الأربعاء، 5 يونيو 2013

الحمد لله إني ماطلعتش بنت

"ليه يا ربي ماخلقتنيش ولد" جملة سمعتها كتير من أكتر من بنت لكن عمري ما سمعت ولد بيقول "ليه يا ربي ماخلقتنيش بنت" ولما سألت نفسي هو أنا مبسوط إني ولد لقيتني برد بكل حزم: طبعاً .. سر الحزم وسرعة الرد كان ناتج من تأملي لطبيعة حياة البنات في مجتمعنا في مقابل طبيعة حياة الذكور.

يعني أنا كولد من حقي إني اختار المهنة اللي تعجبني ومحدش هايقول لي: ماينفعش ولد يشتغل شغلانة زي دي حتي لو أنا كفء ليها وفي المقابل ألاقي بنت غير كفء بتشتغل المهنة دي وبتخربها فقط لأن المجتمع قرر إن دي مهنة أنثوية لا يحق للرجل إنه يشتغلها لكن من حق أي بنت إنها تشتغلها ﻷنها بنت.

كوني ولد فده بيديني الحق إني احلم ويبقي عندي طموح سواء بالتدرج الوظيفي أو إني يبقي لي مشروعي الخاص أو إني الف العالم أو إني اتسلق جبل ايفيرست أو أي حلم احلمه , أما لو أنا بنت فكل أحلامي ﻻزم تتركز علي الحصول علي عريس وبعد كدة طموحي تبقي هي طموح جوزي وأحلامي هي تحقيق الراحة له وكأنه متزوج من أرقي الفنادق السياحية ولو فكرت يبقي عندي حلم المجتمع هايسخر مني ويبدأ في طرح التساؤلات العقيمة من نوعية: في بنت مش بتفكر في الجواز؟ وكأن عقل الأنثي خلق للبحث عن عريس فقط.

كوني ولد فده هايجنبني نعت المجتمع لي بالعانس بمجرد تجاوزي الخامسة والعشرين , بالعكس في مجتمعنا بيفضلوا الراجل كعريس كل ما كان كبير في السن ﻷنه بيكون عقل وتجاوز مرحلة طيش الشباب ده غير إنه بيكون مقتدر ومعاه خميرة حلوة تعيش العروسة كويس. وبالتالي لما اقابل حد في فرح هايقول لي "إيه ؟ مش ناوي" وأنا اللي ارسم وش التناكة واقول مش دلوقتي عندي أولويات وساعتها الناس هاتقول علي واد ثقيل , في حين إني لو بنت الكلام هايكون "عقبالك .. ربنا يرزقك بابن الحلال وماتزعليش .. كله بأوانه" حتي لو حلفت لهم إني عندي أولويات اللي هايعتبروها حجة أداري بيها عنوستي وخيبتي.

قبل ما اسيب موضوع الزواج أنا كولد لو اتجوزت وطلقت اقدر اتجوز تاني واطلق تاني وجاذبيتي هاتزيد كل ما اطلق اكتر لأن ده معناه إن البنات كتير وانا اللي بغير فيهم (من وجهة نظر المجتمع) في حين إني لو بنت واتطلقت مرة واحدة ساعتها المجتمع هاينظر لي (بدون أي سبب) إني مستباحة وإني سهلة المنال وممكن اروح مع أي حد بكلمتين وصعب جداً حد يفكر يتجوزني حتي لو أنا مناسبة ليه في كل حاجة ﻷنه كدكر شرقي عايز بنت بنوت حتي لو كانت غير مناسبة كزوجة.

مجتمعنا بيمنح الذكر حرية الخطيئة , فأنا كولد اقدر أصاحب بنات زي ما أنا عايز واقدر اشتم بأقذع الألفاظ وكمان اشرب سجائر وممكن مخدرات وارتكب فواحش كمان لو حبيت لأن كل ده هايتمحي بمجرد ما اعلن توبتي وساعتها مجتمعنا الشرقي العظيم هايقول: ربنا هداه وأهو كلنا كنا كدة أيام شبابنا وأديه عِقِل , أما لو أنا لا قدر الله بنت يبقي اتحكم علي بسوء السمعة بقية حياتي لو عملت حاجة واحدة بس من اللي الحاجات اللي عملها الشاب اللي عقل ومايبقاش من حقي التوبة فمجتمعنا المتدين بطبعه منح حق الخطيئة للذكر ومنحه حق التوبة وهو لو كان متدين فعلاً كان عرف إن الدين ساوي بين الاتنين في الخطيئة وفي التوبة.

مجتمعنا العبقري قدر إنه يبتكر منطق خاص بيه في التمييز بين البنت والولد , منطق مالوش أي أساس ديني وﻻ له علاقة بطبيعة المرأة وطبيعة الرجل , منطق لو ناقشته فيه هاينتهي النقاش بجملة "هي دي عاداتنا وتقاليدنا كشرقيين" ودي مقولة بتفكرنا بعبادة الكفار للأصنام بنفس السبب .. هذا ما وجدنا عليه آباءنا , وعلشان كدة في مجتمع زي ده أقدر أقول بكل ثقة الحمد لله إني مش بنت.

هناك تعليق واحد: