الأربعاء، 21 مارس 2012

المحمول أفيون الشعوب


في مرة طلعت في دماغي أقفل موبايلي وكمان أخرج وانا سايبه في البيت وأول ما عملت كدة حسيت بقوة رهيبة نظراً لإثباتي قدام نفسي إني أملك الجرأة والقدرة علي الإستغناء عن حاجة بقت من الأساسيات لكن مفيش 10 دقايق ولقيت إيدي بتاكلني وعينيا مش قادر أشيلها من المحمول وبمرور الوقت بدأت أهرش في دراعي وفكرت إن احط الموبايل برة الاوضة واخلي اهلي يقفلوا علي ويمنعوني من إستخدامه مهما ضعفت أو توسلت ليهم لكني خفت إنهم يفتكروني إتجننت ويدخلوني مصحة وأكيد مش هايسعدني إن إسمي ينزل في الجرايد تحت عنوان مجنون الموبايل. الوقت بيمر وانا مصمم علي قفل الموبايل ومجموعة صراعات داخلية بين الرغبة في الإستغناء والرغبة في الاستمرار في تعاطي المحمول من خوفي إني أضعف قررت إني أسيب البيت خالص وأنزل كبديل عن حبسي في الأوضة وتوريط أهلي في رحلة العلاج.

نزلت أتمشي ورحت بعيد عن البيت ومشيت علي النيل أستمتع بالمنظر الطبيعي الوحيد المتاح لسكان العاصمة وقعدت أدندن أغنية لمحمد منير ومن كتر ما إشتقت للأغنية قررت إني أسمعها من صاحبها علشان أعيش الإحساس بتاعه فحطيت إيدي في جيبي علشان اطلع الموبايل اللي عليه الأغنية لكني إفتكرت إني سيبت الموبايل في البيت وإن سبب وجودي في المكان اللي انا فيه دلوقتي هو العلاج من تعاطي المحمول. هديت من روعي وقلت لنفسي مش مشكلة انا حافظ الاغنية ومش محتاج اسمعها وحاولت أقنع نفسي إن النشاذ اللي صادر مني وتحريفي لنص الكلام علشان مش فاكره شيء جميل لأنه طبيعي وبيعتمد علي الفطرة.

مر وقت طويل مش عارف قد إيه وانا المفروض عندي حاجات أعملها في البيت فقلت أشوف الساعة كام وبكل بديهية حطيت إيدي في جيبي علشان أطلع الموبايل اللي فيه الساعة لكني إفتكرت للمرة التانية إني سيبت الموبايل في البيت وإن رحلة العلاج دي للتخلص من تعاطي المحمول بس هي رحلة العلاج مر منها قد إيه ؟ كتير ولا قليل ؟ فقررت اسأل أي حد عن الساعة وكالعادة لما الواحد يحتاج حاجة مش بيلاقيها ببص حوايا لقيت الناس كلها بتجري بس عاملين نفسهم بيمشوا وملقتش حد بيمشي بسرعة مناسبة لسؤاله عن الساعة غير بنتين واقفين علي النيل فطبعاً مكنش ينفع اسألهم عن الساعة و إلا هايفتكروني بعاكس وكمان حمار معاكسة لأن أستايل الساعة كام والجو ده خلص من التسعينيات فأضطريت أمشي لحد ما لقيت محل سألته عن الساعة فرد علي بقرف لأنه افتكرني داخلي أشتري منه حاجة.

بعد ما عرفت الساعة كام إكتشفت إني بقالي كتير بتمشي وآن الأوان إني أرجع البيت ولما وصلت لمنطقتنا قابلت زميل دراسة منذ الصغر وبعد تبادل السلامات والأسئلة المعتادة التقليدية اللي إجاباتها برضه تقليدية زي إزيك الحمد لله فينك في الدنيا مابتسألش ليه والله الدنيا ملخبطة معايا قرر إنه يضيف للحوار معني بإنه يعزمني علي شبكته فقال لي انا شبكتي الخميس اللي بعد الجاي فقلت له مبروك وسألته سؤال مكنش له لازمة وورطت به نفسي قلت له بكل بلاهة ده هايكون كام في الشهر قال لي مش فاكر وبكل بلاهة حطيت إيدي في جيبي علشان اطلع الموبايل اللي عليه التقويم الميلادي اللي هايعرفني التاريخ لكني افتكرت إني سيبت الموبايل في البيت فلما لاحظ إن ملخوم طلع هو موبايل وقال لي علي التاريخ وسلم علي ومشي بعد ما بص لي بصة قرف.

روحت البيت وانا سعيد جداً لقيت أخويا قلقان وأمي بتهزقني وبتقول لي عمالة اتصل بيك من ساعتين وانت قافل موبايلك وبعد وصلة لطيفة من التهزيق دخلت أوضتي وانا في قمة السعادة بتجربة الإستغناء عن الموبايل اللي علمتني حاجات كتير أهمها إني ماسيبش موبايلي تاني في البيت وعمري ما اقفله مهما سبب لي في إزعاج وإنتهاك خصوصية.

هناك تعليق واحد:

  1. يا محمود كل وقت وله التكنولوجيا بتاعته فالإتجاه دلوقتى لجعل الموبايل يقوم بكل شىء و مع مرور السنين تزداد قوة تلك الأجهزة حتى أننى أتوقع أنك فى خلالسنوات قليلة ستقوم بمعظم عملك عن طريق الموبايل وقد تكتب هذه المدونة عن طريق الموبايل.......من الآخر بلاش تعذب نفسك و تقف ضد التغيير علشان هتتعب كتير (مع إن معظم الشعب ده مبيحبش التغيير خالص)

    ردحذف