السبت، 23 يوليو 2011

مصر في سن المراهقة


سن المراهقة هو مرحلة عمرية بيمر بيها أي حد سواء بنت أو ولد , فيها بيحاول الواحد مننا إنه يثبت وجوده علي الفاضي والمليانه والتمرد علي أي شيء لإثبات قوة شخصية. في الفترة دي بيمر المراهق بمجموعة من المراحل المتناقضة المتتالية زي التدين التام اللي بيوصل للتشدد من مقاطعة الاغاني والمسلسلات والتليفزيون والسينما والتوقف عن زيارة بعض الاقارب لأنهم غير ملتزمين والابتعاد عن اصدقاء الطفولة لتحولهم إلي شباب ضال. ثم يتم الانتقال للنقيض (الروشنة) من حلاقة علي الموضة , لبس مرحرح (مش مرحرح بالنسبة للبنات) , الانطلاق في الشوارع , الوقوف علي النواصي وعمل مقارنة تفصيلية بين مميزات وعيوب هيفاء وهبي مقابل مميزات وعيوب مريام فارس , معرفة اليوم اللي هاينزل فيه البوم عمرو دياب الجديد والسعي لشراءه اول ما ينزل حتي لو اغلي من ثمنه بعد كام ساعة (زي نتيجة الثانوية العامة).
بعد سن المراهقة واللي نفسياً مالوش سن معين للبداية أو للنهاية إنما كل شخص حسب ميوله وشخصيته والبيئة اللي عايش فيها وممكن الواحد يكمِّل حياته بأحد الالوان اللي اخدها في فترة المراهقة أو يكون أوفر حظاً ويستفيد من كل تجاربه ويضربهم في الخلاط مع بعض الدروس المستفادة لتكوين شخصية متزنة تنطلق في الحياة لتحقيق نتائج افضل من المتوقع تحقيقها بلون واحد من الوان المراهقة. الفترة اللي بعد المراهقة يطلق عليها الشباب واللي بيكون فيها الشخص مازال يتمتع بالانطلاق والجرأة والحماس لكن بشكل أقل تخبطاً مما كان عليه ايام المراهقة يعني بدل ما كان بيدور علي نفسه في 200 طريق بيتم اختزالهم في 10 طرق.
بعد مرحلة الشباب أو احاناً في آخرها أو حتي في أولها (العنصر البشري لا ثوابت له) بيكون الانسان لسة فيه الطاقة والحماس والانطلاق لكن بشكل اقل مرونة وأكثر نضوجاً وغالباً بيكون تحرك في الطريق المناسب واللي تم تحديده بعد فترة الشباب اللي كانت بعد فترة المراهقة.
الخلاصة إن لولا التخبط وخوض كثير من التجارب في فترة المراهقة مكنش الواحد هايعرف الطرق اللي هايخبط فيها في شبابه وبالتالي مش هايوصل لطريقه النهائي في حياته ومن هنا جاء تشبيهي لمصر بالشباب , فمصر بعد الثورة (حالياً) تمر بفترة من المراهقة بتجرب كل حاجة بتمر بكل التوجهات بتمر بالعلمانية ثم تميل للتدين والتشدد تنطلق للتحرر التام ثم تعود للتقيد بأتفه الامور ممكن تكون مصر بتتخبط دلوقتي أو بالفعل هي بتتخبط بس زي أي حد فينا لمَّا كان في سنها , مجرد مراهق مش عارف مصلحته ومش عارف طريقه وكل اللي حواليه بيقول عليه إنه هايضيع لأنه مش عارف مصلحته , لكن أنا بقول إن مصر مش هاتضيع ولا حاجة هي بس بتتخبط في مراهقتها علشان لمَّا تبقي شابه تعرف هاتمشي فين وبعد كدة تعرف طريقها النهائي اللي هاتمشي فيه. يعني بإختصار لولا التخبط لن تصل مصر لطريقها فمش معقوله كل واحد مننا يبقي مر بسن مراهقة ومستكترين علي مصر إنها تعيش السن ده , ياريت نسيب مصر تستمتع بسنها بدون ما نهددها ونخوفها إنها باللي بتعمله كدة هاتضيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق