الأربعاء، 18 أبريل 2012

من وحي داي يوز في الجامعة الأمريكية الجزء الثاني : التعذيب بالإمتحان


لما يكون مطلوب منك تحل 120 سؤال في 4 ساعات وتاخد راحة ساعة علشان ترجع تحل 60 سؤال في 4 ساعات تانيين وكل ده في نفس اليوم يبقي دي عملية تعذيب ممنهجة. رغم إني عارف الارقام دي من قبل ما اروح بس اللي يشوف غير اللي يسمع. هم المسؤولين عن الامتحان حاولوا يحذرونا من قبلها بإرشادات مفهمتهاش غير لما رحت .. زي
·        هات معاك سناكس وسكريات ومياه علشان هاتنفعك
·        هات ملابس اضافية علشان الجو ممكن يتغير
·        نام 8 ساعات
ولما رحت الامتحان وبدأ الوقت يمر حسيت بالكلام ده كله .. يعني في نص الامتحان جالي نشفان في الريق مع نقص في الجلوكوز أدي لخلل ملحوظ في الإدراك ونقص النوم زود حالة الخلل بوضوح وبم إني دخلت القاعة الساعة 9 الصبح وخرجت الساعة 7 بالليل (8 ساعات امتحان والباقي اجراءات) فكانت درجة الحرارة منخفضة جداً فبقيت عبارة عن واحد عايز ينام وريقه ناشف معرض للإغماء في أي لحظة وبيرتجف من البرد.

أما بالنسبة للإمتحان نفسه فكان شيء مبهر لأني علي ما اتذكر –اللهم اجعله خير- قال زي ما تقولوا كدة معايا كشكول فيه 120 سؤال والمفروض احلهم في 4 ساعات بمتوسط 2 دقيقة لكل سؤال .. يعني بإختصار الواحد بيقرأ السؤال عرف إجابته مع آخر كلمة قرأها يبقي تمام معرفش يبقي يفكه من السؤال ده ويخش عاللي بعده. الوقت رغم طوله مر بسرعة نظراً للتركيز المبالغ فيه اللي كان في تناقص ملحوظ بمرور الوقت .. يعني أول ما دخلت كنت نشيط جداً وبحل بكل حماس لكن بعد أول 30 سؤال لقيت إن لسة قدامي 90 سؤال فده زود علي إرهاقي إحباط فبقيت عامل زي البالونة المنفوخة قوي أول ما تسيبها تطير بقوة بعد كدة تقل سرعتها وتقعد تلف حوالين نفسها لحد ما تقع علي الأرض. ثقافة سيب السؤال اللي ماتعرفوش للآخر تسببت في إني احل حوالي 20 سؤال بدون ما ابص علي الاسئلة خالص لأن مكنش في وقت غير إني اختار الاجابات بشكل مباشر حتي مكنش في فرصة اعمل حادي بادي.

خرجت من اول 4 ساعات منهك ومش شايف قدامي خدنا الوجبة الباردة اللي قدموها لنا وكلتها و انا مشتت وبالي مشغل بال 4 ساعات اللي جايين واللي المفروض اكون مركز فيهم واحل بكل حماس .. الموقف ده فكرني بأول رمضان لما الواحد يبقي صايم ويحاول يضيع وقت بأي شكل وبعد ما يخلص كل اللي وراه يكتشف إن لسة العصر مأذنش واليوم لسة بحاله.

دخلت النص التاني من الامتحان واللي كان مكون من 60 سؤال مدتهم 4 ساعات بمتوسط 4 دقائق للسؤال الواحد مع ملاحظة إن حجم السؤال هنا مش زي حجم السؤال اللي كان في النص الاول. طبق الأصل العلقة بتاعة الصبح مع إضافة إزدياد الانهاك وفقدان السيطرة علي الاطراف وحالات النوم اللاإرادية المتكررة وبالتالي كان دوري في النص ده مش حل الاسئلة بقدر مقاومة الرغبات الانسانية. بدأ الناس اللي بتمتحن معايا يستسلموا للرغبات الانسانية دي ويخرجوا بدري عكس تماماً النص الاول وطبعاً احنا عارفين إن الانسان ضعيف وخصوصاً قدام المغريات اللي بتتقدم له وبالتالي انا كمان استسلمت وخرجت بدري بس مش بدري قوي يعني. لما خرجت كانت الدنيا ضلمت واقصد الدنيا ضلمت يعني ضلمت من مجاميعه .. الشمس راحت وانا كمان رحت لكني كنت سعيد بالإنتهاء من خطوة تعبتني في المذاكرة وفي الامتحان ورجعت لي شعور الطالب اللي فرحان بعد آخر امتحان والصراحة حبيت الموضوع قوي وانا كمحمود .. انبسطت.

الاثنين، 16 أبريل 2012

من وحي داي يوز في الجامعة الأمريكية الجزء الاول : الغالي ثمنه فيه



في سبيل الحصول علي شهادة إضافية وكخطوة للحصول علي إعتماد كمهندس محترف في يوم من الأيام توجهت للإمتحان في الجامعة الامريكية في التجمع الخامس اللي كان فيه أماكن بتمنحك متعة الشعور بإنك آخر مخلوق علي وجه الأرض وكان فيه طرق طويلة ماتشوفش آخرها مما يؤكد لك معلومة إن الأرض كروية.

بعد "العثور" علي الجامعة الامريكية في رحاب التجمع دخلت للإمتحان اللي كان فيه كمية تعليمات تعادل حجم المنهج اللي هانمتحن فيه. ورغم إني من محبي النظام واحترام القوانين وأعشق التعامل الرسمي الاحترافي إلا إن اللي شفته اليوم ده من تعامل رسمي إحترافي خلاني أكره الرسميات والاحترافيات. ما هو انا معترضتش إن يبقي في تعليمات والكل يبقي عارفها وموافق عليها ويتم التأكيد علي الاتفاق لكن إن عشرات التعليمات تتبعت لي علي الميل وتبقي موجودة في تصريح الامتحان بتاعي اللي انا بطبعه بنفسي وتبقي موجودة علي كتاب الاسئلة ويخلونا نقرأه بنفسنا وفي الآخر المشرفين يقروها لنا باللغتين العربية والانجليزية فأظن الموضوع مبالغ فيه شويتين وفيه أفوره واضحة.

من الملفت للإنتباه هي المعاملة اللي مقدرتش امنع نفسي من إني اقارنها بالمعاملة اللي كنت بتلقاها في التعليم المجاني. شتان الفرق بين مكان كل الناس فيه بيعاملوك بإحترام وعلي وجههم إبتسامة حتي لو كنت بتسأل سؤال غبي أو عملت تصرف يدل علي إستحقاقك للشتيمة وبين مكان كل اللي فيه بيعاملوك بقرف وكأنك فواحة بريحة القرنبيط ولما تسألهم يردوا عليك بعصبية وإشمئزاز ولسان حالهم بيقول لك "يا حمار" حتي لو كان سؤالك ده نتيجة لتصرف غبي منهم او محاولة شيك منك علشان توضح لهم إن تصرفاتهم تستحق الشتيمة.

شتان الفرق بين مكان المشرف يجي يقول لنا "احنا بنعتذر عن الذباب واحنا دلوقتي هانجيب مبيد بدون رائحة ونرشه" وبين مكان جنب جنينة الحيوانات وطول ما انت قاعد شامم ريحة تواليت الحيوانات بالإضافة لصوت الأسد والديك الرومي وأحياناً الجمل. شتان الفرق في التعامل بين "حضرتك" و"نعم" وبين "انت يا ابني" و "عايز ايه ؟! + بصة قرف". شتان الفرق بين لما تبقي ماسك ورق بتراجع وانت متوتر فتلاقي حد يقول لك وهو مبتسم : ماتقلقش خليك هادي , وبين واحد يقول لك وهو برضه مبتسم بس ابتسامة سخرية وشماته : ما خلاص .. اللي ذاكر ذاكر.

شتان الفرق بين قاعة مكيفة وبين قاعة النفس فيها بييجي من خلال سحب اللي جواها الهواء من باب صغير موجود آخر القاعة. شتان الفرق بين كرسي سليم ومسند نظيف وبين كرسي بيشغل جانب من تفكيرك في كيفيه تفادي المسماراللي طالع منه زي الخازوق واللي بيشكل مع الامتحان فريق متجانس للإنتقام من الطالب.

الفروق كتير رغم إن كل معرفتي بالمكان كانت من خلال يوم واحد فقط قضيت 90% منه جوه قاعة ومش شايف غير سيل من الاسئلة اللي المفروض احلها في زمن قياسي بالنسبة لكميتها وأظن إني لو قضيت وقت اكتر من كدة كنت أجزمت إن الجامعة اللي الواحد درس فيها كانت مجرد محاولة بائسة لعمل صرح تعليمي تحول في النهاية الي مكان يتعرض فيه الطالب لكل انواع الضغوط النفسية وإكراهه علي تلقي العلم في ظروف غير مريحة لقضاء الحاجة. بس أظن إن اغلب الفروق اللي ذكرتها ناتجة من سوء الإدارة وسلوكات الناس اللي موجودة في التعليم المجاني اللي لازم اعترف إني لولاه كان زماني شغال علي ميكروباص.

قريباً الجزء التاني : التعذيب بالإمتحان