاء التعاويذ علي الأعداء بدون بذل أي مجهود يذكر بالرغم إن حتي الأنبياء والرسل كانوا بيعملوا وبيخططوا ويغيروا بالعمل وده يخلينا نتسائل هو الدين اللي بيتكلموا عنه ده جايبينه منين ؟! طبعاً فكرة الدعاء وتطهير الذات مش كدب وﻻ خرافات لكنه نصف الحقيقة وذكر جزء من الحقيقة بيكون إما جهل أو تضليل

أما عن دعوي الناس إنهم يبدأوا بنفسهم فهو برضه كلام مش هبل وﻻ خرافات ﻷن بلا شك لو الواحد معتاد إنه يمشي مصالحه بالرشاوي والمحسوبيات والوسايط فهو طوبة في بناء النظام الفاسد ولو امتنع عن الفساد فالفساد هايفقد جزء من البناء فيصاب بالضعف أو لو وصل لحد معين هايبقي أضعف من إنه يستمروالبناء كله هاينهار لو كل الفاسدين بطلوا فساد لكن هل من المعقول إننا نطالب الفاسد إنه يلتزم أخلاقياً ويبطل فساد ؟ ﻻ وكمان يبقي هو ده سبيلنا الوحيد للقضاء علي الفساد ؟! بالطبع فكرة الإعتماد علي أخلاقيات البشر في تطبيق القوانين فكرة ساذجة جداً وتتنافي مع طبيعة البشر اللي زي ما بتدعوه نفسه للإلتزام فهي برضه بتدعوه للمخالفة وﻻزم أي قانون يبقي فيه الثواب والعقاب علشان يحفز اللي عايز يلتزم ويرهب اللي عايز يخالف.

نرجع لفكرة ابدأ بنفسك ومدي جدواها ولتوضح الفكرة ممكن ناخد أمثلة من المتداولة زي "ابدأ بنفسك وماتدفعش رشوة" طيب لو الموظف اللي انا بخلص عنده المصلحة بتاعتي فضل مقضيها إستهبال وشحططني وماطل ولمح إن ورقي مش هايتقضي غير لو دفعت له , المفروض اعمل ايه ؟ هل في مكان اروح اشتكي فيه ؟ وهل لو رحت هاياخدوا الموضوع بإهتمام وﻻ ﻻزم أدفع لهم رشوة علشان يهتموا ؟ طب بلاش موضوع الرشوة ده علشان هو عميق ومتعلق بثقافة انتشرت بين الموظفين والمواطنين وخصوصاً موظفي المصالح الحكومة , ناخد موضوع تاني بسيط وسهل ومباشر اللي هو "ابدأ بنفسك وماتعديش الطريق غير في المكان المخصص للمشاة" طيب انا راضي ذمتكم في كام شارع في مصر فيه مكان لعبور المشاة وفيه إشارة وخطوط بيضاء علي الأرض والنظام الرائع ده ؟ يعني لو عايزين الناس تلتزم بالنصيحة دي ممكن نعمل لهم قائمة بأسماء الشوارع المنطبق عليها الشروط ونوزعها عليهم علشان مايروحوش حتت تانية أو نعمل خريطة تخليهم يعرفوا أقرب مكان ليهم فيه عبور للمشاة وياخدوا تاكسي أويفضلوا ماشيين جنب الحيط لحد ما يوصولوا للأماكن دي ويعدوا الطريق ملتزمين بالأماكن المخصصة للمشاة.

اللي عايز أقوله هو إن النظام والافراد عاملين زي حنفيتين بايظين والاتنين بيسربوا ومغرقين الأرض ولو صلحنا حنفية واحدة من الاتنين فده معناه إننا بنقلل البلل مش بنقضي عليه. الإصلاح كما يجب أن يكون هو إصلاح الاتنين وعلي التوازي ﻷن صلاح واحد مع فساد التاني بيهدد بفشل إصلاح الاول , يعني لو انا عايز التزم بس النظام فاسد فكل محاوﻻتي للإلتزام هاتفشل وهاستسلم وفي المقابل لو تم إصلاح النظام بس الافراد فاسدة هايكون ناتج صلاح النظام صفر ﻷن الافراد بيقاوموه ورافضين تفعيل النظام الصالح وعلشان كدة أظن إن الافضل إن الحملة يبقي اسمها ابدأ بالاتنين مش ابدأ بنفسك

هناك تعليق واحد:

  1. حلوة حكاية الحنفيتين دي :)
    وحقيقية فعلا يعني انا شنطتي بتبقى مليانة ورق ومناديل وزبالة كتير عشان مفيش باسكت زبالة في الشارع وكنت كل يوم في الكلية اربط سلك حديد عشان اقفل قعر الباسكت الوحيد اللي متعلق في عامود نور "اللي عند مكتب التصوير عند باب اعدادي" وارمي الزبالة فيه فيجي الكنّاس يفضيه ازاي؟
    يفك القعر من تحت ويفضيه ويسيبه كدة

    ردحذف