الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

خوف


كانت تسير في أحد الشوارع الجانبية الهادئة نسبياً تتلفت حولها خوفاًَ من تعرضها لأي من الحوادث الشائعة في يومنا هذا وفجأة أصيبت بالفزع بعد أن ظهر أمامها طفل صغير يرتدي ملابس متهالكة معه عدد بسيط من الزهور يقوم ببيعها لكسب عيشه وعندما عرض عليها شراء زهرة ابتسمت له وكانت في طريقها لإخراج نقود من حقيبتها حتي قاطعتها نفسها محذرة "قد يكون ذلك الطفل تابعاً لعصابة ما وتلك الزهور التي يبيعها عليها مادة مخدرة فيعطيها لي ويطلب مني استنشاقها حتي أفقد وعيي ولا أدرك ما قد يُفعَل بي بعد ذلك"فجأة تغيرت ملامح الفتاة وتجاهلت الطفل وسارعت في خطواتها لتفلت منه لكنه لم يفقد الأمل وسار وراءها متوسلاً مساعدتها.

ظل الطفل يتوسل للفتاة وهي تسير بخطوات سريعة حتي لمحت رجلاً طاعناً في السن فاقتربت منه وقالت له: لو سمحت أنا خائفة من ذلك الطفل وهو لا يكف عن ملاحقتي .. هلا وبخته وأبعدته عني. ابتسم لها العجوز قائلاً: لا تقلقي يا ابنتي وفجأة حدثته نفسه محذرة "قد تكون تلك الفتاة تابعة لعصابة ما وذلك الطفل ما هو إلا شريك في تلك المسرحية ليقوموا باستدراجي وسرقتي.. وربما قتلي" فجأة تغيرت ملامح العجوز وتجاهل الفتاة وسارع في خطواته حتي لمح سيارة أجرة فأوقفها وركب بها مسرعاً.

وصل العجوز إلي المنطقة التي يسكن بها و بدأ في توجيه السائق للدخول في شوارع جانبية ليصل مباشرة إلي بيته الهادئ فمن هم بمثل عمره لا يستطيعون السير لمسافات مهما كانت بسيطة وكفاهم سلالم العمارة. قال العجوز موجهاً السائق: اليمين القادم يا ابني. فرد السائق مبتسما: حاضر يا حاج وفجأة حدثته نفسه محذرة "قد يكون ذلك العجوز تابعاً لعصابة ما ويقوم باستدراجي لشارع مظلم حيث ينتظرني أنصاره من أفراد العصابة فيقوموا بمهاجمتي وسرقة العربة التي هي كل ما أملك.. بالضبط مثلما حدث مع زميلي الأسبوع الماضي"فجأة تغيرت ملامح السائق وطلب من العجوز النزول وتجاهل عدم قدرته علي سير تلك المسافة الطويلة مع صعوبة مرور سيارة في مثل ذلك المكان.

انطلق السائق في الطريق السريع للوصول لمكان تزداد فيه فرصة الحصول علي راكب جديد وفجأة انفجرت احدي عجلات السيارة فتدارك الموقف وببراعة تمكن من السيطرة علي السيارة والوقوف جانباً. ياله من توقيت سخيف ومكان سخيف فإن العجلة الاحتياطية للسيارة معطلة وتركها عند الميكانيكي لإصلاحها وذلك الطريق بعيد عن أي ورشة قد يجد بها حل لتلك الأزمة.وقف السائق علي الطريق يلوح لكل السيارات القادمة لتقله إلي أقرب عمار يستطيع فيه أن يجد حلاً لأزمته لكن تلويحه لم يكن مجدي، فلا أحد يقف في وسط طريق سريع مظلم ليساعد شخصاً غريباً قد يكون تابعاً لعصابة ما تختبئ في الظلام تنتظر توقف أي سيارة لتقوم بمهاجمة ركابها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق