الاثنين، 15 أغسطس 2011

رمضان ومرض البط


ابدأ كلامي بحكمة حديثة الاصدار بتقول "نحن في زمن لا نحتاج فيه مسحراتي للسحور إنما نحتاجه للإفطار" الحكمة دي وصف ملخص لحال البلد في رمضان واللي بقت تسهر طول الليل وتحضر السحور لكنها بتنام طول النهار وتحتاج اللي يصحيها للفطار. وبمشاهدة بسيطة لنهار رمضان وآداء الناس في وظايفهم هانكتشف إصابة المصريين في رمضان بمرض جديد اسمه "مرض البط" حيث يتحول الانسان الطبيعي إلي بطة لا تقوي علي العمل , تتحرك بصعوبة , عندها رغبة دائمة في الرقود , ومبتعملش حاجة غير إنها تاكل وتبيض.
اصبحت أري الجميع عبارة عن بط , ادخل علي موظف اصحيه من النوم قبل ما أطلب منه خدمة فيبص لي بمنقاره الطويل بعدين يكاكي شوية علشان يبعدني بطلبي عن مكتبه لأنه علي مايبدو ميعاد البيض. امشي في الشارع ابص للناس اشوف في عيونهم الكسل و الاحظ تحركهم ببطء مع ظهور فقدان جزئي للوعي في تصرفاتهم. بمرور الوقت وبكثرة التعامل مع المصابين بمرض البط يبدو إني اتنقل لي المرض وده المرض الوحيد اللي بيتنقل من خلال مشاهدة المرضي وبقيت الاقي نفسي قايم من النوم مهبط وعايز انام تاني , اجي اكتب اكسل افكر في اللي اكتبه , اجي اقعد علي النت اكسل العب في الزراير , اجي اتفرج علي التليفزيون يصيبني النعاس وانام معلناً بشكل رسمي عن إصابتي بمرض البط.
مع النظر لحال البلد هانكتشف إن أكثر حاجة عطلت الانتاج مش الثورة ولا الانفلات الامني ولا الكساد ولا الاعتصامات إنما المشكلة تكمن في شهر رمضان أو بمعني أدق علي سلوكياتنا في شهر رمضان واللي لو فضلنا نعيشه كمجموعة من البط يبقي فعلاً بنخرب البلد لأننا هانخسرها سنوياً 30 يوم من العمل غير طبعاً الاجازات اللي في ال 11 شهر اللي باقيين. لذلك ادعو جميع المصابين للتخلص من مرض البط لأن المرض ده بالذات مالوش علاج غير رغبة المريض في التخلص منه ولنكتفي بأن يكون البط وجبة علي موائدنا لا صفة في مجتمعنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق