الأحد، 14 أكتوبر 2012

هنا القاهرة 3 : اختبار البقاء عاقلاً (1-2)


ثالث اختبار بيتعرض له المواطن المصري في شوارع العاصمة هو اختبار البقاء عاقلاً واللي بيتم فيه تعريضه لمواقف تتنافي مع العقل والمنطق وبتكون نتيجة الاختبار إما إنه يفقد عقله من سيل عدم فهم أو إنه بيتعامل بشكل عادي مما يدل إنه استغني عن العقل والمنطق علشان يقدر يتعايش أو كما يقولون ياكل عيش في البلد دي.

من اشهر مواقف الاختبار هو التخبيط المستدام وده بيكون عبارة عن تعرض المواطن للتخبيط من المواطنين اللي زييه في كل مكان بيروحه وبشكل متكرر يشكك المواطن في نفسه ويخليه يقف عند أقرب مراية علشان يشوف هل هو فعلاً ظاهر وﻻ مختفي والناس ليها عذر منطقي. لرفع درجة صعوبة الاختبار ده بيتم إضافة ردود أفعال غير منطقية من المواطن اللي بيخبط في الواحد , يعني تلاقي الأخ من دول يترزع كتفه في كتفك مما ينتج عنده تحرك كلاً منكم في حركة دورانية حول محوره و رغم ذلك يكمل طريقه بدون ما يعتذر وﻻ حتي يبص علي اللي خبطه , الأغرب بقي لما تكون انت اللي غلطان وتخبط حد خبطة جامدة فتشعر بالذنب الرهيب وتسارع بالاعتذار تلاقي اللي انت عايز تعتذر له غير مهتم اصلاً وسابك ومشي حتي بدون ما يشتمك وده يدفعك للشعور بمزيج من الدهشة والحيرة وعدم الفهم وتسأل نفسك : يعني هو الراجل ده متعود يتخبط كل شوية عادي وﻻ يمكن مستعجل وﻻ هو مش موجود اصلاً وانا بتخيل ؟!

لرفع درجة الصعوبة أكثر بيتم صنع موقف شهير جداً واللي بيعملوه عادة بيكونوا بنات بإنهم يمشوا بعرض الطريق جنب بعض رافعين شعار "إياكش يولع باقي الناس" الموقف ده يتسم بالازدواجية يعني لو انت ماشي وراهم وهم قافلين الطريق وعمال تيجي يمين وشمال علشان تلاقي ثغرة تمر منها يبقي انت كدة بتمر باختبار الثبات الانفعالي , أما لو جاي عكسي وهم داخلين عليك وانت منتظر إنهم يوسعوا لأن العقل بيقول إنهم لو ماوسعوش هاتخبطوا في بعض وأكيد فكرة إنك تلف وتمشي من شارع تاني مش منطقية في الحالة دي انت بتتعرض لاختبار البقاء عاقلاً. للاسف عادة الموقف ده بينتهي بإنك تنزل من علي الرصيف أو تمشي في طريقهم لحد ما توصلوا لحتة واسعة تقدر تعديك جنبهم وتروح بقي مطرح ما كنت عايز تروح.


لرفع درجة الاختبار لأقصي درجاتها بيتم تنفيذ عملية التخبيط وانت واقف , يعني تخيل إنك واقف وثابت والناس المفروض شايفاك ومع ذلك يخبطوا فيك وغالباً بيكون جنبك فراغ يعدي اتنين مش واحد بس وهو ده اللي يجنن الواحد. زمان لما كنت بتعرض لموقف الاختبار كنت فاكر إن الموضوع فيه دوافع جنسية وخصوصاً إن أغلب اللي بيمشوا بدون إدراك بيكونوا بنات , لكن بمرور الوقت وكثرة التخبيط لقيت رجالة بيخبطوا في , برضه تفكير غير السوي صور لي إن ظاهرة الشذوذ انتشرت لكن بمرور وقت اطول لقيت إن كل فئات الشعب بتخبط في , ستات , رجالة , شيوخ , أطفال , رضع , عمال , فلاحين , فئات , قوائم حزبية .. إلخ فالظاهر إن موضوع التخبيط ده سنة الحياة في العاصمة أو يمكن عادة فرعونية … يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق