الجمعة، 2 نوفمبر 2012

عن أغاني المهرجانات


من فترة طويلة أظنها تجاوزت ال 4 سنوات ظهر ما أطلق عليه أغاني المهرجانات وحالياً بقت هي الأغنية الشعبية الرسمية بعد انتهاء عصر شعبولا وعبد الباسط حمودة وحكيم وأصبحت الموسيقي السائدة في الأفراح والمفضلة لشباب العشرينيات وما تحت العشرين. مع تزايد شعبية المهرجانات انتقلت لطبقات غير شعبية وبقت تشتغل في أفراح القاعات مش زي زمان في أفراح الشوارع ونالت إعجاب مش بس شباب الطبقة الوسطي إنما كمان الطبقة الأعلى وبقي من المألوف مرور سيارة فخمة مليئة بالشباب ومشغلين مهرجان وبيرقصوا معاه. بعد تزايد الشعبية للمهرجانات جي دور آكلي العيش للمتاجرة والكسب من وراء الظاهرة وبالتالي ظهر جيل من الأفلام اللي بيتقدم فيها مهرجانات , بعض الأفلام جابت المطربين الأصليين للمهرجانات والبعض وجد إنه هايكسب أكتر لو خلي الممثلين المشهورين هم اللي يقدموا النوع ده. لفهم المهرجانات وتحديد هل هي وباء وﻻ نوع من الفن ﻻزم نبص علي أركان المهرجان واللي بتتقسم لثلاث أركان .. الموسيقي , الكلمات , الرقص.

أولاً الموسيقي
تعتمد موسيقي المهرجان علي خلطة من الآلات والأصوات الاليكترونية الصاخبة واللي بتعتمد علي تحميس المستمعين للحركة والرقص و هو ده الهدف من أي موسيقي تشتغل في فرح مصري سواء فيها كلمات وﻻ ﻷ وطول عمر المصريين بيرقصوا علي أغاني لو ركزنا في كلماتها ممكن نلاقيها حزينة أو مالهاش معني زي العنب والبلح وكل الفواكه اللي ظهرت واختفت بسرعة. ثقافة الإهتمام بالموسيقي دون الكلمات موجودة من زمان وموجودة لحد دلوقتي يعني لما أغنية ماكارينا ظهرت الكل كان بيغنيها وبيرقص الرقصة الشهيرة مع إن أغلب اللي بيرقص مش فاهم الكلمات وﻻ حتي عارف اللغة.

ثانياً الكلمات
أظن إن أغاني المهرجانات بدأت بإن واحد واقف علي دي جي بيشغل موسيقي طبل وتخبيط وعمال يولع الفرح بالطرق المعتادة زي فين السقفة , وأعلي , وأهو أهو (ويشاور علي حد بيرقص بحماس) ومع زيادة التدخل بدأ يدخل كلمات ويعمل أغنية. اللي خلاني افكر في البداية دي إن المهرجانات في بدايتها مكنتش بتحتوي علي كلام متألف إنما كانت بتعتمد علي إقتباس كلمات من أغاني قديمة ورصها جنب بعض بدون مبرر وﻻ أي معني زي مهرجان سمكة علي بلطية اللي قرر إنه يعمل ريميكس ﻷغنية إيمان البحر درويش في البحر سمكة بتزق سمكة. لكن بمرور الوقت الكلمات بدأت تاخد مسار أشبه بمسار الراب يعني تتكلم عن مواقف بتحصل للشباب وكلام عن المخدرات والصحوبية والبوليس وقلة الأصل والخ , وفي نوعية كلمات تانية محلية بيتباهي فيها اللي بيغنوا بإنتمائهم لمنطقة معينة وإن المنطقة دي هي الأصل والباقي تقليد وإن محدش يقدر يدخل منطقتنا غير بمزاجنا والموضوع دخل في تناحر بين المناطق الشعبية زي شعر الجاهلية بالضبط والنوع ده بالتحديد منتشر في مهرجانات إسكندرية. يعني الكلمات بتعبر عن ثقافة الشارع الشعبي والشباب اللي مفحوت في الشوارع وبيتنطط من حتة لحتة ومالوش ضهر والحاجات دي وبالتالي ماينفعش نحط كل المهرجانات في سلة واحدة ونفصل بين اللي كلماتها هلس واللي كلماتها مش عاجبانا بس بتعبر عن واقع وبين كلمات وقحة وقليلة الأدب.

ثالثاً الرقص
تتميز المهرجانات إن اللي بيرقص مش بس الجمهور إنما المطرب كمان وبيبدأ يؤدي حركات اشبه بال breakdance و يعمل دويتو في الرقص مع مطرب تاني أو حد من الفرقة وبكدة الفرح يولع والدنيا تهيص وهو المطلوب تحقيقه. رقصة المهرجانات مميزة جداً وفيها قوة وحماس ومحتاجة صحة علشان كدة الشباب بيلاقي نفسه فيها والدويتوهات اللي بتتعمل بتمتع الناظرين وخصوصاً لو كان بين أصحاب فبيظهر تفاهم كبير بينهم وبيقدموا شبه استعراض راقص المعازيم يحاولوا يقلدوه فيما بينهم ويبقي هدف عندهم التمرن في الأفراح وغير الأفراح لحد ما يوصلوا لنفس المستوي.

خلاصة الموضوع إني كنت متضرر من النوعية دي من الأغاني لكن لما ركزت أكتر لقيت إنها عادية جداً .. إيه يعني الموسيقي بتاعتها صاخبة ؟ ما الشعب المصري طول عمره مزعج وبيحب الطبلة وبيرقص عليها , إيه يعني الكلمات ركيكة ؟ ما أغلب الأغاني التجارية لغتها ركيكة ومع ذلك منتشرة وبتبيع واللي بيغنوها مشاهير , إيه يعني الشباب بيرقص عليها ؟ ما احنا طول عمرنا شعب ظياط وكل المحترمين في الطبيعي بييجوا عند أول فرح ويدوها رقص .. يعني من الآخر دي مش أول مرة مجتمعنا يظهر فيه فن غير مرضي وغير هادف وأغلب الفنون المنتشرة هي اللي بتكسب والفرق بينها وبين المهرجانات وقوف منتجين وخبراء تسويق مع المطرب الهابط الفاشل غير الموهوب لحد ما يبقي نجم جيل أو هضبة.

بالنسبة لي مصيبة المهرجانات أقل من مصايب تانية من أفكار دخيلة علي المجتمع بتغير من أخلاقه وأفكاره وعاداته فعلي الأقل المهرجانات دي فن شعبي يعني اللي بيقدمه هم الناس الشعبين واللي ابتكروه هم أبناء البيئة المصرية وهي دي طبيعة الفن الشعب بيكون وليد ثقافة المجتمع فلو الفن متدني فده انعكاس للمجتمع ولو راقي فبرضه هايكون انعكاس المجتمع يعني لو طورنا المجتمع وثقافته وأخلاقه هانلاقي فن شعبي محترم و راقي أما الفن التاني الدخيل فهو دائماً عدو المجتمع.

هناك تعليق واحد: