الخميس، 16 أغسطس 2012

محدش بيختم بالساهل



من المعروف إن أي مشوار للحصول علي أوراق رسمية مش بس بيكون مشوار أنما تجربة عادة بتكون مليئة بالألم وفقعة المرارة وده بفضل المنظومة الادارية الرهيبة في المصالح الحكومة والكفاءة الواطية للموظفين اللي بيتفننوا في تكدير المواطنين بدل ما يعملوا لهم الخدمة اللي بيطلبوها واللي هي الشغلانة اللي هم كموظفين بياخدوا فلوس عليها. الموظفين المصريين عندهم قدرة رهيبة علي إفتعال الروتين وتعطيل المصالح ﻷتفه الاسباب بالإضافة لقدرتهم الخارقة علي إفساد أي نظام يتم فرضه عليهم لرفع كفاءة المؤسسة.

الموقف اللي تعرضت له كان في مكتب تصديق وزارة الخارجية اللي في المهندسين واللي للوهلة الاولي تحس إن اللي بيوثقوا أوراقهم في الخارجية اكتر من اللي بيستخلصوا ورق من الداخلية كمقياس معبر عن رغبة الجماهير. كل اللي كنت عايزه هو تصديق ورقة واحدة فقط ولما وصلت لقيت زحمة في كل الاتجاهات مما يصعب عملية تتبع الزحمة للوصول للهدف وكعادة المؤسسات الحكومية المصرية بيغيب عنها ما يسمي الاستعلامات وبالتالي علشان تعرف المكان اللي المفروض تقف عنده ﻻزم تكتشف بالتجربة وده موضوع دايماً كان بيستفزني ﻷن في أي مؤسسة حكومية بيكون في عدد كبير جداً من الموظفين اللي اغلبهم مالوش أي تلاتين ﻻزمة وعادة بيكون في موظف كل شغلته في الحياة إنه ختامة وبالتالي شيء مستفز ومثير للدهشة في نفس الوقت .. يعني يشغلوا واحد ختامة ويستخسروا يجيبوا موظف استعلامات !!

دخلت لقيت واحد المفروض أمن ومسؤول عن قطع الكوبونات اللي فيها رقم بيتم النداء عليه وأول ما شافني لقيته قطع ورقة وحطها في إيدي وكل ما كنت احاول اسأله عن حاجة ألاقيه بيدي اللي حواليا ورق ففهمت إن الراجل ده شغلته بتاع ورق بس. دخلت وقعدت أبحث عن اللوحة الاليكترونية اللي المفترض يظهر عليها الرقم اللي معايا لما ييجي علي الدور والحمد لله ربنا وفقني وقدرت الاقيها مع ملاحظة إن اللوحة دي المفروض تبقي في مكان واضح مش مكان سري. قعدت في مواجهة اللوحة وانا بتفرج علي الارقام ﻻحظت إن العميل الواحد مش بياخد وقت خالص ومفيش دقيقة والاقي العميل اللي بعده جي عليه الدور وده شيء فرحني لحد ما جي علي الدور ورحت الشباك لقيت ناس كتير جداً واقفين علي الشباك وساعتها فهمت إن الموظف اللطيف بيدوس علي الزرار اللي بيخلي اللوحة تجيب رقم العميل اللي بعده بحيث يوقف حبة حلوين قدامه في طابور في تحطيم واضح لفكرة اللوحة لكن واضح إن الطبع يغلب النظام.

بعد ما تكتلنا علي الشباك في منظر معهود في المصالح الحكومية واللي كان ممكن التخلص منه وفقاً لنظام اللوحة الاليكترونية لكن الموظف أبي وأستكبر لقينا موظف بيقول لنا انتوا واقفين هنا ليه ؟ قلنا له ما هي اللوحة قالت لنا شباك رقم واحد فقال لنا بإستنكار : ومين قال لكم إن ده شباك واحد ؟ بصينا كلنا في نفس الوقت للوحة ملصقة علي الشباك مكتوب عليها شباك رقم واحد وبصينا له بدون أي تعليق فقال لنا بكل ثقة : ﻻ اللوحة دي قديمة شباك واحد اللي جنبه. فعلاً رحنا وقفنا علي شباك رقم واحد واللي كان مكتوب عليه شباك رقم 3 وسلمنا الورق بتاعنا وكل ما كان حد يسلم ورقه الموظف يقول له خش علي الشباك اللي بعدي وفعلاً انتقل التكتل من الشباك الاول (شباك رقم واحد اللي مكتوب عليه رقم 3) للشباك اللي بعده وبعد ما وقفنا كتير لقينا الموظف اللي في الشباك ده بص لنا كأننا ظهرنا في وشه فجأة وسألنا وهو في حالة ذعر : انتوا واقفين هنا ليه ؟ , طبعاً كان ردنا منطقي جداً : علشان نستلم الورق بتاعنا , وكعادة الموظف المصري اللي عمره ما يقول لك جملة خبرية ودايماً كلامه اسئلة قال لنا : ومين قال لكم إن الاستلام من هنا ؟ , قلنا له : اللي جنبك هو اللي قال هنا , وهنا تدخل الموظف الاول (اللي عند شباك رقم واحد اللي مكتوب عليه رقم 3) وقال : انا قلت علي الشباك اللي بعدي مش اللي جنبي , &^%$@#@#& ده اللي كنا عايزين نقوله بس ﻷن المثل بيقول إن لك عند الموظف حاجة قول له يا سيدي وﻷننا متأكدين إن المؤسسة دي مالهاش كبير فاتنيلنا سكتنا ورحنا للشباك الأخير اللي هو الشباك اللي بعد شباك رقم واحد اللي مكتوب عليه رقم 3 مش اللي جنبه. الحمد لله انتهت الرحلة بختم الورقة اليتيمة وقمت بتوديع رفقائي في الصف اللي شاركوني رحلتي في فهم أم النظام اللي ماشية بيه المؤسسة دي وكانت لحظة وداعهم صعبة ﻷن مهما كان العشرة ماتهونش علي موظفين الحكومة.

هناك تعليقان (2):

  1. أنا رأيى إنها سلسلة من الغلاسة. الموظف بيقرف الناس ليه؟ لأن مديره وشغله وحياته مطلعين عينه والمدير بيغلس على الموظفين لأن مديره بيغلس عليه و هكذا

    ردحذف