الخميس، 18 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 3 : اختبار البقاء عاقلاً (2-2)


لو كنت من اللي ربنا فتح عليهم وعنده عربية فاعلم أن كل مكسب وراءه مهلك فوجودك علي عجلة القيادة هايتسبب لك في دخول مجموعة أكبر من اختبارات البقاء عاقلاً , يعني هاتبقي سايق في أمان الله هاتلاقي الشارع وقف طبعاً براءتك هاتصور لك إن السبب إما إشارة أو حادثة أو تقاطع أو يو تيرن أو الحاجات دي , بعد شوية (وﻻحظ إن شوية دي ممكن تكون ساعة) الطريق هايمشي وساعتها هاتبص علي الإشارة مش هاتلاقيها , هاتبص علي حادثة أو عربية عطلانة مش هاتلاقي , هاتبص علي تقاطع أو أي حاجة برضه مش هاتلاقي , كل اللي هاتلاقيه شارع طويل فاضي والعربيات ماشية فيه بسرعة رغم إنه من لحظات كان متكدس والعربيات مابتتحركش فيه وكل اللي بيبقي في إيدك ساعتها إنك تقول : يا مثبت العقل والدين .. ومحدش أبداً هايعرف إيه سبب العطلة وﻻ طبعاً سر الحل وعلي ما يبدوا إن القاهرة بتسكنها أرواح شريرة هي اللي بتتسبب في الظواهر الخارقة دي.

وانت سايق الساعة 2 أو 3 الظهر في ميدان الجيزة مثلاً هاتلاقي مرة واحدة الطريق وقف برضه بس المرة دي بسبب لجنة مرورية قافلة ال 4 حارات وسايبة حارة واحدة بس وكل السادة أعضاء اللجنة واقفين بيستمتعوا بالمنظر الخلاب بتاع صراع ال 4 حارات علشان يدخلوا الحارة الواحدة ومن وراءهم الطابور المهيب للسيارات الممتدة في الأفق يتصاعد منها ناتج الاحتراق الجزئي للوقود مسبباً حالات اختناق بجانب الحرارة العالية. طبعاً لو انت جديد هاتسأل : ليه عاملين لجنة في مكان حيوي وقت ذروة والدنيا أصلاً مش ناقصاهم .. احب اقول لك انت بتضيع وقت بالسؤال ده لأن في قبلك ملايين المواطنين سألوه ولحد دلوقتي مفيش إجابة مقنعة.

عساكر المرور وظيفتهم في الطبيعي تنظيم المرور وفي الدول المحترمة (مش بس أوروبا) بيتم الاستعاضة عن العسكري ده بإشارات إليكترونية وفي مصر أظن إننا ممكن جداً نستغني عن الاتنين هايكون أحسن للمرور. ذلك العسكري المسؤول عن تنظيم المرور تلاقيه قافل طريق وفاتح طريق تاني (طبعاً ده الطبيعي) بس اللي مش طبيعي إن الطريق المفتوح يفضل مفتوح رغم عدم وجود عربيات في حين إن الطريق التاني متكدس والناس بتموت , يعني هو مبرمج زي الإشارة الإليكتروينة إنه يفتح كل طريق مدة معينه ولو في طريق أزحم من التاني هايوزع الوقت برضه بالتساوي. لكن الحق يقال مؤخراً بقي عندنا عساكر بتفهم أو بمعني آخر بترحم المواطنين من المستويات المتقدمة من اختبار البقاء عاقلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق