الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 4

انطلقنا بالعربية من المول الساعة 5:30 ومفيش كام شارع ولقينا زحمة رهيبة.. ابن خالتي قال: الناس كلها بتروح في الوقت ده علشان الحظر وبيبقوا مستعجلين وبيسوقوا بشكل بشع.. ردت عليه خالتي: ما هو علشان مصلحتهم.. الجيش بيعمل الحظر علشان الناس تروح وهم يمسكوا الارهابيين.. تدخلت وقلت: يعني هم الإرهابيين بيفضلوا قاعدين في الشارع بعد ما احنا بنروح والأمن بيمسكهم ؟ وبعدين ما هي كل المظاهرات اتضربت بالنهار وبعيد خالص عن الحظر ومحدش منع الجيش وﻻ زعل منه.. إيه ﻻزمة الحظر بقي؟ ردت خالتي: هو أنت بقيت إخواني؟ قلت لها: أنا مش فارق معايا الاتنين بس صعبان علي أروح يوم أجازتي الساعة 7 ده أنا مكنتش بعملها وأنا في المدرسة أقوم اعملها دلوقتي.. علقت أمي: هو احنا كدة ميعجبناش العجب

وصلنا لبيت خالتي واللي كان بالنسبة لي نهاية المأساة والمعاناة.. بكل الحب طلعت أنا وابن خالتي الحاجات اللي اشتروها و طبعاً أمي وخالتي مسكوا فينا علشان نبيت هناك ومانرجعش عندنا لكن برضه بكل الحب رفضنا خوفاً علي علاقتنا بأمهاتنا  ونزلنا وأول ما ركبنا العربية أطلقنا صيحة كلها حماس بتعبر عن سعادتنا اللي مطولتش معانا بعد ما عيننا جت علي الساعة. الواحد لما بيعرف إن معاد الحظر جي والجيش نصب اللجان وهو عنده مشوار هيجبره يعدي علي طرق رئيسية كتير مما يعني مقابلته لأكتر من لجنة بيبقي عنده نفس شعور لعيب الكورة اللي خسران 7-صفر وفاضل علي الماتش 5 دقائق ولو خسر هيخسر البطولة أو نفس احساس الست اللي جالها الطلق والمستشفي بعيدة ومفيش تاكسي عاوز يقف لها وجوزها في الشغل ومش هيقدر يجيلها أو نفس شعور الطالب اللي حل سؤال واحد من أصل 5 أسئلة وسمع المراقب بيقول اتأكدوا إنكم كاتبين اسمكم علي الورقة علشان هبدأ الم الورق

تمالكنا أعصابنا واتحركنا بسرعة في طريقنا.. كل ما أسوق في الحظر بلاقي نفسي محتار أمشي بالراحة وﻻ أمشي بسرعة.. يعني أنهي أرحم.. إن الجيش يلاقيني بجري بسرعة فيفتكرني هربان من حاجة وﻻ إنه يلاقيني ماشي بالراحة كأني بغيظهم وبتحادهم؟ أثناء سيرنا لمحت من بعيد كمين للجيش مكنش عليه زحمة وده موقف صعب ﻷن ده بيحطك في شبهة إن أنت بس اللي كسرت الحظر وبرضه بتصيبك الحيرة تدخل علي الكمين بسرعة فيفتكرك هتكسره وﻻ تدخل بالراحة ويتفتكرك متردد وعايز ترجع ﻷنك عامل عملة. باختصار الموقف كله بيشكك في نفسك. دخلت علي الكمين بسرعة متوسطة وكنت مجهز رخصي وبطاقتي وبطاقة ابن خالتي.. منظر العساكر وهم شايلين السلاح ومستعدين للضرب وشكلهم مشحونين ومتنشنين يخليك تحس إن في أي لحظة ممكن تتصفي وبيبقي هاين عليك تنزل من العربية وتقعد علي الأرض وأيدك فوق رأسك بس برضه المشكلة أخاف يشوفوني نزل يفتكروني معايا سلاح وهضربهم.. مفيش فايدة

جالنا عسكري واقف في الكمين وكان شكله ولد غلبان شبه عساكر الأمن المركزي اللي بيبقوا كلهم نفس الشكل دول وكأنهم بيتصنعوا في الجيش مش بيجندوهم وعاملنا باحترام وقبل ما يسأل قلنا له معلش كنا بنوصل الحاجة والوقت سرقنا.. بص لنا كأنه مش مستوعب وقال لنا اتفضلوا.. وأنا خارج من الكمين برضه معرفتش أمشي بالراحة ويفتكروني بتتنك عليهم وﻻ أمشي بسرعة ويفتكروني ما صدقت وبهرب ﻷحسن يفتشوني

قطعنا تقريباً نص المسافة ودخلنا ميدان لقينا العربيات بتمشي في كل الاتجاهات ومن بعيد لمحنا كل الشوارع مقفولة وكله بيحاول يهرب من الزحمة حتي لو مشي عكسي. سيل العربيات أجبرنا نطلع علي كوبري هو صحيح في سكتنا ومخرجناش عن الطريق اللي يوصلنا بس برضه مش احنا اللي اخترناه.. مشينا حبة علي الكوبري وبعد كدة لقينا تكدس رهيب للعربيات اللي حركتها انعدمت تقريباً وعرفنا إن ده معناه وجود كمين رخم عايش في الدور وفاكر نفسه عامل حظر في بغداد. مرت تقريباً نص ساعة ومفيش عربية اتحركت وتقريباً كل الناس اللي كانت راكبة مواصلات سابوها ونزلوا ومفضلش غير أصحاب العربيات فقط في انتظار الكمين يحن علينا ويبدأ يعدينا حتي لو هيفتش العربية لحد ما يوصل للهيكل. بعد ساعة و ربع بدأت العربيات تتحرك بخطوات بسيطة وكل 10 دقائق تقريباً كنا بنتقدم 5 متر وبعد زمن بطلت احسبه من كتر القرف وصلنا لمرحلة الوحش... شوفت الكمين الرخم اللي كان علي بعد 3 عربيات

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق