الأحد، 13 يناير 2013

ثورة ضد الإخوان .. لا والله !

-->
مع اقتراب يوم 25 يناير وذكري الثورة في ناس بتدعو لثورة جديدة (ده علي أساس إن القديمة نجحت) والمرة دي هاتبقي ضد الإخوان و ده طبيعي لأن هم اللي في السلطة ما هو محدش هايعمل ثورة علي المعارضة ولو إني مؤمن جداً إننا محتاجين ده. قبل ما أدخل في تفاصيل وتسلسل أحداث وذكريات أحب أوضح مفهومي عن الثورة مستمرة , الثورة يعني رفض الباطل والمطالبة بالحق وبالتالي رفض الفساد , الظلم , الوساطة , السرقة , القمع , التمييز , التزوير , التبعية مستمر. والمطالبة بالعدل , المساواة , الحرية هايفضل برضه مستمر. أما المفهوم الحالي عن الثورة مستمرة هو إسقاط النظام باستخدام المظاهرات والاعتصامات والإضرابات لضرب النظام في مقتل حتي يسقط وده ماينفعش يكون مستمر وإلا عمرنا ما هانبقي دولة فالوسائل السابق ذكرها زي أي سلاح ممكن يكون مع الخير وممكن يكون مع الشر يعني معتمد علي الهدف من استخدامه أما هو كسلاح في حد ذاته مش صح وﻻ غلط.

نرجع لحوار ثورة جديدة وثورة ضد الإخوان , في تكنيك ممكن نستخدمه لما نحب نتأكد من سبب المشكلة بإننا نفترض زوال السبب ونشوف هل اختفت المشكلة بزوال السبب اللي حددناه وﻻ ﻷ .. لو اختفت المشكلة يبقي احنا حددنا السبب صح أما إذا فضلت المشكلة يبقي احنا محتاجين نعيد تحديد سبب مشكلتنا. لو طبقنا التكنيك ده علي الثورة وحبينا نتأكد هل الإخوان هم سبب مشكلة الثورة وﻻ ﻷ نتخيل إن الإخوان اختفوا (مش بس سابوا الحكم) وصحينا الصبح ملقيناش في البلد إخوان وﻻ محمد مرسي وﻻ أي منتمي للإخوان وﻻ حتي محب .. هل مشكلة الثورة هاتتحل ؟

وهنا ييجي معاد الفقرة التاريخية .. من أول يوم في الثورة واحنا عارفين إننا مش عايزين نظام مبارك لكننا مكنش عندنا بديل وده نتج عنه إننا لبسنا في المجلس العسكري اللي مبارك اختاره وده بعد ما وعينا زاد نقدر نشوفه موقف مضحك .. يعني احنا عملنا ثورة علي واحد وسيبناه يختار لنا اللي يحكمنا بعده .. بمرور الوقت وزيادة فضايح المجلس العسكري وزيادة جرائمه ووضوح الرؤية إنه ضد الثورة ومع وصول الغضب لقمته في محمد محمود (نوفمبر 2011) طلت علينا فكرة المجلس الرئاسي المدني بقوة وبقت شبه هدف موحد للمتواجدين في الاشتباكات , وبغض النظر مين كان السبب في فشل الفكرة فالمحصلة واحدة إننا عجزنا -للمرة التانية- عن توفير بديل. جت انتخابات مجلس الشعب وفاز التيار الإسلامي بأكتر من 60 % من المقاعد وكان من الملحوظ إن الثورة لم يتم تمثيلها في الانتخابات لعدم وجود كوادر ثورية وتم الاعتماد فقط علي شرفاء ما قبل الثورة (اللي فيما بعد اتضح إن أغلبهم مش شرفاء) يعني -للمرة الثالثة- فشلنا في توفير بديل ثوري عن الإخوان وعن الوجوه القديمة اللي أغلبها معندوش رؤية ثورية ولسة شغال بنفس فكر ما قبل الثورة بس مع زوال نظام مبارك.

جت انتخابات الرئاسة وكتير رفضها لمنحها شرعية ضمنية للمجلس العسكري اللي رصيده نفذ بزيادة بعد حادث مذبحة الألتراس في بورسعيد وموقعة العباسية الجزء الثاني والمرة دي العجز عن توفير بديل كان واضح قوي لدرجة إن محدش كان بيعرف يرد بحل واضح وإن كان حتي صعب التنفيذ أو مثالي بزيادة. وبعد فوز مرسي جايين (معرفش مين الصراحة) ويقولوا نعمل ثورة تانية بدون ما يتعلموا من أخطاء الثورة الأولي .. طب بأمارة إيه يعني ؟! الإخوان كانوا عارفين سبب مشكلتهم , هم كانوا عايزين يوصلوا للحكم ومبارك مانعهم ومع زوال مبارك (سبب المشكلة) قدروا يوصلوا للحكم لأن هم كانوا مستعدين بكوادر ووجوه معروفة للجمهور (حتي لو افتقدت الكفاءة) كانوا مستعدين بتنظيم يدير الدعاية للحزب اللي كونوه مرة واحدة , عندهم قاعدة جماهيرية وانتشار في أدق الأماكن في البلد. باختصار هو ده اللي المفروض المعارضين يركزوا عليه , لو عايزين الثورة تنجح فعلاً ﻻزم يكونوا كوادر , ﻻزم يكون عندهم القدرة علي الدفع بمرشح في كل دائرة في البلد , ﻻزم يكونوا معروفين للناس وبينهم ثقة , ﻻزم تكون عندهم القدرة التنظيمية للدعاية لمرشحيهم في كل الدوائر , ﻻزم يكونوا نموذج منظم يعرف الناس إن الثورة ممكن تحكم وترتقي بالبلد وتحقق طموحات الجميع , يعني من الآخر ﻻزم الناس تشوفهم بديل غير كدة .. حمادة بالجنزبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق