الجمعة، 4 أكتوبر 2013

احنا بتوع الحظر: حلقة 5


لما قربنا من الكمين لقيت ضابط رتبة كبيرة واقف علي الرصيف بيبص بنفس البصة بتاعة أي ربتبة كبيرة (اللي هي تناكة) وكأنه بيقول في سره: انتوا وﻻ حاجة. الكمين نفسه كان مكون من مدرعة قافلة نص الطريق وباقي الطريق مقفول بحاجز مرور ومبقاش في مكان غير لمرور عربية واحدة بس. العساكر اللي واقفة في الكمين نظرتهم كانت متناقضة.. شكلهم مبسوطين إنهم في الشارع بس في نفس الوقت زهقانين من السحلة دي والوقوف لتفتيش مئات السيارات اللي اخترقت حظر التجول.. الوحيد اللي كان مبسوط هو ضابط صغير روش من اللي صورهم منتشرة علي الفيس بوك والبنات شايفاهم جون ترافولتا في عز أيامه وعمر الشريف في أجمد فترات شبابه واللي الشباب بيشوفوهم محتاجين ينشفوا شوية علشان يبقوا رجالة وينشفوا أكتر علشان يبقوا رجالة جيش.

سر سعادة الضابط هو شعوره أخيراً إن الجيش حلو وإن وسامته بقت تترجم جاذبية مش حاجة تانية وإنه هيقابل ناس يقولوا عليه كيوت مش.... طري. المثل بيقول يا كتكوت مين كتكتك قال ملقتش حد يلمني.. الشاب اللطيف ده كان بيمارس عمله في الكمين بنفس أداء هاني سلامة في فيلم الأولة في الغرام. كان كل ما يشوف عربية كل اللي فيها دكرة أو ناس كبيرة في السن يقوم باعت العسكري يفتشها ويشوف رخصها.. لكن لما كان بيشوف عربية فيها مزز كان بيشبط علي طول. دخلة الضابط كانت مميزة قوي وبتدل علي تأثرة بنجوم المحن في الوسط الفني.. يعني تلاقي يبص للبنات اللي في العربية من بعيد وبعد كدة يبتسم ابتسامة خفيفة وهو بيبص في الأرض ويبدأ يتحرك بالتصوير البطئ علي أم إن المخرج يشغل مروحة تطير شعره وتخلي اللبس يجسم عليه علشان يحلل التدريبات والفرق اللي خدها في الأساس علشان اللياقة كمحارب مش كواحد جاي يشقط.

بخطوات بطيئة مع النظر يميناً ويساراً ثم الوقوف أمام شباك السيارة ثم النزول ببطء ليطل بوجهه الكيوت علي فتيات السيارة منتظراً منهن صيحات الإعجاب وانتشار حالة الإغماء بينهن. ثم يقول بصوت ذكوري هادئ صادر من حنجرته ليؤكد للجميع علي سلامة هرموناته: الرخص.. يتناول الرخص بنفس معدل البطء ويقول دون أن ينظر: إيه اللي أخرك لحد دلوقتي يا (الاسم الذي قرأه في الرخصة) .. ينظر اليها ويكمل: مش عارفة إن في حظر ؟ طبعاً هي ترد بدلع: معلش أصلي كنت بوصل واحدة من صحباتي فالوقت سرقنا.. يرد بسماجة: تؤ تؤ تؤ تؤ.. واللي لو الوقت عدي هنا ﻷقبض لكم عليه بنفسي.. تضحك الفتيات بصوت عالي فيبتسم الضابط بعد أن نجح في إرضاء غروره فيعيد الرخص للفتاة ويقول لها: اتفضلي ولو قابلك كمين تاني قولي لهم إن الوقت سرقني وأنا بلغت عنه عند النقيب كريم السويفي.

طبعاً أنا وابن خالتي قلنا كل اللي يتقال من تريقة وشتيمة وتقليد ولو كان معانا كمبيوتر ساعتها كنا ركبنا له صورة ونشرناها. الموضوع مع أول عربية كان عادي أو بمعني أدق حاولنا نتقبله ونضحك علي نفسنا ونقول عادي بس مع تكراره والعطلة اللي بقينا فيها اتخنقنا. العربية اللي جنبنا كان فيها بنات من شكلهم تأكدنا إن الضابط هيقف يلاغيهم ساعة وبالفعل بدأ في التحرك بنفس الأداء السينمائي الرخيص لحد ما وصل للعربية ووقف جنبها ولسة هينزل للشباك ويكمل وصلة المرقعة خرجت عن شعوري وقلت له يا فندم لو سمحت احنا كدة بقالنا كتير والعربيات اللي جنبنا كلها عمالة تعدي واحنا ﻷ.. بالتأكيد مكنش تصرف سليم إني اتعصب علي ضابط واحرجه قدام بنات وكل ده واحنا في وقت حظر وحالة طوارئ.. للأسف ده اللي ادركته بعد كدة.

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق