الأحد، 24 يوليو 2011

خدوا الحكمة من افواه أهل الكنب


من بداية الثورة وقبل كدة كمان وفي ناس قررت أن يكون دورها في الحياة هو تقييم اعمال الآخرين دون القيام بأي عمل بأنفسهم , الأسوأ من القرار ده إنهم قرروا يقوموا بدور الناقد الحكيم دون معرفة الحقيقة والاكتفاء بالبحث عن رأس الحكمة في جنبات الانترنت وقنوات التلفاز وكلهم إصرار إن طريقتهم هي الطريقة الأمثل لبناء البلاد.
الكلام يطول عن الناس دي وعن الكم الرهيب من الكلام اللي بيقولوه وبيرددوه معتقدين إن هي دي الحقيقة اللي غايبة عن الناس اللي بتتحرك وبتروح وتيجي وتحضر الحدث بنفسها. لكن دلوقتي الموقف يستدعي الحديث عن ليلة امبارح واللي حصل في العباسية وأظن إن مفيش داعي اكرر اللي حصل لأنه جي علي كل وسائل الاعلام ومنتشر علي الانترنت طبعاً لأولي الألباب مش لحد تاني من اللي تقول له الاشارة حمرا يقول لك "حمرا ؟ حمرا مين ؟" وتقول له طور يقول لك طب اوزن لي نص كيلو لبن.
طبعاً اهل الكنب الحدث بيوصل لهم من آخره يعني بعد الضرب بحوالي نص ساعة لكنهم مش بيكونوا متابعين من أول الموضوع ودي من أحد اهم الصفات فيهم اللي هي اقتناعهم بالقدرة علي الحكم علي الموقف وقت ما بيدخلوا ومش لازم يكونوا متابعين للموقف من أوله أو حتي ربط التصريحات والاحداث السابقة ليه إنما الربط الوحيد بيكون بأمريكا وإسرائيل.
تبدأ المهزلة بسؤال اهل الكنب "هم اصلاً عايزين ايه من المسيرة دي ؟ " والسؤال ده غريب لأولي الألباب فالعقل بيقول إن الواحد يسأل صاحب الشأن علشان يعرف الإجابة مش يسأل نفسه أو يسأل ناس في نفس موقفه وبعدين لو كانت الناس وصلت للمقر بتاع المجلس العسكري كان ساعتها مصر كلها عرفت ايه هي المطالب. تاني سؤال "هم ايه اللي خرجهم من التحرير ؟ " والسؤال ده للوهلة الاولي تفهم منه إن السائل موافق علي اعتصام التحرير إنما معترض علي المسيرة لكن لمّا تتحري الدقة شوية هاتعرف إن المشكلة بالنسبة لصاحب السؤال في التغيير يعني هو رافض لكل ما يغير الحياة رافض الاعتصام لكن بمرور الوقت زي ما تقول كدة اتعود وبالتالي حدوث تغير جديد لازم يقابله بالرفض من جديد وانا أظن إن لو المسيرات اتكررت كتير هايتعود عليها ولو مثلا المتظاهرين فكروا في اضراب عام ساعتها هايجدد الرفض وبالمناسبة انا شايف إن هو ده سبب المسيرة يعني اعتصام التحرير مبقاش لا بيأثر في قيادة ولا شعب الدنيا ماشية عادي جداً وكله مبسوط الناس بتروح شغلها وبتتفسح والمجلس العسكري بياخد قرارات والناس معتصمة في التحرير وهي دي الحرية والديموقراطية.
تكرار الاتهامات وترديد كلام بدون تحليله أحد عادات أهل الكنب يعني قبل المسيرة بيوم المجلس العسكري كلف نفسه وعمل اجتماع وطلع بيان ونشره علي النت علشان يقول إن 6 ابريل بتحرض وتسعي للوقيعة لأنها عميلة ومتدربة في صربيا واستدل علي كلامه باللوجو اللي علي العلم علشان يفضحنا ويعرف العالم كله إن رمز الاشتراكية بالنسبة لقيادات الجيش المصري علامة تؤكد الصلة بصربيا ومن ساعتها وأهل الكنبة علي نغمة واحدة "6 ابريل خونة .. 6 ابريل خونة" بدون ما حد يعرف حتي عدد اعضاء الحركة وايه مظاهر التمويل اللي بياخدوه وبالتالي تضاف الجملة دي للباكيدج بتاع وائل غنيم ماسوني والبرادعي هو السبب في الحرب علي العراق.
يوم المسيرة الصبح تجول اللواء الرويني علي برامج التليفزيون محذراً إن المسيرة هايكون فيها ناس مسلحين وبالتالي أهل الكنب آمن تماماً إن الناس دي رايحة تهاجم وزارة الدفاع مع إن المسيرة مش لوزارة الدفاع إنما لمقر المجلس العسكري ولو المقر ده في جنينة الحيوانات فالمسيرة كانت هاتكون للجيزة وطبعاً أهل الكنب لو كان كلف خاطره ونزل شاف الناس قبل ما تروح المسيرة كان عرف إنهم بالفعل مدججين بالسلاح من انواع مختلفة فهاتلاقي كاميرات ديجيتال متطورة الصنع وأزايز مياه معدنية وأحياناً غازية (ساقعة) بالإضافة إلي تسلح كل شخص بموبايله المزود بخدمة الانترنت والخطة كانت الهجوم علي مبني وزارة الدفاع والقاء المياه الغازية علي الحيطة وبالتالي الوزارة تلزَّق وتصويرها صورة تذكارية ينتج عنها إنهيار الحكم في مصر ودخول إسرائيل من الشرق وامريكا من الشمال والقذافي من الجنوب لأنه مش فاهم إن مصر هي اللي جنبه علي طول.
أثناء تعرض المسيرة للهجوم وفي الوقت اللي في ناس مش عارفة هي هاتخرج عايشة ولا لأ ووصلت آمال البعض إنهم يخرجوا بإصابات أو حتي يتقبض عليهم كان أهل الكنب قاعد بيقيم المسيرة وهل هي كانت صح ولا غلط ؟ وهل السبب في الاحداث هم بلطجية مأجورين ولا اهالي العباسية ولا اندفاع الشباب ؟ ومحاولة التزام الحياد حتي مع وضوح الحقيقة المخيفة يعني تلاقي صورة لواحد شايل سنجة واقف قدام عساكر امن مركزي وجنبه رجل شرطة عسكرية فيقول لك "احنا ايه عرفنا ملابسات الموقف ؟" في نفس الوقت هو مقتنع إن الشباب كانوا عارفين اللي هايحصل ومع ذلك لم يتراجعوا بالرغم من إنه برضه ميعرفش ملابسات الموقف.
الكلام يطول عن أهل الكنب وأظن إن المرة دي مش هاتكون الأخيرة اللي اكتب فيها عنهم لأنهم متواجدين وبكثرة حتي نلتقي بأهل الكنبة مرة تانية تابعوهم دون التأثر وانتقال العدوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق