الاثنين، 22 أغسطس 2011

جمهورية الروتين


سألت نفسي ايه اللي الأسوأ من إني يكون عندي مشوار علشان اخلص ورق من جهة حكومية في شهر رمضان في شهر اغسطس واكون مش نايم كويس .. لقيت الاجابة إني برغم تحملي كل تلك المعاناة .. الورق ميخلصش بسبب الروتين المصري العظيم اللي بيبهرني شخصياً اكتر من الثورة.
الروتين في مصر يعني علشان تعمل ورقة واحدة حكومية تحتاج تروح تجيب 4 ورقات من 4 مصالح مختلفة في 4 اماكن مختلفة وكل ورقة من ال 4 ورقات علشان تعملها بتلف علي ما لايقل من 70 % من موظفين المصلحة اللي بتجيب منها الورقة. خلال رحلتك في جمع الورق بتقف طوابير كتير عشوائية قانون الفوضي هو اللي بيحكمها و- لحد دلوقتي- تلاقي ابن الناس اللي ليه واسطة بيتجاوز كل الطابور ويدخل يقعد جنب الموظف اللي بيزعق لأي مواطن تاني لمجرد إنه بيحط ايده علي الشباك.
خلال الرحلة دي بتقابل مجموعة من الموظفين اللي ممكن تفضل اسابيع تسأل نفسك "معقول هو كل شغلته إنه يعمل كدة بس ! " وسبب الحيرة إنك في ناس شغلتها تافهة جداً ومش ممكن انسان طبيعي يستحمل إنه يقضي حياته يعمل كدة بس. يعني مثلاً بتلاقي واحد قاعد علي مكتب وأي ورقة خارجة من المصلحة هو المسئول إنه يختمها يعني هو من الآخر شغال "ختامة" وطبعاً في من ده كتير وبالرغم من الكم الهائل من العمالة الزايدة إلا إنك مش بتلاقي حد قاعد علشان تسأله لو عايز كذا تروح فين (استقبال) وبالتالي تلجأ لسؤال المواطنين اللي هم نفسهم مش عارفين مصلحتهم فين بس طبعاً حب مساعدة الآخرين بتخليهم يفتوا ويقولوا لك علي اي شباك وخلاص وده غالباً بيكلفك وقوف ما لا يقل عن نص ساعة في طابور من المواطنين العرقانين وفي الآخر لما توصل للشباك وتيجي تحتفل بالنصر تلاقي الموظف يقول لك "لأ الشباك اللي جنبي" اللي يعصب إنك بعد ما توصل للموظف المسئول تلاقي كل اللي عمله مثلاً إنه يختم لك وبالرغم من إن الختامة موجودة بين الاتنين موظفين إلا إن الموظف الاول حافظ علي تخصصات العمل وبعتك لزميله المسئول عن الختامة.
من الامور اللي دايماً بندهش منها هي إني علشان اطلع ورقة من مصلحة حكومية بروح اجيب ورق كتير من مصالح تانية هي كمان حكومية يعني من الآخر علشان آخد ورق من الحكومة بروح اجيب لهم ورق من الحكومة واسلمها لهم تاني كحكومة فهم كحكومة يسلموني الورقة الحكومية والسؤال هنا "ليه المصلحة الحكومية ماتطلبش من باقي المصالح إنها تبعت لهم المستندات الخاصة بي كمواطن" ما هم حكومة في قلب بعضيهم وهم اللي عايزين الورق مش انا .. يعني هم يطلبوا ورق وانا الف اجمعه وادفع فيه الشيء الفلاني .. الاسوأ من كدة كمان إن الموقف ده ساعات بيحصل مع نفس المصلحة يعني مثلاً البطاقة الشخصية علشان تطلعها بتروح السجل المدني اللي هو تابع لوزارة الداخلية فيطلبوا منك تجيب شهادة ميلاد اللي هي كمان تبع وزارة الداخلية وبالتالي أنا بعتبر نفسي في الفترة دي موظف في وزارة الداخلية بس بدون أجر.
المهم بعد اللف المبالغ فيه علي الموظفين تتوصل لنتائج مهمة جداً زي
1-    إن ممكن الاستغناء عن حوالي 80 % من موظفين المصلحة بم فيهم مدير المصلحة نفسه
2-    إنك جمعت امضاءات واختام واوراق كتير محدش عارف الهدف منها ايه بم فيهم الوزير اللي تابعه ليه المصلحة لكن الكل رافع شعار : هذا ما وجدنا عليه ابائنا
3-    إنك ضيعت وقت طويل من عمرك بالاكراه بالمشاركة في مهزلة الاوراق الرسمية
4-    إن الروتين ثقافة متأصلة وتحتاج ثورة للقضاء عليه
5- انسب حل للموظفين هو خصخصة المصالح الحكومية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق