الثلاثاء، 8 فبراير 2011

عفوا الثورة لا تحدث كل اول شهر



لسة لحد دلوقتي ناس كتير بتتعامل مع ثورة 25 يناير زي ما اتعودوا يتعاملوا مع مظاهرات حركة كفاية و 6 ابريل والمظاهرات بتاعة فلسطين اللي عادة بتبقي للشجب والاستنكار واكبر المكاسب اللي بيوصل ليها المتظاهرون هو انهم يروحوا بيوتهم بدون ما يباتوا كام يوم في امن الدولة او يخرجوا باصابات تمنعهم من ممارسة حياتهم لفترة واقصي مشاركة للناس دي كانت من خلال اطلاق العنان للدعاء علي الظلمة او سماع اغنية الحلم العربي 4 مرات يومياً حتي انتهاء فترة الانتفاضة او بنزول البوم جديد لمطربهم المفضل.
وطبعا القائمين بالمظاهرة عادة بيبقي اسمهم "العيال بتوع المظاهرات" وعشنا في مصر سنين في مشهد ثابت من ثلاث اطراف الطرف الاول هو المطالبين بحق فبيعملوا مظاهرة علشان يتنفذ –وطبعا عمره ما اتنفذ- وطرف بيمثل انياب السلطة اللي هو الامن وبيظهر في لبسه الخنفسي حاملا عصاية لضرب المتظاهرين بعد اطلاق كلمة السر من القائد اللي عادة بيكون الوحيد اللي فاهم ايه اللي بيحصل وهم في اي منطقة غير كدة باقي القوات عايشة في بحيرة مكونة من مياه البطيخ ام الطرف الثالث هو القائم بدور المتفرج بحيث انه بيتابع الموقف اما وهو مروح في اتوبيس وعدي علي الغلابة اللي متحاصرين من الامن او بيشوفهم علي التليفزيون وكأنه بيتفرج علي مسلسل اجنبي في اخترنا لك سهرة الاربعاء (طبعا اسم البرنامج في حد ذاته بيوضح المناخ السياسي اللي صدر فيه).
ونتيجة لاعتياد نسبة لا بأس بها من الشعب علي المشهد السابق ذكره فبالتالي لما ظهرت ثورة 25 يناير كان تقييمهم ليها انها عبارة عن مظاهرة .... بس كبيرة شوية ولما استمرت لايام فعرفوا انها مش بس كبيرة ..... لا دي كمان طويله وكانوا مترقبين بكل تركيز مش علشان يعرفوا هاتوصل لايه لكن علشان لما تخلص يرجعوا لحياتهم الطبيعية اللي افسدها مجموعة من "العيال بتوع المظاهرات" اللي بمناسبة الحدث الجديد اطلقوا عليهم اسم جديد اللي هو"العيال بتوع التحرير".
مع توقف الحياة في مصر بأمر مباشر من المسئولين بدأ الهجوم علي العيال بتوع التحرير واتهامهم ان هم اللي وقفوا الحياة و بغض النظر عن الكم الرهيب من الدعوات والحسبلة علي الريس والنظام من المصريين واللي بتحصل بشكل يومي اشبه بتمرينات الصباح في دول العالم الاول الناس طلبت من العيال بتوع التحرير انهم يروحوا بيوتهم بعد ما وثقوا في اللي كانوا من 10 ايام بيدعوا عليهم وأكدوا ان الاصلاحات هاتاخد وقت ولو متنفذتش فسهل جدا انهم يرجعوا تاني لميدان التحرير ويعملوا ثورة تاني يعني هي الثورة هاتروح فين ولا الميدان هايروح فين و لو اني اصدق ان النظام ممكن يلغي الميدان او يبني فيه اسكان للشباب.
 ونفضل نروح نعمل ثورة ونرجع نشوف حصلت تغييرات ولا لأ؟ لو محصلتش نروح نعمل ثورة تاني ونفضل نعمل ثورة كل فترة كدة لحد ما ربنا يهدي النظام او ياخد العيال بتوع التحرير. وبصفة عامة الحياة مش بتقف علشان حتة ثورة ومش معقول نخسر اقتصاد بلدنا اللي عمرنا ما كسبناه علشان حتة ثورة ومش معقول السياحة اللي عمرنا ما شوفنا منها قرش تنضرب و البورصة اللي اكتر من نص الشعب مش فاهم هي عبارة عن ايه تنضرب والناس لازم تعيش وتمارس حياتها الطبيعية. من الاخر احنا شعب حر وبيعيش في مناخ ديمقراطي اللي عايز يروح يعمل ثورة شعبية يروح لكن بدون ما يزعج الشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق