الجمعة، 9 مارس 2012

ثورة الطلبة لرفع الوصاية


لطالما اعتدنا علي معاملة الطلبة معاملة الأطفال الذين لا يفقهون شيئاً في الحياة وغير مؤهلين لإبداء أي رأي يخص حياتهم الدراسية وطوال فترة دراستهم ما عليهم سوي السمع والطاعة والتأقلم علي الأوضاع وإن كانت خاطئة , وتحمل الجمود الفكري الذي ينعم به القائمين علي إدارة العملية التعليمية , والتماشي مع أساليب شرح عقيمة , وتناول محتوي أصابته الشيخوخة , والإنصياع لأساليب تقييم تقتل كل محاولات الإبداع. رغم كل تلك الصفات القميئة التي أصابت التعليم يتعامل المسؤولون عن الوصول لتلك الحالة المذرية مع الطلبة علي أنهم قُصَّر وإن أُخِذ برأيهم في تطوير العملية التعليمية لأفسدوها كما يزعمون.

نحن أمام نموذج مُصغَّر لدولة لا تعترف بقدرات الشباب وتمنحهم لقب أمل المستقبل بدلاً من أمل الحاضر وبالتالي فعلي الشباب أن يتجاوز سن الشباب لكي يصبح أمل الحاضر ليبدأ في رسم المستقبل بعقلية الماضي الذي تعلمه علي أيدي الجيل السابق له والذي أبي أن يفسح له المجال إلا بعد أن قتل فيه كل مواطن الإبداع والإبتكار ونجح في وضعه بنفس القالب المعهود للروتين الذي وجدنا عليه آباءنا.

من المستفز أن الشاب الذي تمنحه الدولة حق إختيار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان والمحليات والنقابات والتصويت علي مواد دستور البلاد تسلبه الكلية حق المشاركة في صناعة قرار يطبق علي مستوي الكلية وتتجاهل رؤيته ومقترحاته للإرتقاء بالعملية التعليمية لنصبح أمام حالة نادرة من الشباب الذي يملك الأهلية لمناقشة دستور دولة وإتخاذ قرار بشأنه لكنه فاقد الأهلية لمناقشة اللائحة الداخلية لكليته !

إن إشراك الطلاب في إدارة العملية التعليمية أمر ضروري لتحسين مستوي التعليم ولتحقيق رؤي أكثر شمولية بدمج فكر الإدارة وفكر الطلبة لعملية لن تثمر ما إستمر الفصل بين الفكرين ويجب أن تتم عملية المشاركة تلك من خلال آليات فعالة تحدث تغيير ملموس وليس من خلال إجتماعات شكلية يتم التخلص من نتائجها بمجرد الإنتهاء منها , وليس من خلال مجموعات طلابية يتم إختيارها بعناية من الأمن لتكون عوناً له في إلهاء الطلبة وإكمال الصورة الزائفة لتفعيل دور الشباب في بناء الوطن. ثورة الطلبة هي ثورة جيل يطالب بحقه في رسم حاضر نتائجه ستكون أسس إدارته للمستقبل ثورة الطلبة هي ثور جيل يطالب برفع الوصاية ومنحه الفرصة لإثبات ذاته.

هناك تعليق واحد: