الثلاثاء، 8 مايو 2012

يسقط يسقط حكم العسكر



بدأت العلاقة بين الثورة والجيش بهتاف الجيش والشعب إيد واحدة وخلال زمن قياسي تبدل الهتاف الحميم إلي يسقط يسقط حكم العسكر مما يعتبر مؤشر لفداحة فساد العسكريين اللي مسكوا زمام الأمور اللي بدأ بتجاهل كل دعاوي الإصلاح وتعمد رد كل الخلافات لقوانين فاسدة وإنكار الشرعية الثورية ووصلت لذروتها بتحويل القوات المسلحة المصرية لأمن مركزي وبدل ما تكون مهمته حماية الحدود أصبحت مهمته الجري ورا المعارضين في شوارع وسط البلد والعباسية والدمرداش ! وده كان نتييجة أحدي التجاهلات اللي هي إعادة هيلكة الداخلية اللي الثوار اتنبح حسهم علشان تتحقق لكن عدم وجود نوايا للإصلاح والقضاء علي النظام الفاسد دفعت المجلس العسكري للإبقاء علي جهاز عقيم فاسد غير مجهز لتأمين البلاد أنما قمع الشعب للحفاظ علي السلطة

بفرض حسن النوايا في العسكريين اللي بيحكموا البلد وإنهم وطنيين مخلصين والكلام ده , مشكلة الحكم العسكري هي عقلية العسكريين اللي ماتعرفش معني كلمة ديموقراطية وبتعتبرها فوضي. طبيعة عمل الجيش والضرورات اللي في الحروب واللي بتبيح المحظورات بتمنح القيادة حق إتخاذ القرار وفرضه علي الرتب الأصغر الملزمة بتفيذه حتي لو كان مخالف لوجهة نظرها أو حتي بيعرضها للخطر وحتي لو كان العسكريين بيقودوا مدنيين في حياة طبيعية ﻻ تبيح المحظورات بتفضل نفس السياسة قائمة ﻷنها السياسة الوحيدة اللي تربي عليها العسكريين. مشكلة تانية في عقلية العسكريين هي نظرتهم للمدنيين علي إنهم مجرد منتفعين أصحاب أيدي ناعمة مش بيشوفوا جزء بسيط من اللي بيشوفوه العسكريين من شقاء وتعرض للمخاطر وضغوط نفسية والنظرة دي بتدفع العسكريين للإيمان بأحقيتهم في قيادة البلاد لحمايتها من نزوات وتفاهة المدنيين المشكوك دائماً في وطنيتهم وبالتالي بنلاقي لواءات بعد خروجهم من الخدمة بيمسكوا مناصب لا تمت بصلة للعسكرية ومن المؤكد وجود مدنيين أكثر كفاءة ولكن في نظر العسكريين هم أقل وطنية وغير أهل للثقة

في حالة تولي عسكريين فاسدين للحكم بتزداد البلة طين فتخيلوا أقوي مؤسسة في الدولة وأكثرها تنظيماً وتسليحاً تبقي سلطة حاكمة فاسدة. الموضوع في حالتنا مش محتاج تخيل ﻷننا شفنا بالفعل السلطة العسكرية الفاسدة بتحكم واللي بيعارضها بتسحقه بقواتها وسلاحها وقدسيتها لدي المواطنين اللي بتدفعهم لتحمل ما ﻻ يطاق في مقابل الحفاظ علي المؤسسة العسكرية , يعني حالة من الإبتزاز مغلفة بالتهديد بالعنف

خوفنا علي الجيش خلانا نخترع جملة غير منطقية بتقول إن الجيش حاجة والمجلس العسكري حاجة. مش منطقي إننا نفصل بين المجلس العسكري اللي هو مكون من وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الجيوش وبين الجيش نفسه. مش منطقي إننا نفصل بين المجموعة اللي بتدير الجيش المصري من 20 سنة وبين الجيش نفسه. ومش منطقي إننا نفصل بين الجيش وبين الناس اللي هاتقوده لو حصلت حرب في اي وقت. وأظن إن نظرية الجيش حاجة والمجلس حاجة ثبت فشلها لما لقينا قوات الجيش بتقتل المتظاهرين وبتطاردهم وبترتكب تجاوزات تصل لجرائم الحرب فهل ممكن نقول إن المجلس العسكري والقوات اللي بتنزل تفض الاعتصامات حاجة والجيش حاجة تانية ؟! أظن مستحيل

انا مش بشكك في الجيش وﻻ بقول إنه فاسد ومكون من شياطين لكني عايز أوصل لإن الجيش مؤسسة متماسكة وبتتحرك وحدة واحدة ولو احنا بنضحك علي نفسنا وبنصنف مين في الجيش معانا ومين مش معانا فهم جوة الجيش مش بيصنفوا , وحتي لوصنفوا وقت الجد برضه هاينفذوا الأوامر ولعل ده سلاح ذو حدين , فهو ميزة بتأكد علي مدي تماسك الجيش المصري , بس عيب إن تماسكه وتقديم تنفيذ الاوامر علي إعمال العقل بيعرضه إنه يكون سلاح للنظام العسكري الطامع في السطة ضد معارضيه وبيعرض الجيش إنه يكون نموذج مكرر للأمن المركزي. الخلاصة إن الفصل بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية ممكن يتحقق بتعيين رئيس مدني بشرط إنه يمتلك صلاحيات رئيس مش مجرد قشرة مدنية لدولة يحكمها العسكريين , لكن المشكلة في إستحالة الفصل بين المجلس العسكري المكون من قادة الجيش وبين عناصر الجيش نفسه مع تأكدنا من فساد قادة الجيش فمن الخيانة تركهم في مناصبهم وإلا نبقي بنسمح للفساد يحكم الجيش ومانستغربش لو صحينا في يوم علي نكسة أسوأ من 67. العسكري الصالح ﻻيحكم دولة ومكانه قيادة الجيش أنما العسكري الفاسد ﻻ يحكم دولة وﻻ يقود جيش ده مكانه السجن 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق