الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مدينة الجمال والقبح


عند النظر لمدينة القاهرة نجد مظاهر كثيرة للجمال سواء في مباني أثرية تتميز بالفن والذوق المميز وانتشارها في العديد من المناطق القديمة يجعل من القاهرة متحفاً مفتوحاً , منازل قديمة تم بناءها لتكون سكناً مريحاً لساكنيها , مناظر طبيعية تتجسد في بعض المساحات الخضراء وبالطبع المنظر الطبيعي الأشهر في مصر .. النيل , ولكن ماذا فعل أهل القاهرة تجاه ذلك الجمال ؟!

كان من المنطقي أن يهتم القاهريين بالإرث الرائع الذي تركه لهم جدودهم ولكن في المقابل تم إهمال الآثار الإسلامية المنتشرة في المناطق المقامة محل القاهرة الفاطمية فصرنا نري أكوام القمامة ملقاة أمام أثر له تاريخ ولربما كان مدرسة أو سبيلاً , نجد أحد الآثار التي لولا ما تراكم عليها من الأتربة لمتع الناظرين إليها وبجواره محل ذو منظر قبيح يبيع المعسل وأدوات الشيشة , وصل الحال حتي أن صارت بعض الأماكن الجميلة أماكن خربة وقد حولها المجرمون لمخازن ممنوعات و أوكار تمارس فيها كل المحرمات.

المنازل القديمة التي كانت شاهداً علي مستوي الحضارة التي وصلت إليها الأمة هدمت وتم استبدالها بأبراج تخلو من أي لمسة جمالية فهي أقرب للجحور الغرض منها ليس الراحة والسكينة إنما استيعاب أكبر عدد ممكن من البشر لتحقيق المزيد من الربح فكانت هي الأخري شاهداً علي مستوي الحضارة التي وصلنا إليها.

أما المناظر الطبيعية تقريباً هناك هدف قومي للقضاء عليها , فكل ما هو أخضر يصفر وكل ما هو منسق تحل عليه الفوضي , حتي النيل تم تلويثه بالمناظر القبيحة التي تتمثل في مركبات صاخبة تقتل الطبيعة الساحرة للنيل وتضيف لمسة قبح إضافية وأظن أن لولا صعوبة التنفيذ لردموا النيل.

عندما أنظر للقاهرة تصيبني الحيرة وأتساءل في دهشة لماذا يكره المصريون الجمال ؟ هل الغلاء والفقر غلَّب الطابع العملي علي حياتنا حتي نسينا الجمال ؟ هل تقييم الأمور صار من جهة واحدة .. جهة الماديات ؟ هل فقد الجمال سلطانه علي ساكني المدينة القبيحة ؟ أم أن القبح تم طرده من نفوس الساكنين فانعكس ذلك علي بيئتهم ؟!

تقرير عن القاهرة الفاطمية وما تعرضت له من تعديات وإفساد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق