السبت، 28 سبتمبر 2013

احنا بتوع الحظر:حلقة 2


ركبت العربية جنب أمي علشان تبدأ الأسئلة المعتادة.. هو أنا ناسية حاجة علي البوتاجاز؟ أقول لها ﻷ يا ماما تقوم تسألني أنت قفلت باب الشقة بالمفتاح؟ يا ماما اقفله بالمفتاح ليه ما هو بابا فوق.. طب قفلت شباك الحمام علشان بيجيب تراب ويبهدل السيراميك؟ قفلته يا ماما.. وأنا بدور العربية اسمعها بتكلم نفسها وتقول: حاسسه إني ناسية حاجة. طلعتبالعربية ومشينا ﻷول الشارع لقيتها بتصرخ وتزعق في وتقول: عاجبك كدة نسيت الفلوس.. في سري: يعني أنت افتركتي التراب اللي هيدخل الحمام ويترب السيراميك ونسيتي الفلوس في مشوار الهدف منه التسوق. المهم رجعت و جبت الفلوس وانطلقت بسرعة كبيرة علشان لو افتكرت حاجة تانية نكون بعدنا عن البيت فأقول لها مش هنلحق.

وصلت لبيت خالتي فلقيتها واقفة في الشارع وابنها نازل بيجري وشعره منعكش وأظن سهل الواحد يتوقع باقي اللي حصل معاه. نزلت أمي وقعدت ورا مع خالتي وجي ابن خالتي جنبي وبدأوا حوار ممل عن الحاجات اللي هيشتروها قمت مشغل تراكاية ترانسات علشان تحمس الواحد في ظل الشعور العميق بالملل اللي أنا وابن خالتي حاسسين بيه وإذ فجأة اسمع صوت أمي بتقول: إيه القرف اللي انت مشغله ده؟ فردت عليها خالتي: ما هو نفس الزفت اللي بيشغله اللي قاعد جنبه.. ابن خالتي ظهرت عليه الصدمة بعد ما اكتشف إن صفته في الخروجة دي إنه مجرد "واحد قاعد جنبه" أصرت أمي علي تشغيل الراديو وأثناء التقليب لقيت المذيعة بتقدم أغنية أنا بعشك أنا لميادة الحناوي.. كنت لسة هتريق لقيت أمي قالت بصوت مليان حنين (تقريباً آخر مرة سمعته منها كان وأنا رايح الحضانة في أول يوم): الأغنية دي جميلة، ردت عليها خالتي أه جميلة علي الكاسيت علشان بحبها قوي.. أنا (في سري): كاسيت؟ ميادة الحناوي؟ لولا صلة القرابة اللي بيننا كنت نزلتكم انتوا الاتنين هنا وخدت منكم الفلوس والدهب.

ماشيين في طريقنا لقت خالتي بتسأل كأنها لسة صاحية من النوم ولسة مش مميزة الحلم من الحقيقة: هو مش الشارع اللي فات وﻻ احنا لسة ؟ أنا: نعم ؟ أمي: ﻻ لسة مش الشارع ده.. ساعتها بس فهمت إن الحلم كان بيدور حول الشارع اللي المفروض ندخل منه. شوية والدور جي علي أمي.. ادخل الشارع اللي جاي.. أنا: بس ده لسة قدام.. أنت هتفتي؟ ادخل الشارع ده وماتتفذلكش.. أنا(في سري): لولا إنك ست كبيرة كنت رديت عليكي. دخلت الشارع ومشينا فيه ومشينا أكتر ووصلنا ﻵخره لقيت خالتي قالت هو مش هنا وﻻ إيه.. من باب الذوق رد عليها ابنها يا جماعة مش الشارع ده أصلاً احنا المفروض نمشي علي طول ونلف من اليوتيرن اللي قدام البنك وندخل تاني يمين.. ردت أمي بحدة: اقف هنا.. سألت اتنين فواعلية قاعدين علي الأرض: يا ريس هو مول سنترال ماركت منين؟ بص لها بنباهة بيداري بيها البلاهة وقال: بصي أنت تخشي شمال في يمين وتمشي علي طول هتلاقي السنترال اللي أنت عايزاه ده.. أنا: بوكر فيس.. ابن خالتي كتم ضحكة عميقة بداخله وفرغ ضغطها عليه من خلال الاهتزاز في مكانه. مشينا بالعربية فلقيت أمي بتقول لي طب وبعدين.. أنا: يعني الراجل اللي قاعد جبي ده وصف بالتفصيل احنا إزاي نرجع ونروح ولسة بتدوري علي حد نسأله.. ردت علي: أنت بتكابر له؟ طالما مش عارف يبقي تسأل.. أنا (في سري): لولا إنك تخصي أبويا والراجل ده مايخلصنيش زعله كنت سلمتك لأقرب نقطة جيش. بعد ما سألنا سبع مرات علي الطريق اللي احنا عارفينه كويس وصلنا أخيراً للمول فنزلت أمي وخالتي وقالوا لنا: خليكم هنا ولما نشتري حاجات هنكلمكم تيجوا تشيلوها.. أنا وابن خالتي بصينا لبعض واتأكدنا إنهم مشيوا وعبرنا بدقة عن شعورنا.

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق