الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

عن المواقع الإباحية


صدر مؤخراً أمر للوزارات المختصة بتنفيذ قرار حجب المواقع الإباحية اللي سبق واتناقش في البرلمان قبل حله. من أول يوم في طرح الفكرة في البرلمان وناس كتير -أنا منهم- اعترضوا علي الفكرة وسخروا منها وحتي الآن في كتير معارضين ليها , طبعاً كالعادة لما حد بيعارض فكرة محدش بيسأله معارضها ليه ويسارع باتهامه وبالتالي اللي سخر من فكرة الحجب اتهم إنه بيحب المواقع دي ومن الزوار الدائمين ليها لكن في الواقع الموضوع غير كدة خالص , الاعتراض أو التحفظ علي فكرة الحجب لها أسباب منطقية كتير.

أول سبب إن فنياً في شبه استحالة لتنفيذ القرار والموضوع مش محتاج متخصصين زي ما البعض فاكر وإن بالطريقة دي هانصعب الأمور علي محدودي الإمكانيات التقنية لكن المشكلة إن فعلاً اللي عايز يوصل للأفلام الجنسية هايوصل لها طالما هو عايز. طبعاً في دول كتير علي مستوي العالم طبقت موضوع الحجب ده وتجربتهم أكدت الاستحالة دي بحصولها علي مراكز متقدمة في البحث عن المواد الإباحية. علي ما أظن إن الحجب فكرة منطقية وممكنة فنياً لو كان الهدف منها منع الوصول الإجباري للمواد الإباحية للناس , يعني يتم منع ظهور الإعلانات الجنسية وإرسال بريد إليكتروني إباحي وظهور شاشات أثناء التصفح والكلام ده لحماية اللي مش عايز يشوف الحاجات دي وبيتضرر من فرضها لنفسها عليه لكن اللي عايز يشوف فمفيش حاجة هاتمنعه غير ضميره.

تاني سبب إن القرار ما هو إلا إجراء تجاه نتيجة مشكلة مش المشكلة نفسها , يعني عندنا شباب مقبل علي المواقع الإباحية يبقي التفكير المنطقي إننا نسأل "ليه الشباب بيشوف الحاجات دي" لكن بدل ما نسأل السؤال ده سألنا "إزاي نمنع وصول الحاجات دي للشباب" وللأسف الإجابة كانت ساذجة وغير عملية يعني حتي القرار الخطأ ماعرفناش ننفذه.

ثالث سبب إن تقويم الشعب ماينفعش يتم بالقمع وماينفعش تكون الحلول المطروحة دائماً من نوعية المنع والعزل, ﻻزم يتم العمل علي الخطين مع بعض تحريم الحرام وإتاحة الحلال , لكن إزاي عايز ناس بتموت من الجوع ماتسرقش ؟ إزاي عايز شباب عاطل إنه مايتجهش للإجرام ؟ إزاي في ظل جهل وفساد أخلاق وضنك العيش متخيل إن القهر هايصلح الشعب ؟

الخلاصة عمر القهر ما قوم أمة واللي عايز يعمل حاجة غلط هايعملها مهما قفلت الدنيا في وشه ولو فاكرين إن النت هو المشكلة فتذكروا جيل الفيديو وجيل القمر الأوربي اللي مكنش علي أيامه نت أصلاً وبرضه كان بيتفرج علي أفلام جنسية. لما نتكلم عن تأسيس دولة ﻻزم يكون عندنا مفهوم عدم فرض قانون إلا مع وجود إمكانية لتطبيقه بدون ما الإنسان ييجي علي نفسه ويقهر نفسه أكتر ما هو مقهور, مفهوم تهيئة النفس والمناخ للالتزام , مفهوم منح الشعور بالإنسانية , مفهوم إن الملتزم فعلاً هايعيش أحسن من غير الملتزم , مفهوم إن الإنسان مش معزة تحركها بالعصاية , مفهوم إن الإنسان مش هايعمل حاجة إلا إذا كان مؤمن بيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق