الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

مصيف مع المحافظين



بقالي فترة محتاج أغير جو وابعد تماماً عن دايرة حياتي الفارغة من العمل لكن مليئة بالتفكير اللي أنهكني واستنزفني نفسياً وعلشان كدة قررت إني أسافر بضعة أيام خارج القاهرة مع تفضيل الذهاب لمكان هادئ مافيهوش بني آدميين كتير ﻷن بالنسبة لواحد كل تحركاته في الجيزة والقاهرة بتكون آخر حاجة محتاج يشوفها هي البني آدميين. العائق الوحيد كان زملائي في الرحلة اللي كان ﻻزم ينطبق عليهم شروط معينة علشان تبقي رحلة نموذجية , وكما يبدو إن ربنا كان راضي عن السفرية دي فرزقني بمجموعة تتناسب مع المود اللي أنا فيه حالياً وتساعدني علي تحقيق هدفي من السفرية كلها.

المجموعة اللي سافرت معاها تتسم بالإلتزام والجدية والإنضباط وأهم ما يجمعهم هو الرزانة والهدوء والنظام ودي مواصفات شاذة علي شباب في ربيع عمره لكنها طبيعية علي مجموعة كان طلاب دفعتهم من كلية الهندسة بيعتبروهم جد زيادة عن اللزوم. بمراجعة العوامل المشتركة بين أعضاء الرحلة السبعة وجدت أن الرابط الاول بينهم هو الدفعة الدراسية في كلية الهندسة , تاني حاجة أغلبهم من نفس السكشن , تالت حاجة إن 3 منهم كانوا في نفس مشروع التخرج وال 4 التانيين كانوا في مشروع تخرج تاني يعني نقدر نقول إن السفرية دي أقرب لرحلة علمية من كونها مصيف وده تجلي لما كانت القناة المفضلة لدي المجموعة أثناء تناول الطعام هي ناشيونال جيوجرافي أو الجزيرة الوثائقية مع قليل من تبادل المعلومات حول حلقات سابقة من الافلام الوثائقية وبالتالي كل ما ابويا وأمي يقولوا لي خد بالك من نفسك وبلاش تهور الشباب كنت بضحك بشكل هيستيري.

مزايا السفر مع مجموعة زي دي كتير قوي زي إن الواحد بينعم بالخصوصية دائماً ﻷن  هم بيتكلموا قليل وأتذكر في صباح تاني يوم صحيت وقعدت في البلكونة وكان فيها اتنين من المجموعة ومحدش كلم حد خالص لحد ما واحد قام دخل الشاليه وواحد نزل عند البحر وانا دخلت كملت نوم. الميزة التانية إن الواحد بيحس بالأمان وهو نايم أو في الحمام ﻷنه عارف إن المجموعة دي ناضجة فمش هايصحي علي صاروخ بيحرق رجله أو علي مياه ساقعة مدلوقه عليه وبالنسبة للحمام فمحدش هايحاول يفتح الباب علي اللي جواه. الميزة التالتة إنك بتكون مطمئن إن محدش فيهم هايورطك في مشاكل بحركات طائشة ﻷن الطيش أبعد ما يكون عن مجموعة تشبه إلي حد كبير مجلس الآباء. الميزة الرابعة النهوض الفكري من خلال التمرينات الذهنية اللي بتقوم بيها لمجاراتهم في الحديث فهي مجموعة لو تم توفير لها الإمكانيات المناسبة -حتي في المصيف- ممكن ينهضوا بالبلد. الميزة الخامسة إنك بتستمتع بالاستجمام ليلاً بمشاهدتهم يلعبون الدومينو علي أنغام أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم دون إتهام أحداً منهم لنا بإننا قهوة معاشات.

بإختصار المجموعة دي كانت الأنسب لرحلة زي دي وساعدتني بجدارة علي تحقيق هدفي من السفرية ولذلك أتقدم بعظيم الشكر لكل أفراد المجموعة اللي ظبطوا الرحلة بالنسبة لي بس محدش منهم ينتظر إني اطلع معاه تاني إلا إذا كنت عايز نفس النتيجة وكنت في نفس المود.

هناك تعليقان (2):

  1. الف مبروك اهم حاجه رفهت عن نفسك :)

    ردحذف
  2. متشكر وإن شاء الله آجي العريش تاني بس بعد ما آخد لفة في الجنوب .. أنا ضد التمييز بين محافظات الجمهورية

    ردحذف