الثلاثاء، 5 مارس 2013

دائرة الوهم


لكل منا دائرة من الأشخاص الذين يمنحونه الثقة في نفسه ويثنون عليه في جميع أعماله فبمجرد أن يدخل تلك الدائرة يصبح شخصاً مثالياً ، ذو قيمة عظيمة ، كلامه ممتع ، وجوده ملموس ومرغوب بشدة ، الأنظار تلتفت إليه باهتمام وتقدير فينتابه الشعور بالأمان والدفء والتفاؤل و يحدث نفسه قائلاً: أخيراً وجدت التقدير .. أخيراً صار لوجودي قيمة .. أخيراً وجدت من ينصت إلي باهتمام وبعد أن انهي كلامي يشكر ويحتفي بي.

لكن بمجرد الخروج من تلك الدائرة يفقد الشخص بريقه فلا يعد مثالياً ، يصبح وجوده عدد ، كيانه رقم ، يسير في الزحام دون أن يشعر به أحد كأنه غير موجود من الأساس ، كلامه دائماً محل خلاف ونقد وكثيراً تحقير ، يلمح التجاهل في برودة نظرات المحيطين به فيشعر بالغربة والخوف والإحباط ويحدث نفسه قائلاً: ماذا يحدث ؟ ما بال هؤلاء ؟ ألا يوجد فيهم من يشعر أنني مميز ؟ .. اعلم أنني لست مثالياً ولكني علي يقين أنني موجود وأستحق أكثر من ذلك .. لماذا ليسوا مثل هؤلاء الذين قابلتهم منذ قليل ؟ ألا يعرفونهم ؟ ألا يملكون مثل أعينهم ؟

الأهم من كل ذلك .. من أنا ؟ هل أنا ذلك الشخص الرائع البراق أم ذاك الشخص النكرة الذي لا يستحق حتي النظر إليه ؟ من منهم المخطئ ؟ أم كلاهما أخطأ حين عاملني بطريقة متطرفة ؟ فهؤلاء بالغوا في مدحي والآخرين بالغوا في تجاهلي .. أم أنا المخطئ لأني ارتبطت بدائرة كنت احسبها دائرة ثقة أو دائرة أمان لكن في حقيقتها كانت دائرة وهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق