الأربعاء، 25 يناير 2012

يوم 25 يناير اللي فات


اليوم ده كانت كل الناس متوقع ان يبقي فيه مظاهرة كبيرة جداً وده نتيجة لتجربة الوقفات السلمية اللي اتعملت حداد علي قتل خالد سعيد وكمان ثورة تونس اللي نجحت قبلها بعشرة ايام لكن مكنش حد متوقع ابداً انها تبقي ثورة ونشيل بيها حكم دام سنين ونبدأ عملنا في الاصلاح بحرية ونسمع ان واحد زي حبيب العادلي متهم وفي السجن بيتحاكم. صحيت اليوم ده الصبح وكنت متفق مع اخويا اننا ننزل مع بعض وهو وافق علي مضض لانه برغم انه مؤمن جداً باللي بيعمله الا انه خايف علي ومش عايزني اتعرض للخطر اللي هو متأكد منه. لكن نزلنا وراجعنا التعليمات بحيث التحرك داخل المظاهرة ولو حصل واتقبض علي وبصفة عامة التعليمات دي كانت منتشرة من قبلها علي الانترنت.

نزلت انا واخويا واتقابلنا مع واحد من الناس اللي بيتقال عليهم "بتوع مظاهرات وسياسية" من الناس اللي اتقبض عليهم قبل كدة ومش فارقة معاه وقررنا نقعد علي قهوة في الجيزة لحد ما يقرب وقت المظاهرة اللي هو كان الساعة 2 الظهر والمكان بالنسبة لينا كان ميدان مصطفي محمود. بالرغم من دخولنا قهوة عادية جداً وبشكل عشوائي الا اننا لقينا فيها مجموعه من النشطاء اللي بيتقبض عليهم كتير برضه وكان في 2 قاعدين علي جنب مكتوب علي وشهم "مخبر" المهم راجعنا التغييرات تاني وخدنا واجبنا ولما جي الوقت اتحركنا من علي القهوة وركبنا دقي امبابة علشان ننزل شارع جامعة الدول وهناك بدأنا اسلوب المخابرات اللي هو اننا مننزلش مع بعض ولو حد اتمسك هايقول كنت رايح فين والكلام ده.

مش عارف ايه سبب اصرار اللي كان معانا انه يتمسك الراجل نزل يقعد في قلب الميدان قدام المكان المتفق عليه وكأنه بيقول انا شوية كدة وقايم اتظاهر. انا واخويا دخلنا شارع جانبي مقابل للمسجد علشان نقابل معارف اخويا اللي اكتشفت اليوم ده انه كان في حركة 6 ابريل وسابهم وانضم لحشد . اثناء سيرنا قابلنا ناس كتير شكلهم انهم اول مرة ينزلوا مظاهرة وكان في عيونهم سؤال لينا "هو انتوا معانا؟ طيب هانعمل ايه دلوقتي؟" وفضلنا موجودين في الشارع الجانبي لحد ما جي معاد المظاهرة وسمعنا صوتها من بعيد وشوفناها فعلا بدأت تحت المظلة اللي قدام مسجد مصطفي محمود.

اتحركنا احنا وكل المستجدين وكل الناس ورحنا وقفنا حوالين المظاهرة لكن لان اغلبنا جدد فبرضه معرفناش هانعمل ايه لان الامن المركزي كان عامل كردون حواليهم وواضح ان الناس القديمة كانت متخيلة الموقف وبالتالي عملت حركة لضم الناس دي. بعد الساعة ما تجاوزت حوالي 2:15 الناس اللي جوة الكردون مرة واحدة كسروا الكردون الامني وطلعوا يجروا وكأنهم بيقولوا للي مش عارف يعمل ايه "ادخل معانا يللا" وفعلا الناس كترت جدا وجرينا من ناحية مصطفي محمود وعدينا الشارع علشان ندخل في شارع جانبي لتجميع اكبر عدد بعيد عن الكردونات والاعداد الضخمة من الامن المركزي المتواجدة في الشارع الرئيسي.

 أثناء عبورنا الشارع الامن برضه كان بيعبر الشارع وكان بيحاول يعمل كردونات صغيرة بحيث يقبضوا علي ناس يمكن الباقي يخاف وفي لحظة وانا بجري لقيت قدامي امن جيت ادخل شمال لقيت امن تاني جيت ارجع ورا لقيت اننا متحاصرين علي شكل حرف U والمخرج الوحيد هو سور جنينة لكن من الصدمة بصراحة اصيب تفكيري بالشلل وخفت احاول اهرب الامن يزودها معايا لكن انقذني من حالة الشلل الفكري دي اخويا لقيته من الناحية التانية من الجنينة بيقول لي "نط يا محمود" فبصيت للامن ونطيت لكن ام السور معمول بطريقه لا يخليك تعرف تدوس عليه ولا فيه فحصل خرشمة لرجلي وعديت جوة الجنينة وعند الطرف التاني من السور نطيت خوفاً ان يكون الامن بيجري ورايا فمن النطة الغلط وقعت بكتفي علي السور والنظارة وقعت. طبعاً قمت اكمل جري وسيبت النظارة لكني مبقتش شايف اي حاجة وجسمي واجعني ولما بصيت كدة لقيت ان الامن وقف وبطل يتقدم فرجعت دورت علي النظارة والحمد لله لقيتها بس هي كانت متطبقة في بعضها.

اخدت النظارة وقمت انضم للمظاهرة وعيني علي الامن وبرتب لو هجم تاني هاخرج منين وبصيت علي رجلي لقيت البنطلون اتقطع من الاسياخ بتاعة الجنينة وكتفي واجعني جداً بس مش شايف الجروح. كلمت اخويا اطمنه اني متقبضش علي والحمد لله سليم واني في المظاهرة لقيته رد علي برسالة بيقول لي فيها "روح باقصي سرعة" طبعاً امتداد لخوفه علي لكني استخسرت اني اعمل كل ده وامشي بدري بدري كدة. فضلت ماشي مع المظاهرة ودخلنا شارع وادي النيل وقيادات من الشرطة ماشية ورانا وبتتصل مع قواتها اللي سيبناها في جامعة الدول بعد كدة لقيت اننا راجعين تاني لجامعة الدول فاستغربت وسألت نفسي "ليه نرجع للامن برجلينا تاني ؟" بس اللي تابع بقية اليوم فهم هم عملوا ليه كدة.

بعد المواجهة البسيطة اللي كانت بيني وبين الامن حسيت اني غير مجهز بالمرة لمواجهة الامن وشعرت بخوف كبير جدا منعني اني اكمل في المظاهرة ولقيت قدامي فرصة للخروج الآمن فخرجت وركبت ميكروباص للجيزة ولما خرجت لشارع جامعة الدول لقيت ان في مظاهرة تانية عند المسجد غير المظاهرة اللي انا سيبتها آخر الشارع وبعت رسالة لاخويا اقول له فيها اني خرجت فرد برسالة بيقول لي فيها "انا كويس المظاهرة كبرت قوي" وروحت بيتنا غيرت هدومي وبدأت اعالج كتفي اللي اكتشفت انه جرح عميق لكني مرحتش لدكتور خوفاً من الامن وعلشان كنت بفكر ان اخويا اصلا هناك فمش عارف اليوم هاينتهي علي ايه. وبعد ما هديت وصارحت نفسي لقيت اني انسحبت من الخوف وشعرت بعار شديد جداً من تخاذلي وده كان من اهم الدوافع اللي ثبتتني يوم 28 يناير.

فضلت منتظر في البيت اتابع مع اخويا واتابع علي الجزيرة اللي بيحصل وعرفت انهم وصلوا التحرير وكانت الشبكة ضعيفة جداً مرة تجمع وعشرة لا. وعلي الساعة 11 بالليل كلمت اخويا فقال لي ان الوضع مستقر وانهم كونوا لجان شعبية للاعاشة بحيث انها اتحركت لتوفير بطاطين وطعام وانهم بيستعدوا للمبيت في اعتصام مفتوح حتي الرحيل. لكن علي 12 بالليل بدأ الهجوم بعنف عليهم وهم آمنين مستقرين مش مديين خوانة وعرفت ان الامن جري وراهم وطاردهم في الشوارع الجانبية طبعا كلمت اخويا اطمئن عليه والحمد لله طلع سليم ورجع علي الساعة 3 الفجر وقال لي جملة جميلة قوي "كان حلم جميل" ظناً منه ومننا كلنا ان الموضوع كدة خلاص خلص وأكد انهم مفرقتش معاهم القنابل بس كانت المشكلة في الرصاص هو اللي فعلا فرقهم وانتهي اليوم علي كدة ومحدش كان متوقع امتداده وتكراره تاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق