الاثنين، 10 سبتمبر 2012

علي هامش السوبر



طبعاً كلنا ماشوفناش ماتش السوبر بين إنبي والأهلي نظراً لوجود ما يسمي دم بالإضافة للإحساس بالتقصير في قضية شهداء بورسعيد اللي بيفكرنا بتقصيرنا في قضية شهداء الثورة. المباراة دي هي أول مباراة في التاريخ تتلعب غصب عن جمهور الفريق وده دفع الكثير للتساؤل إذا كنا بننظم مبارايات علشان نستمتع ليه لما جي اليوم اللي كلنا مش عايزين نشوفها برضه اتلعبت ؟!

يمكن في ناس تشوف موقف الالتراس ومطالبتهم بإلغاء الدوري حتي القصاص أمر مبالغ فيه أو غير منطقي لكن لما نرجع بالذاكرة ليوم حادث بورسعيد هانلاقي إن ده كان نفس الكلام اللي كلنا قلناه واللي عبرنا عنه بجملة بسيطة "ملعون أبو الكورة لو في ناس هاتموت" حتي اللعيبة نفسهم طلعوا يصرحوا إنهم مستحيل يلعبوا كورة تاني بالمنظر ده وكل واحد منهم عمل دكر وطلع يقول : مش ﻻعب كورة تاني يا كابتن .. أنا شفت ناس بتموت قدامي النهاردة. وبعد مرور حوالي 7 شهور فضل الألتراس عند مطلبهم ومطلبنا ومطلب اللعيبة والمعلقين بإن مفيش كورة قبل القصاص وضبط المتآمرين وتأمين الملاعب لكنهم اتفاجؤا إن هم الرجالة الوحيدين اللي التزموا بكلمتهم وثبتوا علي موقفهم أما الباقيين اللي إدَّعوا البطولة جابوا ورا وبدأوا في تبرير موقفهم وكمان الهجوم علي اللي التزموا بكلمتهم وكأن في زمننا الرجولة بقت عيب.

كل اللي فات ده هو الموقف نفسه لكن اللي مهتم بيه أكتر هو ما حول الموقف زي الأمن اللي رفض إلغاء المباراة وفضل إنه يحشد قواته علي إنه ينصاع لمطلب من شوية عيال (علي حسب تفكيرهم) مما يمثل إمتداد طبيعي لغطرسة الميري اللي في كل تصرفاته بيبقي عايز يأكد إن هو صاحب قراره مش حد تاني , إن هو الأمن والأمان وأي حد تاني فهو مش فاهم حاجة , إنه بيشوف شغله وقت ما يبقي هو اللي عايز يشتغل مش وقت ما الشعب يحتاجه وده اللي خلاه يأمن 11 لعيب بشكل لو كان طبقه في بورسعيد مكنش حصل ده كله.

رغم إني زملكاوي إلا إني حضرت مبارايات للأهلي في الاستاد بالإكراه من أصدقائي الأهلاوية لدرجة إنهم خلوني أحضر ماتش الاهلي والزمالك في مدرجات الأهلي. أثناء وجودي في مدرجات الأهلي اتعرفت علي الالتراس (قبل الثورة) كمشجعين بيقفوا ورا فريقهم حتي لو خسران وأتذكر مباراة الاتحاد الليبي الاهلي كان خسران والجمهور كان بيشجع وكله إيمان إن الفريق هايكسب , وفعلاً اتحولت الهزيمة لفوز في الدقائق الأخيرة واحتفل الالتراس اللي ماشكش لحظة إن فريقه هايفوز والاحساس ده كان بيتنقل للعيبة من خلال التشجيع الناري اللي لو واحد مصاب بالسمنه سمعه هايطلع يجري في الملعب بالطول وبالعرض. حتي في ماتش المصري الالتراس سافر ورا فريقه علشان الاهلي يلعب وكأنه في أرضه أو علي الاقل معاه جمهور قد اللي مع الخصم ودفعوا التمن أغلي من المقبول. الالتراس جمهور بيساند فريقه بدون أي مقابل ودفعه للإنتصارات دفع وبتشجيعه المنظم عمل لوحات ودخلات نالت إعجاب علي مستوي العالم لكنه يوم ما طلب ﻷول مرة من لعيبته طلب بسيط اللعيبة تجاهلته وراحت شافت نفسها وتجاهلت مشاعر ناس كل اللي قدموه كان تشجيع ومساندة حتي وقت الهزيمة.

الإعلام في مصر طول عمره كان فيه مشكلة بعد ما اتحقن بالمنافقين اللي كان دورهم تجميل الوجه القبيح للنظام وللأسف أغلب المنافقين دلوقتي لسة موجودين وبيعملوا بكامل طاقتهم وللاسف سبب وجودهم إن لسة في ناس بتتفرج عليهم متجاهلين تماماً الدور القذر اللي بيقوموا بيه. المنافقين دول يمكن دلوقتي مش بيجملوا وجه النظام لكنهم لسة منافقين , بيتكلموا عن الاخلاق وهم أبعد ما يكون عنها , بيتكلموا عن العلم والتعليم وهم جهلة علماً وفكراً , بيتكلموا عن الشعب وهم بيتبرأوا منهم وعايشين في كادر تاني خالص. بإختصار شعار الإعلام القذر إن "الحقيقة هي الكلام اللي يخدم مصلحتي"

أقذر ما ظهر حول المباراة هو الإنحطاط الانساني اللي أصاب كتير من المصريين علي رأسهم الاعلام واصحاب المصالح. يعني لما واحدزي مجدي عبد الغني يقول : أهل اللي ماتوا خدوا فلوس .. عايزين إيه تاني ؟ يبقي ده مؤشر إن الإنسانية في مصر علي وشك الفناء. ولما واحد زي شوبير يهاجم الشخص الوحيد اللي احترم الجمهور ورفض اللعب إنه منافق يبقي الإنسانية في إنحطاط مع ملاحظة إن اللي بيتكلم ده مصر كلها عارفة إنه منافق وياما لحس جزم باشوات الحزب الوطني الفاسد علشان يمنوا عليه بمنصب ومن بجاحته اعترف شخصياً بتزوير الانتخابات لصالحه لكن زي ما بيقولوا العيب لما ييجي من أهل العيب مايبقاش عيب.

مباراة السوبر اتلعبت , وهيبة الدولة تجسدت في قدرة الأمن علي تهريب اللعيبة , ووﻻء الفريق برز في هروبه من اللي طول عمرهم بيشجعوه , وميثاق الشرف الاعلامي تجلي بوصف الإنسان إنه رزمة فلوس. اتلعب الماتش والكل خسر إلا صاحب القضية فهو الوحيد اللي عمره ما بيخسر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق