الثلاثاء، 15 مارس 2011

ليه هاقول لا ؟



من اجمل نتايج الثورة هي ان كل حوارات الناس بقت حوالين السياسة حتي الشباب اللي كان بيقف علي الناصية يضرب سيجارتين ويتكلم عن البنات بقي يقف يتكلم عن السياسة مع الحفاظ علي عادة ضرب السيجارتين. خلاص فاضل كام يوم علي التصويت علي التعديلات الدستورية والحاجة اللي عاجباني في التصويت ده هو ان الناس فعلا بتدور علي الدستور وتقرأه وعرفنا ان في حاجة اسمها دستور 1954 ودستور 1971 و الاجمل ان الاستفتاء مش عارفين نتيجته لحد دلوقتي وده شيء بالرغم من انه منطقي وبديهي جداً الا انه امر مستحدث علي بلدنا الحبيبة اللي بقالها زمن النتايج فيها بتتراوح ما بين 99% و 99.9% حسب الظروف السياسية او تقريباً حسب ميول اللي بيطلع النتيجة بحيث ان في ناس مش بتحب تكتب كسور فبالتالي كانوا بيفضلوا ال 99 عن 99.9 لتتجلي ابهي مظاهر الديموقراطية في اختيار المعلن عن النتيجة اي رقم يفضل. الاستفتاء المرة دي ممكن تبقي نتيجته نعم وممكن تكون نتيجته لا وبم اننا عايشين حالة جديدة من الديموقراطية فأنا اقدر وبدون خوف اني اصرح بنيتي في التصويت بأني هاقول لا.
طب ليه هاقول لا؟ طبعا مش مجاراة لفكر التغيير أوالتعبير عن الملل من كلمة "نعم" لكن للاسباب الآتية

اولا : الاستفتاء مش بس علي التعديلات لكن علي الدستور القديم كله واللي اظن ان بعيداً عن الكلام المجعلص اللي بيقول ان "الدستور سقط بشرعية الثورة" لكن انا احب اقول انه اتنفخ واتفرتك بقرارات المجلس العسكري من يوم ما الرئيس سلم لهم الحكم اللي هو كان اصلا قرار غير دستوري يبقي ازاي ارجع دستور اللي عمله فرتكه واحنا فرتكناه قبله ده غير انه قعد يفصل ويقيف ويلعب فيه ولا لعب ابو تريكة في دفاع الزمالك علشان يفضل مسيطر علي البلد.

ثانياً : واضح من اسلوب القوات المسلحة انها بتحب تعمل مفاجأة للشعب يعني مش بيقولوا ايه اللي هايحصل بعد رفضنا للاختيار اللي بيطرحوه علينا. حتي الآن محدش قال لنا ايه اللي هايحصل لو قلنا "لا" لكن في تكهنات منتشرة في البلد سواء من فقهاء دستوريين او من حزب الفتي بالهجايص ولسة الناس بتدور هايحصل ايه مما يذكرنا ببحث المصريين عن غطا الكازوزة اللي عليه الجادون.

ثالثاً : لسة لعبة الاختيار بين الاستقرار والفوضي بتتلعب للمرة الثالثة علي التوالي في أقل من شهرين والغريب ان الناس لسه بتصدقها تطبيقاً لنكتة الصعيدي اللي اخد 30 قفا علي سهوة وانا مش عارف هل في علاقة بين ال 30 دي وال 30 بتاعة مبارك اللي طلع بيها تلاتيننا. قال لك مبارك لو مشي هاتبقي فوضي سيبوه ال 6 شهور دول الدنيا مش هاتطير وبعد ما مبارك مشي شوفنا بلاوي ولا كان هايظهر ربعها لو فضل مبارك. قال لك مين البديل عن شفيق ده راجل كويس وسيبوه يشتغل بلاش افترا وبعدين جبنا رئيس وزراء محترم جداً بيعرف يرد علي الاسئلة مش كل ما تسأله يقول لك "مش عارف" و "ده رأيي" وشغل المطيباتية ده. اظن انه بالمثل لو طبقنا نفس القاعدة هانلاقي ان القوات المسلحة لسة عندها اختيار افضل واوقع وتم عرضه بالفعل اللي هو عمل دستور جديد.

رابعاً : مش عارف اقنع نفسي اني اتحكم بدستور ديكتاتورية مصر الشعبية المهلبية لحد ما الرئيس والمجلس اللي هانجيبهم وفقاً لدستور المهلبية يعملوا دستور جديد قد يكون اكثر مهلبية وده ردي علي اللي بيقولوا كدة كدة الدستور هايتغير ليه بقي القلق خلوا البلد تمشي وانا بصراحة مش عارف هم عايزينها تمشي تروح فين؟

خامساً : رفضي لنظرية الرضا اللي بتتطبق بشكل استسلامي جداً ولحد دلوقتي لسة في ناس بتقول احمد ربنا والحس ايدك صباع صباع ان كل ده بيتعمل وكأننا خايفين نعيش احسن ونبقي محترمين اكتر معرفش هل ده انعدام طموح ولا عدم ثقة في القدرة علي التغيير ولا خوفاً من الغاء مسلسل غادة عبد الرازق في رمضان القادم.

سادساً : عدم خوفي بشكل هيستيري علي المادة الثانية زي ما ناس كتير بتقول ان العلمانيين والمسيحيين هايطلعوا من ورا الدولاب بالليل واحنا نايمين و يعملوا دستور جديد علشان يلغوا المادة الثانية. طيب ما هو سواء غيرنا الدستور دلوقتي او بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوضع هايفضل هو هو ولا هو العلمانيين والمسيحيين ناويين يسافروا آخر الشهر؟

سابعاً : مخالفة اللي احنا بنعمله لفكرة الدستور اصلا. الدستور ده عدم اللامؤاخذة هو الاعراف اللي بيتفق عليها الشعب علشان لما ييجي ريس او اي حد في منصب يبقي عارف حدوده و احنا نعرف نحاسبه علي اساس ايه. لكن اللي احنا هانعمله هو اننا نجيب الريس ونوزع المناصب وبعد كدة نعمل دستور ... ده طبعاً لاعتباري ان الدستور الحالي غير موجود للاسباب المذكورة في اولاً

وبناء عليه قررت اني انزل يوم السبت 19/3/2011 علشان اخوض اول تجربة لي في المشاركة في تغيير البلد للاحسن و بغض النظر عن وجهة نظري بأني هاقول لا فاللي هايقول "نعم" مش هاطلع ---- ولا حاجة لاننا في بلد حر ومن حق اي حد ابن ---- يقول اللي هو عايزه و الله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق