الخميس، 1 ديسمبر 2011

رمز اللامؤاخذة



بعيداً عن المعركة الانتخابية دايماً كان بيلفت نظري الرموز الانتخابية ومدي غرابتها والاستعانة بها كوسيلة لتسهيل الاختيار وخصوصاً بالنسبة للأميين وللي بيحفظوا الرمز قبل دخول اللجنة علي طول بدون ما يعرفوا اسم ولا حزب ولا توجه الرمز اللي هو بيختاره يعني من الآخر هو بيختار رسمة وبالتالي لازم تكون الرسمة دي معبرة عن صاحبها أو علي الأقل جزابة علشان اللي بيختار يبقي فرحان وهو بيعلم علي الرسمة.

اكتر رمز اشتهر في الانتخابات اللي احنا فيها هو رمز الصاروخ وبالرغم إن الرمز ده بيعبر عن حزب وعن مرشحين إلا إن مدلول لفظ "صاروخ" وخصوصاً عند الشباب مالوش دعوة خالص بالسياسة. ويزداد اللغط لما نعرف إن في مرشحه (انثي) عن الحزب ده اللي هو رمز الصاروخ يعني احنا كشباب قليل الأدب ودماغه غالباً بتروح لإتجاه واحد لما نعرف إن في واحدة رمز الصاروخ هل من العدل إن حد يطلب مننا تصفية نيتنا ونعمل نفسنا قال بنتكلم عن مقاييس اختيار المرشح وحتي لو عملنا كدة هانلف نلف ونختار الصاروخ علشان الشباب ينبسط والبرلمان يبقي فيه نايبة مهمة تم اختيارها بناءاً علي مقاييس بعيدة كل البعد عن السياسة.

في توزيع الرموز بيتظلم ناس لما بيتدبسوا في رموز مالهاش معني زي رمز "حبة الزيتون" الراجل ده لاحظت يفط الدعاية بتاعته وحسيت إنه يا عيني ملخوم مش عارف يرسم الرمز ازي لأنه لما رسم حبة الزيتون طويلة الناس افتكرتها "بلحة" ولما رسمها مكورة افتكروها "زبل حمام" فآخر ما زهق بقي يكتب إنه رمز حبة الزيتون بدون رسمة والناس لما تروح تنتخب تبقي تسأل بقي. بس مأساة الراجل ده مش هاتنتهي حتي لو دخل البرلمان بالعكس دي هاتزيد .. يعني في البرلمان هايلاقي واحد بيقول انا رمزي النخلة يعني الامل والشموخ والتاني يقول انا رمز الهرم يعني الحضارة والتاريخ .. طيب ده يدخل يقول ايه ؟! انا رمز الزتونة ! .. يعني لو حد مننا بقي مكان الراجل ده أكيد مش هايحب يبقي زتونة بيعبر عن فتح النفس والتواجد الكثيف مع الجبنة.

في رموز بتحمل إساءة لصاحبها أو للناس اللي هاتنتخبهم يعني المرشحين في الدعاية بتاعتهم بيربطوا بين الرمز الانتخابي والشعار الانتخابي زي مثلا رمز الشمعة يبقي شعاره نحترق من أجل الآخرين ورمز كشاف النور نضيء لك الطريق .. طيب لما واحد يكون رمز الشاكوش هايقول ايه ؟ طب الاسوأ من كدة لو واحد رمز الدراجة (بسكلتة يعني) ايه الشعار اللي ممكن يربطه برمز زي ده؟

مع تقدم عدد كبير للترشح بقي من الصعب توفير رموز للمرشحين وبالتالي ظهرت رموز دقيقة ومتخصصة زي رمز "خلاط الفواكه" و رمز "مضرب تنس الطاولة" و رمز "شبكة كورة السلة" و لو الانتخابات اللي جاية العدد زاد اكتر مش بعيد نلاقي واحد رمزه "راجل ماشي في الشارع والدنيا بتمطر وعربية معدية جنبه بتطرطش عليه" او مثلاً رمز "برطمان مربي فراولة جنبه رغيف توست مسنود عليه سكينة"

هايفضل عالم الرموز الانتخابية عالم كوميدي لحد ما نلاقي بديل أو نلاقي لجنة انتخابية عندها ابتكار فتقدر توفر رموز ليها معني سهلة التمييز ولا تحمل أي معني يتصادم مع ثقافة الشعب. لحد ما يحصل الكلام ده كل واحد يتخيل لو هو في يوم اترشح ايه الرمز اللي هو يحب ياخده ؟ و ايه اسوأ رمز ممكن يكون من نصيبه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق